البحرين-جريدة الوسط-
الثلاثاء ٨ يناير ٢٠١٣ م، الموافق ٢٦ صفر ١٤٣٤ هـ-العدد : 3776
المحامون يؤبِّنون
زميلهم الفقيد محمد السيد
الجفير - حسين
الوسطي
نظمت جمعية المنبر الديمقراطي التقدمي حفل تأبين الفقيد المناضل المحامي محمد السيد
يوسف بنادي العروبة بالجفير مساء أمس الأول (الأحد)، حضره لفيف من محبيه وأصدقائه
وعدد كبير من المحامين وعائلة الفقيد.
من جانبه، قال رئيس جمعية المحامين البحرينية حميد الملا – في كلمته -: «لقد رحل
عنا (أبوسلام) وبقت ذكراه عطرة في قلوبنا نحن المحامين لما للدور البارز الذي قام
به طوال فترة حياته المليئة بالنشاط والحيوية. فقد كان أحد المؤسسين لنقابة
المحامين قبل أن تصبح جمعية وكذلك مؤسساً للجمعية فيما بعد ونال في سبيل ذلك
تكريماً خاصاً من قبل الإدارات المتعاقبة، حيث كرم بالعديد من المناسبات الخاصة
بالجمعية، هذا إلى جانب أن المرحوم ونظراً لدوره البارز ونشاطه المتميز فقد انتخب
لعدة دورات في مجلس الإدارة حتى أصبح نائباً للرئيس ومن ثم رئيساً للجمعية للفترة
من يناير/ كانون الثاني وحتى يوليو/ تموز 1996».
وأضاف الملا «لقد رحل عنا (أبوسلام) وترك سجلاً حافلاً بالعمل الدؤوب سواء أكان على
صعيد العلم القانوني أو السياسي أو النقابي والصحافي أيضاً، وقد كان رحمة الله شعلة
من النشاط حتى الأيام الأخيرة من حياته، فلم يترك ندوة أو منتدى إلا وكان حاضراً
فيه ومشاركاً ومتشاركاً في إنجاحه وإثرائه بأفكاره النيرة، إلى جانب مساهماته في
العديد من الندوات والمقالات الصحافية والتي كان لها صدى من النقاشات مع زملائه
المحامين».
وذكر أن «الفقيد كان من أبرز المحامين في البحرين والمنطقة، وكانت له صولات وجولات
في المحاكم ما ترك بصماته القانونية والفقهية في محاكم البحرين لما له من سعة إطلاع
وباع وتمرس في مهنته، وترك بذلك بصماته أيضاً في وجدان جيل من تلاميذه العديدين
الذين تدربوا على يديه وأصبحوا أساتذة بفضله، وفي مسيرة حياة (أبوسلام) ثمة محطات
مضيئة كان أبرزها الدور البارز له في الدفاع عن حقوق الإنسان وخصوصاً الطبقة
العاملة، حيث كانت له مساهمات قدمها للاتحاد العام لنقابات عمال البحرين مساهمة منه
لإبراز دور الاتحاد والرقي به ومعالجة بعض الإشكالات التي تواجهه، وأيضاً وفي معرض
حديثنا عن المرحوم محمد السيد يوسف لابد أن نذكر أنه كان بسيطاً ومتواضعاً مع
المحامين صغيرهم قبل كبيرهم، ما أكسبه حب واحترام وتقدير زملائه من المحامين فكان
قريباً منهم ومن همومهم ولم يمنعه من ذلك فارق السن بينه وبين البعض منهم، حيث كان
محط احترام في مناقشة أفكاره ورؤاه القانونية والفكرية ما كان له الأثر الكبير على
تطوير الكادر القانوني والحقوقي، وقد كان (أبوسلام) معلماً واسع الاطلاع يركن إليه
المحامون في بعض الأمور التي تحتاج استشارات خاصة».
إلى ذلك، قال الأمين العام لجمعية المنبر الديمقراطي التقدمي عبدالنبي سلمان: «لقد
كان فقيدنا (أبوسلام) علماً بارزاً في سماء حركتنا الوطنية والنقابية البحرينية
والعربية على مدى عقود طويلة، وساهم من المواقع والمحطات التاريخية العديدة التي
خاض غمارها بحسه الوطني والتنويري والتقدمي المسئول في الدفاع عن قضايا شعبنا في
فترات صعبة ومهمة من تاريخ شعبنا على طريق التحرر وتحقيق الاستقلال الوطني والعدالة
والمساواة والديمقراطية».
وأوضح سلمان أن «الفقيد كان له دور نضالي وقيادي في صفوف جبهة التحرير الوطني
البحراني إبان انتفاضة مارس/ آذار 1965 المجيدة، والتي وثقها بحسه الوطني في كتابه
المهم «يوميات من انتفاضة مارس 1965» عبر معايشة يومية للأحداث التي لا غنى لأي
باحث لتاريخ الحركة الوطنية البحرينية من أن يقرأها بتمعن بعيداً عن أي انحيازات
سياسية أو فكرية أو ايديولوجية حتى لا تفسد جوهر رسالتها التي أرادها «أبوسلام»
رسالة لجيله وللأجيال البحرينية المتلاحقة، نظراً لما حاق بحراكنا وحركتنا الوطنية
من تشويه وتشوهات مازال البعض مصراً على المضي فيها بكل أسف».
وأضاف سلمان «في خضم تلك الأحداث التاريخية التي غيرت مسار وطبيعة حراكنا الوطني
برمته، برزت طبقتنا العاملة والفئات الكادحة قائدة لحركة مطلبية وسياسية لم تتوقف
حتى اليوم، في سعي دؤوب لتحقيق مطالب شعبنا المشروعة، حيث ساهم فيها الراحل محمد
السيد عضواً في لجنة قيادة الانتفاضة ممثلاً لجبهة التحرير الوطنية عن منطقة
المحرق، ليبرز بعدها مناضلاً وطنياً ونقابياً ومنفياً مطارداً متنقلاً في أكثر من
بلد خليجي وعربي، ومن ثم محامياً مترافعاً أمام المحاكم في الكثير من القضايا
الحقوقية والسياسية».
من جهته، قال نائب رئيس نادي العروبة: «إنه لموقف محزن ومؤلم أن نتحدث عن هذه
الشخصية المعطاء التي كان لها دور فاعل وبصمات واضحة في نادي العروبة، مجسداً معنى
الوطني المخلص من تاريخ الوطن، وكان يحارب الطائفية بكل أشكالها، ومازلنا نعاني
منها في الوطن حالياً، ولابد من محاربة ما يتم تخطيطه ضد تفكيك النسيج الاجتماعي،
وهو رجل من رجالات الوطن المخلصين، وحيث كان من المناضلين الميدانيين ومدافعاً عن
المواطنين عامة والعمال خاصة».
بعدها تحدث عدد من أصدقاء الفقيد عن حياته، وقال عبدالجليل النعيمي: «إن جزءاً
كبيراً من تاريخ الفقيد النضالي هو جزء من تاريخ جبهة التحرير البحرانية، إذ ارتبطت
شخصيته بانتفاضة الشعب في مارس 1965 آنذاك، وكان يتمحور دور الفقيد على المستوى
القيادي والتنسيق مع المنظمات الوطنية الأخرى، وعرفت عن دوره الحقيقي فيما بعد».
من جانبه، تطرق صادق الدرازي للحديث عن دور الفقيد في العمل النقابي، وقال: «كانت
تجربتي معه في العمل النقابي عندما صدر قانون النقابات، وحينها كان المضيفون
الجويون يعتزمون إنشاء نقابة لهم في تلك الفترة وكان هناك تباين في القانون، وعمد
الفقيد على تفسير القانون عبر إقامة ورش عمل للنقابيين الجويين وتعريفهم بالدور
النقابي، وأفضت تلك الورش لتكوين لجنة تحضيرية تبعها عقد مؤتمر تأسيسي، ولم يتوقف
دوره وتابع مع النقابة في كل تفاصيلها، وأفضت إلى تحقيق مطالب كثيرة للعمال، وبعدها
عملت معه في مكتبه للمحاماة».
إلى ذلك، سرد المحامي عباس هلال سيرة الفقيد حينما التقاه في المنفى، وقال: «عرفته
في دمشق أياماً طويلة ومن ثم في الكويت، وعرفته محامياً في البحرين وعلاقتنا توطدت
في السجون، وفي جمعية المحامين وكان من المؤسسين للجمعية والنقابة، وفي نوفمبر/
تشرين الثاني 1996 كرم كأحد الرؤساء السابقين، وفي 2001 تم تكريمه كمؤسس للجمعية،
وكان له دور نقابي بارز، وتعلمت معه في السجون خلال اعتقالنا أدب السجون وغيرها من
المواضيع».
وتحدث نجل الفقيد نواف السيد عن حياة والده الذي كان نصيراً للشعب والشعوب العربية
المظلومة، إلى جانب نبذه للطائفية وعمله الدؤوب في العمل النضالي والنقابي
والمحاماة.
القانون
وفقا لأخر تعديل - مرسوم بقانون رقم (26) لسنة 1980 بإصدار قانون المحاماة