صحيفة الوسط البحرينية -
العدد 3466 - الأحد 04 مارس 2012م الموافق 11 ربيع الثاني 1433هـ
أكد
دعم بلاده لتوجه القيادة البحرينية لإجراء إصلاحات جوهرية
السفير الروسي: التماسك الاجتماعي والحوار مطلبان أساسيان لاستقرار الأوضاع
تصوير: محمد المخرق
أكد سفير جمهورية روسيا الاتحادية في مملكة البحرين فيكتور سميرنوف أن روسيا
تدعم توجهات القيادة البحرينية لإجراء إصلاحات جوهرية تهدف إلى تعزيز الديمقراطية
في المجتمع ومؤسسات الدولة وتفعيل آليات اجتماعية واقتصادية من أجل استقرار الوضع
في البحرين. وقال في مقابلة مع «الوسط»، إنه يجب على الأطراف البحرينية أن تدرك
أخطاء المرحلة السابقة وأن تحاول أن تخلق مجتمعاً بحرينياً متماسكاً.
________________________________________
أكد دعم بلاده لتوجه القيادة البحرينية لإجراء إصلاحات جوهرية
السفير الروسي: التماسك الاجتماعي والحوار مطلبان أساسيان لاستقرار الأوضاع
الزنج - منصور الجمري، جميل المحاري
أكد سفير جمهورية روسيا الاتحادية في البحرين فيكتور سميرنوف أن روسيا تدعم توجهات
القيادة البحرينية لإجراء إصلاحات جوهرية تهدف إلى تعزيز الديمقراطية في المجتمع
ومؤسسات الدولة وتفعيل آليات اجتماعية واقتصادية من أجل استقرار الوضع في البحرين.
وقال في مقابلة خاصة مع «الوسط»: «إنه من المؤسف السماح للخلافات الطائفية أن تأخذ
مدى بعيداً لدرجة أن بعض الأطراف نسيت أنها بحرينية وبدأت تفكر فقط بأنها سنية أو
شيعية»، مشيراً إلى أنه يجب على الأطراف البحرينية أن تدرك أخطاء المرحلة السابقة
وأن تحاول أن تخلق مجتمعاً بحرينيّاً متماسكاً.
وشدد على أن الحوار الوطني الذي جرى في شهر يوليو/ تموز 2011 يجب ألا يتوقف، بل على
العكس من ذلك؛ فإنه يجب أن يستمر ليس في الشوارع ولكن بطريقة متحضرة، كما يجب على
القيادات أن تتحدث مع بعضها بعضاً، فإن لم يكن هناك حديث بين القيادات فلن يكون
هناك حوار وتوافق.
وفيما يخص الأزمة السورية؛ أكد سميرنوف أن روسيا لن تسمح بتكرار التجربة الليبية في
سورية، وقال: «إن الوضع الإنساني في سورية يجب ألا يستغل من أجل التدخل الخارجي».
وأكد أن روسيا مستعدة للتعاون لصياغة مسودة قرارات جديدة وخاصة فيما يتعلق بالأمور
الإنسانية في سورية، مبيناً أن «أي قرار يصدر من الأمم المتحدة يجب أن يكون متزناً،
كما أن الحوار الوطني في سورية يجب أن يكون شاملاً، ما يعني أن تكون جميع أطراف
النزاع مشتركة فيه».
وأشار إلى أن روسيا أكدت أهمية الحوار بين دول الخليج وإيران، وقال: «لو تم ذلك؛
فإنه سيلغي كل المخاوف من مشروع التخصيب النووي الإيراني»، مضيفاً: «إن إيران وقعت
اتفاقية منع الانتشار النووي ولها الحق في استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية
تحت سيطرة كاملة ورقابة من وكالة الطاقة الذرية».
وأكد أنه لا توجد أي دواعٍ للخوف من مفاعل بوشهر أو حيازة إيران أي تكنولوجيا حديثة
أو منشأة نووية للأغراض السلمية، وقال: «يجب عدم الخوف من محطة بوشهر».
وفيما يأتي نص اللقاء:
بحرينياً، كيف تنظر جمهورية روسيا الاتحادية إلى مجريات الأمور في مملكة البحرين؟
- نحن نقول بشكل واضح؛ إننا ندعم توجهات القيادة السياسية البحرينية لإجراء إصلاحات
جوهرية تهدف إلى تعزيز الديمقراطية في المجتمع ومؤسسات الدولة وتفعيل آليات
اجتماعية واقتصادية من أجل استقرار الوضع في مملكة البحرين.
