جريدة
البلاد
الأحد 25 ديسمبر 2022 م - ١ جمادى الأخرة ١٤٤٤ هـ
هل
امتناع الأب عن النفقة يعد أحد صور العنف للطفل؟
المحامي خليل إبراهيم: إن إنفاق الرجل على أولاده
المحتاجين واجب بالإجماع، والأصل في وجوب النفقة على الولد القرآن والسنّة النبوية،
وأما بالقرآن الكريم فيقول: “فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ”
(الطلاق:6). وأوجب أجر رضاع الولد على أبيه، وقال سبحانه “وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ
رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ” (البقرة: 23). ومن السنة قول النبي
(ص) لهند بنت عتبة “خذي ما يكفيكِ وولدكِ بالمعروف”.
هذه النصوص الشرعية وغيرها تدل على وجوب أن ينفق الرجل على أهل
بيته والقيام بمصالحهم، فلا يجوز للأب التقصير في النفقة على الأولاد
ولا تضييعها، بل يلزمه القيام بها على الوجه الأكمل، ولا يجوز
للمسلم أن يضيّع النفقة على أولاده بحجة أنه ينفق على أولاده
من أخرى، قال (ص) “وابدأ بمن تعول”.
أما في حال امتناع الأب عن الإنفاق على أبنائه فقد يشكّل ذلك
فجوة كبيرة بينه وبين الأبناء وقد يجعلهم في ضياع، ومن وجهة
نظر قانونية لا يُعد عدم الإنفاق على الأبناء من صور العنف،
بل يجعلهم يتغذون على العنف ربما مستقبلًا وقساوة القلب وبرودة
المشاعر وانعدام الأحاسيس.
كما أن للبيت ركنين أساسيين، إن أصاب الخلل أحدهما اهتز البيت
واضطرب هما الزوج والزوجة، الأب والأم اللذين يرفعان سقف البيت
على كتفيهما حتى يعيش الأولاد في هناء ودعة في ظل البيت،
إن سقط واحدٌ من الأساسين كيف تتوقع أن يكون الأمر؟ سيهتز
السقف وربما يسقط على رأس كل من تحته، لكن في بعض الأحيان
يستجمع الأساس الثاني كل ما له من قوةٍ طاقة وعزيمة ليرفع
السقف وحده، كم سيطول احتماله وهل يستطيع حمل السقف وحده
فعلًا أم ستأتي لحظة الانهيار؟ البيت الذي يقوم على كتفي شخص
واحد لهو ابتلاءٌ من أصعب الابتلاءات الحياتية.
ويعد دور الأب في الأسرة دورا عظيما ولا يمكن لأحد أن يسد
محله، فالأب هو عمود البيت، وهو الركن الأساس فيه وخيمة
عزها، وهو الذي يجمع شمل الأبناء والبنات ويحفظ استقرار بيته
وأسرته، وهو الدرع الحامي الذي يذود عن أسرته من عواصف
الأيام ويحميهم من جميع الظروف وغدر الحياة وتقلباتها؛ لأن
الأب هو الأمان والسكينة والاطمئنان، ولا يمكن أن يشعر بقيمة
الأب وعظمة دوره في بيته وأسرته إلا من عاش في بيتٍ بلا
أب، لأنه سيشعر بمقدار النقص والفراغ الذي يتركه الأب خصوصا
عندما يحتاجه ولا يجده، لأن النصيحة الحقيقية لا تكون إلا
منه، والحب النقي تمامًا لا يمكن أن يكون أنقى من حبه،
لهذا فإن للأب في الأسرة دور جوهري لا يمكن تجاوزه، لأنه
يحمل عبئًا كبيرًا عن الأم والأبناء، ويسند مسيرتهم في
الحياة.
الدستور وفقا لأخر تعديل - دستور مملكة البحرين الصادر بتاريخ 14/ 2/ 2002
قانون رقم (19) لسنة 2017 بإصدار قانون
الأسرة
قانون رقم (17) لسنة 2015 بشأن الحماية من
العنف الأسري
أمر ملكي رقم (24) لسنة 2017 بتشكيل لجنة شرعية لمراجعة مشروع قانون
الأسرة