البحرين -جريدة الايام-
14303 السبت 01 محرم 1433 الموافق 26 نوفمبر2011 العدد 8265
نطمح
لتعاون أكبر بين السلطتين التشريعية والتنفيذية
كتب
- محرر شؤون البرلمان:
انتهت «لجنة الرد على الخطاب السامي» بمجلس النوّاب أمس من صياغة ردّها على خطاب
جلالة الملك الذي افتتح به جلالته دور الانعقاد السنوي العادي الثاني من الفصل
التشريعي الثالث.
وقد أكّدت مسودّة الردّ الذي من المزمع أن يصوّت عليها النوّاب في الجلسة المقبلة،
تمسّك النواب بتوافقات الحوار الوطني وبأنّهم سيبذلون قصارى جهودهم في العمل على
تحقيق مرئياته سعيا إلى وحدة المجتمع البحريني بكل أطيافه وتثبيت ركائزه.
كما أكّد النواب في الردّ على ان سعيهم الكبير من أجل تطوير الممارسة الديمقراطية
تحت قبة البرلمان من خلال تفعيل جميع الأدوات التشريعية والرقابية التي نص عليها
دستور المملكة والقوانين ذات الصلة فيما يخص المجلس النيابي، ومن خلال سرعة تنفيذ
مرئيات حوار التوافق الوطني.
وأبدوا تطلعهم إلى مزيد من التعاون بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، ومؤكدين على
العمل من أجل أن تكون جميع القنوات مفتوحة بين السلطتين انطلاقا من مبدأ التعاون
بين السلطات، والتعاون المثمر البناء دونما حواجز تعيق عمليتي التطوير والنماء.
كما أكّد النوّاب اهتمامهم الكبير بالاقتصاد الوطني الذي يقوم على أساس من الإيمان
بحق المواطن في توفير فرص العمل له، وهذا ما تحققه سياسة النهوض بالمشاريع التنموية
والاستثمارية والتجارية.وفيما يلي نص الردّ:
ببالغ الفخر والاعتزاز تشرفنا بالاستماع إلى خطاب جلالتكم السامي الذي تفضلتم
بإلقائه في افتتاح دور الانعقاد العادي الثاني من الفصل التشريعي الثالث لمجلسي
الشورى والنواب عصر يوم الأحد الحادي عشر من ذي القعدة سنة 1432هـ الموافق للتاسع
من أكتوبر سنة 2011م.
ويشرفنا يا صاحب الجلالة أن نرفع إلى مقامكم الكريم الرد على خطابكم السامي:
صاحب الجلالة:
إن مباركتكم الكريمة لنا بافتتاح دور الانعقاد لهي البداية التي تجعلنا نسير وبخطى
واثقة لما أكدتم عليه جلالتكم في خطابكم السامي نحو حماية هذا الوطن ومنجزاته،
والمحافظة على الإنجازات والمكتسبات التي شيدها أبناؤه.
صاحب الجلالة:
لقد استهللتم خطابكم السامي بعبارات التهنئة على تحقيق النجاحات، ذلك المؤشر الجلي
على نجاح مشروع جلالتكم الإصلاحي الذي انطلق منذ عام 2001م شاهدا على عصر جديد من
الديمقراطية بروح تصون هذا الوطن، وتحافظ على قيمه وثوابته.
وإن تهنئة جلالتكم لأصحاب السعادة النواب بمناسبة فوزهم بالانتخابات التكميلية
لدليل ملموس على أن مملكة البحرين قادرة على المضي قدما نحو الأمام، ونحن نواب
الشعب نشاطر جلالتكم الرأي على أنها بوعي شعبها ستتخطى كل التحديات وستمضي سفينة
الوطن بقيادتكم الحكيمة تشق عباب الصعاب لتتفتح آفاق جديدة من المنجزات التنموية
على كافة الأصعدة.
وقد جاءت إشادة جلالتكم بالمرأة البحرينية بفوزها بثلاثة مقاعد في الانتخابات
التكميلية تأكيدا لما نص عليه دستور مملكة البحرين، فهي بذلك أصبحت شريكا أساسيا في
صنع القرار السياسي، وقوة تساهم في بناء مرتكزات الوطن، بجانب دورها الفاعل في كافة
المجالات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية.
وإن المتأمل لمفردات الخطاب السامي ليقف على الكثير من رؤى جلالتكم لبحرين الغد،
فلقد أشرتم إلى قيم ومكتسبات وثوابت تمس الشعب وتلامس تطلعاته، نتناولها في المحاور
الآتية:
أولا: تأييد مرئيات حوار التوافق الوطني
صاحب الجلالة:
إن مبادرتكم الحكيمة بتأييد مرئيات حوار التوافق الوطني والذي تلاقت فيه الخبرات
والرؤى والكفاءات والشخصيات الوطنية، لهي انفتاح على إشراقة أعوام جديدة في مسيرة
جلالتكم الظافرة نحو مستقبل أفضل يبنى على الحوار والاستماع للرأي والرأي الآخر.
هذا، وسنبذل قصارى جهودنا في العمل على تحقيق مرئيات حوار التوافق الوطني سعيا إلى
وحدة المجتمع البحريني بكل أطيافه وتثبيت ركائزه، وتحقيقا للمصلحة الوطنية العليا
في بناء المجتمع بالحب والألفة والكلمة الطيبة والموقف الواحد، بعيدا كل البعد عما
من شأنه المساس بوحدة المجتمع ومكوناته وائتلاف أفراده، حادينا في ذلك العمل الجاد
والممنهج على خطى واثقة لتنمية بلادنا والرقي بها، كل ذلك مع إعمال الشراكة في
العمل والجهد الوطني بما يحقق رفعة مملكة البحرين.
وقد أثبت حوار التوافق الوطني للقاصي والداني قدرة البحرين على ترسيخ ما غرستموه
جلالتكم في تثبيت دولة المؤسسات والقانون، مما يؤكد على أن البحرين تحيا في عهد
ديمقراطي وشفاف في العلاقة بين القائد والشعب.
صاحب الجلالة:
إن تأييدكم لنتائج حوار التوافق الوطني يبث فينا جميعا الثقة التي أوليتموها لكل
فرد من أبناء الشعب، فالتأييد المطلق الذي حظيت به مرئيات الحوار من لدن جلالتكم
يعمّق روح التواصل بينكم وبين كافة أفراد المجتمع، وهذا ما تشيرون إليه دوما يا
جلالة الملك ويتطلع إليه أبناؤكم على كافة الأصعدة.
وانطلاقا من المبادئ الدستورية الكفيلة بالنهوض بالمستوى المعيشي للمواطن،
والارتقاء بالاقتصاد الوطني، كانت باكورة نتائج هذا التأييد هو أمر جلالتكم السامي
بزيادة الرواتب لكافة موظفي الحكومة والمتقاعدين، إسهاما في تحقيق العيش الرغيد
الذي يسعى إليه نواب الشعب.
ثانيا: تعزيز مبدأ التعاون بين السلطتين التشريعية والتنفيذية
صاحب الجلالة:
لقد كان تكليف جلالتكم السامي للسلطة التشريعية برئاسة صاحب المعالي السيد خليفة بن
أحمد الظهراني رئيس مجلس النواب الموقر بالتنسيق والإعداد ومتابعة جلسات حوار
التوافق الوطني، وما تمخضت عنه من توافقات، ومن ثم إسناد مهمة التنفيذ إلى السلطة
التنفيذية تجسيدا لمبدأ التعاون بين السلطتين التشريعية والتنفيذية الذي طالما
أكدتم عليه جلالتكم في جميع المحافل والمناسبات الوطنية، وسعيتم إلى تحقيقه لدفع
عجلة التنمية والإصلاح نحو الأمام خدمة للشعب البحريني الواحد.
هذا ونسعى يا صاحب الجلالة إلى تطوير الممارسة الديمقراطية تحت قبة البرلمان من
خلال تفعيل جميع الأدوات التشريعية والرقابية التي نص عليها دستور المملكة
والقوانين ذات الصلة فيما يخص المجلس النيابي، ومن خلال سرعة تنفيذ مرئيات حوار
التوافق الوطني.
كما أننا في هذا المقام نتطلع إلى مزيد من التعاون بين السلطتين التشريعية
والتنفيذية، مثمنين ومقدرين ما أمر به وأكد عليه صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن
سلمان آل خليفة رئيس مجلس الوزراء الموقر بضرورة وجوب حضور الوزراء جلسات المجلس
ولجانه، لمناقشة جميع موضوعاته من مشاريع ورغبات.
ونحن يا صاحب الجلالة سوف نعمل بكل جهدنا لأن تكون جميع القنوات مفتوحة بين
السلطتين انطلاقا من مبدأ التعاون بين السلطات، والتعاون المثمر البناء دونما حواجز
تعيق عمليتي التطوير والنماء.
ثالثا: النمو الاقتصادي وتوفير فرص العمل وتشجيع الاستثمار
صاحب الجلالة:
إننا نثمن اهتمامكم الكبير بالاقتصاد الوطني الذي يقوم على أساس من الإيمان بحق
المواطن في توفير فرص العمل له، وهذا ما تحققه سياسة النهوض بالمشاريع التنموية
والاستثمارية والتجارية.
صاحب الجلالة:
نتعهد لكم بأن يكون مجلس النواب شريكا أساسيا في عملية تطوير التنمية الاقتصادية من
خلال سن القوانين المتعلقة بنمو الاقتصاد، ومتابعة الموضوعات المؤدية إلى زيادة
المشاريع الاستثمارية والتجارية، والتي لا تتحقق إلا في أجواء يسودها الأمن والأمان
إسهاما في توفير العيش الكريم للمواطنين.
رابعا: الأمن والقوات المسلحة
صاحب الجلالة:
إن الدور الكبير الذي قامت وتقوم به قواتنا المسلحة من منتسبي قوة دفاع البحرين،
ووزارة الداخلية، والحرس الوطني، وجهاز الأمن الوطني، خلال الأحداث المؤسفة التي
مرت بها البلاد لهو خير شاهد على دور هذه القوات في تثبيت دعائم الأمن، والحفاظ على
سلامة المواطنين، والذود عن تراب الوطن، والسهر على أمنه بكل جدارة واقتدار، فهؤلاء
هم الدرع المنيع لمملكتنا الغالية كما أشرتم جلالتكم في خطابكم السامي.
إننا يا صاحب الجلالة نؤكد على ما جاء في ميثاق العمل الوطني بأن «الأمن الوطني هو
السياج والحصن الحصين لحماية البلاد وصيانة أراضيها ومكتسباتها الاقتصادية
والاجتماعية والسياسية ودعم مسيرة التنمية الشاملة»، وسيسعى الجميع على تعزيز
منظومة الأمن في البلاد، ولن نرضى لمن تسول له نفسه المساس بأمن الوطن وسلامته.
خامسا: تحقيق التعاون بين مملكة البحرين ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية
صاحب الجلالة:
إن الأحداث المؤسفة التي شهدها هذا الوطن خلال الفترة الأخيرة، ووقوف دول مجلس
التعاون لدول الخليج العربية بجانب مملكة البحرين، ليثبت للجميع وحدة المصير
المشترك لشعوب هذه الدول، فما دعوة البحرين لقوات درع الجزيرة تفعيلا لاتفاقية
الدفاع المشترك والقرارات ذات الصلة إلا دليل على التعاون الجاد والمخلص بين الدول
الخليجية الشقيقة، مما يؤكد بأن مجلس التعاون لدول الخليج العربية قادر على الدفاع
عن أمنه وسيادته وسلامة أراضيه ضد أي مساس أو تهديد داخلي أو خارجي.
صاحب الجلالة:
نشارك جلالتكم في تعميق هذا المبدأ، وسنسعى جاهدين لتفعيل جميع المعاهدات
والاتفاقيات، ما من شأنه زيادة التقارب والتكامل في كيان مجلس التعاون الخليجي في
مختلف المجالات.
سادسا: العلاقات الثنائية بين البحرين والدول الصديقة
صاحب الجلالة:
لقد تابعنا بمزيد من الفخر والاعتزاز مشاركتكم الفاعلة في الدورة السادسة والستين
للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك التي أثبتت عنايتكم البالغة واحترامكم
لقرارات الجمعية العامة، لتعزيز الأمن والسلامة الدولية.
إن تأكيدكم في هذه المشاركة على المسيرة الديمقراطية ونظام الدولة المدنية موقف
مشرف لمملكة البحرين، فلقد أثبتم يا صاحب الجلالة للعالم بأن البحرين تسير على
النهج القويم، لترسيخ العدالة والمساواة بين أفراد الشعب بتنوع مكوناته وأطيافه.
صاحب الجلالة:
ختاما، فإننا نعاهدكم على المضي قدما نحو ديمقراطية أسمى تقوم على ما دعوتم إليه في
خطابكم السامي، لصون المنجزات واللحمة الوطنية، والمحافظة على السلم الأهلي، لتقوية
أواصر التواصل بين الجميع بالحب والولاء للوطن، هدفنا في ذلك تحقيق نتائج أفضل لما
فيه خير ورفعة المملكة ورقيها، وتوفير حياة آمنة رغيدة لكل أفراد شعبها.
قال تعالى: «وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ
وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ
قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً...»آل عمران [103.
نسأل الله العلي القدير أن يحفظ جلالتكم، ويحفظ هذه الأرض الطيبة وأهلها من كل شر،
وأن يبعد عنها الفتن، وأن نكون على قدر الثقة، ويسدد عملنا هذا بالتوفيق.
أمر
ملكي رقم (43) لسنة 2009 بدعوة مجلسي الشورى والنواب للانعقاد
أمر
ملكي رقم (42) لسنة 2009 بتعيين عضو جديد بمجلس الشورى
الثقافة
السياسية شنظام المجلسين التشريعيين
رئيس
الوزراء يوجه إلى إحالة أربعة مشروعات قوانين إلى السلطة التشريعية
السلطة
التشريعية ستوظف صلاحياتها لترجمة توجيهات الملك
الثقافة
السياسية شنظام المجلسين التشريعيين