صحيفة الوسط البحرينية -
العدد 3875 - الأربعاء 17 أبريل 2013م الموافق 06 جمادى الآخرة 1434هـ
سميرة رجب: قانون
الصحافة «جاهز» وقريباً سنقدمه لمجلس الوزراء
المنطقة الدبلوماسية - علي الموسوي
أكدت وزيرة الدولة لشئون الإعلام المتحدث الرسمي باسم الحكومة سميرة رجب، أنه سيتم
تقديم قانون الصحافة الجديد إلى مجلس الوزراء قريباً، وأن هناك دفعاً كبيراً من
الوزارة ليرى القانون النور، وخصوصاً بعد عدة سنوات من تقديمه في مجلس النواب.
وقالت رجب، في ردها على سؤال لـ «الوسط»، على هامش انعقاد المؤتمر العام الرابع
لاتحاد الصحافة الخليجية يوم أمس الثلثاء (16 أبريل/ نيسان 2013): «هناك دفع كبير
من قبلنا لهذا القانون، والقانون يأتي بعد أن تسبقه بعض الأمور»، مؤكدة بأن
«القانون جاهز، وقرئ وتم الاتفاق عليه من مختلف الأطراف المعنية بالإعلام. وننتظر
أن نقدمه لمجلس الوزراء، وهذا سيكون قريباً». وفي سياق آخر، ذكرت الوزيرة أن هناك
وسائل إعلام في الخليج تعمل «ضد مصالح دول الخليج».
وأوضحت أن «هناك وسائل إعلام في الخليج تعمل ضد مصالح الخليج، وعندما نقول إن
الخليج مستهدف فإن هناك وسائل، والوسائل تأتي عبر الموارد المالية الطائلة التي تصب
في منطقة الخليج، وتبني مؤسسات إعلامية لتخرج بصورة كاذبة ومضللة عن المنطقة».
وشددت على ضرورة أن «نعي بدءاً بالقيادات والمسئولين عن الإعلام، كيف نأخذ
احتياطاتنا الكاملة حول هذا الموضوع، ونكشف الأمر لكل العالم».
وأضافت «لن تستطيع أن توقف جهازاً يعمل ضدك إذا أنشئ، ولكن يجب أن نعرف كيف تنشأ
هذه الأجهزة في دولنا. ومن خلال قوانيننا ومصادر المعلومات التي نملكها، يجب أن
نعرف كيف ندير هذه العملية».
ورداً على سؤال عن كيفية مواجهة الأخطار التي تواجه الخليج، أجابت قائلة:
«بالمعرفة...، إذا كنا نملك المعرفة سنعرف كيف ندافع عن الخليج»، معتبرة أن «هناك
قصوراً معرفياً في جزء كبير من القطاع الإعلامي لدينا، وهذا القصور يستغل في أن
يزوّد بالأكاذيب، وبما لا يمكن أن يكون واقعاً، ويؤخذ لأن الفكر القاصر يستقبله،
فأعتقد أننا بحاجة إلى رفع مستوى المعرفة في المنطقة، وهذا الأمر هو الرئيسي، وتأتي
بعدها الأمور الأخرى».
البحرين ضحية أخبار معظمها «كاذب»
وفي الكلمة التي ألقتها أمام المشاركين في المؤتمر العام الرابع لاتحاد الصحافة
الخليجية، أكدت وزيرة الدولة لشئون الإعلام والمتحدثة الرسمية باسم الحكومة أهمية
العمل على تعزيز رؤية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والدفاع عن مصالحها من
خلال الموضوعية في تناول الأخبار والرد على الأكاذيب وإنارة الرأي العام المحلي
والدولي، مشيرة إلى أن البحرين كانت ولاتزال ضحية نشر أخبار معظمها كاذب ومضلل
للرأي العام».
وقالت إن جدول أعمال هذا المؤتمر سيكون حافلاً بمناقشة القضايا المشتركة والتحديات
المستقبلية التي تواجه الصحافة الخليجية، وذلك في ظل التنافس الشرس لوسائل الإعلام
بمختلف أشكالها الورقية والمرئية والمسموعة والإلكترونية، وفي ظل التحولات المهمة
التي يشهدها قطاع الإعلام والاتصال على المستويين الإقليمي والدولي، ولاسيما أن
ظهور مصادر أخبار جديدة ربّما تكون في بعض الأحيان أكثر سرعة وتأثيراً على الرأي
العام الخليجي، عبر شبكة الإنترنت والهاتف النقال والكمبيوتر اللوحي، قد تطرح أكثر
من سؤال حول مستقبل الصحافة المطبوعة.
وأوضحت أن «سلاح المعلومة أصبح أكثر خطورة من أي وقت مضى، وكم نحن في حاجة اليوم
لهذا السلاح لدعم تنمية بلداننا وللدفاع عن مكتسباتنا الوطنية ولمواجهة التحديات
الإقليمية والدولية الجديدة».
ونوهت إلى أنه «من حق الشعوب أن تتلقى الأخبار والمعلومات من أي مصدر كان، وبأية
وسيلة كانت، ومن حق الدول أيضاً الدفاع عن نفسها ضدّ ما ينشر عنها من أخبار
ومعلومات، عندما تكون كاذبة ومضللة للرأي العام».
ورأت أن مسألة التقيد بميثاق الشرف الصحافي، واتباع قواعد مدونة السلوك المهني،
أصبحت من أكبر التحديات التي تواجه العمل الصحافي في الوقت الراهن، في ظل توافر
مصادر المعلومات وتشابهها حيناً وتضاربها حيناً أخرى، مشيرة إلى أن «الالتزام بهذه
المسألة من شأنه أن يعزّز مكانة المؤسسات الصحافية الخليجية ويقيها من الشبهات في
طرق تعاطيها مع الأحداث وتحليلها للأخبار».
وأكدت أن «مسئولية الصحافيين أصبحت أكبر من ذي قبل، في دعم حكوماتهم مهما اختلفت
الآراء وتعدّدت وجهات النظر داخل الوطن الواحد، لأن التحديات اليوم ليست فقط
اقتصادية كما يعتقد البعض، بل هناك معارك جديدة على المستويين الإقليمي والدولي،
وقودها الأساسي هو الإعلام».
وتابعت «من هنا يأتي دور الصحافي، الذي لا يجب أن يقتصر دوره على تزويد المجتمع
بالأخبار، بل العمل ضمن فلسفة جديدة تأخذ في الاعتبار التحديات الجديدة للدول،
وتعمل على تصحيح المسار من خلال الحدّ من التضليل الإعلامي والدفاع عن مصالح الدول
عبر الانخراط الإيجابي فيما يسمى بالأمن الإعلامي للدول».
وبينت أن «وسائل الإعلام، حتّى الدولية منها، تمر اليوم بنوع من الأزمة بعد انفجار
وسائل الاتصال وانتشار المعلومات ووصولها بسرعة وسهولة إلى المواطنين عبر وسائط
إلكترونية جديدة مجّانية، تستخدم نمط الانتشار الفيروسي، ولا تقل أهمية في مستوى
قوة تأثيرها على الرأي العام الخليجي».
ولفتت الوزيرة إلى أن «طبيعة عمل الصحف والمجلات ربما تكون مختلفة عن باقي وسائل
الإعلام، والمنتج الذي تقدّمه أكثر ثراءً، وربما تكون الأخبار ومقالات الرأي
والتحقيقات الصحافية التي تقدمها أكثر مصداقية»، غير أنها حذرت من أننا، «نعيش
اليوم ومع الأسف الشديد أزمة مصداقية في مستوى المضامين الإخبارية أياً كان
مصدرها».
وأكدت وزيرة الدولة لشئون الإعلام في سياق كلمتها، أن الصحف والمجلات الخليجية في
حاجة إلى «مراجعة النموذج الاقتصادي الذي تتّبعه، في ظل المتغيرات الجديدة في نماذج
إنتاج وتوزيع الأخبار، في ظل تطور قطاع الإعلام نحو مفهوم الاندماج، الذي لا يأخذ
في الاعتبار التصنيفات التقليدية لوسائل الإعلام، وإنما يعمل على دمجها ضمن قناة
إعلامية موحّدة تستخدم النص والصوت والصورة والتفاعل مع الجمهور في الوقت نفسه،
بفضل تطور التقنية وتكنولوجيا الاتصالات».
من جانبه، أعرب أمين عام اتحاد الصحافة الخليجية ناصر محمد العثمان عن بالغ آيات
الشكر والامتنان إلى حكومة البحرين ممثلة في هيئة شئون الإعلام لدعم الاتحاد بكل
الوسائل الممكنة رغم كل الظروف التي مرت بالمملكة.
وقال «كما تعودنا في كل عام، ها نحن نجتمع من جديد على هذه الأرض الطيبة التي انطلق
منها الاتحاد في العام 2005 لنواصل معاً درب الخير ونعمل بجهد وإخلاص على تحقيق
الأهداف التي اتفقنا على تحقيقها وأساسها المساهمة في تأهيل الكوادر الصحافية
الخليجية والارتقاء بها كي تتمكن من مواصلة هذا الدرب الصعب والمساعدة في حل
المشكلات التي تواجههم بعد رصدها ودراستها ودعم التعاون والتنسيق بين المؤسسات
الصحافية الخليجية.
العثمان: لا دورات خلال المؤتمرين الثالث والرابع
من جانبه، قال الأمين العام لاتحاد الصحافة الخليجية ناصر العثمان إنه على رغم سعي
الأمانة العامة للاتحاد، وبذلها كل الجهد لتنشيط الاتحاد عبر اعتماد برنامج طموح
يسهم في تحقيق تلك الأهداف الجميلة إلا أن العام الواقع بين المؤتمر الثالث وهذا
المؤتمر «لم يشهد أية دورة تدريبية والسبب يعود إلى تراجع الموارد المالية
والمتمثلة في الدعم من الموردين الأساسيين اللذين يعتمد عليهما الاتحاد وأعني بهما
اشتراكات الأعضاء والدعم المالي السنوي المقرر للاتحاد من قبل هيئة شئون الإعلام
بمملكة البحرين، مشيراً إلى أن الفعالية الوحيدة التي أقيمت على مستوى عالٍ والتي
نأمل أن نكون قد عوّضنا بها عن غياب الدورات التدريبية هي ملتقى الصحافيات
الخليجيات الذي نظمه الاتحاد بالتعاون مع جمعية الصحفيين الكويتية التي تكفلت به
حيث أقيمت هذه الفعالية بهدف معرفة المشكلات التي تواجه الصحافيات الخليجيات
العاملات في الميدان».
ونوه إلى أن «الاتحاد أنجز خطوات جادة في أمور ثلاثة، وهي الاتفاق مع ثلاثة باحثين
من كل من سلطنة عمان ودولة الكويت ودولة الإمارات العربية المتحدة، لإعداد ثلاثة
كتب تحفظ حق رواد ومؤسسي الصحافة في هذه الدول، نأمل تدشينها في هذا العام، لتضاف
إلى الكتابين المنجزين عن رواد ومؤسسي الصحافة في مملكة البحرين والمملكة العربية
السعودية، والسعي مستمر للترتيب لإعداد كتابين في هذا الخصوص عن دولة قطر
والجمهورية اليمنية ليكتمل هذا المشروع الطموح، والذي يهدف إلى توفير موسوعة تحفظ
حق أولئك الذين حفروا في الصخر وليستفيد منها ومن تجاربهم وخبراتهم طلبة الصحافة
والإعلام وكل من يلتحق بمهنة المتاعب».
من جهته، قال رئيس اتحاد الصحافة الخليجية تركي السديري في كلمته أمام المؤتمر
العام الرابع لاتحاد الصحافة الخليجية، إن على الصحافيين الخليجيين مسئولية كبيرة
في الحفاظ على استقرار المجتمعات الخليجية، وحمايته ممن يريدون العبث والإخلال
بأمنه، لأن هناك دولاً لا تريد للخليجيين أن يستمروا في مسيرتهم التنموية.
وأوضح أن «حرية الإعلام لا تعني العبث بمقدرات المجتمع ولا بأمن واستقرار الدولة
والتحريض على الفوضى، بل تعني عقلانية استخدام الكلمة في تنمية المجتمع وتسخير
الطاقات والإمكانات الإعلامية لخدمة المواطنين الخليجيين».
وقال: «إن الخليج تعرض لهجمة إعلامية، ولابد من التركيز على الانتماء لدول الخليج
والدول العربية، ودول الخليج تحتاج إلى إعلام قوي يدافع عنه»، مؤكداً على ضرورة عقد
ندوات ولقاءات بين رؤساء تحرير الصحف الخليجية، لخلق إعلام متوازن مساعد لدول
الخليج.
مرسوم بقانون رقم (47) لسنة 2002 بشأن تنظيم الصحافة والطباعة والنشر
وزيرة «الإعلام» ترفض تسليم«النواب» رواتب المستشارين الأجانب