جريدة اخبار الخليج -
العدد : ١٣٣٧٨ - السبت ٨ نوفمبر ٢٠١٤ م، الموافق ١٥ محرم ١٤٣٦ ه
آراء متضاربة حول
جدوى تطبيق نظام التأمين الصحي
البعض يرى فيه فائدة للمواطن والمقيم والآخر يتخوف من الأقساط
حوار/ مكي حسن
نشر قبل أيام قليلة مضت ان مشروع الضمان الصحي أو ما يعرف بـ «التأمين
الصحي» في مملكة البحرين سيكون مظلة تغطي كل تكاليف الخدمات الصحية للمواطنين
وتدريجيا يشمل المقيمين في هذا البلد وذلك مطلع عام (2018) حيث هناك عدة خطوات
وإجراءات تتخذها الجهات المعنية (المجلس الاعلى للصحة ووزارة الصحة والمؤسسات
المرتبطة) بهذا القطاع الهام وذلك بالتعاون مع البنك الدولي.
حملت «أخبار الخليج» جعبتها وأوراقها لتلتقي بعدد من المواطنين لتعرف حقيقة أفكارهم
ورؤاهم، وتنقلها بكل أمانة وذلك لأهمية الموضوع كونه يوفر الحماية التأمينية
(المادية) للمواطنين والمقيمين ضمن (الملف الإلكتروني)، كما تبين ان العملية تتم من
خلال عملية تحويل للمستشفيات الى إدارة ذاتية، ويصبح فيها طرفان، الاول هو
(المواطن) وهو (الزبون) الذي عليه أن يدفع لكونه المشتري، والطرف الثاني هي (شركات
المستشفيات والعيادات) التي تقدم الخدمات الصحية من لقاء وعلاج ودواء ومتابعة فترة
النقاهة الطبية، لكونها البائع وتنسق مع شركات التأمين الصحي. فما هو هذا المشروع
الصحي الجديد، وهل يعرف المواطنون مزايا هذا التأمين، وما الذي يغطي بالضبط، وهل هو
بالمجان أم بتقسيط، وكم هذا القسط، وما هي العوامل التي تؤخذ في الاعتبار لتحديد
تغطية كل مواطن، هل هو العمر أم الوظيفة أو الدخل أم المستوى الصحي للفرد ذاته، وهل
يعلم المواطنون بذلك، وماذا يقولون؟
ومن خلال اللقاء بعدد من المواطنين، صحيح ان هذا العدد لا يكفي لحكم نهائي على جدوى
تطبيق نظام التامين الصحي في البلاد، عموما، تبين أن هناك ثلاثة أطراف (آراء)،
الاول: مؤيد لعملية التأمين الصحي لكونها توفرعليه المصاريف الذي لا يتوقع دفعها،
وموجودة في ارقى الدول بالعالم.. الثاني: معارض لكونه يحصل على علاج بالمجان في
مستشفيات الدولة ويصعب عليه سحب بساط المجانية من تحت قدميه.. والثالث: متحفظ لعدم
وضوح عملية التأمين، وكيفية إداراتها والمبالغ التي يدفعونها سنويا والمزايا التي
ينعمون بها.
أول من التقينا بهم (إبراهيم عمر) المدير التنفيذي لمؤسسة (عبر العالم للسفريات)،
والذي أفاد بأن التأمين الصحي خطوة ممتازة متى ما طبقت في البحرين منوها إلى أنهم
في عالم الطيران تحت مظلة (شركة أكسا) في التأمين على قضايا الطيران والمسافرين،
مشيرا الى أهمية أن يكون التأمين الصحي تأمينا شاملا مع التدرج في تطبيقه، يبدأ
بالمواطن ثم يمتد الى الأجنبي المقيم على هذه الأرض.
