البحرين-جريدة أخبار
الخليج- السبت ٣٠ مارس ٢٠١٣ م، الموافق ١٨ جمادى الأولى ١٤٣٤ هـ-العدد : ١٢٧٩٠
خطيب جامع الخالد:
مشروع الملك بإنشاء محكمة عربية لحقوق الإنسان يؤكد للعالم أن البحرين بلد القانون
والسلام
في خطبته ليوم الجمعة بجامع الخالد بالمنامة قال
الشيخ عبدالله بن سالم المناعي:
الحمد لله الذي جعل الدين رباطاً متينا بين قلوب المؤمنين, وأمر بالاتحاد والتعاون
ونهى عن التفرق والتنازع في كتابه المبين, وأشهد أن لا إله إلا الله القوي المتين,
وأشهد أن سيدنا محمداً رسول الله ذو القلب الرحيم والخلق العظيم وسيد الأنبياء
والمرسلين اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الذين طابت نفوسهم وصفت
قلوبهم فكانوا هم السادة المنصورين.
«أما بعد فيا عباد الله»: أوصيكم ونفسي أولا بتقوى الله تعالى وطاعته. أخرج البخاري
في صحيحه, عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم, مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه
عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى». أيها المسلمون: يمثل الرسول صلى الله عليه
وسلم وحدة المسلمين واجتماعهم بالجسد الواحد, فإذا تألم منه عضو بمرض سرى الألم
لباقي الأعضاء, ولم تستقر له حال ولم يهدأ له بال, وفقد لذة النوم والعافية, التي
هي من أجل نعم الله على عباده, وكذلك المؤمنون إذا نزلت بهم كارثة, أو ألمت بهم
نائبة في صقع من الأصقاع, أو ناحية من البلاد, تألم الباقون لألمهم, وسعوا بعواطفهم
لرفع ما ألَّم بإخوانهم من النوائب, وما حل بهم من الخطوب, وإن تباعدت أقطارهم,
وتناءت ديارهم, تحقيقا لأخوة الإيمان, ورابطة الإسلام, المشار إليه بقوله تعالى:
«إنما المؤمنون أخوة», وبقوله تعالى: «واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف
بين قلوبكم».
ثم قال: إن مؤتمر القمة العربية الذي انعقد بالدوحة وفي دورته الرابعة والعشرين
بتاريخ 26/27 من مارس بدولة قطر الشقيقة قد تطرق وتناول مقترح عاهل البلاد المفدى
جلالة الملك حمد الداعي بإنشاء محكمة عربية لحقوق الإنسان وقد قوبلت دعوته بالترحيب
العربي الخليجي الكامل وبدعم دولي لهذا المقترح العظيم. وقال الشيخ عبدالله
المناعي: إن البحرين جزء من هذا العالم ولها رسالة صريحة تؤكد حرص جلالة الملك على
كرامة المواطن العربي المسلم لإرساء العدالة والقانون في ربوع الأمة العربية
الإسلامية وحماية الشعب وكل الشعوب الإسلامية وتمكينها لتكون مبصرة لما يدور من
حولها من تدخلات وانتهاكات سافرة حاقدة على دولنا العربية.. إنها رسالة حضارية
منبعثة من القلب من أجل مصالح كل المسلمين وراحتهم وكل ما يساعدهم على تجنب الأذى
والضرر ودفع الفساد ولذلك جاءت دعوة جلالة الملك بإنشاء المحكمة العربية لحقوق
الإنسان.
وقال: لله الحمد فإن شعوب الأمة العربية وقادتها اجتمعت كلمتهم وتماسكوا بوحدة الصف
والتعاون وهذا ما تخشاه دولة مثل إيران.. ولا يرضيها أن يتعاون القادة العرب في
جميع أمورهم وان أي اعتداء على دولة خليجية وعربية أو انتهاك لسيادتها يعتبر اعتداء
على كل الدول العربية والواجب علينا معاشر المسلمين أن نكون يداً واحدة وصفاً
واحداً ضد أي مارق.
وأضاف: انه حدث تاريخي أثبت أمام العالم أجمع أن البحرين بلد القانون والسلام ولاشك
كذلك أن الكلمة التي ألقاها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل
سعود بالدعوة إلى إقامة اتحاد خليجي عربي يضم جميع الأقطار في دول الخليج العربي
انه يعد نقلة كبيرة فإذا تجمعت أوصال دوله فإن الله سبحانه وتعالى قد وعدها بالعزة
والنصرة والقوة. قال تعالى: «وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليخلفنهم
في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلهم من
بعد خوفهم أمنا يعبدوني لا يشركون بي شيئا». (النور/55).
أمر
ملكي رقم (46) لسنة 2009 بإنشاء المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان