أخبار الخليج - الأربعاء
19 سبتمبر 2007م - العدد 10771
50 مريض فشل كلوي
سنويا في البحرين يبحثون عن أمل للحياة
مرضى البحرين يهربون إلى مستشفيات الدول الأخرى بسبب تأخر التشريع
كتب: كريم
حامد
أكدت الدكتورة سمية الغريب استشاري أمراض وزراعة الكلى بمستشفى السلمانية الطبي أن
البحرين في أشد الاحتياج الآن لإعادة النظر بشأن القوانين المنظمة للتبرع بالكلى
وعمليات الزراعة في المملكة.. بعد أن أصبح عشرات البحرينيين يتوجهون سنويا إلى دول
مجاورة لإجراء هذه العمليات وإحياء أملهم في حياة آمنة ومستقرة وأغلبهم لايزال في
مقتبل عمره.
وقالت الغريب إن العديد من البلدان الإسلامية بدأت تنظم وتقنن عمليات التبرع بالكلى
بين المواطنين من غير الأقارب.. وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية حيث بادرت
جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية للدعوة إلى تقنين التبرع لمرضى الفشل الكلوي من
غير أقاربهم.. وحصلت على موافقات الهيئات الشرعية ووزارة الصحة بحيث يتم التبرع تحت
إشرافها المباشر. ويتم قبول التبرع من غير الأقارب ومن أي جنسية أخرى بخلاف الجنسية
السعودية بشرط ألا يعرف المتبرع المريض الذي يتبرع له حتى لا تنشأ (سوق سوداء)
للتجارة في هذا الشأن.. وتفحص الوزارة حالات المرضى بدقة وعناية.. ومن ثم توجه
الكلى المتبرع بها إلى مستحقها وفق الحالة الصحية للمريض وملاءمة الكلية المتبرع
بها لحالته.. على أن يتم إهداء المتبرع مبلغ يقدر بحوالي 50 ألف ريال (حوالي 5 آلاف
دينار بحريني) كنوع من الحفز أو التشجيع للتبرع ومساعدة مرضى الفشل الكلوي على
الحياة بشكل طبيعي. وأوضحت أن التقديرات في المملكة العربية السعودية عقب إقرار
التبرع من غير الأقارب تشير إلى أن عدد العمليات الجراحية لزراعة الكلى في المملكة
سترتفع من 300 عملية في العام إلى 900 جراحة على أقل تقدير.. وهو ما يعكس حجم
معاناة المرضى في هذا الشأن.. وهو ما ينطبق على المرضى في البحرين أيضا. وقد خطت
بلدان إسلامية أخرى على رأسها إيران ومصر والكويت خطوات واسعة في تشريع وتنظيم
عمليات التبرع الكلوي.. وأحيت آمال العديد من هؤلاء المرضى وذويهم أيضا الذين
يلاقون معاناة لا تقل ضراوة عن تلك التي يعانيها المرضى أنفسهم.. ووفرت لهم الفرصة
والمتنفس لممارسة حياة طبيعية.. وهذا أقل حقوق الإنسان. وناشدت الدكتور سمية جلالة
الملك حمد بن عيسى آل خليفة وصاحب السمو الشيخ خليفة بن سلمان رئيس الوزراء الحث
على سرعة إصدار التشريعات المنظمة لعمليات التبرع من غير الأقارب لإحياء آمال
المرضى في البحرين الذين يعانون أشد المعاناة من أعراض وتداعيات مرض الفشل الكلوي.
وقالت إن مريض الفشل الكلوي من حقه أن يحيا ويمارس حياته الطبيعية في البيت والعمل
كإنسان خاصة أولئك الشباب والشابات من أبناء البحرين الذين يصابون بالمرض في ريعان
شبابهم ناهيك عن باقي المرضى.. وهو أمر لا يتحقق للأسف إلا بعمليات زراعة الكلى إذا
أن أي علاج آخر بما في ذلك الغسل الكلوي يعتبر علاجا مؤقتا ومرحليا ولا يأتي
بالنتائج المرجوة في كثير من الأحيان. وأوضحت أن الحل في سرعة إصدار التشريعات
المنظمة للتبرع من غير الأقارب مثلما فعلت دول إسلامية أخرى تحت رعاية الجهات
المسئولة لضمان الحيادية والنزاهة.. وقالت إن عدم وجود هذه التشريعات أدى بالمرضى
البحرينيين إلى السفر للخارج بحثا عن بريق من الأمل وطوق للنجاة في مستشفيات إيران
والعراق وباكستان والفلبين وهي أكثر الدول استقطابا للمرضى البحرينيين. وأكدت
دكتورة سمية الغريب أن هناك حوالي50 حالة إصابة جديدة بمرض الفشل الكلوي سنويا في
المملكة (وهي من المعدلات المرتفعة مقارنة بعدد السكان)، لا يقل عن 75% من هذه
الحالات في احتياج إلى عمليات زراعة كلى حتى يمارسوا حياتهم بشكل طبيعي.. وقدرت عدد
المرضى الذين يحتاجون الى زراعة الكلى بحوالي 3 أو 4 مرضى شهريا أي بمعدل من 40 إلى
50 مريضا في العام. ورداً على سؤال حول أعداد مرضى الفشل الكلوي في البحرين..
