صحيفة الوسط البحرينية -
العدد 4729 - الأربعاء 19 أغسطس 2015م الموافق 05 ذي القعدة 1436هـ
قصابون يتوقعون ارتفاع أسعار اللحوم إلى 3 دنانير لـ «الكيلو»... وأنباء عن تأجيل
«رفع الدعم» إلى 2016
المنامة - علي الموسوي، محمود الجزيري
13 يوماً تفصل البحرينيين عن قرار رفع الدعم عن اللحوم المقرر تطبيقه مطلع سبتمبر/
أيلول 2015، وسط ذلك اختلفت تقديرات الأسعار الجديدة عند القصابين، إلا أن «خوفهم
واحد»، من ارتفاع خارج عن السيطرة في الأسعار يقابله عزوف متوقع عن الطلب.
وخلال زيارة قامت بها «الوسط» إلى «سوق المنامة المركزي»، توقع بعض القصابين أن
«يبدأ سعر كيلوغرام الغنم من 3 دنانير بدلاً من دينار، كما هو الآن».
إلى ذلك، قالت مصادر موثوقة لـ «الوسط»، إن هناك أنباء شبه مؤكدة عن أن الحكومة
ستؤجل تنفيذ قرار رفع الدعم عن اللحوم، حتى شهر يناير/ كانون الثاني من العام
المقبل (2016)، وهو القرار الذي اتخذته في مايو/ أيار الماضي (2015)، وكان مقرراً
تفعيله في مطلع أغسطس/ آب الماضي، إلا أن سمو رئيس الوزراء أصدر أمراً بتأجيل
تنفيذه لمدة شهر.
جئنا نبحث عن خوف المستهلكين فوجدنا خوف التجار أكبر: «لا نعلم مصيرنا»
13 يوماً تفصل البحرينيين عن «رفع الدعم»...والقصابون: كيلوغرام اللحم سيبدأ من 3
دنانير
المنامة - محمود الجزيري
والساعة تقترب من العاشرة صباحاً، كنت في وسط سوق اللحم المركزي بالمنامة. تلك مهمة
صحافية داعيها البحث عن أحوال المستهلكين من المواطنين مع انقضاء الزمن الأكبر من
المهلة الممنوحة للإبقاء على دعم الدولة للحوم والتي تنتهي - بحسب الحكومة - عند
مطلع الشهر المقبل (1 سبتمبر/ أيلول 2015).
لحمٌ ولا مشترين
جئنا هنا لنتفقد أحوال المستهلكين ونستمع إلى شكواهم، لكن كثيراً ما تجري الرياح
بما لا تشتهي السفنُ، إذ سجل السوق غياباً فاقعاً للبحرينيين فيما عدا قلة قليلة،
اعتذرت عن الحديث معنا بحجة «الانشغال وعدم وجود الوقت»، غير أن خوفاً آخر أكبر من
خوف المستهلكين كان يحيط بالسوق، وصاحَبنا طوال هذه الجولة.
وبالمناسبة، كانت اللحوم متوافرة بكثرة، فلا تكاد تخلو «المعالق» من ذبيحتين أو
ثلاث على أقل التقاير، إلا أن أياً منها لم يكن مذبوحاً محلياً بحسب تأكيدات
الباعة، والذين أشاروا إلى أن «الشركة المسئولة لم تزودنا بلحوم محلية اليوم، لذلك
كل ما هو موجود هنا وفي أي مكان آخر هو مستورد وغالبه قادم من أستراليا».
القصابون وشكوى «المصير المجهول»
أمام محله، وقف الحاج ناصر الحليبي وهو - تاجر ومالك لمحلات قصابة - يدلي ببعض
الحديث لعامله. كانت فرصة ملائمة مع خلو السوق من المستهلكين أن نستنطق هموم
القصابين ونستطلع أوضاعهم خاصة فيما يرونه من ضررٍ سيقع عليهم بعد قرار رفع الدعم.
رحب بنا الحليبي وأجلسنا على كرسي أسمنتي مقابل لمحله، وقال: «السوق تخلوا من
المستهلكين كما تنظرون. في الصيف عادةً يقل الطلب على استهلاك اللحوم، سيما وأن
كثير من المواطنين يقضون إجازاتهم خارج البلد، ومن جهة أخرى هنالك حالات اكتفاء
وتخزين تمت عند البعض منذ شهر رمضان المبارك، لذلك فهو لا يجد حاجة في القدوم إلى
السوق مجدداً».
وعن المختلف في عملهم بعد رفع الدعم في مطلع (سبتمبر المقبل)، ذكر الحليبي «أولاً
نحن كقصابين وللأسف لا نملك معلومات خاصة أبداً عن تفاصيل قرار رفع الدعم، وسعر
التعويض، والخطط التي تتبناها الدولة لنا في سبيل ذلك. نحن نقرأ ما في الصحف
كالآخرين، وحتى الآن لا نعلم ماذا سيكون مصيرنا ومصير محلاتنا، ذلك لأن أحداً من
المسئولين الحكوميين لم يجلس معنا لطمأنتنا وإحاطتنا بالتفاصيل حتى هذه اللحظة».
ارتفاع الأسعار 300 %
وتابع «أما بالنسبة للأسعار الجديدة؛ فأتوقع أن يبدأ سعر كيلو الغنم من 3 دينار
بدلاً من دينار كما هو الآن. أما البقر فأتوقع ارتفاعاً محدود من 2.200 إلى 2.400
للكيلو الواحد».
وعن أثر ذلك على إقبال المستهلك على شراء اللحم، خاصة وإن الارتفاع كبير جداً
مقارنة بالسابق، أكد الحليبي «سيتراجع الإقبال حتماً»، وقال: «على أقل التقادير
سيحتاج المستهلك إلى 3 أشهر لاستيعاب القرار الجديد والتعاطي معه»، مشيراً أيضاً
«وفي المقابل سيتضرر التاجر أو القصاب وسيعيش أوضاعاً صعبة، لا سيما في الأشهر
الأولى لرفع الدعم».
ونفى الحليبي «احتمال استقرار السعر الجديد على 3 دينار بشكل مطول»، مفيداً «أن ذلك
يعتمد على المنافسة والفترات الزمنية المختلفة»، مبيِّناً أن «السعر سيتأرجح صعوداً
وهبوطاً بحسب انفتاح السوق والمنافسة بين التجار والمواسم السنوية». وكشف الحليبي
عن «القلق الذي يسود القصابين المحترفين من عدم وضوح أبعاد القرار، رغم قرب موعد
تطبيقه»، منوهاً إلى أنه «في حال تم رفع الأسعار بعد رفع الدعم، ولم يوجد المسئولون
خطط حماية للقصابين؛ فإن كثيراً من محلات القصابة ستكون في طريقها إلى الإغلاق»،
داعياً أصحاب القرار إلى طمأنة القصابين وتزويدهم بمعلومات عن ما سيحصل بعد إنفاذ
قرار رفع الدعم.
السيناريو المصري في الطريق
في الطرف الآخر من السوق، جلس الحاج السبعيني حسين القصاب، وهو قصاب عتيد قال إنه
لم يعمل بغير مهنة القصابة منذ كان صغيراً وحتى اليوم.
كان أبوعبدالرسول وهي كنية الحاج القصاب، صِبغةً بحرينيةً خالصة، لا من حيث هيأته
التي تغري الذكريات على الجريان فحسب، بل حتى في عفويته التي كانت تتحدث بحرقة عن
«جهل القصابين لما سيؤول إليه الحال بعد رفع الدعم».
الحاج القصاب، قال إن: «سعر الكيلوغرام سيتراوح من دينارين إلى 3 دنانير»، معتبراً
أن ذلك «يعني ألا أحد من المستهلكين سيشتري اللحم بهذه الأسعار».
وفيما أكد «أن الطلب على اللحم شحيح حالياً وحتى قبل رفع الدعم»، فإنه عبر عن
اعتقاده بأن السيناريو المصري في طريقه إلى البحرين، «بحيث أن اللحم سيكون مائدة
المناسبات الكبيرة فقط»
وفي نبرة غاضبة، أشار القصاب إلى أن مستقبل القصابين صار على المحك، وخاصة أن
الدولة سترفع يدها، ولا أحد من القصابين يمتلك حظائر للتربية أو مسالخ للذبح،
داعياً المسئولين إلى مراعاة القصابين المحترفين الذين تشكل القصابة المصدر الوحيد
لرزقهم، وما يترتب عليهم من إلتزامات تجاه إيجارات المحلات ورواتب العاملين فيها.
«مرحباً أبوعبدالرسول... شخبارك».. ذلك هو القصاب الشاب محمود البقالي يلقي التحية
على الحاج حسين القصاب، حيث يجتمع القصابة في السوق وتجتمع همومهم قبلهم.
البقالي أكد ما قاله الحليبي والحاج حسين من حيث عدم وضوح القرار، إلا أنه زاد في
تقديره لارتفاع الأسعار الجديدة إلى 3.500 حتى 4 دنانير للكيلو الواحد، لافتاً إلى
أن المواطنين حتماً سيلجئون إلى الدجاج والأسماك بدلاً عن اللحوم، ومفصحاً عن تخوف
القصابين الكبير من ذلك.
نظرة الوداع
اختلفت تقديرات الأسعار الجديدة عند القصابين، إلا أن «خوفهم واحد»، ارتفاع خارج عن
السيطرة في الأسعار يقابله عزوف متوقع عن الطلب. أما الحقيقة الأكيدة حتى الآن، فإن
لدى البحرينيين نحو 13 يوماً فقط ليلقوا نظرة الوداع الأخيرة على اللحوم المدعومة
الرخيصة، ثم يترقبوا «المجهول المقبل».
الحاج أبوعبدالرسول متحدثاً لـ «الوسط» وبجانبه الحاج الحليبي
الدستور وفقا لأخر تعديل -
دستور مملكة البحرين
الجودر يدعو إلى صرف الدعم
الحكومي لذوي الدخل المحدود
مجلس
الوزراء يقرر: الدعم الحكومي لأصحاب الدخل المنخفض الدعم يشمل الأغذية والمحروقات
والخدمات والضمان الاجتماعي
رئيس الوزراء يأمر بوقف قرار
رفع الدعم عن اللحوم لمدة شهر للدراسة