جريدة أخبار
الخليج - العدد 12394 - الثلاثاء 28 فبراير
2012 الموافق 6 ربيع الثاني 1433 هـ
شرطة
المجتمع تصارع الأحداث
في ظل الظروف الراهنة
التي تمر بها مملكة البحرين تتحمل الشرطة المجتمعية مسئولية توعوية كبيرة في
التعامل مع المسيرات والتجمعات غير المرخصة، كما يقوم أفرادها بحماية الطلاب في
المدارس، والمسنين في دور الرعاية، ويخففون عن المرضى في المستشفيات، هذا بالإضافة
إلى حضورهم المميز في جميع المناسبات الوطنية، وهذا ليس بجديد عليهم.
منذ أن تأسست الشرطة المجتمعية عام 2005 انيطت بها مسئولية إيجاد قنوات للتواصل مع
المجتمع، وخلال 6 سنوات أثبتوا نجاحهم بكل جدارة في التواصل مع جميع الفئات
العمرية، نظرا لأن دور شرطة المجتمع الأساسي هو تعزيز التفاعل والثقة بين الشرطة
وجموع المواطنين لتستطيع ممارسة عملها الفعلي في معرفة الجرائم وأسبابها ومحاولة
منعها قبل وقوعها، وترتكز فلسفة هذه الشرطة إلى محاولة التلاحم ومد جسور الثقة
بينها وبين المواطن وصولا إلى التعرف إلى الأسباب الرئيسية للجريمة والتعامل مع
الجذور المسببة لها في نطاق الإجراءات الوقائية المحددة لمهمات الشرطة المجتمعية من
خلال المعايشة والتآلف بينها وبين جموع المواطنين، وخاصة أن دور شرطة المجتمع هو
الوجود بين الناس في دوريات راجلة للتعرف إلى مشكلاتهم ونصحهم بالتغلب عليها بأسلوب
علمي عصري مبسط من خلال دراساتهم لمادة التخاطب الاجتماعي التي تؤهلهم لمخاطبة
المواطنين بلطف وثقة في النفس لنصحهم بما يعود بالفائدة على المواطن والوطن ككل،
ومن البداية لابد للمتقدم أن يجتاز اختبارات كثيرة منها سرعة البديهة وحسن السلوك
والجرءة في المخاطبة.
«أخبار الخليج» التقت بعض أفراد شرطة المجتمع لإلقاء الضوء على طبيعة عملهم ودورهم
في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها مملكة البحرين وكان لنا معهم اللقاء التالي:
في البداية توضح عريف أمل محمد سالم - إدارة شرطة خدمة المجتمع، أهمية دور شرطة
خدمة المجتمع في ظل الظروف الراهنة فتقول: تنطلق أهمية دور شرطة خدمة المجتمع من
خلال قيامهم بواجباتهم المهنية والأمنية، بالإضافة إلى قيامهم بالمهام المجتمعية
المناطة بهم والتي تتبلور في عدة محاورة يمكن أن نذكر منها التعامل مع المشكلات
البسيطة وحلها، الشراكة المجتمعية، الوقاية من الجريمة، حفظ الأمن والنظام وغيرها
الكثير من المهام، إلاّ انه في الآونة الأخيرة ارتكز دور شرطة خدمة المجتمع إلى
قيامهم ببعض الواجبات الأمنية والمهام المجتمعية نظراً للظروف الراهنة التي تمر بها
مملكة البحرين، ويمكنني أن احصرها في محورين أساسيين هما: الشراكة المجتمعية وهو
يعتبر احد مهام شرطة خدمة المجتمع ويتمثل في تقديم خدمات وأنشطة وبرامج للمواطنين
كالمشاركة في الاحتفالات، والفعاليات، والمناسبات الاجتماعية، والدينية، والثقافية
الوطنية والرياضية، كالمشاركة في اليوم العالمي لمدمني المخدرات، ومهرجان العيد
الوطني بالإضافة إلى المشاركة في فعاليات موسم التخييم، والقيام بالزيارات
الميدانية بالتعاون والتنسيق مع مختلف مؤسسات المجتمع المدني الحكومية والخاصة بغرض
تقديم خدمات وبرامج توعوية وتثقيفية، ومثال على ذلك زيارة مؤسسات ذوي الاحتياجات
الخاصة بالإضافة إلى تقديم ندوات ومحاضرات تثقيفية توعوية لطلاب المدارس بمختلف
مراحلها.
الأمن والنظام
وتواصل: أما المحور الثاني فيصب في حفظ الأمن والنظام وهو يعتبر احد واجباتنا
الأمنية ويتمثل في خدمة المواطنين والحفاظ على سلامتهم من خلال تسيير الدوريات
الراجلة والراكبة ومن أمثلتها: تكثيف وجود الدوريات الراجلة من عناصر شرطة خدمة
المجتمع الإناث والذكور أمام المدارس وخصوصا المدارس الثانوية لضمان تسهيل سير
الحركة المرورية ومنع وجود الفوضى أمام المدارس حفاظاً على سلامة الطلاب وضمان سير
العملية التعليمية بنجاح، وتكثيف وجود الدوريات الراجلة والراكبة من الإناث والذكور
في الشوارع العامة والتجارية كالأسواق لرصد حالات التسول، وخدمة المواطنين أيضا من
خلال تلقي البلاغات واستقبال شكاوى المواطنين سواء بالمركز أو عن طريق الهاتف.
وفي نفس السياق توضح رئيس عرفاء سوسن أحمد محمد أحمد- إدارة شرطة خدمة المجتمع
قائلة: الأمن رسالة سامية وحاجة ومطلب ينشده البشر جميعا حيث إنه وفي ظل الظروف
الراهنة التي شهدتها وتشهدها مملكتنا الحبيبة وخلال الأزمة التي مرت بها البحرين
اتجهت الأفكار نحو تعاون ومشاركة من الشرطة المجتمعة في الوقاية من الجرائم
ومكافحتها بهدف حماية المجتمع من تلك الآثار والأخطار التي سوف توثر تأثيرا سلبيا
على فئات المجتمع بأكمله.
وعن تجربتها العملية خلال الأحداث تقول: اعتبارا من نهاية شهر فبراير عام 2011 إلى
نهاية شهر يونيو 2011 تم ترشيحي من قبل مديرية شرطة المحافظة الوسطى للتعامل
(كمشرفة أمن) بمدرسة مدينة عيسى الإعدادية للبنات بمنطقة مدينة عيسى وخلال الأيام
الأولى التمست من الطالبات الموجودات بالمدرسة من جميع المراحل الإعدادية، ابتداء
من الأول الإعدادي إلى الثالث الإعدادي وكذلك الطالبات ذوات الاحتياجات الخاصة، مدى
التعاون معي مع أنهن كن في بداية الأمر متخوفات من وجودي معهن قليلا، ومع مرور
الأيام قمت بدوري بالعمل على استيعاب مخاوفهن والعمل على تخليصهن منها، ومن ثم
توعية الطالبات نحو ما يحدث من الأمور الأمنية بالحالات الخاصة ووضحت لهم وظيفتي في
المدرسة، وحل المشكلات التي تواجه الطالبات والاهتمام بهن حيث إنني كنت موجودة في
أغلب الأوقات برفقة الطالبات الموجودات وتوفير الطمأنينة لهم، وذلك من بداية الدوام
المدرسي، حتى انتهائه وكذلك في وقت راحة الطالبات «الفرصة» كنتُ حاضرة في ساحة
المدرسة برفقة المشرفة الاجتماعية بناء على طلب منها في السعي لتقريب الطالبات وعكس
الصورة الحسنة للشرطة المجتمعية.. ومع نهاية العام الدراسي تغير حال الطالبات
النفسي والتمست قربهن مني واطمئنانهن إليّ حتى أن بعض الطالبات كن يروين لي بعض
المشاكل التي مرت بهن والمشاكل الأسرية التي تواجههن في المنزل وبدوري كنت أقدم لهم
النصح والإرشاد، ومن خلال تعاملي مع أفراد المجتمع حصلت على ثقة الأفراد التي قمت
بالتعامل معهن والحصول على تأييدهن، ومساعدتهن لي ومساعدتي لهن.
وتوضح رئيس عرفاء سوسن أحمد أنها توصلت من خلال عملها (بمجتمع المدرسة) إلى ضرورة
الاهتمام بالتوعية المدرسية لإيجاد رأى عام والتعاون مع أفراد الشرطة والسعي
للتفعيل والاتصال بالمواطنين من خلال تقديم المساعدة على مواجهة المشكلات الخاصة
والمتصلة بالجريمة لبناء الثقة المتبادلة بين الجمهور والشرطة ومن هنا سوف نبني
علاقات إيجابية مع الجمهور وتواصل مع أفراد وجماعات المجتمع.
حماية المدارس
فيما تؤكد ن/ع خلود عبدالحميد علي عبدالله مديريـة شرطة المحافظة الوسطى، أن دور
شرطة المجتمع في الفترة الماضية التي مرت بها مملكة البحرين منذ بداية الأزمة حتى
الآن وخاصة الشرطة النسائية، يتلخص في الوجود عند مدارس البنات وخصوصا المدارس
الثانوية والإعدادية للبنات على مستوى نطاق المحافظة، وهناك دور آخر نقوم به وهو
ضبط حالات التسول في جميع مناطق المحافظة وتسليمها لدار الكرامة لدارسة حالاتهم
المادية والاجتماعية، والمساعدة في حل القضايا الأسرية التي تحدث بين الزوجين أو
بين افرد الأسرة بشكل ودي من دون اللجوء إلى المحاكم والقضاء من خلال حل الخلاف
وتقديم النصيحة، كما نقوم بالمشاركة في جميع المناسبات الدينية والاجتماعية
والوطنية التي تقام في المحافظة الشمالية.
ويروي النائـب عريـف صادق جعفر علي نيسر بعض المواقف الصعبة التي يتعرض لها أفراد
شرطة خدمة المجتمع أثناء تعاملهم المباشر مع التجمعات والمسيرات غير القانونية
قائلا: تعاملنا مع المسيرات يتطلب صبرا وضبطا للنفس إلى أبعد مدى، حيث تتعرض الشرطة
لكثير من المخاطر والإصابات بالإضافة إلى السب والقذف، ويشتمل تعاملنا في التجمعات
والمسيرات على ضبط حركة السير بما يضمن عدم مخالفة القانون، وبخصوص التجمعات
النسائية فإنها عادة ما تتسم بالمرونة ومن جانبنا نعمل على تهدئة المشاركات
والاستماع إليهن والتعرف على مشاكلهن ومحاولة نقلها للجهات المختصة لمعالجتها
والنظر فيها.
ويشير العريف صادق نيسر إلى أن من صميم عمل شرطة المجتمع مساعدة الكبار وصغار السن،
ويروي احد المواقف الإنسانية التي قابلته أثناء أداء عمله فيقول: قمت بمساعدة امرأة
كبيرة في السن كانت تحاول إيجاد من يقوم بإيصالها إلى منزلها بعد أن تخلى أبناؤها
عن الاعتناء بها، حيث إنه من مهام شرطة خدمة المجتمع، تقديم المساعدات الإنسانية
للأشخاص سواء كبار السن أو الصغار، وفي نهاية حديثه يتمنى لمملكة البحرين ان يعم
الأمن والأمان والاستقرار، ويعيش الجميع بشكل آمن، وتسود المحبة والوئام والألفة
بين كل فئات المجتمع.
المسيرات
فيما تقول نائب عريف فريـــدة أحمــد بهــزاد: خلال الأحداث الماضية وحينما كنت
أقوم بتأدية واجبي في مجمع السيتي سنتر، تعرضت لموقف صعب حيث فوجئت بدخول بعض
الخارجات على القانون لداخل المجمع، وحين توجهنا إليهن لتهدئة الوضع، قامت إحداهن
بالتعرض لي، رغم أننا كنا نسعى إلى التعامل معهن وتهدئة الموقف، وفي هذه الأثناء
حرصت وزميلاتي من الشرطة على مساعدة الأطفال الذين حضروا في هذه الظروف وقمنا
بأخذهم إلى مكان آمن إلى ان تتم تهدئة الوضع، وفي احدى المرات وأثناء تأديتي واجبي
في إحدى المسيرات، أصيبت إحدى المشاركات بحالة إغماء، فقمت مع زميلاتي بإسعافها إلى
أن استردت الوعي وقمنا بتهدئتها.
وتشير فريدة بهزاد إلى ان الشرطة النسائية لها دور كبير في تهدئة التجمعات
والمسيرات النسائية، وتنظيم حركة المرور وأهم الصعوبات التي يتعاملون معها هي
المسيرات غير القانونية، حيث يتم التلفظ عليهن بألفاظ جارحة أثناء تأدية واجبهن في
حفظ النظام العام، وعليهن التحمل وضبط النفس، وتنهي بهزاد حديثها متمنية لمملكة
البحرين في الفترة القادمة الأمن والسلام والازدهار والاستقرار في ظل قيادتنا
الرشيدة وشعبنا الغالي.
مرسوم
بقانون رقم (3) لسنة 1982 بشأن نظام قوات الأمن العام
مرسوم
بقانون رقم (37) لسنة 2002 بتعديل بعض أحكام نظام قوات الأمن العام الصادر بالمرسوم
بقانون رقم (3) لسنة 1982
الأمناء
العامين يوافقون على تعديلات علي
النظام
الأساسى