جريدة أخبار الخليج
العدد : 16335 - الثلاثاء ١٣ ديسمبر ٢٠٢٢ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٤هـ
مرحلة
جديدة لتحديث وتطوير العمل الوطني
خلال افتتاح جلالته الفصل التشريعي السادس لمجـلسـي
الشـورى والنـواب.. الملك:
شـغـلنـا الشاغـل حــمـايـة الصـالــــــــــــــح العام وتعميق وحدتنا الوطنية
تفضل حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد
المعظم، فشمل برعايته الكريمة أمس، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير
سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، افتتاح
دور الانعقاد الأول من الفصل التشريعي السادس لمجلسي الشورى والنواب.
ولدى وصول موكب جلالة الملك المعظم إلى موقع الاحتفال بمركز عيسى
الثقافي، ترافقه كوكبة من خيالة الشرطة، وكان في الاستقبال علي
بن صالح الصالح رئيس مجلس الشورى والنائبة لولوه الرميحي.
وعزفت الفرقة الموسيقية السلام الملكي، ثم توجه جلالة الملك المعظم
إلى قاعة المؤتمرات الكبرى بمركز عيسى الثقافي، وبدأ الحفل بتلاوة
عطرة من آيات الذكر الحكيم.
بعد ذلك تفضل حضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المعظم، بإلقاء الخطاب
السامي هذا نصه:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، سيدنا محمد وعلى آله
وصحبه أجمعين،
الإخوة والأخوات أعضاء المجلس الوطني الموقرين،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،
فعلى بركة الله، نفتتح دور الانعقاد الأول للمجلس الوطني في فصله
التشريعي السادس، لنمضي قدماً، بعزيمة وطنية صادقة إلى مزيد من
الإنجاز والعطاء، ليتسلّم مجلسكم الموقر، في استمرارية دستورية منتظمة،
أمانة العمل ومسؤولية المشاركة في صنع القرار الوطني لخدمة البحرين
العزيزة. ونحمد الله، على تمام فضله بعودة الحياة إلى طبيعتها،
ولنلتقي بكم جميعاً على الخير والمحبة.
وإنه لمن دواعي السرور، أن نهنئ الإخوة والأخوات الذين حالفهم الفوز
في الانتخابات التشريعية والبلدية الأخيرة، وأن نشيد بالمستوى الحضاري
والأداء المهني الرفيع الذي رافق كل عمليات التصويت، ونخص بالشكر
جميع من لبى نداء الواجب ومارس حقه في التصويت على أفضل وجه.
ولقد أثبتت انتخابات البحرين الحرة، بأن مشاركة المواطنين والمواطنات
في صنع القرار لهي تجربة تمتاز باستقرارها وعراقتها، منذ أن شهدت
بلادنا أول صيغة للانتخابات البلدية ناهزت المئة عام، وعملت منذ
ذلك الحين، على إثراء مسيرتها، وتعزيز مؤسساتها الدستورية، نهوضاً
بتجربتها الديمقراطية العامرة بالخير والنماء.
الحضور الكريم، إن المسيرة الثرية لمجلسكم الوطني، لهي مقبلة على
مرحلة جديدة بأولويات فائقة الأهمية، نوجه فيها بمواصلة تطوير آليات
الحوار وعلاقات التعاون البنّاء مع السلطة التنفيذية لتنسيق الجهود
والمواقف، تلبيةً لتطلعات المواطنين الكرام، وبما يرفع من سقف العطاء
الوطني من أجل الصالح العام.
وسيبقى هدف حماية الصالح العام وتعميق وحدتنا الوطنية، هو شغلنا
الشاغل، ونؤكد للجميع أننا لن نسمح بأي شكل من الأشكال، بالمساس
بمنظومة قيمنا وتقاليدنا، ولن نعتمد من جانبنا، إلا ما سينال توافق
الجميع، لتقف بلادنا، بعون المولى وبعزم أبنائها وبناتها، كالبنيان
المرصوص في وجه أي غزو فكري يتعارض مع قيم شريعتنا الإسلامية
السمحة والفطرة الإنسانية السليمة.
وعلى هذه القاعدة الصلبة التي نستمد منها حصانة هويتنا الوطنية،
ننطلق معاً لتحديث وتطوير الأداء الوطني بأجهزته وأنظمته وخدماته،
وهو ما تتولاه الحكومة الموقرة بكل كفاءة واقتدار، تحت إشراف،
ولي عهدنا الأمين ورئيس مجلس الوزراء، الابن العزيز، صاحب السمو
الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، الذي يطيب لنا أن نبارك
له جهوده، وأن نشد على يده، وهو يتولى مسؤولية إدارة العمل الحكومي
في توقيت يمتاز بتحدياته العالمية، والتي تتطلب عملاً مكثفاً يزيد
من مرونة وسرعة الاستجابة لكل متطلب وطني.
