جريدة أخبار الخليج العدد
: ١٤٣١٧ - الأحد ٠٤ يونيو ٢٠١٧ م، الموافق ٠٩ رمضان ١٤٣٨هـ
«الهاكرز» كتائب إلكترونية لخدمة الأهداف التخريبية للإرهابيين
حذر د. عبدالله الذوادي مستشار تقنية الاتصالات وأمن
المعلومات من أن القرصنة والهجمات الالكترونية من قبل الإرهابيين باتت تستهدف مختلف
دول العالم، وخاصة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، لافتا إلى وجود كتائب
إلكترونية تم تجنيدها لخدمة الأهداف التخريبية لهذه الجماعات، ولذا فإنهم يسعون إلى
القرصنة على الحسابات الشخصية للمسؤولين أو الشركات أو الشخصيات العامة والمعروفة،
وهو ما شهدناه قد تم من اختراق لحساب وزير الخارجية على موقع التواصل الاجتماعي
«تويتر».
وأوضح في تصريحات خاصة لـ«أخبار الخليج» أن هناك 4 مستويات للاختراق، هي على مستوى
الدولة أو المؤسسات الرسمية والخدمية، ثم مستوى المؤسسات التجارية كالبنوك وأسواق
المال، ثم مستوى المؤسسات العسكرية، وفي النهاية على مستوى الأفراد والذي يتم من
خلالها التركيز على اختيار حسابات القادة والمسؤولين في المقام الأول وليس الأفراد
العاديين.
وقال د. عبدالله الذوادي إن القرصنة الالكترونية تتم من خلال تتبع حساب الشخص
المسؤول على تويتر، والوصول إلى بريده الإلكتروني «الإيميل»، وذلك حتى يقوم
«الهاكرز» بجمع المعلومات الخاصة بالحساب، ويقوم بتغيير اسم الدخول «user name»
وكلمة السر «password»، لمنع المستخدم الأصلي للحساب من الولوج إليه، وخلال فترة
الاختراق يقوم بإرسال التغريدات ونشر المعلومات المغلوطة التي يرغب في الترويج لها،
لافتا إلى أن المتابع لحساب وزير الخارجية على تويتر يدرك أسلوب الوزير وتوجهاته،
ولذا فكان من السهل اكتشاف الاختراق.
وعن كيفية استرجاع الحساب المخترق، أكد مستشار تقنية الاتصالات وأمن المعلومات أن
الخطوة الأولى تتم من قبل صاحب الحساب الرسمي الذي يجب عليه أن يقوم بتغيير كلمة
السر لاسترداد الحساب، وإذا لم يتمكن فعليه أن يرسل رسالة إلى الدعم الفني في
تويتر، ويملأ الاستمارات المعنية لإعادة الحساب، وحينها تقوم إدارة تويتر بعمل
تجميد للحساب «block» وبعد استرداده يتم حذف جميع التغريدات التي تم بثها خلال فترة
الاختراق.
وحول إمكانية التصرف خلال فترة الاختراق، أشاد د. عبدالله الذوادي بمبادرة الشعب
البحريني، حيث سارع المغردون البحرينيون فور اكتشاف اختراق حساب وزير الخارجية بنشر
العديد من التغريدات لتعريف العالم بأن الحساب مخترق من قبل جهات مخربة، كما أعلنت
وزارة الخارجية نفس الأمر على حسابها الرسمي، وهذا أفضل تصرف يتم خلال فترة
الاختراق لتفويت الفرصة على الهاكرز.
وبشأن اختراق حساب وزير الخارجية الموثق، قال الذوادي إن هناك خطأ يقع فيه كثيرون،
حيث يجب التفريق بين التوثيق والحماية، فإن تويتر وفر خدمة التوثيق لتأكيد أن هذا
الحساب يخص صاحبه، وليس شخصية مصطنعة أو مزيفة، أما مسألة الحماية فهي أمر آخر، لأن
التوثيق لا يعني الحماية من القرصنة الإلكترونية.
ودعا مستشار تقنية الاتصالات وأمن المعلومات مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي
والبريد الإلكتروني إلى ضرورة العمل على أخذ الاحتياطات اللازمة للحماية ومنها وضع
كلمة سر قوية وعدم الانجرار وراء الروابط الغريبة التي تجمع المعلومات عن الشخص،
والتي يستغلها الهاكرز في عمليات القرصنة الالكترونية، لافتا إلى أن تويتر يوفر
خدمة يمكن من خلالها زيادة الحماية على الحساب الرسمي، بحيث لا تقتصر على اسم
الدخول وكلمة السر فحسب، ولكن يتم من خلالها وضع كود متغير يتم تسلمه عبر الهاتف
لتقليل فرص الاختراقات، مشيرا إلى أن البعض قد يعتبرها خطوة معطلة، ولكنها ضرورية،
وخاصة مع الأشخاص المسؤولين الذين إذا اخترقت حساباتهم فإن النتائج تكون مؤثرة.
ولفت د. عبدالله الذوادي إلى أن مملكة البحرين بها جهات معنية بالمعلومات وهي
الحكومة الإلكترونية وهيئة الاتصالات، ومصرف البحرين المركزي، ووزارة الداخلية
ممثلة في إدارة الجرائم الإلكترونية والاقتصادية، مشددا على ضرورة وجود استراتيجية
وطنية للحماية الالكترونية الشاملة وتضم هذه الجهات الأربعة، معبرا عن تطلعه أن
يندرج أمن المعلومات ضمن اختصاصات اللجنة الوطنية للمعلومات التي أصدر سمو رئيس
الوزراء قرارا بتشكيلها مؤخرا.
وحذر من أن القرصنة والهجمات الالكترونية باتت تهدد قطاعات خدمية مهمة في مختلف
بلدان العالم كالقطاع الصحي أو الكهرباء والماء وغيرها، منوها إلى أن المملكة
العربية السعودية أنشأت مركزا للمراقبة الالكترونية على مدار الـ 24 ساعة والذي
يشرف عليه ولي العهد السعودي شخصيا، وهو يعنى بالسياسات الاستراتيجة للمملكة
العربية السعودية، ودوره وقائي أكثر منه دفاعي.
وأشار د. عبدالله الذوادي إلى أهمية نشر التوعية بين المواطنين في التعامل مع
التكنولوجيا لتوفير الحماية وكذلك لطمأنتهم على حماية معلوماتهم الخاصة، لأن أمن
المعلومات أصبح من القضايا الحساسة التي لها ارتباط وثيق بالناحية الأمنية وخاصة ما
يتعلق بالسرية.
وعن إمكانية ملاحقة الهاكرز المتسببين في الاختراقات الالكترونية أوضح مستشار تقنية
الاتصالات وأمن المعلومات أن عملية التتبع والملاحقة للهاكرز عملية معقدة وصعبة
وتتطلب إمكانيات واتصالات مع العديد من الجهات ولكنها ليست مستحيلة، حيث يمكن
الوصول إلى مصدر الدولة التي حدث منها الاختراق، ولكن أيضا هناك من الهاكرز
المحترفين القادرين إخفاء أثارهم، مشددا على أن الاختراق جريمة الكترونية تتطلب
مزيدا من الأبحاث والدراسات للتصدي لها.
ونوه بالتعاون الخليجي في مواجهة القرصنة الالكترونية، حيث ان قمة مجلس التعاون
لدول الخليج العربية التي عقدت في البحرين أقرت ضمن قرارتها العمل على بلورة
استراتيجة للوقاية من القرصنة الالكترونية، معبرا عن ثقته في وجود تنسيق بين دول
التعاون، وخاصة بعد عاصفة الحزم، لأن قادة دول التعاون تدرك أن الحروب الإلكترونية
لا تقل خطورة في الوقت الراهن عن الحروب العادية.
وأشار إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وضع على رأس أولوياته خلال الـ 100 يوم
الأولى من حكمه تعزيز الأمن الإلكتروني في الولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما يعكس
اهتمام كبرى دول العالم بمواجهة القرصنة الالكترونية التي أصبحت كسر عظام بين الدول
العظمى، مشددا على أنها تنشط في السنوات الأخيرة لأنها لا تكلف أمولا ولكنها ذات
تأثير قاسي.
واختتم د. عبدالله الذوادي مستشار تقنية الاتصالات وأمن المعلومات تصريحاته مؤكدا
أن التوقعات تشير إلى زيادة نشاط القرصنة الإلكترونية على مختلف الجهات لأنها عابرة
للحدود وتتبع المتورطين فيها يحتاج إجراءات واتصالات دولية تأخذ وقتا طويلا، لذا
فإن الحل أن نحمي أنفسنا بأنفسنا، من خلال وضع استراتيجة وطنية لمواجهة الاختراقات
وتوفر الحماية الالكترونية.
الدستور وفقا لأخر تعديل - دستور مملكة البحرين
القانون
وفقا لآخر تعديل - قانون رقم (58) لسنة 2006 بشأن حماية المجتمع من الأعمال
الإرهابية
المرسوم
بقانون وفقا لأخر تعديل - مرسوم بقانون رقم (15) لسنة 1976 بإصدار قانون العقوبات
المرسوم
بقانون وفقا لأخر تعديل - مرسوم بقانون رقم (46) لسنة 2002 بإصدار قانون
الإجراءات الجنائية
الخاجة: تغليظ العقوبات على المتورطين بالجرائم الإرهابية
تشديد عقوبات الإرهابيين بالإعدام والمؤبد