وأولئك الذين يحتاجون إلى عمليات استزراع.. قالت استشاري أمراض وزراعة الكلى
بمستشفى السلمانية أن أعداد مرضى الفشل الكلوي في المملكة غير محصور بشكل دقيق حتى
الآن نظرا لوجود أعداد إضافية من المرضى كل عام.. ويتواجد حاليا حوالي 210 مرضى
تجرى لهم عملية غسل كلوي بشكل دائم في مستشفى السلمانية وكذلك حوالي 85 مريضا
بالمستشفى العسكري البحريني.. أي مجمل حوالي 300 مريض.. أما باقي المرضى جميعا فهم
في احتياج شديد الى عمليات استزراع الكلى. ويتيح الغسل الكلوي (وفق الدكتورة سمية
الغريب) الحياة للمريض لفترة قد تصل إلى خمس سنوات من الناحية الطبية تعتمد على
حالته الصحية بشكل عام ومدى إصابته بأمراض أخرى كضغط الدم والقلب والكبد وكلها تؤثر
على فترة العلاج بالسلب.. وكذلك يخضع الأمر لتوقيت اكتشاف المرض، حيث كلما اكتشف
المرض مبكرا كان ذلك في صالح المريض. وقالت إن السببين الرئيسيين للإصابة بالمرض في
المملكة هما مرض السكر وارتفاع ضغط الدم.. والأول على وجه الخصوص منتشر بشكل كبير
في المملكة.. حتى انه بين أفراد الأسرة الواحدة قد تصل نسبة الإصابة بالمرض إلى 80
أو حتى 100% وهو ما يعوق كليا عمليات التبرع من أقارب الدرجة الأولى.. إذ من
المستحيل أن يتم التبرع من مريض بالسكر أو يحمل جينات المرض. هل أنسى الحياة؟!
والتقت «أخبار الخليج« اثنين من المرضى.. تقول منال علوي (31 سنة) طالبة في الجامعة
العربية كلية تكنولوجيا المعلومات «لقد أوقف هذا المرض اللعين حياتي كلها.. وكثيراً
ما أخلو بنفسي وأخاطبها.. هل أنسى الحياة واستمر في هذه المعاناة إلى أن يقضي الله
أمره؟.. لقد ضعفت قواي.. بحق ضعفت«. منال اكتشفت المرض مبكرا وبدأت بمتابعة طبية..
وفشلت محاولات التبرع من الأسرة المصاب أغلبها بمرض السكر.. وظلت الفتاة تئن في صمت
تحت شراسة المرض وعنفوانه حتى أجرت أول عملية لاستزراع الكلى في عام 1996 في إيران
لكنها فشلت بعد عام ونصف من إجرائها.. ورفض جسم منال الواهن الكلية المزروعة بعنف..
وأضاع معه حلم أسرة بذلت كل ما في وسعها لتشفى ابنتها من هذا المرض.. حتى ان الأب
أنفق كل ما يمتلكه من حصيلة تسوية معاشه في هذه الجراحة. لم تيأس منال على الرغم من
المعاناة وآلام المرض المبرحة.. واستجمعت ما تبقى لها من قوى وعزم.. وتوجهت إلى
المستشفى مرة أخرى في إيران على أمل الشفاء والنجاة من براثن المرض.. وجمع الأب
الأموال اللازمة للعلاج من طرق شتى وباع ما باع واقترض ما اقترض.. وأجرت الجراحة
الثانية لكن القدر لم يكتب لها النجاح من البداية ورفض الجسم الكلية رفضا حاسما..
لتعاود الفتاة مأساتها من جديد.. والمأساة قائمة. دمرت نفسيا!! نجاة سلمان طالبة
خدمة اجتماعية بجامعة البحرين (24 سنة) نموذج آخر ومأساة أخرى من مرضى الفشل الكلوي
في البحرين.. تقول لـ (أخبار الخليج): «لقد تدمرت حياتي.. نفسيا لم أعد قادرة على
مواجهة المزيد.. لقد تأخرت في الدراسة.. والآن تخرجت هذا العام.. لكن ما الفائدة،
اعتقد أن أبواب العمل ستكون مغلقة في وجهي فور أن يعلم أي صاحب عمل أنني مريضة
بالفشل الكلوي !!«. نجاة اكتشفت المرض في عام 96 وبدأت المتابعة الطبية ثم تحول إلى
فشل كلوي في 98 وبدأت الغسل لمدة شهرين فقط.. حاولت خلالها الأم أن تتبرع لها بإحدى
كليتيها إلا أنه لم يصلح بسبب عيب خلقي.. تقدمت الأخت للتبرع على أمل أن تمنحها
شقيقتها نافذة حياة بعد أن داهمها في ريعان الشباب.. وأجريت الجراحة وحصل رفض
للكلية المزروعة بعد عام فقط.. إذ تبين أن الأسرة جميعها لا تصلح للتبرع لإصابتها
بمرض وراثي.. ويبقى الأمل أن تسرع الدولة ومجلس النواب البحريني بإقرار تشريع حرية
التبرع من غير الأقارب بالشكل الذي يرونه مناسبا ومثلما فعلت العديد من البلدان
الإسلامية.. لكن فقط عليهم أن يضعوا في اعتبارهم أن كل يوم تأخير هو يوم من
المعاناة المريرة والعذاب لهؤلاء المرضى.
مرسوم
أميري بإعادة تنظيم وزارة الصحة
مرسوم
بتكليف وزير التجارة القيام بأعمال وزير الصحة
مرسوم
أميري بتعيين وكيل مساعد للمستشفيات
بوزارة الصحة
مرسوم
بتعيين مدير عام للمراكز
الصحية في درجة وكيل وزارة مساعد بوزارة الصحة
قرار
بإشهار (جمعية أصدقاء المرضى)
إعلان
بشأن حصة المرضى بداء
السل من نادي العروبة
إعلان
بشأن حصة المرضى بداء
السل من نادي البحرين
إعلان
بشأن حصة المرضى بداء
السل من نادي الفردوسي
إعلان
بشأن سباق الخيل لفصل الربيع لمساعدة المرضى
بداء السل
إعلان
بشأن الأنظمة المتعلقة باستعمال الطرق وببعض قواعد الصحة العامة