البحرين- جريدة الوسط-
الأحد 05 أغسطس 2012م الموافق 17 رمضان 1433هـ العدد 3620
في تصريح بمناسبة يوم
«حقوق الإنسان في الإسلام»
صلاح علي: البحرين مستمرة في تعزيز وحماية حقوق الإنسان
المنامة - وزارة
شئون حقوق الإنسان
قال وزير شئون حقوق الإنسان صلاح علي أمس السبت (4 أغسطس/ آب 2012) في كلمة وجهها
بمناسبة يوم حقوق الإنسان والكرامة الإنسانية في الإسلام الذي يصاف اليوم (الأحد) 5
أغسطس من كل عام: «هذا اليوم هو يوم تاريخي نؤكد من خلاله المبادئ السامية لحقوق
الإنسان التي أرسى دعائمها الإسلام منذ أربعة عشر قرناً، فخلال الدورة الثامنة
والثلاثين لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي أقر القرار 33/38 لعام 2011
بشأن تخصيص يوم 5 أغسطس من كل عام يوماً لحقوق الإنسان والكرامة الإنسانية في
الإسلام»، مردفاً أن مملكة البحرين ممثلة بوزارة شئون حقوق الإنسان من منطلق
مشاركتها العالم الإسلامي الاحتفال بهذا اليوم تبارك للدول الإسلامية والمنظمة
اعتماد هذه المناسبة لتؤكد على دور التعاليم الإسلامية في إرساء مبادئ حقوق الإنسان
واحترامه، وتنضم المملكة لباقي الدول الإسلامية للاحتفال به وإحيائه، وأن الاحتفال
بهذا اليوم لهو فرصة لاتخاذ تدابير ملموسة لتعزيز حقوق الإنسان، ونشر مبادئ حقوق
الإنسان وثقافتها عملاً بتعاليم الدين الإسلامي وقيمه.
وأشار الوزير إلى أن مملكة البحرين ضمنت هذه الحقوق دستورها وتشريعاتها الوطنية
وخاصة أن الشريعة الإسلامية تعد مصدراً رئيسياً في التشريع البحريني، لذلك دأبت
مملكة البحرين على تطبيق ما جاء في الشريعة الإسلامية والاستمرار في نهجها الإيجابي
من أجل حماية وتعزيز حقوق الإنسان، وبث روح التسامح والتصالح بين الجميع.
وأشار إلى أن حكومة مملكة البحرين حرصت على تأكيد حصول الأفراد والجماعات في
المملكة على كافة الحقوق بما يضمنه لها الدستور والتشريعات الوطنية والمعاهدات
الدولية النافذة، لافتاً إلى أن حكومة مملكة البحرين تؤكد عالمية حقوق الإنسان، وفي
نفس الوقت تحترم الخصوصيات الوطنية والإقليمية ومختلف الخلفيات التاريخية والثقافية
والدينية، كما تشدد على ضرورة تناول المجتمع الدولي لمسألة حقوق الإنسان على أساس
الموضوعية والمصداقية وعدم قابلية هذه الحقوق للتجزئة وهذا يشمل جميع الدول من دون
انتقائية ولا تمييز ولا تسييس ولا تحريف لقضايا حقوق الإنسان.
وأضاف: «كما نبارك للدول الإسلامية والمنظمة أيضاً صدور قرار اعتماد قرار إنشاء
هيئة دائمة مستقلة لحقوق الإنسان بالمنظمة تعنى بالارتقاء بحقوق الإنسان وخدمة
مصالح الأمة الإسلامية في هذا المجال، وتعزيز احترام الثقافات والقيم الإسلامية
السمحة وحوار الحضارات، وذلك وفق مبادئ وأهداف ميثاق منظمة التعاون الإسلامي، ودعم
جهود الدول الأعضاء لتعزيز الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية
والثقافية»، مضيفاً أن مملكة البحرين على يقين بنجاح وسمو هذه الهيئة وبأهمية
أهدافها، وأننا مستعدون لدعم تلك الجهود وخاصة في مجال السياسات الرامية لتعزيز
القوانين والسياسيات للنهوض بحقوق الإنسان. وقال وزير شئون حقوق الإنسان إنه «عند
الاحتفال بيوم حقوق الإنسان والكرامة الإنسانية في الإسلام لابد لنا أن نستذكر قوله
تعالى «ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم
على كثير ممن خلقنا تفضيلاً) حيث أن هذا البعد الإنساني الذي أرسته هذه الآية جعلت
لحقوق الإنسان في الإسلام خصائص ومميزات خاصة، من حيث شموليتها مسلمين كانوا أو غير
مسلمين، دون تمييز بين لون أو جنس أو لغة أو دين، وهي غير قابلة للإلغاء أو التبديل
لارتباطها بتعاليم رب العالمين، ولقد شملت تعاليم الدين الإسلامي ومبادئه سواء من
خلال القرآن الكريم أو السنة النبوية الشريفة ما يضمن حقوق الآخرين واحترامها وعدم
المساس بها.
وأكد الوزير في كلمته، حق الدول في إبداء تحفظاتها على العهود والمواثيق
والاتفاقيات الدولية التي تنضم إليها باعتبار ذلك حقاً من حقوقها السيادية و لضمان
عدم تعارضها مع تعاليم الشريعة الإسلامية.
وعبر عن أسفه لما يحدث لبعض الأقليات الإسلامية والعرقيات الإثنية من انتهاكات
وتعنيف وتمييز واضطهاد وتدابير تنم عن روح عدائية لهذه الأقليات في عدد من الدول في
مختلف المناطق الجغرافية من العالم، وخصوصاً أن عدداً من هذه الدول ممن يرفع راية
الدفاع عن حقوق الإنسان ولكنه يتناسى الانتهاكات الحقوقية التي تحصل في بلده، ونأمل
بأن يقوم المجتمع الدولي بوضع التدابير التي من شأنها خلق الاحترام التام للإسلام
ومعتنقيه وجميع الديانات السماوية الأخرى وعدم استخدام حرية التعبير والصحافة
والإعلام في تشويه صورة الأديان أو تضليل الرأي العام.
وختم الوزير بالقول: نأمل أن يكون هذا اليوم بمثابة مراجعة شاملة للدول الإسلامية
لتقييم مدى تنفيذها والتزامها بالمعاهدات والاتفاقيات الدولية المعنية بحقوق
الإنسان تطبيقاً للمبادئ السامية التي أوصت بها الشريعة الإسلامية، مؤكداً الدور
الحضاري والتاريخي للأمة الإسلامية التي جعلها الله خير أمة أخرجت للناس ومنحت
البشرية حضارة عالمية ومتوازنة قوامها الانسجام والتناغم بين الحياة الدنيا والحياة
الآخرة.
أمر
ملكي رقم (46) لسنة 2009 بإنشاء المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان