جريدة أخبار الخليج العدد
: ١٤٨٤٨ - السبت ١٧ نوفمبر ٢٠١٨ م، الموافق ٠٩ ربيع الأول ١٤٤٠هـ
بحث
التعاون مع البحرين في قضايا شؤون الأسرة والتشريع
نوهت غنية الدالية وزيرة التضامن والأسرة وقضايا
المرأة بالجزائر بالمؤتمر الدولي حول «دور المشاركة السياسية للمرأة في تحقيق
العدالة التنموية: تجارب عملية.. وتطلعات مستقبلية»، مشيرة إلى انه سمح للمشاركين
بالتعرف على التجارب المختلفة للمرأة عربيا وعالميا، وأيضا التعرف على تجربة المرأة
البحرينية على المستوى السياسي.
وأشارت الوزيرة الجزائرية خلال مشاركتها في فعاليات المؤتمر الى ان زيارتها هذه هي
الأولى لها لمملكة البحرين وأنها اطلعت على الخطوات التي خطتها المرأة البحرينية
واصفة إياها بالخطوات الجدية والمعتبرة سواء في مجالات السياسة والاقتصاد واجتماعيا
أيضا، مشيدة بالدعم الكبير الذي لمسته من قبل جلالة الملك وصاحبة السمو الملكي
الأميرة سبيكة بنت إبراهيم وتشجيعهما اللامحدود للمرأة البحرينية.
وأعربت الوزيرة غنية الدالية عن فخرها بالمرأة البحرينية معتبرة إياها قدوة في كل
المجالات التي استطاعت اقتحامها والتميز فيها، ويمكن الاقتداء بها في الدول التي لم
تصل إلى درجة التطور الذي وصلت إليه المرأة البحرينية، متمنية لها المزيد من التقدم
لما يعززه ذلك من مكانة المرأة في العالم العربي والإسلامي.
وكشفت في تصريحات صحفية في ختام أعمال المؤتمر عن وجود مشاورات بين وزارة التضامن
والأسرة وقضايا المرأة بالجزائر وبين المجلس الأعلى للمرأة في مملكة البحرين من اجل
تبادل الخبرات بين البلدين وخاصة فيما له علاقة بقضايا شؤون الأسرة والتشريع، مضيفة
ان التعاون في هذين المجالين الهدف منه تحديث النصوص القانونية بناء على ركيزة
مشتركة بين البلدين وهي الدين الإسلامي وان التشريع يستمد من الدين الإسلامي وهذا
الأمر سيسهل التعاون بين البلدين مستقبلا في هذا المجال.
وأوضحت انه سيتم في المستقبل تبادل الزيارات بين الجانبين لعقد لقاءات مشتركة
للوقوف على أبرز النقاط المشتركة التي يمكن من خلالها الانطلاق في تبادل الخبرات
بصورة أكبر وأعمق.
وأشارت إلى ضرورة الحرص على تعليم وتربية النساء بالصورة الصحيحة البعيدة عن
التمييز، مؤكدة على دور النساء في التربية وأهمية تغيير فكرهن قبل إقحام الرجال في
الأمر وتحميلهم المسؤولية حيث ان هناك نساء يتسببن في التمييز بين الطفل والطفلة،
فيجب ان تكون المرأة مسؤولة أولا عن التغيير في مجتمعاتنا العربية.
وتطرقت الدالية إلى تجربة المرأة الجزائرية ودعم الرئيس الجزائري لقضاياها، مضيفة
ان الدستور الجزائري تم تغييره مرتين في صالح المرأة الجزائرية لتشجيعها ومنحها
الفرصة لاقتحام المجال السياسي والاقتصادي وتكثيف تواجدها على مستوى الهيئات
العمومية وتقلد مناصب عليا على مستوى المؤسسات.
وفيما يخص موقف المجتمعات العربية من دخول المرأة المجال السياسي والتشريعي أوضحت
الوزيرة غنية الدالية أنها كامرأة عربية وبرلمانية سابقة وجدت الدعم الكبير من كل
من حولها سواء الرجال أو النساء وخاصة أنها كانت تمثل ولاية محافظة في الجزائر،
وبالرغم من ذلك تصدرت قائمة انتخابية لأحد الأحزاب القديمة، لافتة إلى ان نظرة
المواطن العربي ليست نظرة سلبية تجاه المرأة ولكن هو أمر جديد ولا بد ان يتعود
المجتمع العربي رؤية المرأة في المجال السياسي، فالمواطن العربي كل ما يهمه هو
الأداء والاجتهاد وخدمة الشعب والصالح العام بغضّ النظر عن الجنس أو النوع.
وعبرت عن تفاؤلها في المرحلة القادمة بمستقبل المرأة العربية والشعوب العربية
وبتغيير الصورة النمطية التي يروج لها بأن المواطن العربي غير مواكب للحضارة ويرفض
المرأة، ولكن في الحقيقة والواقع نرى عكس ذلك.
وذكرت ان المرأة العربية الآن أصبحت تعكس درجة من الرقي والتقدم وتعي ان ما يجعلها
تتقدم أكثر هو تمكينها العلمي وممارستها السياسية، مطالبة بضرورة ان تتقدم المرأة
في الحياة السياسية بصورة أكبر وان تترأس أحزابا سياسية ويزيد عدد النساء المترئسات
للمجالس التشريعية وكذلك زيادة نسبة النساء الوزيرات.
وعن وضع المرأة العربية مقارنة بنظيرتها الغربية قالت الوزيرة الجزائرية ان وضع
المرأة الأوروبية لا تحسد عليه فهي على سبيل المثال لا تتساوى مع الرجل في الأجور
ومازالت تناضل من اجل ان تتساوى مع الرجل على عكس ما هو موجود في الكثير من دولنا
العربية مثل الجزائر والبحرين اللتين لا تعرفان أي تمييز في الأجور بين الرجل
والمرأة، كما ان المرأة الغربية تعاني من العنف وأشكال تمييز أخرى على عكس دولنا
العربية، التي نفتخر بتعاملها مع المرأة العربية.
وبينت ان هناك تشويها لصورة المرأة العربية في الغرب وان هذا التشويه قد يكون عن
قصد أو بدون قصد نظرا الى نقص المعلومات وعدم الإلمام بثقافات الدول العربية، مضيفة
ان وسائل الإعلام العربية أيضا لا تروج كثيرا للإيجابيات التي تتمتع بها المرأة في
منطقتنا العربية وأيضا لا تظهر صورة الرجل العربي والمسلم الحقيقية بل قد تساعد في
تشويه صورته، لذلك فإن علينا مسؤولية في هذا الإطار من اجل توضيح الصورة الحقيقية،
والخروج من سيطرة الفكر الغربي بان الرجل الغربي أو المرأة الغربية هما نموذج
للنجاح والايجابيات وهما مثال لكل ما له علاقة بالتقدم والتطور، وهذا عكس ما نعيشه
في واقعنا وما ينص عليه ديننا الإسلامي وما تحث عليه تربيتنا وثقافتنا.
وطالبت بضرورة ان نستغل مثل هذه اللقاءات الدولية وان نروج في الإعلام أكثر
للإيجابيات الموجودة لدينا، مستشهدة بالعديد من التجارب الناجحة التي شهدها المؤتمر
من نساء عربيات ناجحات في مجالاتهن.
قانون رقم
(19) لسنة 2017 بإصدار قانون الأسرة
قرار رقم
(20) لسنة 2006 بشأن تعديل النظام الأساسي لجمعية البحرين لتنظيم ورعاية الأسرة
أمر ملكي
رقم (24) لسنة 2017 بتشكيل لجنة شرعية لمراجعة مشروع قانون الأسرة
«المرأة
البحرينية» تنتدي حول قانون الأسرة الأربعاء