جريدة أخبار الخليج
العدد : 16145 - الأربعاء ١٥ يونيو ٢٠٢٢ م، الموافق ١٦ ذو القعدة ١٤٤٣هـ
الوزراء الجدد وتحديات المرحلة
لا شك أن الكل في البحرين سعد وشعر بالتفاؤل
بالتعديل الوزاري الموسع الذي صدر به المرسوم الملكي والذي يعد
الأكبر في تاريخ البحرين.
بداية، لا بد أن نتوقف عند الفلسفة التي تقف وراء هذا التعديل
الذي طال أغلب الوزراء.
التعديل الوزاري يندرج بالتأكيد في إطار رؤية جديدة يتبناها جلالة
الملك وسمو ولي العهد رئيس الوزراء جوهرها أن المرحلة القادمة
تتطلب نقلة نوعية في العمل الحكومي تقوم على التفكير بعقلية جديدة
وبذل المزيد من الجهد والعمل.
تنطلق هذه الرؤية من أن هناك تحديات كبيرة تواجهها البحرين لا
بد من التعامل معها في المرحلة القادمة. لقد تجاوزنا أزمة كورونا
ولكن مازالت هناك تحديات التعافي والتقدم إلى الأمام التي تتعامل
معها خطة التعافي التي تتطلب الكثير من العمل والجهد لإنجاز أهدافها.
وهناك تحديات إقليمية وعالمية معروفة تفرضها التطورات التي تشهدها
المنطقة والعالم وتفرض أوضاعا صعبة تواجهها كل الدول على المستويات
الاقتصادية والسياسية والاستراتيجية.
على ضوء هذا يمكن القول إن رؤية جلالة الملك وسمو ولي العهد
رئيس الوزراء للمرحلة القادمة تنطلق من أن هناك حاجة إلى التغيير
والإصلاح في كل وزارات ومؤسسات وأجهزة الدولة؛ سواء في مفهوم وفلسفة
العمل، أو طبيعة أساليب العمل، وقبل هذا تغييرا في عقلية التعامل
مع التحديات.
ومن الملفت أن التشكيل الوزاري الجديد يراهن رهانا أساسيا على الشباب
الذين يمثلون أغلبية الوزراء الجدد وعلى قدرتهم على التعامل مع
تحديات المرحلة القادمة. وهذا رهان صائب لما لدى الشباب من طاقة
وحماس وقدرة على الإنجاز ولما لديهم من أفكار جديدة ورغبة في
التطوير الدائم.
على ضوء هذا ندرك أن الوزراء الجدد تقع على أكتافهم مهمة وطنية
كبرى يجب أن يضطلعوا بها هي مهمة تدشين مرحلة نوعية جديدة في
العمل الحكومي بكل ما يعنيه ذلك.
الوزراء الجدد يجب أن يدركوا أن المهام الملقاة على عاتقهم صعبة
وكبيرة تتطلب أعلى درجات الكفاءة والإبداع والجهد والعمل.
هناك الكثير جدا مما هو مطلوب من الوزراء الجدد، لكن لعل نقطة
الانطلاق هنا التي يجب أن ينطلقوا منها هي مصطلح إنجليزي يطلق
على المسؤولين في الدولة هو مصطلح civil servants؛ أي موظفي الخدمة
المدنية. يعني هذا أن المسؤول الحكومي هو في المقام الأول فيما
يؤديه من وظيفة هو خادم للمجتمع ككل وللوطن، وليست مهمته خدمة
أي مصلحة فئوية أو طائفية أو شخصية.
لهذا فإن من أكبر المهام الملقاة على عاتق الوزراء الجدد في تقديرنا
هي الانفتاح على المجتمع وعلى كل أبنائه والاستماع إلى مطالبه
وآماله وطموحاته وشكاواه. يجب أن ينفتحوا على المجتمع سواء بشكل
مباشر أو عبر الصحافة وأجهزة الإعلام وأي وسيلة أخرى.
وفي هذا السياق من المهم جدا التنبيه إلى أن الوزراء والمسؤولين
عموما في أي موقع يجب ألا تضيق صدورهم بالنقد أو بكشف أي سلبيات
في أدائهم لعملهم. من دون هذا النقد ومعرفة أوجه التقصير وأوجه
الإصلاح المطلوب لا يمكن لأي وزارة أو مؤسسة أن تطور أداءها
أو تلبي الطموحات ومطالب الناس.
ولسنا بحاجة إلى القول إن الصعوبات التي تواجهها البلاد وجوانب
رؤية جلالة الملك وسمو ولي العهد رئيس الوزراء للمرحلة القادمة،
وما تتطلبه من إنجازات ومواجهة للتحديات، تتطلب الاستخدام الأمثل
لموارد الدولة المتاحة لكل وزارة ومؤسسة إلى أقصى حد. الأوضاع
لا تحتمل أي هدر أو تبديد للموارد بأي شكل كان.
عموما، يهمنا أن نقول للوزراء الجدد: الكل في البحرين يبارك لكم
مناصبكم الجديدة، وعليكم أن تدركوا أن الآمال المعلقة عليكم كبيرة
جدا، والتحديات التي عليكم التعامل معها ومواجهتها كبيرة جدا.
ونحن نتمنى مخلصين أن يكون الوزراء الجدد أهلا للمناصب التي تولوها
ولتحمل المسؤولية الوطنية بأعلى درجات الوعي والكفاءة والجهد والنزاهة.
الدستور وفقا لأخر تعديل - دستور مملكة البحرين الصادر بتاريخ 14/ 2/ 2002
المرسوم الملكي وفقاً لآخر تعديل - مرسوم ملكي رقم (61) لسنة 2018 بتشكيل الوزارة