ولم ينس ان يستدرك: لكن المسألة تحتاج الى وقت للدراسة وتعمق أكثر في موضوع المزايا
وكم المبلغ الذي يدفعه الزبون (المواطن) وعائلته، واذا كانت خدمة (مجانية)، فلا
ننسى انها تحتاج الى تشريع، وتساءل: هل نستطيع ان نقول ان الأمل معقود على من
سيصلون هذه المرة كنواب الى المجلس النيابي؟
ثم التقينا بـ (أبو ياسر)، مواطن (رجل أعمال)، أفاد بأنه موافق على التأمين الصحي
إذا كان بالمجان للبحريني وبالفلوس للأجنبي، وعزا السبب الى ان من البحرينيين من
يستطيع الدفع، ومنهم من لايستطيعون، فماذا عن هذه الفئة ممن لا تستطيع ان تدفع،
وماذا عن عوائلهم؟
ثالث من التقينا بهم أحمد بحر وعدد من المتقاعدين في مقهى (أحمد عبد الرحيم)
بالمنامة، أفادوا انه لطالما وفرت الحكومة خدمات مجانية للعلاج الصحي والحوادث
وللأمراض، فلماذا تتوجه لفرضه بالفلوس، وأجمعوا على كلمة واحدة، وتضامن معهم في
الرأي (ابو ياسر) قائلين: «خلونا على مجنوننا.. لايجينا أجن منه».
كما التقينا ايضا بالحاج مهدي (ابو فاضل) مواطن متقاعد ايضا، قال: ليس المهم
التأمين عندي بقدر ان تحدد لي كم أدفع في السنة او في الشهر، مميطا اللثام عن أن ما
يتبقى لديه شهريا من الضمان الاجتماعي هو 70 دينار فقط، منها أجرة غرفة في سوق
المنامة بـ (30 دينارا)، فيصفي على 40 دينارا للأكل والشاي والسيجارة، فكفكف على
يديه متأوها، وإلا من يعوف هذا التأمين؟
مواطن آخر قال: «التأمين الصحي شيء جيد، وتعمل به عدد من الدول الأوروبية والدول
المتقدمة، فأنا من الداعمين لخطوة الحكومة في هذا التوجه لخدمة المواطنين والمقيمين
بالتدريج».
وفي هذا التواصل من اللقاءات مع شريحة أخرى من الناس، طلب منا مواطن التعقيب، ولكنه
رفض ان يذكر اسمه، ويبدو انه لازال يعيش مرحلة الخوف من ذكر الاسم بينما هذه
المرحلة قد ولّت، وقال: «أنا لست مع التأمين الصحي طالما فيه دفع (قسط) لكن إذا ما
أدفع كمواطن، فأوافق عمل الحكومة وأؤيده لأني لا أدفع دينارا واحدا، ومتى دفعت،
ففلوسي وفلوس غيري تذهب هدرا». وطلبنا منه توضيح هذا الهدر والخدمة المجانية التي
يريدها.. والى متى تستمر ؟..
ونختتم باللقاء مع أحمد مهدي (سائق تاكسي)، وطلبنا منه تعليقا على التامين الصحي
وتطبيقه، فأجاب: لا نعلم عن هذا البرنامج شيئا، ومتى سيطبق، وكيف آليته ؟، لكن بشكل
عام، أقول إن التأمين الصحي هو ظاهرة جيدة بل ممتازة نجدها في دول كثيرة. توقف
قليلا سائق التاكسي، واستدرك: لكن المهم ألا تكون (الأقساط) بمبالغ تعجيزية، وإلا
فهي بادرة طيبة وتوجه طيب من حكومة البحرين تجاه شعبها ومقيميها، مشيرا الى أهمية
التأمين الصحي خاصة وقت حصول الحوادث وما تسببه من مخاطر كسر وآلام، وبالتالي يحتاج
المصاب الى المبلغ الكبير للعلاج، فإذا لم يكن مؤمنا عليه، فمن سيدفع مصاريف العلاج
كاملا؟
القانون وفقا لآخر تعديل - قانون رقم (3) لسنة 1975 بشأن الصحة العامة
مرسوم رقم (5) لسنة 2013 بإنشاء المجلس الأعلى للصحة
المرسوم وفقاً لاخر تعديل - مرسوم رقم (5) لسنة 1997 بإعادة تنظيم وزارة الصحة
محمد
بن عبدالله: «الأعلى للصحة»: العمل على مشروع نظام تأمين صحي متكامل