لقد شكل العام الماضي (2011)، عاماً من التحدي الكبير للبحرين ولم يكن لأحد أن
يتوقع ما حصل، كانت هناك اضطرابات في الماضي أي في فترة السبعينات والثمانينات
والتسعينات، ولكن لم يحدث مثل هذا الفوران في هذه الفترة البسيطة كما شاهدنا في 14
فبراير / شباط 2011 وما بعد ذلك.
هل ترى أن ماحدث كان انعكاساً للربيع العربي، أو لتأثيرات مطامح خارجية؟
- من الممكن النظر إلى ما يجري في البحرين أنه كان لأسباب محلية دفعها الى السطح ما
جرى في المنطقة العربية من أحداث ارتبطت بموجة ما سمي بالربيع العربي. وإن سألتني
ماذا عن إيران سأجيبك إني لا أعلم عن ذلك ومن يتحدث عن الدور الإيراني فليسعَ
لإثبات ذلك.
ما أراه هو أنه يجب على البحرين أن تكون متحدة ومتماسكة اجتماعيّاً، وإن كل بلد له
مشكلات ولمجتمعه مطالب. لدينا في روسيا مئات الأعراق والقوميات، فلدينا أكثر من 20
مليون مسلم ولدينا بوذيون، ومسيحيون والعديد من المهاجرين من آسيا الوسطى، كيف
نتعايش مع بعضنا بعضاً، هذه قضية مهمة جدّاً. من وجهة نظري، عندما نتطور بطريقة
ديمقراطية يجب أن نفهم أن التحدي الحقيقي يكمن في التداخل الإثني وأن أي نقاش في
ذلك يصبح دقيقاً جدّاً وعليك أخذ العديد من الاحتياطات كي لا تسمح لهذه الميول أن
تهيمن على المجتمع.
هل ترى أن مشكلتنا طائفية بالأساس؟
- المشكلة في جوهرها تتعلق بقضية سياسية، ولكن مع الأسف سُمح للخلافات الطائفية أن
تأخذ مدى بعيداً لدرجة أن بعض الأطراف نسيت أنها بحرينية وبدأت تفكر فقط بأنها سنية
أو شيعية، والذي يجب أن تفعله الأطراف البحرينية هو أن تدرك أخطاء المرحلة السابقة
وأن تخلق مجتمعاً بحرينيّاً متماسكاً. وليس من السهل عمل ذلك فهناك الكثير من
الصعوبات والعوائق غالبيتها مذهبية. فالمرء لا يختار جاره، وعليه أن يتعايش معه،
والبحرين هي البحرين التي تتكون بصورة رئيسية من مذهبين، شيعة وسنة، ويجب أن يجتمعا
في كيان واحد متماسك وصلب، وأية عملية سياسية أو تغيير دستوري أو قانوني يجب أن
يتطور في هذا الاتجاه، ويجب تجنب صدام الناس مع بعضهم بعضاً أو خلق حواجز بينهم.
بالطبع يوجد من لا يتقبل مثل هذا الطرح ولكن هناك بعض التنازلات التي يجب أن تقدم
لمصلحة الحوار الوطني، لا أعتقد أن الحوار الذي جرى في شهر يوليو الماضي يجب أن
يتوقف، على العكس من ذلك؛ فإنه يجب أن يستمر ليس في الشوارع ولكن بطريقة متحضرة، من
الممكن لمن يريد أن يتظاهر أن يقوم بذلك في إطار القانون، ولكن يجب على القيادات أن
تتحدث مع بعضها بعضاً، إن لم يكن هناك حديث بين القيادات فلن يكون هناك حوار
وتوافق.
ما هو رأيك بنتائج عمل اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق؟
- إن تشكيل لجنة تقصي الحقائق كانت خطوة عظيمة، فللمرة الأولى يقوم خبراء بدراسة
الوضع وإعطاء عشرات التوصيات لقيادات الدولة، وهذه التوصيات أعتقد أنه سيتم تطبيقها
من خلال الحديث والحوار عما تم تحقيقه وما لم يتم تحقيقه.
تُتهم روسيا بأنها تطبق معايير مزدوجة فيما يتعلق بالشرق الأوسط، ما رأيك؟
- ليست لدينا معايير مزدوجة، فعندما نقول إن الحكومة البحرينية تسير في الطريق
الصحيح نحو الحوار وتصحيح الأوضاع، نستطيع أن نقول الشيء نفسه عن الحكومة السورية،
نحن نطلب من الشعب البحريني الجلوس والحوار كما نطلب من الشعب السوري الجلوس
والحوار مع حكومته من دون تدخلات من هنا أو هناك، لا أؤيد التدخلات الخارجية، فإن
كانت هناك مثل هذه التدخلات فيجب إغلاق الباب في وجهها، فهناك مؤسسات مؤهلة للقيام
بالحوار، فالحوار هو المخرج الوحيد من الأزمة، هل يمكن إلغاء جزء من الشعب؟ بالطبع
لا يمكن ذلك.
جرى حديث عن استيراد البحرين الغاز المسال من روسيا، إلى أين وصلت المحادثات في
ذلك؟
- أحلم بأن أظل سفيراً لبلادي في البحرين حين يتم ذلك، الفكرة جميلة وواقعية، لأننا
في صدد تطوير صناعة الغاز الطبيعي المسال، وهناك العديد من الاستثمارات الخارجية في
هذا المشروع، توجد لدينا كميات هائلة من الغاز، وهناك عدة طرق للتعاون بين البلدين،
الطريقة الأولى هي الإمداد المباشر للغاز المسال من روسيا في العام 2015 حين يتم
الانتهاء من المرفأ الخاص بذلك في البحرين وهي الطريقة الأسهل.
أما الطريقة الثانية فهي عملية تبادل الغاز إذ يمكن أن نمد المشترين في أوروبا من
قطر بالغاز في حين تقوم قطر بتعويض ذلك عن طريق مدّها للبحرين بكمية الغاز نفسها،
كانت هناك فكرة التعاون الروسي - البحريني في إمداد الغاز القادم من إيران، عبر
تطوير حقل بارس، ولكن هذا الخيار لم يعد وارداً الآن.
ألم يتم التوصل إلى الطريقة التي ستمد بها روسيا البحرين بالغاز؟
- لم يتم ذلك حتى الآن بسبب أنه مشروع كبير وبحاجة إلى المزيد من الدراسة، إن
البحرين تقوم ببناء المرفأ الخاص باستقبال الغاز المسال ولا يمكن اتخاذ أي قرار قبل
أن تكون البحرين مستعدة لاستقبال الغاز.
ولكن هل من الأكيد أن البحرين ستستورد الغاز الروسي؟
- ليس أكيداً حتى الآن، ولكن عندما زار نائب رئيس الوزراء الروسي فيكتور زبكوف
البحرين اجتمع مع وزير الطاقة عبدالحسين ميرزا وتم التباحث في ذلك، وهناك رغبة
مشتركة في أن يتم هذا المشروع بين البلدين.
الموقف الروسي من الأزمة السورية
انعقد قبل يومين مجلس حقوق الإنسان وأعلنت روسيا فيه أنها ستعارض أي قرار كتابي
بشأن سورية، وروسيا تقف مع الحكومة السورية بقوة، كيف ترون موقف روسيا من الأزمة
السورية، وهل لدى روسيا استراتيجية جديدة في ذلك حتى لو كان على حساب أحد الشعوب؟
- أولاً إن الموقف الروسي ينبع من الجانب الإنساني، حيث إن سورية مهمة جدّاً
بالنسبة إلينا، فنحن ندعم جهود وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشئون الإنسانية
فاليري اموس، ونود أن نتعاون عن قرب مع الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة،
لحل الأمور المتعلقة بالوضع الإنساني في سورية، كما أننا ندعم واقع أن الحكومة
السورية تعاونت مع الصليب الأحمر، ولكن ما نود أن نشدد عليه هو أن الوضع الإنساني
يجب ألا يستغل من أجل التدخل الخارجي. وإذا رافق التدخل الإنساني بعثاتٌ عسكرية؛
فإن ذلك مسألة أخرى.
أما بالنسبة إلى القرارات؛ فنحن ساهمنا بفاعلية في المناقشات بخصوص سورية، لكننا ضد
تسيس موضوع حقوق الإنسان في سورية، هناك أمور لم نناقشها بالنسبة إلى حقوق الإنسان
في العالم، فما الذي حدث في مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، لقد سادت الخطابات
السياسية وهذا ما نقف ضده.