ونوجه في هذا الخصوص بمواصلة الجهود الحكومية في تنفيذ خطط التعافي
الاقتصادي وبرامج التوازن المالي، وبتوضيح نتائج الشراكة مع القطاع
الخاص على تنويع الاقتصاد الوطني، والعائد من الاستثمارات على النمو
الاقتصادي، وبرامج التدريب والتعليم التي تتبناها الحكومة لزيادة الإنتاجية
وتوجيه كل تلك النتائج ومردودها الإيجابي على المستويات المعيشية
للأسرة البحرينية.
ونود بهذه المناسبة أن نشير إلى النجاحات الأخيرة لقطاع النفط والغاز،
والمتمثلة في الاكتشافات الجديدة للغاز الطبيعي، وإنه لإنجاز يبشر
بالخير، ويتسق مع دور القطاع في إدارة واستثمار الموارد الطبيعية،
ورفع مستويات الرخاء الوطني العام.
ولقد سبق أن نوهنا أمام مجلسكم الموقر، لأهمية برامج الدعم المالي
والاقتصادي للمواطنين، لما لها من دور كبير في الحد من الأعباء
الاقتصادية على اختلاف أسبابها. ونشدد في هذا الشأن، على ضرورة
أن تخضع تلك البرامج للمزيد من التطوير لرفع كفاءة توجيه الدعم
إلى مستحقيه، بما يلبي احتياجات المواطنين الأساسية ويوفر لهم حقهم
الكامل من الحياة الكريمة.
ولا نغفل في هذا السياق أن نبدي ارتياحنا لما يُبذل لتطوير الخدمات
المقدمة للمواطنين، وزيادة كفاءة العمليات الإدارية، وتنمية الخبرات
الوطنية وتنويع فرص العمل.
وإننا لنفخر بأداء المرأة البحرينية وإسهاماتها المؤثرة والجليّة في
النهضة الوطنية، وبالإنجازات المشرّفة للقطاع الشبابي ومستويات تقدمهم
في الحياة العامة. ومن أبرز تلك الشواهد، التعيينات الحكومية الأخيرة،
إلى جانب تفوقهم في عديد من المجالات التي نباركها لهم، ونوجه
بالمزيد من المبادرات النوعية التي ترفع من درجة العطاء الوطني.
الحضور الكريم، تواصل بلادنا في تفعيل دورها المساند لمحيطها الإقليمي
من خلال مبادراتها ومساعيها الدبلوماسية والودية، وصولاً إلى ما
نتطلع له من استقرار مستحق للمنطقة، تحقيقاً لآمال وتطلعات شعوبها،
وبمشاركة كل الأطراف المعنية.
وتستمر مساعينا من أجل التوصل إلى سلام شامل وعادل في الشرق الأوسط
يقوم على حل الدولتين لتثبيت الحقوق المشروعة للأشقاء الفلسطينيين،
لإقامة دولتهم المستقلة على أراضيهم وعاصمتها القدس الشرقية.
ونجدد هنا دعوتنا الصادقة إلى وقف الحرب الروسية - الأوكرانية، وبدء
المفاوضات الجادة لعودة التوافق بين الطرفين، وبما يحفظ مصالحهما
المشتركة والأمن والسلم الدوليين.
كما تحرص مملكة البحرين على دعم الجهود الدولية في مواجهة التغيرات
المناخية، ونتابع، بكل اهتمام، ما يصدر من قرارات وتوصيات أممية
لمؤتمرات المناخ، نعمل على مساندتها والإسهام في تحقيق أهدافها لعودة
التوازن البيئي واستدامة الموارد الطبيعية وعدالة الحصول عليها.
الأخوة والأخوات، لا يسعنا قبل الختام، إلا أن نبارك كل إسهام
وطني تستمد منه بلادنا رفعتها وريادتها، ونتوجه بامتناننا العميق،
لكل العاملين في ميادين الإنتاج والبناء، وعلى رأسهم حماة الوطن
المخلصين في قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية، الذين نحييهم على
تفانيهم ووقوفهم سداً منيعاً لحماية نسيجنا الوطني وتلاحم أسرتنا
البحرينية الواحدة.
وفي الختام، نكرر تمنياتنا لمجلسكم الموقر بمرحلة ناجحة ومتجددة من
العطاء، تستند إلى المستخلص من التجربة وحصيلة الخبرة، تحقيقاً لتطلعاتنا
معاً، نحو المستقبل الواعد ومجتمعنا الآمن، بما يتميز به من توافق
وتآلف وتسامح وخلق رفيع، والنابع من روح البحرين وجوهر ثرائها
الحضاري. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
ثم ألقى رئيس مجلس الشورى كلمة قال فيها: