الأسئلة الشائعة المساعدة الذاتية فيسبوك تويتر واتس اب
  • وزيــر الـداخـلـيـة يـفـتـتـح الـمـؤتـمـر الـدولـي الأول لـلـعـــقـــوبـــات الــبــديــلـــة
  • المناقصات والمزايدات» يستكمل إدراج جميع الجهات المتصرفة في خدمة الإشعارات
  • «بورصة البحرين» تعلن انتخاب يوسف اليوسف رئيسا لمجلس الإدارة

وزيــر الـداخـلـيـة يـفـتـتـح الـمـؤتـمـر الـدولـي الأول لـلـعـــقـــوبـــات الــبــديــلـــة

يفتتح‭ ‬الفريق‭ ‬أول‭ ‬الشيخ‭ ‬راشد‭ ‬بن‭ ‬عبدالله‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬يوم‭ ‬الثلاثاء‭ ...اقرأ المزيد

المناقصات والمزايدات» يستكمل إدراج جميع الجهات المتصرفة في خدمة الإشعارات

أعلن‭ ‬مجلس‭ ‬المناقصات‭ ‬والمزايدات‭ ‬الانتهاء‭ ‬من‭ ‬إدراج‭ ‬جميع‭ ‬الجهات‭ ‬الحكومية‭ ‬الخاضعة‭ ‬...اقرأ المزيد

«بورصة البحرين» تعلن انتخاب يوسف اليوسف رئيسا لمجلس الإدارة

أعلنت‭ ‬بورصة‭ ‬البحرين‭ - ‬البورصة‭ ‬المرخصة‭ ‬من‭ ‬مصرف‭ ‬البحرين‭ ‬المركزي‭ - ‬انعقاد‭ ‬الاجتما...اقرأ المزيد

صيغة الجوال غير صحيحة
أو يمكنك تسجيل الدخول باسم المستخدم وكلمة المرور
هذا البيان إلزامي هذا البيان إلزامي لا تقل عن 5 أحرف بلا مسافات أو رموز هل نسيت كلمة المرور؟ هل انت عميل جديــد ؟

  • الرئيسية
  • عن الموقع
  • محرك البحث
  • باحث التعاميم
  • اشترك معنا
  • موسوعة البحرين الإنجليزية
  • عن شبكة المحامين العرب
  • خدمة الأسانيد
  • الجريدة الرسمية
  • اتصل بنا

  • تشريعات سارية
  • تشريعات سارية جزئياً
  • تشريعات مؤجلة النفاذ
  • تشريعات صدرت ولم تنشر بعد بالجريدة الرسمية
  • تشريعات صدرت ولم يُستدل على نشرها
  • تشريعات موقوفة
  • تشريعات ملغاة

  • موسوعة التشريعات
  • موسوعة الأحكــام
  • موسوعة المعاهدات
  • الملـف الصحفـي
  • البحث
  • البحث
  • البحث
  • البحث
البحث المتقدم كلمة البحث لا يمكن تركها خالية



موقع معروف

  • صفحتنا على معروف

النشرة القانونية

للاشتراك مجانًا بخدمة الأخبار القانونية التي تقدمها شبكة المحامين العرب، ومتابعة أهم الأخبار القانونية اليومية ، ارسل كلمة " اشترك - البحرين " أو "Subscribe - bh" على الرقم التالي ثم اضف رقم الخدمة بقائمة جهات الإتصال لديكم

الملف الصحفي » الأخبار تاريخياً » أخبار يوم 08/10/2023 » مسـتـحـقات التعطل.. سجال مـسـتـمـر بــيــن «الــعــمــل» والـعـاطـلـيــن  » 

جريدة أخبار الخليج  العدد : 16634 - الأحد ٠٨ أكتوبر ٢٠٢٣ م، الموافق ٢٣ ربيع الأول ١٤٤٥هـ

مسـتـحـقات التعطل.. سجال مـسـتـمـر بــيــن «الــعــمــل» والـعـاطـلـيــن

ملفٌ‭ ‬شائك‭ ‬يحمل‭ ‬كثيرا‭ ‬من‭ ‬الاتهامات‭ ‬المتبادلة‭. ‬كل‭ ‬طرف‭ ‬يعتبر‭ ‬نفسه‭ ‬مدافعا‭ ‬عن‭ ‬مبادئه‭ ‬وحقوقه،‭ ‬وكل‭ ‬طرف‭ ‬يعتبر‭ ‬الآخر‭ ‬متجنِّيا‭ ‬عليه‭.‬
ملف‭ ‬مستحقات‭ ‬التعطل‭.. ‬من‭ ‬الملفات‭ ‬المعقدة‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تتوقف‭ ‬الشكاوى‭ ‬بشأنه‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭. ‬وهي‭ ‬الخدمة‭ ‬التي‭ ‬تقدمها‭ ‬وزارة‭ ‬العمل‭ ‬إلى‭ ‬الباحث‭ ‬عن‭ ‬عمل‭. ‬
ففي‭ ‬حين‭ ‬تؤكد‭ ‬الوزارة‭ ‬أنها‭ ‬تسعى‭ ‬جاهدة‭ ‬إلى‭ ‬توفير‭ ‬أكبر‭ ‬عدد‭ ‬ممكن‭ ‬من‭ ‬الفرص‭ ‬الوظيفية‭ ‬للبحرينيين‭ ‬العاطلين‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬بوظائف‭ ‬ورواتب‭ ‬مجزية،‭ ‬يؤكد‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الباحثين‭ ‬عن‭ ‬عمل‭ ‬أن‭ ‬أسلوب‭ ‬التعامل‭ ‬معهم‭ ‬أشبه‭ ‬بالابتزاز‭ ‬والتصيد‭ ‬والإرغام‭ ‬على‭ ‬وظائف‭ ‬لا‭ ‬تتناسب‭ ‬مع‭ ‬مؤهلاتهم‭ ‬أو‭ ‬تخصصاتهم،‭ ‬وكان‭ ‬المعيار‭ ‬هو‭ ‬الكم‭ ‬وليس‭ ‬الكيف‭.‬
لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬ننكر‭ ‬أن‭ ‬نسبة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬المسجلين‭ ‬في‭ ‬البرنامج‭ ‬هدفهم‭ ‬هو‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬بدل‭ ‬التعطل‭ ‬ليس‭ ‬إلا،‭ ‬وهم‭ ‬بدورهم‭ ‬يتفننون‭ ‬في‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬رفض‭ ‬صاحب‭ ‬العمل،‭ ‬وإلا‭ ‬ما‭ ‬معنى‭ ‬أن‭ ‬تحضر‭ ‬مرشحة‭ ‬لوظيفة‭ ‬ومعها‭ ‬أبناؤها‭ ‬الثلاثة‭ ‬للمقابلة‭ ‬بحجة‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬من‭ ‬يرعاهم‭ ‬في‭ ‬المنزل؟‭ ‬وما‭ ‬معنى‭ ‬أن‭ ‬يأتي‭ ‬الباحث‭ ‬عن‭ ‬عمل‭ ‬بلباس‭ ‬غير‭ ‬مناسب‭ ‬ومن‭ ‬دون‭ ‬التحضر‭ ‬للإجابة‭ ‬عن‭ ‬أبسط‭ ‬الأسئلة؟‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬يطلب‭ ‬من‭ ‬رب‭ ‬العمل‭ ‬رفضه‭ ‬صراحة؟‭!.‬
ولكن‭ ‬بالمقابل‭.. ‬قد‭ ‬يتساءل‭ ‬المرشحون‭ ‬الجادون،‭ ‬هل‭ ‬من‭ ‬الإنصاف‭ ‬أن‭ ‬نتحمل‭ ‬نحن‭ ‬إثم‭ ‬غيرنا؟‭ ‬هل‭ ‬من‭ ‬العدالة‭ ‬أن‭ ‬يرشح‭ ‬حامل‭ ‬الشهادة‭ ‬الجامعية‭ ‬لوظيفة‭ ‬مندوب‭ ‬أو‭ ‬حارس،‭ ‬وعليه‭ ‬الرضوخ‭ ‬والقبول‭ ‬أو‭ ‬قطع‭ ‬بدل‭ ‬التعطل؟‭!. ‬هل‭ ‬من‭ ‬المعقول‭ ‬أن‭ ‬يرغمونا‭ ‬على‭ ‬أعمال‭ ‬لا‭ ‬نميل‭ ‬لها‭ ‬ولا‭ ‬تناسب‭ ‬خبراتنا،‭ ‬ثم‭ ‬ينتظرون‭ ‬منا‭ ‬الإبداع‭ ‬والتطور؟
‮«‬أخبار‭ ‬الخليج‮»‬‭ ‬تعيد‭ ‬اليوم‭ ‬فتح‭ ‬الملف‭ ‬على‭ ‬مصراعيه‭ ‬بتفاصيل‭ ‬جديدة‭ ‬وقصص‭ ‬غريبة‭ ‬وشهادات‭ ‬واقعية‭. ‬قابلنا‭ ‬باحثين‭ ‬عن‭ ‬عمل،‭ ‬وأصحاب‭ ‬شركات،‭ ‬ونواب‭ ‬كانت‭ ‬لهم‭ ‬صولاتهم‭ ‬تحت‭ ‬قبة‭ ‬البرلمان‭ ‬بشأن‭ ‬ملف‭ ‬التعطل‭ ‬والبرامج‭ ‬الحكومية‭ ‬للتوظيف‭. ‬مع‭ ‬تأكيد‭ ‬أننا‭ ‬لا‭ ‬نوجه‭ ‬اتهاما‭ ‬لأي‭ ‬طرف،‭ ‬وإنما‭ ‬نعرض‭ ‬آراء‭ ‬جميع‭ ‬الأطراف‭ ‬بحياد،‭ ‬ونضع‭ ‬النقاط‭ ‬على‭ ‬الحروف‭ ‬للالتفات‭ ‬إلى‭ ‬بعض‭ ‬الثغرات‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تعيق‭ ‬تحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬هذا‭ ‬البرنامج‭ ‬الوطني‭.‬
للعاطلين‭ ‬رأي
الباحثون‭ ‬عن‭ ‬عمل‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬جعبتهم‭ ‬كثير‭ ‬مما‭ ‬يشكون‭ ‬منه،‭ ‬والغريب‭ ‬في‭ ‬الأمر‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬الشكوى‭ ‬المتكررة‭ ‬في‭ ‬عدة‭ ‬حالات‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬سبب‭ ‬إيقاف‭ ‬بدل‭ ‬التعطل‭ ‬هو‭ ‬عدم‭ ‬الرد،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬يراهن‭ ‬العاطلون‭ ‬أنهم‭ ‬لم‭ ‬يتلقوا‭ ‬أي‭ ‬اتصال‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬جهة،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬ثبت‭ ‬فعلا‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الحالات‭ ‬التي‭ ‬لجأت‭ ‬إلى‭ ‬القضاء‭.‬
فيما‭ ‬يلي‭ ‬نستعرض‭ ‬بعض‭ ‬النماذج‭ ‬من‭ ‬شكاوى‭ ‬المواطنين‭ ‬العاطلين‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬والتي‭ ‬وصفوا‭ ‬فيها‭ ‬المعاملة‭ ‬التي‭ ‬يتعرضون‭ ‬لها‭ ‬بأنها‭ (‬إذلال‭) ‬و‭(‬تعسف‭) ‬لا‭ ‬مبرر‭. ‬وبالطبع،‭ ‬طلب‭ ‬محدثونا‭ ‬عدم‭ ‬نشر‭ ‬أسمائهم،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬جميع‭ ‬البيانات‭ ‬متاحة‭ ‬لدى‭ ‬المحرر‭.‬
تقول‭ ‬المواطنة‭ (‬ل‭.‬ي‭) ‬وهي‭ ‬تحمل‭ ‬شهادة‭ ‬الثانوية‭ ‬العامة‭: ‬تسلمت‭ ‬بدل‭ ‬التعطل‭ ‬عدة‭ ‬أشهر،‭ ‬ثم‭ ‬فوجئت‭ ‬بإغلاق‭ ‬الملف‭. ‬وعند‭ ‬تواصلي‭ ‬مع‭ ‬الوزارة‭ ‬أخبروني‭ ‬أنني‭ ‬رفضت‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عرض‭ ‬عمل‭. ‬أكدت‭ ‬لهم‭ ‬أنني‭ ‬لم‭ ‬أتلق‭ ‬أي‭ ‬عرض‭ ‬حتى‭ ‬أرفضه‭. ‬فأجابت‭ ‬الموظفة‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬مسجل‭ ‬في‭ (‬السستم‭) ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬عمل‭ ‬شيء‭. ‬وبعد‭ ‬مراجعات‭ ‬وتوسلات‭ ‬تم‭ ‬فتح‭ ‬الملف‭. ‬وتسلمت‭ ‬بدل‭ ‬التعطل‭. ‬ولكن‭ ‬لم‭ ‬تمض‭ ‬فترة‭ ‬إلا‭ ‬وتكرر‭ ‬السيناريو،‭ ‬ولكن‭ ‬كانت‭ ‬الحجة‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬أنني‭ ‬لم‭ ‬أرد‭ ‬على‭ ‬اتصال‭ ‬هاتفي‭. ‬
وتعلق‭ ‬المواطنة‭: ‬هل‭ ‬يعقل‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬إغلاق‭ ‬الملف‭ ‬بحجة‭ ‬أن‭ ‬اتصالا‭ ‬واحدا‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬الرد‭ ‬عليه؟‭ ‬أليس‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬المواطن‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬اللحظة‭ ‬في‭ ‬ظرف‭ ‬طارئ‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬المستشفى‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬الحمام‭ ‬أو‭ ‬أي‭ ‬احتمال‭ ‬آخر؟‭ ‬أليس‭ ‬من‭ ‬الإنصاف‭ ‬معاودة‭ ‬الاتصال‭ ‬مرة‭ ‬ثانية‭ ‬على‭ ‬الأقل؟‭ ‬وحتى‭ ‬لو‭ ‬سلمنا‭ ‬جدلا‭ ‬أنني‭ ‬رفضت،‭ ‬ألا‭ ‬ينص‭ ‬القانون‭ ‬على‭ ‬رفض‭ ‬الوظيفة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مرة؟‭ ‬لماذا‭ ‬إذن‭ ‬أوقفوا‭ ‬بدل‭ ‬التعطل‭ ‬من‭ ‬أول‭ ‬مرة،‭ ‬مع‭ ‬التأكيد‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬لم‭ ‬يحصل‭ ‬أبدا‭ ‬ولم‭ ‬أتلق‭ ‬أي‭ ‬اتصال‭. ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬يجعلنا‭ ‬نشعر‭ ‬أن‭ ‬العملية‭ ‬فيها‭ ‬تصيد‭ ‬ليس‭ ‬إلا‭.‬
أما‭ (‬ش‭.‬ع‭) ‬فقد‭ ‬توقف‭ ‬بدل‭ ‬التعطل‭ ‬عنها‭ ‬منذ‭ ‬عامين‭ ‬لأسباب‭ ‬متعددة‭. ‬وتشرح‭ ‬ذلك‭ ‬بقولها‭: ‬‮«‬خلال‭ ‬تلك‭ ‬الفترة،‭ ‬كنت‭ ‬أحاول‭ ‬أن‭ ‬أطور‭ ‬مهاراتي‭ ‬وسجلت‭ ‬في‭ ‬معهد‭ ‬تدريبي،‭ ‬ثم‭ ‬تلقيت‭ ‬اتصالا‭ ‬يبلغني‭ ‬عن‭ ‬موعد‭ ‬لمقابلة‭ ‬عمل،‭ ‬وكان‭ ‬الموعد‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬وقت‭ ‬الامتحان‭ ‬النهائي‭ ‬بالمعهد‭. ‬فطلبت‭ ‬منهم‭ ‬تأجيل‭ ‬الموعد‭ ‬يوما‭ ‬لأنني‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬أحضر‭ ‬الامتحان‭ ‬سأخسر‭ ‬حتى‭ ‬تكلفة‭ ‬الدورة‭ ‬التي‭ ‬درستها،‭ ‬ولكنهم‭ ‬رفضوا،‭ ‬وعندما‭ ‬أخبرتهم‭ ‬أنني‭ ‬لا‭ ‬أستطيع‭ ‬الحضور‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬أخبروني‭ ‬أنهم‭ ‬سيغلقون‭ ‬الملف،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬حصل‭!.‬
وبعد‭ ‬مراجعات‭ ‬مطولة‭ ‬وتظلم‭ ‬تم‭ ‬فتحه،‭ ‬ولكن‭ ‬لم‭ ‬تمض‭ ‬مدة‭ ‬إلا‭ ‬وأغلق‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬تماما‭ ‬بحجة‭ ‬أنني‭ ‬لم‭ ‬أرد‭ ‬على‭ ‬اتصالهم‭. ‬فاتصلت‭ ‬بهم‭ ‬وأخبرتهم‭ ‬أنني‭ ‬لم‭ ‬اأتلق‭ ‬أي‭ ‬اتصال،‭ ‬فقالوا‭ ‬انتهى‭ ‬الأمر‭ ‬وأغلق‭ ‬الملف‭. ‬حاولت‭ ‬تقديم‭ ‬تظلم‭ ‬وشكاوى‭ ‬ولكن‭ ‬لم‭ ‬يجد‭ ‬الأمر‮»‬‭. ‬
وتتواصل‭ ‬الحكايات،‭ ‬وهذه‭ ‬المرة‭ ‬يرويها‭ ‬مواطن‭ ‬يتابع‭ ‬ملف‭ ‬زوجته‭ ‬الباحثة‭ ‬عن‭ ‬عمل،‭ ‬يقول‭: ‬‮«‬يوم‭ ‬الجمعة‭ ‬صباحا‭ ‬تلقت‭ ‬زوجتي‭ ‬اتصالا‭ ‬من‭ ‬رقم‭ ‬غير‭ ‬مسجل،‭ ‬فعاودت‭ ‬الاتصال‭ ‬مباشرة‭ ‬وردت‭ ‬عليها‭ ‬موظفة،‭ ‬وأخبرتها‭ ‬أنها‭ ‬تلقت‭ ‬مكالمة‭ ‬فائتة‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الرقم‭ ‬قبل‭ ‬دقائق‭. ‬فسجلت‭ ‬الموظفة‭ ‬اسمها‭ ‬ورقم‭ ‬هاتفها‭ ‬وانتهت‭ ‬المكالمة‭. ‬ولكن‭ ‬كانت‭ ‬الصدمة‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬إغلاق‭ ‬ملفها‭ ‬في‭ ‬بدل‭ ‬التعطل‭ ‬بحجة‭ ‬عدم‭ ‬الرد‭ ‬على‭ ‬المكالمات‭!‬‮»‬‭. ‬
ويعلق‭ ‬الموطن‭: ‬‮«‬ألا‭ ‬يوجد‭ ‬احترام‭ ‬ليوم‭ ‬الإجازة؟‭ ‬لماذا‭ ‬يتعمدون‭ ‬الاتصال‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬الجمعة‭ ‬وتحديدا‭ ‬في‭ ‬الصباح؟‭ ‬وهل‭ ‬يعقل‭ ‬أن‭ ‬نلتزم‭ ‬بالحضور‭ ‬والتسجيل‭ ‬أسبوعيا،‭ ‬وبمجرد‭ ‬أن‭ ‬يفوتنا‭ ‬اتصال‭ ‬أشبه‭ ‬بمصيدة‭ ‬مدبرة‭ ‬يتم‭ ‬إيقاف‭ ‬الملف؟‮»‬‭. ‬
وعلى‭ ‬الوتيرة‭ ‬نفسها‭ ‬تقول‭ ‬أم‭ ‬جاسم‭: ‬‮«‬التزمت‭ ‬بالتسجيل‭ ‬والبحث‭ ‬عن‭ ‬عمل‭ ‬مدة‭ ‬عام‭ ‬كامل،‭ ‬ولم‭ ‬أتخلف‭ ‬عن‭ ‬الموعد‭ ‬الأسبوعي‭ ‬يوما‭. ‬وفي‭ ‬مرة‭ ‬واحدة‭ ‬كانت‭ ‬لدينا‭ ‬حالة‭ ‬وفاة‭ ‬وانشغلت‭ ‬في‭ ‬العزاء‭ ‬وفاتني‭ ‬التسجيل‭. ‬فتوقف‭ ‬بدل‭ ‬التعطل‭ ‬مباشرة،‭ ‬وتطلب‭ ‬الأمر‭ ‬انتظار‭ ‬شهرين‭ ‬كاملين‭ ‬حتى‭ ‬تم‭ ‬فتح‭ ‬الملف‭ ‬والبدء‭ ‬من‭ ‬جديد‮»‬‭.‬
وتتواصل‭ ‬القصص‭ ‬التي‭ ‬يرويها‭ ‬العاطلون،‭ ‬ومن‭ ‬ذلك‭ ‬شكوى‭ ‬المواطنة‭ (‬ش‭. ‬م‭) ‬التي‭ ‬لخصتها‭ ‬بقولها‭: ‬‮«‬خلال‭ ‬تسعة‭ ‬أشهر‭ ‬تم‭ ‬إيقاف‭ ‬بدل‭ ‬التعطل‭ ‬مرتين،‭ ‬وعندما‭ ‬أتابع‭ ‬وأثبت‭ ‬لهم‭ ‬أنني‭ ‬لم‭ ‬أرفض‭ ‬أي‭ ‬عرض‭ ‬يتم‭ ‬إعادة‭ ‬بدل‭ ‬التعطل‭ ‬ولكن‭ ‬ليس‭ ‬بأثر‭ ‬رجعي‭ ‬عن‭ ‬الأشهر‭ ‬التي‭ ‬توقف‭ ‬فيها‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الخطأ‭ ‬ليس‭ ‬مني‭. ‬ولكن‭ ‬المشكلة‭ ‬أن‭ ‬بدل‭ ‬التعطل‭ ‬توقف‭ ‬قبل‭ ‬شهرين،‭ ‬وعندما‭ ‬راجعتهم‭ ‬أخبروني‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬إجراء‭ ‬روتيني‭ ‬وأنه‭ ‬يجب‭ ‬تجديد‭ ‬الطلب‭ ‬كل‭ ‬تسعة‭ ‬أشهر،‭ ‬ويستغرق‭ ‬الإجراء‭ ‬ثلاثة‭ ‬أشهر‭ ‬كاملة‭ ‬يتوقف‭ ‬خلالها‭ ‬بدل‭ ‬التعطل‭ ‬وبعدها‭ ‬يتم‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرار‭ ‬بإعادته‭ ‬من‭ ‬عدمه‭!. ‬وتتساءل‭ ‬المواطنة‭: ‬لا‭ ‬أعلم‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬الإجراء‭ ‬قانونيا‭ ‬فعلا‭ ‬أو‭ ‬لا،‭ ‬ولكنه‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬التعسف‭ ‬غير‭ ‬المبرر‮»‬‭.‬
ارفضي‭ ‬الوظيفة‭!‬
من‭ ‬القصص‭ ‬الغريبة‭ ‬التي‭ ‬وقعت‭ ‬لمواطنة‭ ‬باحثة‭ ‬عن‭ ‬عمل‭ ‬تحمل‭ ‬شهادة‭ ‬الماجستير‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬أوروبية‭ ‬عريقة‭. ‬قدمت‭ ‬في‭ ‬برنامج‭ ‬الباحثين‭ ‬عن‭ ‬عمل‭. ‬
ترشحت‭ ‬لوظيفة‭ ‬شاغرة‭ ‬في‭ ‬معرض‭ ‬الوظائف‭ ‬بموقع‭ ‬الوزارة،‭ ‬وتم‭ ‬الاتصال‭ ‬بها‭ ‬للمقابلة،‭ ‬وفعلا‭ ‬أنهت‭ ‬المقابلة‭ ‬ووعدوها‭ ‬بالاتصال‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬اختيارها‭. ‬ولم‭ ‬يتم‭ ‬الاتصال‭ ‬الموعود‭. ‬ولكن‭ ‬بعد‭ ‬شهرين‭ ‬تقريبا‭ ‬تلقت‭ ‬اتصالا‭ ‬من‭ ‬مسؤول‭ ‬الموارد‭ ‬البشرية‭ ‬الذي‭ ‬قابلها‭ ‬وسألها‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬كانت‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تبحث‭ ‬عن‭ ‬عمل‭. ‬فأجابته‭ ‬بأنها‭ ‬كذلك‭. ‬وعندها‭ ‬أخبرها‭ ‬المتصل‭ ‬أن‭ ‬مديرة‭ ‬الشركة‭ ‬ترغب‭ ‬في‭ ‬مقابلتها‭ ‬وأنه‭ ‬سيحدد‭ ‬لها‭ ‬موعد‭ ‬خلال‭ ‬يومين‭. ‬ثم‭ ‬اتصل‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬الثاني‭ ‬وقال‭ ‬لها‭: ‬أريد‭ ‬مصلحتك،‭ ‬حاولي‭ ‬ألا‭ ‬تحصلي‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الوظيفة‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬شعرت‭ ‬أنهم‭ ‬سيقبلونك‭!‬،‭ ‬ابحثي‭ ‬عن‭ ‬مكان‭ ‬آخر‭ ‬يكون‭ ‬أفضل‭ ‬لك‭!. ‬
تقول‭ ‬المواطنة‭: ‬‮«‬لا‭ ‬أعلم‭ ‬سر‭ ‬هذه‭ ‬النصيحة؟‭ ‬هل‭ ‬كانت‭ ‬لوجه‭ ‬الله‭ ‬فعلا؟،‭ ‬هل‭ ‬كان‭ ‬يسعى‭ ‬إلى‭ ‬توظيف‭ ‬أحد‭ ‬معارفه‭ ‬وشعر‭ ‬أنني‭ ‬ربما‭ ‬أنافسه‭ ‬في‭ ‬الوظيفة؟‭ ‬
الغريب‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬الاتصال‭ ‬بي‭ ‬بعدها‭ ‬ولا‭ ‬أعلم‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬سجل‭ ‬أنني‭ ‬رفضت‭ ‬الوظيفة‭ ‬أساسا‭!‬‮»‬‭. ‬
وتتابع‭ ‬المواطنة‭: ‬‮«‬كنت‭ ‬أسجل‭ ‬في‭ ‬الشواغر‭ ‬بشكل‭ ‬مستمر،‭ ‬ثم‭ ‬تلقيت‭ ‬عرضا‭ ‬وذهبت‭ ‬للمقابلة،‭ ‬وصدمت‭ ‬أن‭ ‬الوظيفة‭ ‬هي‭ ‬مندوب‭ ‬مبيعات‭ ‬وترويج‭ ‬لمنتجات‭ ‬غذائية‭!. ‬وبالطبع‭ ‬رفضت‭ ‬ليس‭ ‬لأن‭ ‬الوظيفة‭ ‬لا‭ ‬تتناسب‭ ‬وشهاداتي‭ ‬كأخصائية‭ ‬تغذية،‭ ‬وإنما‭ ‬لأن‭ ‬ميثاق‭ ‬الشرف‭ ‬الذي‭ ‬أقسمت‭ ‬عليه‭ ‬عند‭ ‬التخرج‭ ‬ينص‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬استغلال‭ ‬المهنة‭ ‬في‭ ‬الترويج‭ ‬لمنتجات‭ ‬تجارية‭ ‬بحجة‭ ‬أنها‭ ‬منتجات‭ ‬صحية‭. ‬وتم‭ ‬تسجيلي‭ ‬أنني‭ ‬رفضت‭ ‬عرضا‭. ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬خلق‭ ‬عندي‭ ‬تحديا‭ ‬مع‭ ‬الذات‭ ‬وبدأت‭ ‬بالبحث‭ ‬عن‭ ‬عمل‭ ‬بجهودي‭ ‬الخاصة‭ ‬وحصلت‭ ‬بالفعل‭ ‬على‭ ‬فرصة‭ ‬عمل‭ ‬بتخصصي‭ ‬في‭ ‬عيادة‭ ‬معروفة‮»‬‭. ‬
‮«‬خريج‭ ‬جامعي‭ ‬من‭ ‬كلية‭ ‬التربية،‭ ‬عرضوا‭ ‬علي‭ ‬عملا‭ ‬كموظف‭ ‬استقبال‭ ‬في‭ ‬مكتب‭ ‬كله‭ ‬آسيويين،‭ ‬ثم‭ ‬موظف‭ ‬رد‭ ‬على‭ ‬الاتصالات‭ ‬في‭ ‬مكتب‮»‬‭. ‬بهذه‭ ‬الكلمات‭ ‬اشتكى‭ ‬المواطن‭ (‬و‭ ‬ع‭) ‬وضعه،‭ ‬ويفصل‭ ‬ذلك‭ ‬بقوله‭: ‬‮«‬سجلت‭ ‬في‭ ‬برنامج‭ ‬الباحثين‭ ‬عن‭ ‬عمل‭ ‬في‭ ‬يناير‭ ‬الماضي‭. ‬وللأمانة‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬إيقافه‭ ‬حتى‭ ‬الآن،‭ ‬ولكن‭ ‬المشكلة‭ ‬أن‭ ‬الوظائف‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬عرضها‭ ‬علي‭ ‬لا‭ ‬تتناسب‭ ‬تماما‭ ‬مع‭ ‬تخصصي‭ ‬كمدرس‭. ‬فهل‭ ‬يعقل‭ ‬أن‭ ‬أحمل‭ ‬شهادة‭ ‬جامعية‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬أحصل‭ ‬عليه‭ ‬هو‭ ‬موظف‭ ‬استقبال‭ ‬في‭ ‬مكتب‭ ‬صغير؟‭ ‬والغريب‭ ‬أن‭ ‬صاحب‭ ‬المكتب‭ ‬أخبرني‭ ‬أنه‭ ‬سيسجل‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يرغب‭ ‬في‭ ‬توظيفي‭. ‬ولكن‭ ‬فوجئت‭ ‬بأنه‭ ‬تم‭ ‬تسجيل‭ ‬أنني‭ ‬رفضت‭ ‬العمل‭.‬
نموذج‭ ‬آخر‭ ‬تسوقه‭ ‬أم‭ ‬جاسم‭ ‬التي‭ ‬تمتلك‭ ‬خبرة‭ ‬في‭ ‬الحضانة‭ ‬ورياض‭ ‬الأطفال،‭ ‬تؤكد‭ ‬أنها‭ ‬تتابع‭ ‬الفرص‭ ‬في‭ ‬معرض‭ ‬التوظيف‭ ‬بشكل‭ ‬مستمر،‭ ‬وتصدم‭ ‬من‭ ‬الوظائف‭ ‬المعروضة‭ ‬مثل‭ ‬أخصائي‭ ‬دعم‭ ‬فني،‭ ‬مدير‭ ‬تسويق،‭ ‬فني‭ ‬كهربائيات،‭ ‬مصمم‭ ‬ديكور‭ ‬داخلي،‭ ‬مساح‭ ‬كميات،‭ ‬سائق‭ ‬رافعة‭ ‬وغيرها‭. ‬ثم‭ ‬يتم‭ ‬إيقاف‭ ‬بدل‭ ‬التعطل‭ ‬بحجة‭ ‬أنها‭ ‬لا‭ ‬تقدم‭ ‬على‭ ‬وظائف‭ ‬كافية‭.‬
نكتفي‭ ‬بقصة‭ ‬أخيرة‭ ‬تحكيها‭ ‬لنا‭ (‬ف‭ ‬ع‭) ‬التي‭ ‬تحمل‭ ‬شهادة‭ ‬تخصصية‭ ‬في‭ (‬المختبرات‭ ‬الطبية‭). ‬تقول‭ ‬المواطنة‭: ‬‮«‬سجلت‭ ‬في‭ ‬برنامج‭ ‬الباحثين‭ ‬عن‭ ‬عمل‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬يوليو‭ ‬2021‭. ‬ورشحت‭ ‬نفسي‭ ‬لعدة‭ ‬وظائف‭ ‬ضمن‭ ‬تخصصي‭ ‬وخضعت‭ ‬لعدة‭ ‬مقابلات‭ ‬ولكن‭ ‬كان‭ ‬الرفض‭ ‬من‭ ‬جانبهم‭. ‬وفي‭ ‬مرة‭ ‬واحدة‭ ‬عرضوا‭ ‬علي‭ ‬وظيفة‭ (‬مسوّق‭) ‬فرفضت‭ ‬الوظيفة،‭ ‬وعندها‭ ‬أغلقوا‭ ‬الملف‭ ‬وأوقفوا‭ ‬بدل‭ ‬التعطل‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أنها‭ ‬المرة‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬أرفض‭ ‬فيها‭!.‬
وقبلها‭ ‬أغلقوا‭ ‬الملف‭ ‬لسبب‭ ‬آخر،‭ ‬وهو‭ ‬أنني‭ ‬تلقيت‭ ‬اتصالا‭ ‬وقت‭ ‬الصلاة،‭ ‬وبمجرد‭ ‬انتهائي‭ ‬من‭ ‬الفريضة‭ ‬اتصلت‭ ‬بالرقم‭ ‬ورد‭ ‬علي‭ ‬الجهاز‭ ‬الآلي،‭ ‬وعرفت‭ ‬أنها‭ ‬بشأن‭ ‬فرصة‭ ‬عمل‭ ‬في‭ ‬مستشفى،‭ ‬فبقيت‭ ‬اتصل‭ ‬طوال‭ ‬اليوم‭ ‬ولم‭ ‬أتلق‭ ‬جوابا‭. ‬وفي‭ ‬اليوم‭ ‬الثاني‭ ‬ردت‭ ‬علي‭ ‬موظفة‭ ‬الموارد‭ ‬البشرية‭ ‬فأخبرتها‭ ‬بالأمر،‭ ‬فقالت‭ ‬نعم‭ ‬اتصلت‭ ‬بالأمس‭ ‬ولو‭ ‬كنت‭ ‬جادة‭ ‬لرددت‭ ‬من‭ ‬أول‭ ‬مرة‭. ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬عمل‭ ‬شيء‭ ‬الآن‭!.‬
وفعلا‭ ‬تم‭ ‬إغلاق‭ ‬الملف‭ ‬وإيقاف‭ ‬بدل‭ ‬التعطل‭. ‬فرفعت‭ ‬تظلما‭ ‬للوزارة‭ ‬وبقي‭ ‬الأمر‭ ‬أسابيع‭. ‬ثم‭ ‬اتصلت‭ ‬بالموظفة‭ ‬بالمستشفى‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬وأخبرتها‭ ‬أنها‭ ‬كانت‭ ‬سببا‭ ‬في‭ ‬إغلاق‭ ‬ملفي‭ ‬وشرحت‭ ‬لها‭ ‬الوضع‭. ‬وبعد‭ ‬فترة‭ ‬تم‭ ‬فتح‭ ‬الملف‭. ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يعاد‭ ‬إغلاقه‭ ‬للسبب‭ ‬الذي‭ ‬ذكرته‮»‬‭.‬
غير‭ ‬جادين‭!‬
استعرضنا‭ ‬في‭ ‬الأسطر‭ ‬الماضية‭ ‬شكاوى‭ ‬بعض‭ ‬العاطلين‭ ‬مما‭ ‬يعتبرونه‭ ‬تصيدا‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬وزارة‭ ‬العمل‭ ‬بهدف‭ ‬إيقاف‭ ‬بدل‭ ‬التعطل‭. ‬وهنا‭ ‬ننتقل‭ ‬إلى‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬المؤسسات‭ ‬ومسؤولي‭ ‬الموارد‭ ‬البشرية‭ ‬والتوظيف‭ ‬في‭ ‬المؤسسات‭ ‬التي‭ ‬تطلب‭ ‬مرشحين‭ ‬للعمل،‭ ‬والذين‭ ‬يتعاملون‭ ‬مباشرة‭ ‬مع‭ ‬الوزارة‭ ‬ومع‭ ‬الباحثين‭ ‬عن‭ ‬عمل‭. ‬وما‭ ‬نبحث‭ ‬عنه‭ ‬هو‭ ‬مدى‭ ‬جدية‭ ‬المشرحين‭ ‬الباحثين‭ ‬عن‭ ‬عمل‭ ‬في‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬فرصة‭ ‬حقيقية؟،‭ ‬
بداية‭ ‬رحلتنا‭ ‬كانت‭ ‬مع‭ ‬مسؤول‭ ‬موارد‭ ‬بشرية‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬المؤسسات‭ ‬الصحية‭ ‬والذي‭ ‬فضل‭ ‬عدم‭ ‬ذكر‭ ‬اسمه‭ ‬أو‭ ‬اسم‭ ‬المؤسسة‭ ‬تلافيا‭ ‬لأي‭ ‬إحراج‭ (‬جميع‭ ‬البيانات‭ ‬لدى‭ ‬المحررين‭).‬
يقول‭ ‬محدثنا‭: ‬‮«‬عمدنا‭ ‬في‭ ‬المؤسسة‭ ‬إلى‭ ‬رفع‭ ‬نسبة‭ ‬البحرنة‭ ‬من‭ ‬15‭% ‬إلى‭ ‬60‭%. ‬وطلبنا‭ ‬عددا‭ ‬كبيرا‭ ‬من‭ ‬المرشحين‭ ‬للعمل‭. ‬ولكن‭ ‬المشكلة‭ ‬التي‭ ‬صادفتنا‭ ‬أن‭ ‬العاطلين‭ ‬الذين‭ ‬ترشحهم‭ ‬الوزارة،‭ ‬نجد‭ ‬أن‭ ‬19‭ ‬مرشحا‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬20‭ ‬لا‭ ‬يريدون‭ ‬العمل،‭ ‬ويأتون‭ ‬للمقابلة‭ ‬كي‭ ‬يتم‭ ‬رفضهم‭. ‬بل‭ ‬البعض‭ ‬يطلب‭ ‬منا‭ ‬صراحة‭ ‬أن‭ ‬نرفضه‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يقف‭ ‬عليه‭ ‬بدل‭ ‬التعطل‭! ‬وعندما‭ ‬نسألهم‭ ‬لماذا‭ ‬رشحت‭ ‬نفسك‭ ‬لهذه‭ ‬الوظيفة؟‭ ‬يكون‭ ‬الجواب‭ ‬أن‭ ‬نظام‭ ‬الوزارة‭ ‬يجبر‭ ‬على‭ ‬الترشح‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬وظيفة‭ ‬وإلا‭ ‬يقف‭ ‬بدل‭ ‬التعطل‭ ‬عنهم‭. ‬لذلك‭ ‬نجد‭ ‬الكثير‭ ‬منهم‭ ‬يترشحون‭ ‬في‭ ‬تخصصات‭ ‬ليست‭ ‬من‭ ‬اختصاصهم،‭ ‬والبعض‭ ‬يؤكد‭ ‬أنه‭ ‬يريد‭ ‬العمل‭ ‬ولكنه‭ ‬اضطر‭ ‬إلى‭ ‬الترشح‭ ‬في‭ ‬وظائف‭ ‬لا‭ ‬تناسب‭ ‬مؤهلاته‭ ‬وخبرته‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يتم‭ ‬إغلاق‭ ‬ملفه‭. ‬والإشكالية‭ ‬أن‭ ‬الكثير‭ ‬منهم‭ ‬ليس‭ ‬لديه‭ ‬المرونة‭ ‬الكافية‭ ‬للعمل‭ ‬في‭ ‬وظيفة‭ ‬أخرى‭ ‬تختلف‭ ‬عن‭ ‬تخصصه‭ ‬أو‭ ‬خبراته‭ ‬السابقة‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬كنا‭ ‬على‭ ‬استعداد‭ ‬لتدريبه‭. ‬
ويضيف‭ ‬مسؤول‭ ‬الموارد‭ ‬البشرية‭: ‬أمام‭ ‬ذلك،‭ ‬نضطر‭ ‬إلى‭ ‬فتح‭ ‬الشواغر‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬ونقابل‭ ‬عشرين‭ ‬آخرين،‭ ‬ثم‭ ‬نفتحها‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬وهكذا‭. ‬ولكم‭ ‬أن‭ ‬تتصوروا‭ ‬حجم‭ ‬الجهد‭ ‬والوقت‭ ‬الذي‭ ‬يحتاجه‭ ‬توظيف‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المرشحين‭. ‬
وهذا‭ ‬الوضع‭ ‬يقود‭ ‬إلى‭ ‬مشكلة‭ ‬أخرى‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬الجادين‭ ‬الذين‭ ‬يبحثون‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬فرص‭ ‬وظيفية‭ ‬متاحة‭ ‬أساسا،‭ ‬يتعذر‭ ‬عليهم‭ ‬الترشح‭ ‬بسب‭ ‬اكتمال‭ ‬العدد‭ ‬المطلوب‭ ‬للمرشحين،‭ ‬وكما‭ ‬ذكرت‭ ‬يكون‭ ‬أغلب‭ ‬المرشحين‭ ‬غير‭ ‬جادين‭. ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يضيع‭ ‬الفرصة‭ ‬أمام‭ ‬من‭ ‬يرغب‭ ‬في‭ ‬العمل‭. ‬فلا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬ننكر‭ ‬أننا‭ ‬نقابل‭ ‬شبابا‭ ‬وفتيات‭ ‬جادين‭ ‬تماما‭ ‬ويرغبون‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬مهاراتهم‭ ‬والعمل‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مجال‭.‬
وأحيانا‭ ‬عندما‭ ‬نجد‭ ‬شخصا‭ ‬مناسبا‭ ‬وجادا‭ ‬وليس‭ ‬من‭ ‬ضمن‭ ‬الترشيحات،‭ ‬نضطر‭ ‬إلى‭ ‬فتح‭ ‬الشاغر‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬ونضطر‭ ‬وفقا‭ ‬للقانون‭ ‬إلى‭ ‬إعادة‭ ‬مقابلة‭ ‬20‭ ‬شخصا‭ ‬آخرين‭ ‬حتى‭ ‬نختار‭ ‬الشخص‭ ‬المناسب‭!. ‬
وبصراحة‭ ‬أصبحت‭ ‬الشركات‭ ‬تعرف‭ ‬الموضوع‭ ‬وتتعامل‭ ‬مع‭ ‬الأمر‭ ‬من‭ ‬منطلق‭ ‬أن‭ ‬75‭%‬‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬من‭ ‬المرشحين‭ ‬غير‭ ‬جادين،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬عدم‭ ‬إضاعة‭ ‬الوقت‭ ‬في‭ ‬إجراء‭ ‬المقابلات،‭ ‬ويكتفون‭ ‬بتسجيل‭ ‬أن‭ ‬المرشح‭ ‬غير‭ ‬مناسب‮»‬‭.‬
‮«‬الاستهبال‮»‬‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الرفض
انتقلنا‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬إلى‭ ‬مسؤول‭ ‬الموارد‭ ‬البشرية‭ ‬في‭ ‬شركة‭ ‬تجارية‭ (‬ل‭.‬د‭) ‬تتعامل‭ ‬بشكل‭ ‬مستمر‭ ‬مع‭ ‬المرشحين‭ ‬للوظائف‭ ‬الشاغرة‭. ‬فهل‭ ‬يختلف‭ ‬رأيه‭ ‬عن‭ ‬الرأي‭ ‬السابق؟
يقول‭ ‬محدثنا‭: ‬‮«‬باختصار،‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬80‭% ‬ممن‭ ‬نقابلهم‭ ‬يحضرون‭ ‬لإقامة‭ ‬الحجة‭ ‬فحسب‭ ‬وليس‭ ‬للمقابلة‭ ‬والتوظف‭. ‬والبعض‭ (‬يستهبل‭) ‬حتى‭ ‬نرفضه‭ ‬ويستمر‭ ‬صرف‭ ‬بدل‭ ‬التعطل‭. ‬وفي‭ ‬الواقع‭ ‬لا‭ ‬يتحملون‭ ‬اللوم‭ ‬وحدهم،‭ ‬فنظام‭ ‬الوزارة‭ ‬يجبرهم‭ ‬على‭ ‬الترشح‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬وظيفة‭. ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يعتبر‭ ‬إضاعة‭ ‬للوقت‭ ‬والجهد‭ ‬سواء‭ ‬للوزارة‭ ‬أو‭ ‬الشركات‭ ‬أو‭ ‬المرشحين‭. ‬لذلك‭ ‬يفترض‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬مرونة‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الوزارة‭ ‬بحيث‭ ‬لا‭ ‬يتم‭ ‬إجبار‭ ‬الشخص‭ ‬على‭ ‬الشاغر‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬يرغب‭ ‬فيه‭ ‬ولا‭ ‬يتم‭ ‬تهديده‭ ‬بإغلاق‭ ‬الملف‭. ‬فأحيانا‭ ‬نطلب‭ ‬محاسبا‭ ‬أو‭ ‬مصورا‭ ‬أو‭ ‬فني‭ ‬مونتاج‭. ‬ونفاجأ‭ ‬بأنه‭ ‬لا‭ ‬أحد‭ ‬من‭ ‬المرشحين‭ ‬الذين‭ ‬أتوا‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الوزارة‭ ‬يمتلك‭ ‬أدنى‭ ‬خبرة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المجالات‭. ‬بل‭ ‬يؤكد‭ ‬البعض‭ ‬أنهم‭ ‬سجلوا‭ ‬في‭ ‬الاستمارة‭ ‬وأن‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬لا‭ ‬يناسبهم‭. ‬إلى‭ ‬درجة‭ ‬أننا‭ ‬طلبنا‭ ‬مصورا،‭ ‬وأحد‭ ‬المرشحين‭ ‬أكد‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يصور‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬أبدا،‭ ‬ولكنه‭ ‬فوجئ‭ ‬بالاتصال‭ ‬به‭ ‬وترشيحه‭ ‬للوظيفة‭!.‬
وفي‭ ‬إحدى‭ ‬المرات‭ ‬طلبنا‭ ‬مرشحة‭ ‬لوظيفة‭ ‬بائعة‭ ‬بمجمع‭ ‬تجاري،‭ ‬وفوجئنا‭ ‬بسيدة‭ ‬ترتدي‭ ‬عباءة‭ ‬رأس‭ ‬ومعها‭ ‬ثلاثة‭ ‬أطفال‭ ‬وتقول‭ ‬إنها‭ ‬حامل‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يبدو‭ ‬عليها‭ ‬الحمل،‭ ‬وحضرت‭ ‬للمقابلة‭ ‬وتعذرت‭ ‬بأنها‭ ‬لا‭ ‬تملك‭ ‬من‭ ‬يرعى‭ ‬أطفالها‭ ‬وقت‭ ‬المقابلة،‭ ‬فكيف‭ ‬ستعمل‭ ‬مستقبلا؟
وكثير‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬يأتون‭ ‬للمقابلة‭ ‬بملابس‭ ‬غير‭ ‬مناسبة‭ ‬تماما‭ ‬وغير‭ ‬متهيئين‭ ‬لأي‭ ‬سؤال‭. ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬كثيرا‭ ‬من‭ ‬الترشيحات‭ ‬التي‭ ‬تردنا‭ ‬يتجاوز‭ ‬العمر‭ ‬فيها‭ ‬50‭ ‬عاما‭!. ‬
والإشكالية‭ ‬هنا‭ ‬أننا‭ ‬عندما‭ ‬نرفض‭ ‬مرشحا،‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬نذكر‭ ‬سبب‭ ‬الرفض‭. ‬وهنا‭ ‬نجد‭ ‬أننا‭ ‬مقيدون‭ ‬بتسعة‭ ‬أسباب‭ ‬للرفض‭ ‬حددتها‭ ‬الوزارة‭ ‬مسبقا‭ ‬وأغلبها‭ ‬تقود‭ ‬إلى‭ ‬إغلاق‭ ‬الملف‭ ‬مثل‭ (‬لم‭ ‬يرد‭ ‬على‭ ‬الاتصال‭)‬،‭ (‬لم‭ ‬يحضر‭ ‬المقابلة‭)‬،‭ ‬عدا‭ ‬خيار‭ ‬واحد‭ ‬هو‭ (‬لا‭ ‬يمتلك‭ ‬الخبرة‭). ‬وبنفس‭ ‬الوقت‭ ‬يطلبون‭ ‬منا‭ ‬أن‭ ‬ننوع‭ ‬ونغير‭ ‬في‭ ‬اختيار‭ ‬أسباب‭ ‬الرفض‭ ‬حتى‭ ‬يستمر‭ ‬برنامج‭ ‬دعم‭ ‬الموظفين‭ ‬لنا‭. ‬وبالتالي‭ ‬نشعر‭ ‬وكأن‭ ‬الهدف‭ ‬هو‭ ‬تقليص‭ ‬الأعداد‭ ‬وإغلاق‭ ‬أكبر‭ ‬قدر‭ ‬من‭ ‬الملفات‭!.‬
نعم‭ ‬هناك‭ ‬نماذج‭ ‬مشرفة‭ ‬فعلا‭ ‬وتبحث‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬وتكافح‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬ذلك‭. ‬ولكن‭ ‬يبقى‭ ‬عددهم‭ ‬أقل،‭ ‬وتبقى‭ ‬هناك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الثغرات‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تلتفت‭ ‬إليها‭ ‬الوزارة‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يضطر‭ ‬الشباب‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬التلاعب‮»‬‭.‬
ويتابع‭ ‬المسؤول‭ ‬في‭ ‬الشركة‭: ‬‮«‬الوزارة‭ ‬متعاونة،‭ ‬ولكن‭ ‬المشكلة‭ ‬في‭ ‬تفاصيل‭ ‬الترشيحات‭ ‬والآلية‭. ‬ولعل‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬السبب‭ ‬في‭ ‬اقتناعنا‭ ‬بأن‭ ‬الكفاءات‭ ‬الجيدة‭ ‬لا‭ ‬نحصل‭ ‬عليها‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬قوائم‭ ‬الوزارة‭ ‬وإنما‭ ‬بالجهود‭ ‬الخاصة‭. ‬بل‭ ‬إن‭ ‬الشخص‭ ‬الكفوء‭ ‬لا‭ ‬يضيع‭ ‬وقته‭ ‬في‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬عمل‭ ‬بهذه‭ ‬الطرق‭ ‬وإنما‭ ‬يركز‭ ‬على‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬ويحصل‭ ‬على‭ ‬الفرص‭ ‬لأنها‭ ‬موجودة‭ ‬فعلا‭.‬
وعندما‭ ‬نجد‭ ‬شخصا‭ ‬جادا‭ ‬ومؤهلا،‭ ‬نطلب‭ ‬منه‭ ‬التسجيل‭ ‬في‭ ‬البرنامج‭ ‬حتى‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نقبله‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الوزارة‭. ‬والمشكلة‭ ‬أنهم‭ ‬لا‭ ‬يقبلون‭ ‬بهذا‭ ‬الإجراء‭ ‬لو‭ ‬علموا،‭ ‬وبنفس‭ ‬الوقت‭ ‬لا‭ ‬يريدون‭ ‬سماع‭ ‬الحقيقة‭ ‬منا‭. ‬بل‭ ‬إنه‭ ‬حتى‭ ‬المسؤول‭ ‬الذي‭ ‬نتعامل‭ ‬معه‭ ‬في‭ ‬الوزارة‭ ‬يتعامل‭ ‬مع‭ ‬أصحاب‭ ‬الشركات‭ ‬بتعالٍ،‭ ‬فكيف‭ ‬سيكون‭ ‬تعامله‭ ‬مع‭ ‬المرشحين؟‮»‬‭. ‬
جيل‭.. ‬تعلم‭ ‬الكسل‭!‬
نواصل‭ ‬رحلتنا‭ ‬بين‭ ‬الشركات‭ ‬التي‭ ‬تستقبل‭ ‬مرشحي‭ ‬الشواغر‭ ‬الوظيفي‭. ‬ونقف‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬عند‭ ‬شركة‭ ‬ومصنع‭ ‬معروف‭ ‬يضم‭ ‬عددا‭ ‬كبيرا‭ ‬من‭ ‬الأقسام‭ ‬والوظائف‭. ‬
شرحنا‭ ‬لمسؤول‭ ‬إدارة‭ ‬الموارد‭ ‬البشرية‭ ‬موضوعنا‭ ‬وسألناه‭ ‬عن‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كانوا‭ ‬يواجهون‭ ‬أية‭ ‬إشكاليات‭ ‬مع‭ ‬الباحثين‭ ‬عن‭ ‬عمل‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الوزارة‭. ‬
وفي‭ ‬الحقيقة‭ ‬كان‭ ‬رده‭ ‬مباشرا‭ ‬وصادما،‭ ‬حيث‭ ‬قال‭: ‬‮«‬بدل‭ ‬التعطل‭ ‬خلق‭ ‬لنا‭ ‬جيلا‭ ‬اعتماديا‭ ‬لا‭ ‬يريد‭ ‬العمل،‭ ‬كل‭ ‬همه‭ ‬هو‭ ‬استمرار‭ ‬الملف‭ ‬مفتوحا‭ ‬والحصول‭ ‬على‭ ‬البدل‮»‬‭!. ‬
ويوضح‭ ‬ذلك‭ ‬بقوله‭: ‬‮«‬في‭ ‬السابق‭ ‬كانت‭ ‬وزارة‭ ‬العمل‭ ‬ترشح‭ ‬الأشخاص،‭ ‬وغالبا‭ ‬ما‭ ‬كانوا‭ ‬يضطرون‭ ‬إلى‭ ‬قبول‭ ‬الوظيفة‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يغلق‭ ‬الملف‭. ‬ولكن‭ ‬تحول‭ ‬الأمر‭ ‬إلى‭ ‬منصة‭ ‬إلكترونية‭ ‬تفرض‭ ‬على‭ ‬الشخص‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬الشواغر‭ ‬في‭ ‬معرض‭ ‬التوظيف‭. ‬وبعدها‭ ‬يتم‭ ‬التواصل‭ ‬معه‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الوزارة‭ ‬ثم‭ ‬ترسل‭ ‬السيرة‭ ‬الذاتية‭ ‬إلى‭ ‬الشركة‭ ‬التي‭ ‬فتحت‭ ‬الشواغر‭ ‬ليس‭ ‬كنوع‭ ‬من‭ ‬الترف‭ ‬وإنما‭ ‬لاحتياج‭ ‬حقيقي‭ ‬مع‭ ‬إعطاء‭ ‬البحرينية‭ ‬أولوية‭. ‬ولكن‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬هو‭ ‬أننا‭ ‬نفاجأ‭ ‬بإرسال‭ ‬أشخاص‭ ‬لسان‭ ‬حالهم‭ ‬يقول‭ (‬أتيت‭ ‬لأن‭ ‬الوزارة‭ ‬ستوقف‭ ‬بدل‭ ‬التعطل‭). ‬والبعض‭ ‬يسأل‭: ‬هل‭ ‬بالإمكان‭ ‬أن‭ ‬ترفضوني‭ ‬أنتم‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يغلقوا‭ ‬ملفي؟‭. ‬والبعض‭ ‬قد‭ ‬يعمل‭ ‬يومين‭ ‬أو‭ ‬أسبوع‭ ‬ثم‭ ‬يتوقف‭ ‬لأنه‭ ‬لم‭ ‬يعتد‭ ‬أساسا‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬والالتزام‭. ‬لذلك‭ ‬أعتقد‭ ‬أن‭ ‬الوزارة‭ ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬النوايا‭ ‬الطيبة‭ ‬والجهود‭ ‬الجبارة‭ ‬التي‭ ‬تبذلها،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬وبهذا‭ ‬الشكل‭ ‬ترتكب‭ ‬فيهم‭ ‬إثما‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬خلق‭ ‬جيل‭ ‬كسول‭ ‬لا‭ ‬يتحمل‭ ‬المسؤولية‭ ‬ويبحث‭ ‬عن‭ ‬الراحة‭ ‬والراتب‭ ‬العالي‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تخرج‭ ‬في‭ ‬الدراسة‭ ‬وحصل‭ ‬على‭ ‬بدل‭ ‬التعطل‭ ‬سنوات‭.‬
ومن‭ ‬خلال‭ ‬خبرتنا‭ ‬يمكن‭ ‬التأكيد‭ ‬أن‭ ‬الشخص‭ ‬الجاد‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬الغالب‭ ‬من‭ ‬فصل‭ ‬من‭ ‬عمله‭ ‬السابق‭. ‬ويمكنني‭ ‬التأكيد‭ ‬أن‭ ‬الجادين‭ ‬تقل‭ ‬نسبتهم‭ ‬عن‭ ‬10‭% ‬ممن‭ ‬نقابلهم‭. ‬وعندما‭ ‬نقابل‭ ‬20‭ ‬شخصا‭ ‬لا‭ ‬نجد‭ ‬بينهم‭ ‬سوى‭ ‬شخص‭ ‬أو‭ ‬شخصين‭ ‬جادين‭ ‬أو‭ ‬راغبين‭ ‬فعلا‭ ‬بالعمل‭. ‬وفي‭ ‬الواقع‭ ‬ليس‭ ‬لدينا‭ ‬الوقت‭ ‬لنجرب‭ ‬الحظ‭ ‬مع‭ ‬المرشحين‭ ‬ونستكشف‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬الشخص‭ ‬مناسبا‭ ‬أم‭ ‬لا‭. ‬فمن‭ ‬النماذج‭ ‬التي‭ ‬تصلنا‭ ‬أشخاص‭ ‬لم‭ ‬يعملوا‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الثماني‭ ‬الأخيرة‭ ‬سوى‭ ‬شهرين‭ ‬في‭ ‬وظيفتين،‭ ‬وباقي‭ ‬المدة‭ ‬كانوا‭ ‬في‭ ‬البيت‭ ‬ويحصلون‭ ‬على‭ ‬البدل‭ ‬والتعويضات‭. ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يعيق‭ ‬كل‭ ‬الجهود‭ ‬المبذولة‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬جهود‭ ‬البحرنة‭. ‬فنحن‭ ‬في‭ ‬الشركة‭ ‬مثلا‭ ‬استطعنا‭ ‬رفع‭ ‬نسبة‭ ‬البحرنة‭ ‬إلى‭ ‬95‭%‬،‭ ‬ولكن‭ ‬نعاني‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الحالات‭ ‬فعلا‭. ‬ودائما‭ ‬أتساءل‭: ‬ما‭ ‬مصير‭ ‬هذا‭ ‬الجيل؟‭ ‬إذا‭ ‬استمر‭ ‬هذا‭ ‬العزوف‭ ‬وهذا‭ ‬الكسل‭ ‬فسيسطر‭ ‬الأجانب‭ ‬على‭ ‬الوظائف‭ ‬المميزة‭ ‬ويبقى‭ ‬هؤلاء‭ ‬في‭ ‬الوظائف‭ ‬الدنيا‭ ‬ينقدون‭ ‬ويتذمرون‭. ‬في‭ ‬حين‭ ‬نرى‭ ‬موظفين‭ ‬أجانب‭ ‬يتغربون‭ ‬ويعملون‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المناصب‭ ‬والوظائف‭ ‬والفرص‭.‬
وبالمقابل،‭ ‬لا‭ ‬يتحمل‭ ‬الباحثون‭ ‬عن‭ ‬عمل‭ ‬اللوم‭ ‬كاملا،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬نظام‭ ‬الوزارة‭ ‬يشجعهم‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان‭. ‬فكيف‭ ‬ترشح‭ ‬بحرينية‭ ‬محجبة‭ ‬للعمل‭ ‬في‭ ‬فندق‭ ‬مثلا‭ ‬أو‭ ‬تغلق‭ ‬ملفها؟‮»‬‭.‬
مصمم‭ ‬جرافيك
في‭ ‬شركة‭ ‬إنتاج‭ ‬فني،‭ ‬التقينا‭ ‬مديرها‭ (‬ع‭.‬س‭) ‬الذي‭ ‬نقل‭ ‬لنا‭ ‬تجربته‭ ‬مع‭ ‬الوزارة‭ ‬ومع‭ ‬الباحثين‭ ‬عن‭ ‬عمل‭. ‬قال‭ ‬باختصار‭: ‬طلبت‭ (‬مصمم‭ ‬جرافيك‭) ‬متمرسا‭ ‬وملما‭ ‬بالبرامج‭ ‬المتخصصة‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬شهاداته،‭ ‬لأن‭ ‬المهارة‭ ‬أهم‭ ‬من‭ ‬الشهادة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬عملنا‭. ‬ولكنني‭ ‬فوجئت‭ ‬أن‭ ‬المرشحين‭ ‬الذي‭ ‬ترسلهم‭ ‬الوزارة‭ ‬بعيدون‭ ‬كل‭ ‬البعد‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬التخصص‭ ‬إلى‭ ‬درجة‭ ‬أنني‭ ‬قابلت‭ ‬شخصا‭ ‬قال‭ ‬إنه‭ ‬حارس‭ ‬أمن،‭ ‬وأخرى‭ ‬كانت‭ ‬مندوبة‭ ‬مبيعات‭ ‬ولم‭ ‬تعمل‭ ‬مسبقا‭ ‬على‭ ‬الكمبيوتر‭!.‬
وعندما‭ ‬تواصلت‭ ‬مع‭ ‬الوزارة‭ ‬أخبروني‭ ‬أن‭ ‬علي‭ ‬أن‭ ‬أحدد‭ ‬الاشتراطات‭ ‬بدرجة‭ ‬البكالوريوس‭. ‬ولا‭ ‬أعلم‭ ‬ما‭ ‬الفائدة‭ ‬من‭ ‬اشتراط‭ ‬الشهادة‭ ‬في‭ ‬وظيفة‭ ‬تتطلب‭ ‬مهارة‭ ‬ودورات‭ ‬خارجية‭. ‬وحتى‭ ‬الجامعيين‭ ‬الذين‭ ‬تم‭ ‬ترشيحهم،‭ ‬وجدت‭ ‬أن‭ ‬90‭% ‬لا‭ ‬يعلمون‭ ‬حتى‭ ‬على‭ ‬البرامج‭ ‬التي‭ ‬نستخدمها‭. ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬الشركات‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬غالبا‭ ‬ما‭ ‬تبحث‭ ‬عن‭ ‬الشخص‭ ‬المؤهل‭ ‬الجاهز‭ ‬للعمل‭. ‬
عموما‭ ‬بعد‭ ‬بحث‭ ‬طويل‭ ‬وعديد‭ ‬من‭ ‬المقابلات‭ ‬وظفت‭ ‬بحرينية‭ ‬لمست‭ ‬فيها‭ ‬الجدية‭ ‬وحب‭ ‬التعلم،‭ ‬وأقوم‭ ‬حاليا‭ ‬بتدريبها‭.‬
عبدالنبي سلمان: لا يجوز معاقبة الباحث عن عمل بخطيئة غيره!
ممدوح الصالح: برنامج «التعطل» بحاجة إلى تقييم منتظم لمعالجة نقاط الضعف
النائب‭ ‬الأول‭ ‬لرئيس‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬عبدالنبي‭ ‬سلمان‭ ‬علق‭ ‬على‭ ‬الموضوع‭ ‬لافتا‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬تحدث‭ ‬كثيرا‭ ‬داخل‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬بشأن‭ ‬بدل‭ ‬التعطل‭ ‬وغلق‭ ‬ملفات‭ ‬العاطلين‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬وزارة‭ ‬العمل،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬طرح‭ ‬هذه‭ ‬المعلومات‭ ‬على‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬ووزير‭ ‬العمل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مرة‭ ‬وفي‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مداخلة‭ ‬وسؤال،‭ ‬وكل‭ ‬ذلك‭ ‬موثق‭ ‬وبالأرقام‭ ‬والأشخاص‭ ‬والأسماء‭. ‬وأكد‭ ‬أن‭ ‬الغرض‭ ‬مما‭ ‬يطرحه‭ ‬ليس‭ ‬مجرد‭ ‬إثارة‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬واقع‭ ‬حقيقي‭ ‬على‭ ‬الأرض،‭ ‬وإنما‭ ‬هو‭ ‬نقلا‭ ‬عن‭ ‬تساؤلات‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬العاطلين‭ ‬وأسرهم‭ ‬الذين‭ ‬يشكون‭ ‬كثيرا‭ ‬من‭ ‬غلق‭ ‬الملفات‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬مبرر‭ ‬ما‭ ‬يتسبب‭ ‬في‭ ‬مشاكل‭ ‬كثيرة‭ ‬وتعطيل‭ ‬مسيرة‭ ‬هؤلاء‭ ‬العاطلين‭ ‬الباحثين‭ ‬عن‭ ‬وظائف‭.‬
وأضاف‭ ‬أنه‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬عاطلون‭ ‬غير‭ ‬جادين‭ ‬في‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬فرص‭ ‬توظيف‭ ‬ولكن‭ ‬الكثير‭ ‬منهم‭ ‬جادون‭ ‬ويجب‭ ‬ألا‭ ‬يعامل‭ ‬الباحث‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬الجاد‭ ‬بخطيئة‭ ‬غير‭ ‬الجادين،‭ ‬وفي‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬فإن‭ ‬قانون‭ ‬التعطل‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬معلومات‭ ‬وافية‭ ‬عن‭ ‬العاطلين‭ ‬وإعطائهم‭ ‬الفرصة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مرة،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬العاطلين‭ ‬يشكون‭ ‬كثيرا‭ ‬من‭ ‬أنهم‭ ‬لا‭ ‬يحصلون‭ ‬على‭ ‬فرص‭ ‬كافية‭ ‬بل‭ ‬منهم‭ ‬من‭ ‬يعطى‭ ‬فرصة‭ ‬واحدة‭ ‬ويغلق‭ ‬ملفه‭ ‬بعدها‭. ‬ومنهم‭ ‬من‭ ‬يغلق‭ ‬ملفه‭ ‬باعتبار‭ ‬أنهم‭ ‬غير‭ ‬جادين‭ ‬نظرا‭ ‬لأنهم‭ ‬لم‭ ‬يجيبوا‭ ‬على‭ ‬اتصال‭ ‬الوزارة‭ ‬مثلا‭ ‬أو‭ ‬الاتصال‭ ‬في‭ ‬أيام‭ ‬السبت‭ ‬وهو‭ ‬عطلة‭. ‬وغالبا‭ ‬ما‭ ‬يكون‭ ‬الأشخاص‭ ‬خارج‭ ‬منازلهم‭ ‬في‭ ‬أيام‭ ‬العطلة،‭ ‬وأحيانا‭ ‬لا‭ ‬يوجدون‭ ‬في‭ ‬البحرين‭.‬
