البحرين-جريدة أخبار الخليج - الأحد ٢٠ يناير
٢٠١٣ م، الموافق ٨ ربيع الأول ١٤٣٤ هـ-العدد : ١٢٧٢١
الأعلى للمرأة ينفذ
برنامج المدربين في مجال الإرشاد والتوافق الأسري
ينفذ المجلس الأعلى للمرأة بالتعاون مع وزارة التربية
والتعليم برنامج الثقافة الأسرية الذي يهدف إلى بناء قاعدة من المدربين في مجال
الإرشاد والتوافق الأسري واكساب المقبلين على الزواج المهارات اللازمة لتحقيق
التوافق الأسري، من اجل بناء صورة إيجابية حول الحياة الأسرية والسعي نحو خفض
معدلات الطلاق، وخفض حالات العنف الأسري.
وينفذ هذا البرنامج الذي تحاضر فيه خبيرة التوافق الأسري الدكتورة بنه بوزبون على
ثلاث مراحل حيث بدأت المرحلة الأولى بتوعية الشباب من الجنسين بالمدارس الثانوية
والجامعات، ثم تنطلق المرحلة الثانية بتنفيذ حلقات نقاشية لعدد من مجموعات التركيز
لفئة من المشاركين من الجنسين في البرنامج، أما المرحلة الثالثة والأخيرة فتُعنى
بتنفيذ برنامج تدريب مدربين في هذا المجال بهدف خلق شبكة من المدربين الوطنيين في
مجال الارشاد والتوافق الأسري.
ويأتي هذا البرنامج استكمالاً لما نفذه المجلس الاعلى للمرأة من خلال برنامج
الثقافة القانونية لتوعية الشباب من الجنسين حول حقوق الطرفين في وثيقة عقد الزواج
وذلك تنفيذاً لاختصاصات المجلس الأعلى في توعية المجتمع بدور المرأة وحقوقها
وواجباتها.
اختيار شريك الحياة
وتناولت محاضرات المرحلة الأولى عدداً من الموضوعات أبرزها اسس تكوين الاسرة
واختيار الشركاء في الحياة بالنسبة للطرفين المقبلين على الزواج باعتبارها من
الامور الطبيعية والاساسية للمقدمين على تكوين اسرة وبالتالي فان عملية الاختيار
الصحيح تلعب الدور الاساسي في تحقيق الاستقرار الاسري.
وبينت د. بنه بوزبون خلال هذه المحاضرات أن عملية الاختيار للطرفين واحدة من ثلاث
نظريات الأولى منها هي: تكامل الحاجات بمعنى أن الإنسان يبحث عن شريك يكمل نقصا
لديه وهذا النوع عرضة للمشاكل الزوجية والانفصال ولو بعد حين، أما النظرية الثانية
فهي التجانس حيث التقارب في النمط السلوكي والفكري والحياتي ولذلك من الخطأ
الاعتقاد أن الزواج بين فردين ولكنه بين عائلتين وبيئتين وبالتالي التجانس واجب
بينهما وهذه النظرية هي المطبقة في دول الخليج، وتأتي نظرية الاختيار اللاشعوري
لتكمل الثلاثية وتظهر هذه النظرية في التعامل بين الطرفين بعد الزواج والاهم
تصحيحها حيث يتأثر كل منهما بمكنونه اللاشعوري وهنا نرسي قاعدة مفادها أن الزواج
الصحيح هو الذي تتساوى فيه الضغوط الداخلية والخارجية حيث تحكمه العاطفة ويوجهه
العقل بمباركة الأسرة وخلاف ذلك فهو زواج مريض ولو استمر إلى ابد الدهر.
وأضافت الدكتورة بنه بوزبون ان اختيار الشريك المناسب يعتبر من القرارات المهمة
التي يقطعها الإنسان في حياته إن لم يكن أهمها على الإطلاق، إذ يتوقف عليه اختيار
الشخص الذي سوف يقاسمه حياته بكل متاعبها ومشكلاتها، ومعاً يكونان أسرة واحدة تأتي
بأطفال يكونون في الغد هم أسرتهم الكبيرة التي يعيش في ظلها كل من الأم والأب،
موضحة بأن الشريك يقاسمك كل القرارات، ويشارك في تربية الابناء ويسير معك في طريق
حياتك، ويعاصر معك كل أحداثها، ولذلك يصبح من الضروري أن تأخذ مسألة الاختيار وفق
معايير وقواعد وتأنٍ.
نصائح للمقبلين على الزواج
وقدمت د. بنه الكثير من النصائح للمقبلين على الزواج، مؤكدةً أنها في الغالب تكون
نصائح مطلقة وربما لا يمكن تطبيقها على الشخص الذي تختاره أو تفكر فيه شريكاً، لذا
بينت في خطوات عملية من أجل الاختيار السليم لتحقيق الاستقرار الاسري هي: المعرفة
الجيدة وعدم الاختيار على المعايير الشكلية فقط ومعرفة السلبيات ومن المهم خلق
قنوات حقيقية للتعارف بين الطرفين في إطار المجتمع، وتبادل الافكار والنقاش المشترك
بين الطرفين قبل الارتباط الرسمي – تحت إشراف الأهل – بشكل كافٍ يتناول كل الجوانب
الشخصية، بحيث يعرف كل منهما جوانب الآخر.