في مقال نشر في صحيفة «الحياة» طرح كاتب المقال فكرة أن سورية لروسيا كما هي
إسرائيل لأميركا، ما رأيك؟
- من هو على صواب ومن هو المخطئ، أنا لا أتحدث عن أميركا وإسرائيل، فذلك موضوع لا
يعنيني، لدينا عدة مواقف صلبة تجاه الأزمة السورية، كنا مستعدين لمواصلة النقاش في
مجلس الأمن في مطلع فبراير/ شباط 2012، وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلنتون
صرحت قبل أيام لـ «بي بي سي» قائلة إن مسودة القرار حول سورية لا تحتوي على عقوبات،
وإنه ليس هناك حظر على استيراد الأسلحة، نحن ممتنون لموقف أميركا والدول الغربية
المتعاون، لكننا بحاجة لتوضيح عدد من الأمور المهمة في هذه المسودة، مثلاً أن
المطالبات الصريحة نفسها للحكومة السورية بوقف العنف يجب أن توجه إلى المعارضة
السورية المسلحة.
ثانياً، إن كل الدول التي لديها إمكانية إيقاف العنف يجب عليها أن تعمل ما بوسعها
للتأثير على المعارضة السورية المسلحة، وكنا قريبين جدّاً من الوصول إلى ذلك لو تمت
مواصلة النقاش في مجلس الأمن، ولكن شركاءنا للأسف قرروا طرح القرار للتصويت وكانوا
يعلمون مسبقاً موقفنا من ذلك لأننا أعلمناهم في اجتماع ميونخ أننا ضد هذا القرار
ومستعدون لمواصلة النقاش.
هل يعني ذلك أنكم ضد التدخل العسكري؟
- ليس فقط التدخل العسكري، في هذا القرار هناك طلب للجيش السوري بالانسحاب من المدن
والقرى السورية، ولكن لم يحتوِ القرار على الطلب من القوات المسلحة التابعة
للمعارضة بعدم دخول هذه المدن والقرى بعد انسحاب الجيش، ما يعني أننا ندعو الفريق
الآخر للدخول إلى هذه الأماكن، كما جرى في حمص.
أما بالنسبة إلى التدخل الخارجي؛ فنحن حتماً ضد ذلك، ولا أظن أن هناك مؤيدين كثراً
له وخصوصاً بعد تجربة ليبيا، إن سورية ليست ليبيا على رغم وجود الكثير من الأمور
المشتركة. نحن مستعدون للتعاون لصياغة مسودة جديدة وخاصة ما يتعلق بالأمور
الإنسانية، إن أي قرار يجب أن يكون متزناً، كما أن الحوار الوطني في سورية يجب أن
يكون شاملاً، ما يعني أن تكون جميع أطراف النزاع مشتركة فيه، أي الحكومة والمعارضة
السورية، ونحن لم نرَ تجاوباً من المعارضة السورية حتى الآن.
وهل التقت القيادة الروسية مع المعارضة السورية؟
- نعم التقينا في موسكو مع المعارضة، مع برهان غليون وهيثم مناع، ولكن للأسف كانت
الطرق مغلقة، بشكل عام، نحن لا نود استخدام الطريق الواحد المسدود، هذه مسألة
جوهرية، سمِّنا ما شئت؛ لكن ذلك لا يغير الوضع على الأرض، سوف لن نسمح بتكرار
التجربة الليبية في سورية.
ظهرت دعوات من داخل البحرين لطرد السفير الروسي، وقد التقيتم عدداً من هؤلاء
الأشخاص، كيف كان ردكم على ذلك، وما هي نظرتكم لهذه الدعوات؟
- لا أعتقد أن هذه الدعوات واقعية... بعض الناس يقولون ذلك، ولكن من يطرح مثل هذه
الدعوات لا يعرف حقيقة الموقف الروسي وما يسعى إليه، ولذلك أنا ممتن لأنكم تعرضون
وجهة نظرنا، حتى يعرف الشعب البحريني حقيقة مواقفنا، إن موقفنا ليس عدائيّاً، كما
قلتها علناً، إن موقفنا ليس موقفاً داعماً للرئيس الأسد، لكننا نرى أن هذه هي
الطريقة الصحيحة لدعم وحماية الشعب السوري. كان هناك تصويت على الدستور قبل عدة
أيام وقد صوت ما يقارب 90 في المئة ممن شاركوا في التصويت لإصلاحات دستورية وتوقفت
هيمنة حزب البعث على السلطة، سيكون هناك نظام لتعدد الأحزاب في سورية، إنها عملية
إصلاحية، وإذا تمت هذه العملية فإن الناس سيدعمون ذلك، وهذا سيعني أن المعارضة
سيكون لها دور في إدارة البلد. نعم هناك من يتكلم بنبرة عالية لكنهم ليسوا
الغالبية، وذلك مؤلم جدّاً عندما تأخذ الأقلية دور الغالبية عبر تسليحهم وإبراز
صوتهم العالي. الرد على هذه الأقلية بالعنف هو أيضاً شيء خاطئ، نحن لا ندعم العنف
سواء في البحرين أو سورية بأي شكل من جميع الأطراف وندعو إلى وقف العنف لكننا لا
نستطيع فرض رؤيتنا على الرئيس الأسد.
ألا تخشون أن موقفكم هذا سيبعد الدول العربية عنكم؟
- نحن نبني علاقاتنا مع الشعوب العربية وليس الحكومات وموقعنا في الدول العربية جيد
وودي، إن كان بعض الحكام يقومون بأخطاء؛ فإن ذلك لا يعني أننا مسئولون عن ذلك، اسأل
من يقومون بتقديم الأسلحة للمعارضة، نحن قلقون من أن فرض الرؤية الغربية ستسبب
أضراراً كما حدث في ليبيا أو العراق ولكن يجب أن ندافع عن مواقفنا.
هذه قضية سياسية ويجب أن تحل بطرق سياسية من دون عنف ومن خلال الحوار السياسي ومن
دون تدخل أطراف خارجية وهذه مبادئنا هل هي سيئة، اسأل الناس في الشارع هل هم راضون
عما حدث في ليبيا.
لكن بعض الدول العربية تريد أن تقدم السلاح إلى المعارضة السورية؟
- إن ذلك سيكون سفكاً للدماء ما سيؤدي إلى حرب أهلية في سورية، من الذي سيكون
مسئولاً عن ذلك، كان يجب الطلب من المعارضة التوقف عن القتال.
اننا سنستمر في التحدث وطرح مبدأ الحوار، كانت هناك مناقشات بين وزير الخارجية
الروسي ونظيره الصيني في 29 فبراير الماضي، كما تحدث وزير الخارجية الروسي مع
المبعوث الخاص للأمم المتحدة كوفي عنان في 28 فبراير الماضي، كما أجرى مبعوث روسيا
الخاص للشرق الأوسط ونائب وزير الخارجية حواراً في موسكو مع الأطراف المعنية، هناك
اجتماعات ومناقشات نجريها بشكل يومي.
لقد نشر رئيس الوزراء فلاديمير بوتين سلسلة من المقالات تتحدث عن هذا الموضوع
وعلاقات روسيا الخارجية تحت عنوان «الربيع العربي... دروس وخلاصات».
كانت هناك جلسة حوار بين روسيا ودول الخليج العربي عقدت في نوفمبر/ تشرين الثاني من
العام الماضي في أبوظبي ونحن الآن بصدد عقد جلسة أخرى في الرياض لمناقشة القضايا
المشتركة وخاصة الأوضاع في سورية.
ونحن مستعدون لشرح موقفنا من الأزمة السورية لشركائنا في الخليج وقد قدمنا رؤيتنا
بشأن هذا الموضوع، لا أريد أن أعطي موعداً محدداً لتاريخ هذا الاجتماع، لكنه سيكون
قريباً جدّاً لأن الوقت يمر وهناك الكثير لمناقشته.
ما هو موقف روسيا من الربيع العربي، وهل أنتم تدعمون الربيع العربي؟
- نحن ندعم الدول العربية في الاستقلال والديمقراطية والتنمية المستدامة وأن تكون
لهم حرية التعبير عن أنفسهم، هذا ما ندعمه، وأما ما لا ندعمه فهو استغلال الشعوب
وعدم وجود توجه ديمقراطي شامل في هذه البلدان.
لكن هل توافق على تسمية الربيع العربي؟
- ولِمَ لا، ولكن إلى متى سيظل ربيعاً، هناك صيف مقبل عند البعض، ويمكن أن تقترب
بعض الدول من الخريف، لا نعلم ما الذي ستئول إليه الأمور في ليبيا كما لا نعلم
ماهية الوضع في مصر، ومن يحكم هناك الآن، وما هي القوى التي ستظهر لاحقاً، فقد تكون
هذه القوى أسوأ من السابقة، لا أريد أن أقول إنهم من المتشددين الإسلاميين أو من
أتباع القاعدة، ولكن أشعر أن التقدم لا يسير بالمنطق، نحن في روسيا نتعامل بحذر مع
مفهوم «الثورة» لأننا عانينا كثيراً من الثورات منذ بداية الثورة البلشفية وما
رافقها من حرب أهلية بين «البيض» و«الحمر»، كما عانينا عند تفكك الاتحاد السوفياتي
ونعتقد أن كل شيء يمكن تحقيقه بطريقة أفضل من دون الحاجة إلى الثورات التي تعني
تدمير القديم ومن ثم بناء مجتمع جديد.
روسيا وأمن الخليج وإيران
ما هو موقفكم بالنسبة إلى أمن الخليج؛ فروسيا مستمرة بالتعاون مع إيران في مشروعها
النووي السلمي في بوشهر؟
- نحن نرى أن دول الخليج عنصر مهم وبدأت تنشط كمركز سياسي فاعل في العالم، قبل خمس
سنوات وقبل قدومي إلى البحرين طرحنا على دول الخليج والأطراف الأخرى مفهوم أو فكرة
الأمن الإقليمي في هذه المنطقة، وهي ورقة واضحة تقترح على قادة دول الخليج وإيران
والآخرين كيف يمكن الاستمرار والتقدم في أمن المنطقة، وكيف يمكن أن نصل في النهاية
إلى منظومة أمن وسلام في المنطقة، بدءاً من حل النزاعات المحلية ودمقرطة منطقة
الخليج والكثير من الأمور الأخرى والتي لقيت دعماً تامّاً من دولتين خليجيتين،
البحرين إحداهما، وانعكس ذلك في الإعلان المشترك خلال الزيارة التاريخية لعاهل
البحرين جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة لموسكو في العام 2008، وهذه الزيارة كانت
حاسمة في تحديد مستقبل العلاقة بين البحرين وروسيا وبداية ظهور مرحلة جديدة لتطوير
العلاقات بين البلدين.
لقد طرحنا أهمية الحوار بين دول الخليج وإيران ولو تم ذلك فإنه سيلغي كل المخاوف من
مشروع التخصيب النووي الإيراني، إن إيران وقعت اتفاقية منع الانتشار النووي ولها
الحق في استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية تحت سيطرة كاملة ورقابة من وكالة
الطاقة الذرية.
نرى أنه لا توجد أي دواعٍ للخوف من مفاعل بوشهر أو حيازة إيران أي تكنولوجيا حديثة
أو منشأة نووية للأغراض السلمية، لا يجب الخوف من محطة بوشهر، فهي حديثة جدّاً
وجميع إجراءات السلامة معمول بها في هذه المحطة حتى أن مخلفات الوقود النووي ترجع
إلى روسيا.
ما هو رأيكم في العقوبات المفروضة على إيران من قبل الولايات المتحدة والدول
الأوروبية؟
- نحن نرى أن هذه العقوبات غير منصفة، ونحن وقفنا في مجلس الأمن ضد قائمة من
العقوبات على إيران بحجة عدم التعاون مع الوكالة الذرية والمتصلة بالنشاطات
النووية، وحالما يتم التجاوب مع مطالب الوكالة؛ يجب رفع العقوبات عن إيران، وإن تم
تأكيد الوكالة على أن إيران لا تقوم بأية أنشطة نووية ذات طابع عسكري، ونحن نتوقع
وصول هذه الإجابة من الوكالة؛ فإن أي عقوبات تفرضها الولايات المتحدة يجب أن تلغى
لأننا نعتبر ذلك غير عادل
قانون
رقم (37) لسنة 2009 في شأن السلك الدبلوماسي والقنصلي
مرسوم
أميري رقم (4) لسنة 1971 بشأن نظام السلكين الدبلوماسي والقنصلي
مرسوم
رقم (49) لسنة 2009 بإعادة تنظيم وزارة الخارجية
مرسوم
رقم (10) لسنة 2002 بإعادة تنظيم وزارة الخارجية
مرسوم
أميري رقم (3) لسنة 1971 بتنظيم وزارة الخارجية
قانون
جديد للسلك الدبلوماسي والقنصلي