وأوضح‭ ‬سلمان‭ ‬أنه‭ ‬أحيانا‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬تعمد‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬بعض‭ ‬الموظفين‭ ‬في‭ ‬الوزارة‭ ‬وتعسف‭ ‬في‭ ‬مسألة‭ ‬عرض‭ ‬الوظائف‭ ‬غير‭ ‬الملائمة‭ ‬على‭ ‬تخصصات‭ ‬وشهادات‭ ‬الباحثين‭ ‬عن‭ ‬عمل‭ ‬أو‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬إمكانياتهم‭ ‬العلمية‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬يتم‭ ‬أيضا‭ ‬غلق‭ ‬ملفهم‭ ‬باعتبار‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬غير‭ ‬جدي‭ ‬وعدم‭ ‬رغبة‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬العاطلين‭.‬
وأشار‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬النظر‭ ‬إلى‭ ‬ملف‭ ‬العاطلين‭ ‬من‭ ‬منطلق‭ ‬وطني‭ ‬اجتماعي‭ ‬ومعيشي‭ ‬وأمني‭ ‬واقتصادي،‭ ‬معتبرا‭ ‬أن‭ ‬وزارة‭ ‬العمل‭ ‬تستخف‭ ‬بملفات‭ ‬بعض‭ ‬العاطلين‭ ‬وتلغيها،‭ ‬وأنه‭ ‬تلقى‭ ‬اتصالات‭ ‬من‭ ‬موظفين‭ ‬داخل‭ ‬الوزارة‭ ‬أكدوا‭ ‬له‭ ‬أنه‭ ‬يتم‭ ‬إنهاء‭ ‬ملفات‭ ‬العاطلين‭ ‬في‭ ‬أيام‭ ‬العطلات،‭ ‬وفي‭ ‬مقابل‭ ‬ذلك‭ ‬يتم‭ ‬إعطاء‭ ‬هؤلاء‭ ‬الموظفين‭ ‬‮«‬أوفر‭ ‬تايم‮»‬‭. ‬
وقال‭: ‬‮«‬لدي‭ ‬أسماء‭ ‬هؤلاء‭ ‬الموظفين‭ ‬الذين‭ ‬تواصلوا‭ ‬معي‭ ‬شعورا‭ ‬منهم‭ ‬بأن‭ ‬ما‭ ‬يقومون‭ ‬به‭ ‬هو‭ ‬عمل‭ ‬غير‭ ‬إنساني،‭ ‬ولكنهم‭ ‬يقومون‭ ‬بذلك‭ ‬بطلب‭ ‬من‭ ‬رئيس‭ ‬القسم،‭ ‬ويتم‭ ‬إخراج‭ ‬العاطلين‭ ‬ووقف‭ ‬البدل‭ ‬عنهم‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬مبررات‭ ‬موضوعية‭.‬
توصيات
رئيس‭ ‬لجنة‭ ‬الخدمات‭ ‬النيابية‭ ‬النائب‭ ‬ممدوح‭ ‬الصالح‭ ‬قدم‭ ‬عدة‭ ‬توصيات‭ ‬تتعلق‭ ‬ببدل‭ ‬التعطل،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬التوصيات‭ ‬تضمن‭ ‬تقديم‭ ‬الدعم‭ ‬المالي‭ ‬بشكل‭ ‬أكثر‭ ‬فعالية‭ ‬وعدالة‭ ‬للأفراد‭. ‬ومن‭ ‬ذلك‭ ‬ضرورة‭ ‬إجراء‭ ‬تقييم‭ ‬شامل‭ ‬للشروط‭ ‬الحالية‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬البدل‭ ‬وفحص‭ ‬مدى‭ ‬ملاءمتها‭ ‬وعدالتها‭ ‬والحاجة‭ ‬الحقيقية‭ ‬للدعم‭ ‬المالي‭ ‬وتأثيرها‭ ‬في‭ ‬الأفراد‭ ‬المستهدفين‭.
وطالب‭ ‬الصالح‭ ‬بتوسيع نطاق‭ ‬الاستحقاق‭ ‬وتحسين‭ ‬شروطه‭ ‬ليشمل‭ ‬حالات‭ ‬إضافية‭ ‬ومتنوعة،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬يتعين‭ ‬الأخذ‭ ‬في‭ ‬الاعتبار‭ ‬الظروف‭ ‬المختلفة‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يواجهها‭ ‬الأفراد‭ ‬وتقديم‭ ‬الدعم‭ ‬الأكبر‭ ‬عدد‭ ‬ممكن‭ ‬من‭ ‬الأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬يحتاجون‭ ‬إليه‭.‬
وأضاف‭ ‬إنه‮ ‬ينبغي‭ ‬تحديد‭ ‬وإزالة‭ ‬أية‭ ‬حواجز‭ ‬تعيق‭ ‬الأفراد‭ ‬من‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬التعويض‭ ‬المالي‭ ‬بسبب‭ ‬قيود‭ ‬غير‭ ‬عادلة‭ ‬أو‭ ‬إجراءات‭ ‬معقدة،‭ ‬مع‭ ‬تبسيط‭ ‬عملية‭ ‬التقديم‭ ‬وتقليل‭ ‬البيروقراطية‭ ‬لتسهيل‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬الدعم‭.‬
وأشار‭ ‬الصالح‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬يجب‭ ‬توفير‭ ‬معلومات‭ ‬واضحة‭ ‬وشاملة‭ ‬حول‭ ‬شروط‭ ‬الاستحقاق‭ ‬وعملية‭ ‬التقديم‭ ‬للبرنامج،‭ ‬ويمكن‭ ‬تعزيز‭ ‬التوعية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬حملات‭ ‬إعلامية‭ ‬والتعاون‭ ‬مع‭ ‬المؤسسات‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭ ‬والمجتمع‭ ‬المحلي‭.‬
كما‮ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬إشراك‭ ‬المجتمع‭ ‬المحلي‭ ‬والمستفيدين‭ ‬المحتملين‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬تطوير‭ ‬وتحسين‭ ‬برنامج‭ ‬التعطل،‭ ‬ويمكن‭ ‬استضافة‭ ‬جلسات‭ ‬تشاور‭ ‬واستطلاعات‭ ‬الرأي‭ ‬لجمع‭ ‬الآراء‭ ‬والمقترحات‭ ‬وضمان‭ ‬تلبية‭ ‬احتياجات‭ ‬الأفراد‭ ‬بشكل‭ ‬أفضل‭.‬
وأوصى‭ ‬أيضا‭ ‬بضرورة‭ ‬إجراء‭ ‬تقييمات‭ ‬منتظمة‭ ‬لبرنامج‭ ‬التعطل‭ ‬للتحقق‭ ‬من‭ ‬فعاليته‭ ‬وتحديد‭ ‬أي‭ ‬نقاط‭ ‬ضعف‭ ‬أو‭ ‬تحسينات‭ ‬محتملة،‭ ‬ويمكن‭ ‬استخدام‭ ‬هذه‭ ‬التقييمات‭ ‬لإدخال‭ ‬التعديلات‭ ‬اللازمة‭ ‬وتحسين‭ ‬شروط‭ ‬الاستحقاق‭.‬
كما‭ ‬استعرض‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأمثلة‭ ‬على‭ ‬برامج‭ ‬التعطل‭ ‬الناجحة‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬لوزارة‭ ‬العمل‭ ‬الاستفادة‭ ‬منها‭ ‬مثل‭ ‬برنامج‭ ‬التأمين‭ ‬ضد‭ ‬التعطل‭ ‬في‭ ‬كندا‭ ‬الذي‭ ‬يعد‭ ‬واحدًا‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬البرامج‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬ويقدم‭ ‬تعويضًا‭ ‬ماليًا‭ ‬للأفراد‭ ‬الذين‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬تعطل‭ ‬مؤقت‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬بسبب‭ ‬فقدان‭ ‬الوظيفة‭ ‬أو‭ ‬الأسباب‭ ‬الصحية‭ ‬أو‭ ‬الأسرية‭ ‬العاجلة،‭ ‬ويغطي‭ ‬أيضًا‭ ‬برامج‭ ‬إعانة‭ ‬للتأهيل‭ ‬المهني‭ ‬والتدريب‭. ‬وكذلك‭ ‬الحال‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬برامج‭ ‬التعطل‭ ‬في‭ ‬السويد‭ ‬وألمانيا‭ ‬والنرويج‭ ‬وغيرها‭.‬
وأضاف‭: ‬قانون‭ ‬التعطل‭ ‬الذي‭ ‬ينص‭ ‬على‭ ‬التعويض‭ ‬تسعة‭ ‬شهور‭ ‬للمفصول‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬ومرة‭ ‬واحدة‭ ‬فقط‭ ‬بواقع‭ ‬50‭ % ‬من‭ ‬راتبه‭ ‬وألا‭ ‬يتجاوز‭ ‬1000‭ ‬دينار‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬تعديل‭ ‬لأنه‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬من‭ ‬يتعرض‭ ‬للفصل‭ ‬يأخذ‭ ‬وقتا‭ ‬لحين‭ ‬حصوله‭ ‬على‭ ‬وظيفة‭ ‬تناسب‭ ‬خبرته‭ ‬وإمكانياته‭ ‬وفي‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬يستغرق‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬9‭ ‬شهور،‭ ‬وبالتالي‭ ‬يقع‭ ‬المفصول‭ ‬تعسفيا‭ ‬في‭ ‬الالتزامات‭ ‬المالية‭ ‬والقروض‭ ‬ودائرة‭ ‬العوز‭ ‬والحاجة‭ ‬أو‭ ‬الدخول‭ ‬في‭ ‬إشكالات‭ ‬مالية‭.‬
وأكد‭ ‬النائب‭ ‬الصالح‭ ‬أن‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬طالب‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مرة‭ ‬بضرورة‭ ‬حصر‭ ‬بعض‭ ‬المهن‭ ‬على‭ ‬البحرينيين‭ ‬مما‭ ‬سينتج‭ ‬عنه‭ ‬تقليص‭ ‬في‭ ‬أعداد‭ ‬البطالة‭ ‬مما‭ ‬يعود‭ ‬ذلك‭ ‬بصورة‭ ‬إيجابية‭ ‬على‭ ‬مخصصات‭ ‬بدل‭ ‬التعطل،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬ضبط‭ ‬عملية‭ ‬مخرجات‭ ‬التعليم‭ ‬مع‭ ‬احتياجات‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬سيقلل‭ ‬من‭ ‬نسب‭ ‬البطالة‭ ‬وبالتالي‭ ‬نحتاج‭ ‬إلى‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬التنسيق‭ ‬بين‭ ‬الجامعات‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬نضطر‭ ‬إلى‭ ‬إجبار‭ ‬شركات‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬على‭ ‬توظيف‭ ‬بحرينيين‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬غير‭ ‬تخصصهم‭ ‬أو‭ ‬نصرف‭ ‬على‭ ‬تدريبهم‭ ‬أو‭ ‬دعم‭ ‬أجورهم‭.‬

القانون وفقاً لآخر تعديل- قانون رقم (36) لسنة 2012 بإصدار قانون العمل في القطاع الأهلي

القانون وفقا لاخر تعديل - قانون رقم (57) لسنة 2006 بإنشاء صندوق العمل

قرار وزارة العمل رقم (54) لسنة 2022 بإعادة تشكيل لجنة تنسيقية مشتركة لمتابعة تنفيذ أحكام قانون التأمين ضد التعطل
 

  • الرئيسية
  • اشترك معنا
  • موسوعة البحرين الإنجليزية
  • محرك البحث
  • باحث التعاميم
  • عن شبكة المحامين العرب
  • خدمة الأسانيد
  • الجريدة الرسمية
  • اتصل بنا

  • سياسة الخصوصية
  • الشروط والاحكام
  • دليل المحامين العرب
  • منصة أحتاج محامي
  • محامون لخدمتكم
جميع الحقوق محفوظة © 2025 - شبكة المحامين العرب

يسر شبكة المحامين العرب أن تعلن عن إطلاق " خدمة تحضير الأسانيد القانونية " والتى تقوم على مفهوم جديد لفلسفة الخدمة لدى الشبكة، ذلك من خلال المشاركة والتفاعل مع أعضاء الشبكة الكرام ، من خلال المساعدة في البحث وتأصيل المعلومة القانونية عبر مختصين من مستشاري الشبكة القانونيين.

الأسم:

البريد :

أضف طلبك