البحرين - جريدة أخبار
الخليج -الثلاثاء
02 صفر 1433 الموافق27 ديسمبر2011 العدد 12331
عيسى بن محمد.. قصة
نجاح وشمس إصلاح
مهرجان لتدشين الكتاب وتكريم القاضي.. والوزير.. والمحامي.. والداعية
كان حفل تدشين كتاب «عيسى بن محمد - قصة نجاح.. وشمس
إصلاح» الذي ألفه الدكتور هشام بن عبدالوهاب الشيخ ليلة أمس.. عبارة عن مهرجان
للوفاء لرجل من أبنائها الأوفياء النادرين في هذا الزمان.
أقيم الاحتفال بقاعة الشيخ عبدالرحمن الجودر بمقر جمعية الإصلاح بالمحرق ليلة أمس،
وحضره كبار الشخصيات بالمملكة وجموع كبيرة من أهل المحرق إلى درجة أن قاعة الشيخ
وكل قاعات الجمعية وصالاتها قد ازدحمت بالحاضرين في هذه المناسبة.. فاضطروا إلى وضع
الشاشات في الصالات والطرقات حتى يتمكن الجميع من متابعة فقرات الاحتفال الكبير.
وتحدث خلال الاحتفال كل من المستشار عبدالله العقيل مساعد الأمين العام لمنظمة
المؤتمر الإسلامي رفيق الدراسة للشيخ عيسى بن محمد وأحد أصدقاء العمر بالنسبة
إليه.. كما تحدث السيد قاسم يوسف بن الشيخ صالح حيث ألقى كلمة جمعية الإصلاح..
وتحدث كذلك السيد حسين راشد الصباغ السفير السابق بوزارة الخارجية.
وبعد عرض فيلم يلخص مسيرة حياة وعطاء الشيخ عيسى محمد تحدث الدكتور هشام بن
عبدالوهاب الشيخ مؤلف الكتاب.. ثم تحدث الشيخ عيسى بن محمد شاكرا الجميع ومتأثرا
بما ألقي من كلمات وبهذه الحشود التي حضرت الاحتفال قائلا: هذا الذي سمعته والذي
أراه وما أشعر به كثير عليّ في حياتي.
بعد ذلك وقع المحتفى به نسخا من الكتاب وأهداها لجمع من الحاضرين.. ثم افتتح معرض
الصور عن حياة ومسيرة عطاء الشيخ عيسى بن محمد بن عبدالوهاب آل خليفة: القاضي..
والوزير.. والمحامي.. والداعية.
من بين الذين حضروا الاحتفال: السيد خليفة بن أحمد الظهراني رئيس مجلس النواب،
والدكتور عبداللطيف المحمود رئيس تجمع الوحدة الوطنية، والشيخ عبدالرحمن بن محمد
مستشار جلالة الملك للشئون القانونية والشيخ هشام بن محمد محافظ العاصمة.. والشيخ
محمد بن عيسى رئيس مجموعة بتلكو نجل المحتفى به الشيخ عيسى بن محمد آل خليفة، وعدد
كبير من كبار الشخصيات والسفراء ورؤساء مجالس إدارات الشركات والبنوك.
بداية الحفل
بدأ الحفل بكلمة تقطر وفاء واعتزازا وذكريات قدمها المستشار عبدالله العقيل مساعد
الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي الذي قال: عشت مع هذا الرجل فترة زمنية تضرب
في أعماق القِدم عندما كنا ندرس سويا في مصر منذ عام1950، وكانت لقاءاتنا دائمة في
بيته بحلوان وفي بيوت شباب الدعوة وبيوت أساتذتنا الذين كان لهم الفضل في توجيهنا
إلى جادة الحق.
وقال: حينما أستذكر تلك الأيام واللقاءات التي كان يظللها الحب في الله لا أجد
أمامي إلا العزة والشموخ بالإسلام والالتزام به وحسن العشرة مع الصغير والكبير
والقريب والبعيد.
وقال: إن الشيخ عيسى بن محمد يتميز بطابع العالمية.. وإذا كان هو ابن البحرين فإنه
في الإساس ابن الإسلام.
وقال: هذه هي الحقيقة.. إن كل بلد أو مكان زاره الشيخ عيسى بن محمد عندما أذهب إليه
أجد له فيه ذكرى طيبة وأكثر من عطرة.
وقال: لم نتعود في منهج الإسلام أن يتبادل المديح، ولكن الحق يجب أن يقال.. فلقد
فهم هذا الرجل الإسلام حق فهمه وتشربه والتزم به في كل فترات حياته.. فكان الشيخ
عيسى بن محمد إسلاما حيا يسير على قدميه.. صاحب صدر رحب وابتسامة لا تفارق وجهه حتى
عندما كان في أشد حالات المرض.. يحب الخير للجميع.. فهنيئا لكم أهل البحرين به
وهنيئا له بكم ونسأل الله أن يمتعه بالصحة والعافية.. هذا الأخ الحبيب الذي نرى في
ابتسامته الأمل المعقود.
كلمة جمعية الإصلاح
للشيخ قاسم الشيخ صالح
ثم ألقى الشيخ قاسم الشيخ صالح كلمة جمعية الإصلاح التي قال فيها:
إن هذا الكتاب القيّم الذي حضرتم للمشاركة في تدشينه هذا اليوم قد احتوى على فصول
مضيئة مشرقة من حياة أخينا عيسى بن محمد، كما اشتمل على معالم تاريخية متعاقبة
جديرة بقراءتها وتتبعها والاطلاع على ما فيها من مواقف وأحداث كانت قد لازمت أخانا
الشيخ عيسى طوال فترة دراسته ونشأته، ثم انخراطه في الحياة العملية والخدمة
الوطنية، وفي مجال الدعوة والقيادة والعمل التطوعي.
وقد أثرى أخونا عيسى بن محمد حياته العملية بالأخلاق الفاضلة العالية، والأمانة
الصادقة، وبالتنظيم المتزن، وبالتطوير المستمر في كل مصلحة أو وزارة شغلها. وكانت
له أيادٍ بيضاء، وحسنات حميدة مع موظفيه ومع كل من كانت له معهم علاقة عمل أو أي
مصلحة أخرى. ويذكر الكثيرون ممن عاشروه وعملوا معه أنه عندما تسلم وزارة العدل
والشئون الإسلامية ثم وزارة العمل والشئون الاجتماعية كانت له أدوار مشرفة في ترقية
الكثيرين من موظفيه، ومنهم من ساعدهم لتكملة دراساتهم العليا أو مواصلة الدراسة لمن
لم يتمكن من تكملة دراسته الثانوية أو الإعدادية من قبل. وكان يرشح الكثيرين منهم
لحضور المؤتمرات والندوات والدورات الدراسية والمراكز التأهيلية التي كانت ترفع من
درجاتهم الوظيفية، وتحسن من مستوى مرتبتهم المعيشية.
في كلمة السفير حسين الصباغ
وفيما يلي بعض ملامح من كلمة الأستاذ حسين راشد الصباغ السفير السابق بوزارة
الخارجية:
في مارس 2011م استقبلني الشيخ عيسى بن محمد في مكتبه وسلمني ملفا حول كتابه المتضمن
سيرته الذاتية المعد من قبل الطبيب د.هشام الشيخ، وأوصاني بالاطلاع على مادته
العلمية.
وبعد انكباب واهتمام بعد شهر تحديدا سلمته مقدمة ضافية للكتاب مع موضوع مطول. انها
مذكرات أو ذكريات تدوين سيرة ذاتية ذات تجربة إنسانية خصبة وغنية لا تخلو من حيوية
متدفقة، تغطي جزءا من سنوات الخمسينيات بل والستينيات من القرن العشرين عاصرتها مثل
صاحب السيرة، انها فترة الدراسة الجامعية الجميلة في القاهرة أرض الكنانة، وأهمية
موقعها المتميز، ولا تزال الذاكرة عامرة بها بالرغم من تقدم العمر، تشدني إليها
بزخمها وأحداثها المهمة.
كانت الثقافة بالنسبة إلى جيلنا تعني ينبوعا متدفقا من الحكمة والفكر والابداع،
وذلك خلال تشكيل وعينا الفكري والسياسي والانتصار في معركة الحياة المتلاطمة،
والسير بهمة ونشاط في دروب النجاح والطموح.
