البحرين-جريدة الوسط - الاثنين ٤ فبراير ٢٠١٣
م، الموافق ٢٣ ربيع الأول ١٤٣٤ هـ-العدد :
3803
يجب ألا تكون البحرين
هاجساً عند أشقائنا وأصدقائنا... وبلغنا المرتبة الأولى في الانفتاح الاقتصادي
العاهل: رؤيتنا بناء دولة مؤسساتٍ الحكمُ فيها للقانون... والأخطاء مسئولية
مرتكبيها
المنامة - بنا
قال عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة: «ان رؤيتنا
المشتركة هي أن نبني دولة مؤسسات، بمعنى أن المؤسسات هذه تتخذ قراراتها بما يعود
بالخير عليها، ولكن الذي يحكم الأمر كله هو القانون والالتزام بالقانون»، منوهاً
جلالته إلى أنه: «لاشك أن هناك أخطاء قد تحدث والأخطاء التي تحدث مسئول عنها الذي
يتخذها وهناك مؤسسات بالفعل ترى هذا الخلل وتصلحه والصلاحيات واضحة وليس هناك مؤسسة
تأسست إلا وصلاحياتها واضحة»، مؤكداً جلالته أن البحرين يجب أن تستمر في كونها أساس
البناء والاستقرار للجميع لا أن تكون هاجسا عند اشقائنا واصدقائنا.
جاء ذلك، خلال استقبال جلالته، بحضور رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة
بن سلمان آل خليفة، وولي العهد نائب القائد الأعلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان
بن حمد آل خليفة، في قصر الصخير أمس الاحد (3 فبراير/ شباط 2013) أصحاب الأعمال
والتجار.
وفي بداية اللقاء ألقى جلالة الملك كلمة سامية هذا نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم
أصحاب السمو، الاخوة والأخوات،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
إنه لمن دواعي سرورنا واعتزازنا أن نلتقي بكم في هذا اليوم المبارك، تجمعنا وإياكم
محبة مملكة البحرين وإنجازاتها التاريخية في المنطقة بل العالم، وتجمعنا العلاقات
الحميمة بين أبناء البحرين في كل القطاعات وفي الكثير من أروقة الحياة.
إن أهل البحرين في القطاع الخاص لهم أدوار تاريخية رائدة منذ القدم، واليوم نشهد
اقتصاد البحرين ينمو ولله الحمد في وقت يمر فيه العالم المتقدم بأصعب أزماته
الاقتصادية. وكل ذلك بفضل الله عز وجل ثم بفضل نشاطاتكم المستمرة دون كلل ولا ملل،
وعليه وبهذه المناسبة الغالية نشيد بالوقفة المخلصة والثابتة التي وقفتموها بإدانة
العنف والتخريب والتعدي لكل ما قد يسبب زعزعة الأمن العام، والسلم الأهلي، مسجلاً
للجميع الشكر والتقدير.
وكم يسعدنا أن يكون للبحرين دورها الرائد والمستمر لتنمية القطاعات الاقتصادية
والسياسية والاجتماعية وتعزيز دولة المؤسسات والقانون، فكنتم العصب الرئيس في
التأسيس. وإننا على يقين ان المستقبل سيكون بإذن الله تعالى مزيداً من البناء
والتطوير خصوصاً من خلال رؤيتنا لعام 2030م.
وما قانون غرفة تجارة وصناعة البحرين العريقة الذي أصدرناه مؤخراً والاتفاقيات
الدولية الكثيرة في التجارة والاقتصاد، وتوطيد العلاقات بالزيارات والاجتماعات
الدورية مع كبرى دول العالم إلا أمثلة حية على ما تنعم به مملكة البحرين من استقرار
وتقدم مستمر في السياسة والاقتصاد حتى بلغنا المرتبة الأولى في الانفتاح الاقتصادي.
وإن موازنة 2013 - 2014 ما هي إلا تأكيداً آخر على خدمة المواطن في الإسكان والصحة
والتربية والتعليم والبنية التحتية والخدمات الاجتماعية المتعددة والله نسأل أن
يوفقنا على تحقيق طموحات المواطنين جميعاً.
أيها الاخوة والأخوات: نرحب بكم ثانيةً في هذا الاستقبال الذي سعدنا به ونشكركم على
الحضور، ونتطلع إلى المزيد من التقدم والرفاه للبحرين والمواطنين الكرام.
ونسأل الله تعالى ان يحفظ مملكتنا البحرين، وأن يديم علينا وحدتنا وأخوتنا بالأمن
والأمان والرخاء الاقتصادي، إنه سميع مجيب الدعاء.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
من جهته أكد رئيس الغرفة عصام فخرو التزام القطاع الخاص بدعم سياسات القيادة
السياسية للنهوض بمسيرة تطور البحرين، وتقدمها الاقتصادي والتنموي وإرساء المبادئ
السامية في بناء الدولة العصرية الحديثة، من واقع القناعة التامة بدور الغرفة
والقطاع الخاص الذي تمثله في عملية البناء والتنمية.
وأعرب فخرو عن الموقف الثابت والرافض لكل ما يعكر صفو الأمن ويمسح الوحدة الوطنية
لتظل البحرين واحة أمن واستقرار.
وقال: «ان المقام يستوجب أن أرفع لمقامكم السامي بالغ الشكر وعظيم العرفان بمناسبة
مصادقة جلالتكم على المرسوم بقانون رقم (48) لسنة 2012 بشأن غرفة تجارة وصناعة
البحرين ليساهم هذا القانون في تنظيم عمل هذه المؤسسة العريقة التي تعتبر أول غرفة
تجارية في المنطقة، ولتكون قادرة بدعم ومؤازرة قيادتنا الرشيدة ممثلة في جلالتكم في
تلبية تطلعات وطموحات قطاعات الأعمال البحرينية وتعزيز دورها في تطوير القطاع الخاص
وزيادة مساهمته في التنمية الاقتصادية، وتذليل المشاكل والصعوبات التي تحد من قدرته
على النمو»، مضيفاً ان «هذا القانون بما يتضمنه من مبادئ وأطر عامة ينسجم مع رؤية
جلالتكم المستقبلية لمملكة البحرين 2030 في جعل القطاع الخاص محرك التنمية
الاقتصادية، فالآمال المعقودة على الغرفة كانت وستظل كبيرة، وستكون الغرفة بعون
الله وبدعم من أعضائها قادرة على تلبية كل طموحات وتطلعات أصحاب الأعمال وعلى قدر
الثقة التي تولونها لها».
وتابع فخرو: «لا تفوتني الإشادة بالتوجيهات السامية لاستكمال حوار التوافق الوطني
في المحور السياسي في الأمور التي لم يتم التوافق عليها للبناء على ما تم التوافق
عليه من أجل الوصول إلى مزيد من التوافق الوطني، والتي تحظى بدعم وتأييد المجتمع
الدولي، فهذه المبادرات الخيرة التي نأمل أن يكون المحور الاقتصادي أيضا ركيزة
أساسية فيها، قد أوجدت مناخاً أفضل من التفاؤل لدى جميع قطاعات الشعب البحريني
لتعزيز تجربتنا الديمقراطية واستعادة روح الإخاء والوئام والسلام الاجتماعي وإحياء
مشاعر الألفة التي تعايشنا عليها منذ الأزل، كما لابد أن نشير في هذا المقام إلى
الجهود المبذولة على صعيد التركيز على مشاريع التنمية المستدامة في مجالات الإسكان
والصحة والتربية والتعليم والبنية التحتية والخدمات الاجتماعية وايلاء القطاع الخاص
دورا أساسيا في تنفيذها وهذا ما أكدت عليه موازنة المملكة لعامي 2013 - 2014 والتي
بلاشك سيكون لها اثر ايجابي في دعم القطاع الخاص البحريني وفي استمرار جهود التنمية
المستدامة».
بعدها، تحدث جلالة الملك لأصحاب الأعمال والتجار، وقال: «احببت أن اشكركم مرة أخرى
على جهودكم الطيبة التي تبذلونها في سبيل تطوير القطاع التجاري».
وأوضح جلالته: «ان من اسباب النجاح هو الصبر وانتم صبرتم ومن بعد صبركم ظفرتم، ولله
الحمد نرى هذا واضحا في التقدم العام لمملكتكم البحرين الغالية ونحن كذلك تعلمنا
الصبر منكم ومن اهلنا في البحرين».
وذكر جلالته: «انه ولله الحمد اصبحت للبحرين مكانة مرموقة على المستوى الاقليمي
والعالمي وهذا الشيء يدعونا الى الاعتزاز والفخر في الحياة»، مبيناً جلالته: «اليوم
اصبحت الحياة متشعبة وصارت الأمور تميل أكثر إلى الاختصاصات، واني اعتقد بأن من
يركز على اختصاصه ويبني مؤسسته بالصبر لاشك أن التوفيق سيكون حليفه في النهاية وأن
هذا التركيز يؤدي إلى أفضل النتائج».
وأشار جلالته إلى أن: «البحرين ومنذ القدم تسعى دائماً لبناء مؤسسات وأن الانسان
اذا قرأ تاريخ البحرين القديم والجديد سيجد أهل البحرين يحاولون دائما الوصول
للأفضل والاحسن ولاشك لا يوجد حكم عادل إلا ان يتماشى فيما هو أصلح وانفع للبلاد
والعباد، ونحن رأينا ورؤيتنا المشتركة ان نبني دولة مؤسسات بمعنى ان المؤسسات هذه
تتخذ قراراتها بما يعود بالخير عليها ولكن الذي يحكم الامر كله هو القانون
والالتزام بالقانون والالتزام بالذي توارثته الناس من خلق وعادات وامور معروفة في
حياة أهل البحرين ونحن نبني بعون الله بهذه الروح ونتجاوز كل ما يسبب عرقلة لأي
طريق سواء كان طريق الاقتصاد أو الامور الحياتية الاخرى»، ونوه جلالة الملك إلى أن:
«البناء ليس بالسهل ولا يتم بين ليلة وضحاها ولكن يتم بكل ما نريده اذا اتبعنا
سياسة التطوير وكذلك بالتفاهم ومن بعده التوافق ومن بعده الرضا فاذا اجتمعت هذه
كلها تأكدوا ان القرار سوف يكون صائبا اما ان كان الرأي مركزيا وفرديا وخارجا عن
التوافق والرضا لاشك سيكون محدود المدة ولا يمكن أن يستمر».
وأرف جلالته: «لذلك فإننا ندعو وسوف ندعو بكل محبة وتقدير لجميع أهل البحرين وعندما
نقول إنهم أسرة واحدة؛ فهم بالفعل أسرة واحدة تهمهم أمور وأقسام وفروع الاسرة مهما
كانت، طالما الغالب منا يريد هذه الاهتمام وهذا المسعى فلاشك ان النجاح سيكون
رائدنا ويزيد الحياة تطورا ونمواً لأنه لا يمكن الاستثمار من دون استقرار البلاد».
وواصل جلالة الملك حديثه للتجار: «انتم مثل آبائكم وأجدادكم أهل خير وأهل البحرين
دائما كانوا يتمتعون بسمعة طيبة خارج البحرين وفي العالم وهذه نعمة من نعم الله على
اهل البحرين وهذا مساعدة لنا في ان نتحمل المسئولية برحابة صدر فهذا هو المطلوب ان
تكون المسيرة فيها كل الخير، بالنوايا الحسنة نمضي قدما نحو التقدم والكسب الحلال
اما الكسب غير الحلال فيضع صاحبه في حرج وفي عزلة من المجتمع فلذلك من الواجب ان
يذكر الانسان نفسه دائما بأن الذي يعمله اليوم سيكون له اثر في المستقبل فالأبناء
سوف يسألون ويقرأون ويقولون ما الذي عمله آباؤنا لنا وما الذي تركوا لنا من ارث أهو
ارث ثقيل أم ارث كريم».
وزاد جلالته: «نحن استلمنا ارثا كريما وما علينا الا ان نعمل الخير والتوجيه
الصحيح، لم نوجه اطلاقا لعمل شيء يخالف رب العالمين ويخالف عاداتنا ويخالف
الانسانية عموماً، لاشك أن هناك أخطاء قد تحدث والأخطاء التي تحدث مسئول عنها الذي
يتخذها وهناك مؤسسات بالفعل ترى هذا الخلل وتصلحه والصلاحيات ما شاء الله واضحة
وليس هناك مؤسسة شكلت أو تأسست الا وصلاحياتها واضحة، ولاشك ان اتخاذ القرار ليس
سهلا ولكنه صعب على رئيس المؤسسة أو الدائرة لكن يجب ان يساعد ويشجع على اتخاذ
القرار الصائب».
وأفصح جلالته: «أنا شخصيا في كل اللقاءات الداخلية والخارجية اشعر داخلياً
بالاعتزاز لهذا البلد وأهل البلد، البحرين صغيرة في حجمها والبحرين لها دور في نمو
المنطقة واستقرارها».
وقال جلالته: «البحرين يجب أن تستمر في أن تكون هي أساس البناء والاستقرار للجميع
لا أن تكون هاجسا عند اشقائنا واصدقائنا وكل ما بناه الاوائل يذهب مع الريح فلذلك
نحن بحاجة ماسة كل يوم ان نقوم بواجباتنا تجاه رب العالمين والوطن والاسر وتجاه
الانسانية بصورة خاصة وعامة واي شيء يعزز هذا الاتجاه. وليس لدي شك ولا ذرة من الذي
انا اقوله هو كلامكم ورأيكم واملكم».
وأضاف جلالته: «أنا سعيد أن أرى جماعتي وأرى فيكم أهل الدار وأهل الخير، فأدعو الله
رب العالمين أن يوفقكم وأن تنجزون كل الانجازات ولاشك أن الأبواب كلها مفتوحة لأي
رأي يزيدنا قوة ومنعة وليس هناك ابواب مغلقة ولكن قد يكون الباب تغير بمعنى بدلاً
من يكون في المكان الفلاني صار في المكان الاخر. اذا نتيجة لهذا علينا ان نستغل ما
هو موجود في ايدينا من ادوات خير في الاستغلال الصحيح، وعلينا أن نبدأ بالانطلاقة
ويكون تركيزنا على ابنائنا وشبابنا وتربيتهم التربية الصحيحة فلاشك ان شبابنا
سيكونون مثلكم اذا اجتهد الاب وتعب في التربية، فالانسان عندما يصبح ابا يضع مستقبل
ابنائه وسمعتهم وسمعة بلدهم في الاعتبار ويعمل على تعليمهم وتدريسهم فأهل البحرين
بنوا في المنطقة في مختلف الاتجاهات عملوا في التدريس وكانوا ولايزالون بأمر الله
مثالا يحتذى، فلنحافظ على هذه القيم وهذه السياسة لأن هذه هي قوتنا ليس لدينا قوة
سلاح ولا قوة فضاء ولا القوة المادية التي تعرفونها ولكن نحن كبشر نعتز ونفتخر ولله
الحمد بأهل البحرين وان شاء الله ستكون الانجازات قادمة وبشكل اكبر ويحدونا التفاؤل
للمزيد من الخير القادم وكل الدلائل تدل على ذلك ولكن بتكاتفنا».
دستور مملكة البحرين
مرسوم بقانون رقم (15) لسنة 1976 بإصدار قانون العقوبات