اما عن خطوات الاختيار السليم لشريك الحياة فقالت بوزبون بأنه يجب على الإنسان
المقبل على الزواج أن يلتزم بالأخذ بالأسباب والسعي بجدية من أجل أن يطمئن إلى
الشخص الذي اختاره لتأسيس الاسرة، وأن يسعى قدر استطاعته إلى التحري عن هذا الشخص
بشتى الطرق، من خلال ثلاثة مستويات: أولها الرؤية والتفكير بمعنى أن نرى الشخص
المتقدم للخطبة ونتحدث معه ونحاول بكل المهارات الحياتية أن نستشف من المقابلة
صفاته وطباعه وأخلاقه وذلك من الرسائل اللفظية وغير اللفظية الصادرة عنه.
وثانيها استشارة الاقارب من ذوي الخبرة والمعرفة وسؤال المحيطين من الزملاء أو
جيران أو الاصدقاء وذلك كي نستوفي الجوانب التي لا تستطيع الحكم عليها من مجرد
المقابلة، ونعرف تاريخ شخصيته ونعرف طبيعة أسرة المنشأ وطبيعة المجتمع الذي عاش
فيه. وفي بعض الأحيان يلجأ أحد الطرفين أو كلاهما إلى متخصص يحدد عوامل الوفاق
والشقاق المحتملة بناءً على استقراء طبيعة الشخصيتين وظروف حياتهما.
وحول التركيز على علاقة الزواج كعلاقة عاطفية عقلية واجتماعية وروحية كأساس في
عملية الاختيار قالت د. بنه بأنه قبل اتخاذ قرار الارتباط لابد من وصول الطرفين
للنضج الكافي لتحمل تبعات العلاقة الزوجية، ومسئولياته والقدرة على رعاية الأسرة،
ولابد أن يدرك الطرفان طبيعة العلاقة الزوجية التي يمكن وصفها علاقة متعددة الأبعاد
بمعنى أنها علاقة عاطفية عقلية اجتماعية روحية، ومن هنا وجب النظر إلى كل تلك
الابعاد حين نفكر في الزواج، واي زواج يقوم على بعد واحد مهما كانت اهميته، يصبح
مهددا بمخاطر كثيرة.
وعن تكامل هذه الجوانب المتعددة للعلاقة الزوجية قالت بوزبون بأننا نجد أن أكبر خطأ
يحدث انشغال أحد الطرفين ببعد واحد في الاختيار (اختيار أحادي البعد) ولا ينتبه
لبقية الأبعاد، ويجب ان يعي الطرفين تكوين الاسرة ليس علاقة بين شخصين فقط. وإنما
هو علاقة بين أسرتين وربما عائلتين، أي أن دوائر العلاقة تتسع علاقة الزوجين سلباً
وإيجاباً، ومن هنا تتضح أهمية أسرة المنشأ، والعائلة او المجتمع الذي جاء منه كل
طرف.
أركان أساسية
وعن بقية الأركان الأساسية اللازم توافرها في شريك الحياة قالت د. بنه هو ارتباط
الإنسان بشخص قريب منه في الصفات أي يتكامل معه بحيث يلبي كل منهما احتياجات الآخر
بطريقة تبادلية ومتوازنة، وهذا لا يتطلب تشابههما أو تطابقهما وإنما يتطلب
تكاملهما.
التكافؤ بين الزوجين
وفي موضوع التكافؤ بين الزوجين قالت الدكتورة بنه بأنه تقارب الزوجين من حيث السن
والمستوى الاجتماعي والثقافي والقيمي والديني ،ذلك التقارب الذي يجعل التفاهم
ممكنًا حيث توجد مساحات مشتركة تسمح بدرجة عالية من التواصل بين الطرفين. ولكنها
أوضحت أن هذه القاعدة لها استثناءات عديدة فأحيانًا يكون هناك عامل أو عاملان من
عوامل التكافؤ مفقودين، ولكن يعوضه أو يعوضهما عوامل أخرى أكثر قوة وأهمية.
واوضحت بوزبون بأننا نجد أحيانًا زوجين بينهما اختلافات وفوارق في السن أو في
المستوى الاجتماعي أو الثقافي أو الديني، ولكنهما يتوافقان على الرغم من ذلك،
والسبب في ذلك أن كلا منهما يحتاج الآخر على الرغم مما بينهما من سوء توافق ظاهري.
جدير بالذكر أن الزيارات تمت في 21 مؤسسة تعليمية من جامعات وكليات ومدارس،
واستهدفت اكثر من 2000 طالب وطالبة، وهي: جامعة البحرين، كلية طلال أبوغزالة
الجامعية، مدرسة الإيمان «قسم البنات»، مدرسة كانو الدولية من المرحلة الثانوية،
مدرسة المعرفة الثانوية للبنات، مدرسة الرفاع الغربي الثانوية للبنات، مدرسة جدحفص
الثانوية الصناعية للبنين، مدرسة الحورة الثانوية للبنات، مدرسة أحمد العمران
الثانوية للبنين، مدرسة سار الثانوية للبنات، مدرسة الشروق الثانوية للبنات، مدرسة
الجابرية الثانوية الصناعية للبنين، مدرسة الشيخ عبدالعزيز الثانوية للبنين، مدرسة
الاستقلال الثانوية للبنات، مدرسة اميمة الثانوية للبنات، مدرسة النعيم الثانوية
للبنين، مدرسة المنامة الثانوية للبنات، مدرسة خولة الثانوية للبنات، المعهد
الديني، مدرسة الرفاع الشرقي الثانوية للبنين، مدرسة الشيخ عيسى بن علي الثانوية
للبنين.
الحكومة الموقرة في هذا الشأن.
أمر
أميري رقم (44) لسنة 2001 بإنشاء المجلس الأعلى للمرأة
أمر
ملكي رقم (36) لسنة 2004 بتعديل بعض أحكام الأمر الأميري رقم (44) لسنة 2001 بإنشاء
المجلس الأعلى للمرأة