وما كتبته من سرد ذكريات حول سيرة عيسى بن محمد هو من عفو الخاطر، رويته بصدق وتجرد
تاركا نفسي على سجيتها تسجل تلك الاحداث معتمدا على الذاكرة. حرصت على أن أكون
ناقلا أمينا صادق السريرة، فبما ذكرته عن الماضي وما في بعضه من قتامة ومرارة وألم
وخيبة أمل، كنت متعطشا أن يكون حاضرنا أكثر جمالا وبهجة من ماضينا المتجهم المعاش،
وخاصة أننا في الوقت الحاضر في أمة تعاني من تراجع اقتصادي واجتماعي وثقافي، بل
وسياسي كبير.
وقد قيض الله لإبراز سيرة الشيخ عيسى وإخراجها للناس الشاب الطبيب الدكتور هشام
الشيخ. وقد بذل جهدا كبيرا لاخراجه على هذه الصورة اللائقة التي بين أيدينا. واجتهد
أن يبعث ثمار تراث عيسى بن محمد بما فيه من تجارب ونشاط، ليكون نبراسا وهاديا
للأجيال القادمة من بعده.
وأخيرا هل نسينا أن البحرين بلاد الحضارة والتاريخ المشرق، ففي عام 1970م حضرت
مؤتمر الآثار الآسيوي في المنامة، وقد تابعته عن كثب. أكد هذا المؤتمر حضارة عريقة
هي حضارة دلمون التي نشأت في هذه البقعة التاريخية العريقة. انها تعود إلى 3200 سنة
قبل الميلاد، وكانت لها مستعمرات مشهورة تشمل رقعة أكبر من البحرين ذات الرقعة
المحدودة. دلمون أرض نقية مقدسة نظيفة، انها أرض الحياة الأبدية وقد زارها البطل
(جلجامش) بحثا عن الخلود، وقد خرج (السومريون) من دلمون بعد اتقانهم الكتابة.
في 1970م تحقق استقلال البحرين، وتكاتفت قيادة البحرين الحاكمة مع جموع شعب البحرين
من سنة وشيعة بل وعجم، حيث أقرت عروبة البحرين واستقلالها، وقبل ذلك في 3/3/1970م
وصلت بعثة الأمم المتحدة برئاسة السفير الايطالي (ونسبير) وانتهت مهمتها بتأكيد
بقاء البحرين دولة عربية مستقلة كاملة السيادة، واعتمد تقرير لجنتها في مجلس الأمن
في 11/5/1970م، وانتهت مطالبة إيران بالسيادة على البحرين. وهذه أمور مدونة وموثقة
لدى لجنة الأمم المتحدة. وأكد الشيعة والسنة ولاءهم التام لوطنهم البحرين ونظامه
السياسي.
وفي 14/3/2001م صوت على ميثاق العمل الوطني الذي انبثق إلى الوجود من أجل ترسيخ
الوحدة الوطنية، ودعم مشروع جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة الوطني الاصلاحي بل
والقومي. انه تحديث سياسي، ونقلة حضارية واجتماعية. انه حقا تدعيم لمسيرة البناء
الخيرة في ظل الديمقراطية وأجواء الحرية والمساواة والعمل المشترك والجاد من أجل
حاضر واعد، ومستقبل مشرق وضاء يسوده الأمن والاستقرار والرخاء والازدهار وان تبقى
البحرين واحة للنماء والتقدم.
المؤلف يتحدث
وعندما تحدث الدكتور هشام الشيخ مؤلف الكتاب قال:
لم تكن فكرة اصدار كتاب عن معالي الشيخ عيسى بن محمد بن عبدالله آل خليفة تراودني
قبل عام 2004م، اذ قمت آخر ذلك العام باجراء مقابلة صحفية لـ «أبي محمد» نشرت في
المجلة الشهرية التي تصدرها جمعية الاصلاح، وتطرقت الى ذكرياته وأمنياته للعمل
الاسلامي في البحرين والمنطقة، والحق يقال فان هذه المقابلة قد فتحت لي آفاقا واسعة
وفضولا كبيرا، وأبت نفسي إلا ان تستزيد من أخبار هذا الرجل، وتنهل من معين ذكرياته
المضيئة، وتتلمس معالم شخصيته التي تأسرك بتواضعها الجم. وعفويتها غير المتكلفة
التي وهبها الله له، وافاضها عليه.
وبالفعل، فقد صارحته برغبتي في اجراء سلسلة من اللقاءات الصحفية التي تتناول بعضا
من ذكرياته ومسئولياته التي اضطلع بها عبر سنوات عمره المليئة بالانجازات
والنجاحات. فتجربة الشيخ عيسى بن محمد حملت في طياتها مزاوجة نادرة بين العمل
الرسمي والتطوعي، وبين الاهتمام بالجانب السياسي والحقل الاجتماعي، وجمعت بين
المنصب الاداري والوظيفة المهنية، فعاش حياة نظّر لها، وعاش فصولا منها، تسمى
بالقاضي والوزير والمحامي والداعية، ولقبه الناصريون بـ «هضيبي البحرين» وأطلق عليه
النقابيون لقب «كاسترو الخليج»، لقد كان الشيخ عيسى بن محمد بحق أحد صناع الحياة
المخلصين لوطنهم وأمتهم نحسبه كذلك والله حسيبه.
ثمار التجربة التي خاضها عيسى بن محمد لم تكن سهلة المنال، فقد قاسى دونها الكثير
من الصعوبات والعقبات، وعانى من اجل فكرته ملمات وافتراءات، وهذا والله شأن
المصلحين من قديم. فلم يلتفت اليها، وآثر المضي الى الأمام بخطوات الواثق المؤيد
بالله والمستعين به، فاستشرف نور الأفق الرحب الذي آمن به، فالطريق طويل، والغاية
بعيدة، والأشواك كثيرة، والالتفات الى الخلف يعني المزيد من اضاعة الوقت، وتشتيت
الذهن، وانهاك الجسد «ولا يلتفت منكم أحد وامضوا حيث تؤمرون».
أصحاب المعالي والسعادة.. أيها الحفل الكريم..
انه لمن دواعي الرضا والارتياح ان يرى كتاب «عيسى بن محمد.. رحلة نجاح وشمس اصلاح»
النور، ويتلقاه القارئ في هذا الوقت بالذات الذي نحن احوج ما نكون فيه الى رموز لم
تخطئ بوصلتها الاتجاهات، رموز تجمع ولا تشتت، توحّد ولا تفرق، تعمل لغيرها قبل
نفسها وخاصتها، ترى الصورة كاملة بكل ابعادها، ولا تروّج الى رؤيتها الضيقة ذات
البعد الواحد المصمت.
في كلمة المحتفى به
وعندما تحدث المكرم والمحتفى به الشيخ عيسى بن محمد آل خليفة قال: لم يبق لي بعد كل
هذا الذي سمعته كلمة لي يمكن أن تقال.. والحقيقة ان ما أشعر به الآن انني لم أحظ
بمثل وكل هذا التكريم في حياتي.. والمعتاد أن يكرم المرء بعد مماته، ولكن أن أحظى
بكل هذا التكريم في حياتي فهذا والله كثير عليّ.. كثير عليّ كل هذا الحب العظيم..
واذا كان لي أن أطلب وأتمنى شيئا في حياتي فكان لا يمكن أن أطلب وأتمنى هذا
التكريم.. فهذا الذي قدمتموه هو جائزتي الكبرى.
وقال الشيخ عيسى: هذا الكتاب الذي جاء تأليفه هدية من ولدي الذي لم أنجبه الدكتور
هشام الشيخ، وهو نجل أستاذي ومدرسي في مدرسة المحرق.. فقد رأيت في الدكتور هشام
براعة واخلاصا في التأليف وكأنه كان يشرح عيسى بن محمد في هذا الكتاب كي يعرضه
عليكم في النهاية.. فهذا الكتاب ان وجدتم فيه خيرا فخير، وان وجدتم فيه غير ذلك
فادعو له بالغفران.
بعد ذلك قام الشيخ عيسى بن محمد بالتوقيع على نسخ من الكتاب واهدائها لعدد كبير من
الحاضرين.. ثم افتتح معرضا للصور يجسد مسيرة حياته وعطائه للوطن ولدول مجلس التعاون
والأمة العربية من خلال اسهاماته في المؤتمرات وغيرها، وخاصة في مجال الحركة
العمالية، حيث كان الشيخ عيسى هو واضع بذرة أول تنظيم عمالي ينشأ على أرض الوطن.
دستور مملكة البحرين
قانون رقم (50) لسنة 2006 بتعديل بعض أحكام قانون السلطة القضائية الصادر بالمرسوم
بقانون رقم (42) لسنة 2002
مرسوم
بقانون رقم (77) لسنة 2006 بتعديل بعض أحكام قانون المحاماة الصادر بالمرسوم بقانون
رقم (26) لسنة 1980