جريدة أخبار الخليج
العدد : 16745 - السبت ٢٧ يناير ٢٠٢٤ م، الموافق ١٥ رجب ١٤٤٥هـ
«مالية الشورى»:
آثار سلبية لـ«ضريبة التحويلات» على المستوى الاقتصادي والمالي والاجتماعي
أشارت لجنة الشؤون المالية والاقتصادية بمجلس
الشورى في تقريرها بشأن مشروع قانون بشأن ضريبة التحويلات
المالية الخارجية، الذي يناقشه المجلس ضمن جلسته يوم الأحد
القادم، إلى عدد من الآثار السلبية على المستوى الاقتصادي
والمالي والاجتماعي، والتي ستترتب على تطبيق مشروع القانون، وبما
يختلف عن الغايات والأهداف المرجوة من تطبيقه.
واستعرضت اللجنة مرئياتها بشأن مشروع قانون بشأن ضريبة التحويلات
المالية الخارجية (المعد في ضوء الاقتراح بقانون بشأن ضريبة
التحويلات المالية الخارجية، والاقتراح بقانون بصيغته المعدلة -
بشأن ضريبة التحويلات النقدية الخارجية على الوافدين المقيمين في
مملكة البحرين «بصيغتهما المدمجة الموحدة» المقدمين من مجلس
النواب)، حيث جاء رأي اللجنة بعدم الموافقة على مشروع
القانون.
حيث بينت اللجنة أنه سيترتب على تطبيق مشروع القانون آثار
سلبية، من أهمها انخفاض عدد التحويلات الخارجية التي تتم
بالطرق المشروعة القانونية المتاحة، والتوجه إلى طرق ووسائل خارج
النظام المالي والمصرفي لإرسال المبالغ إلى الخارج في سبيل
تفادي أداء الضريبة المفروضة على هذه التحويلات، وقد يؤدي ذلك
إلى تشجيع عمليات غسل الأموال أو خلق سوق سوداء أو التوجه
إلى استخدام العملات المشفرة، وستكون له آثار سلبية على سمعة
ومكانة مملكة البحرين كدولة متقدمة في القطاع المصرفي والمالي.
وذكرت اللجنة أنه يتعارض تطبيق مشرع القانون مع العديد من
الاتفاقيات والمعاهدات التي صادقت عليها مملكة البحرين، ومنها
الاتفاقيات والمعاهدات الضريبية الدولية والثنائية وكذلك اتفاقيات
تشجيع وحماية الاستثمار، كما أنه يؤثر على تنافسية مملكة
البحرين في جذب الاستثمارات الأجنبية التي بدورها تخلق فرص عمل
للمواطنين وتعزز من نمو الاقتصاد، وقد يؤدي إلى تقييد
الاستثمار وحرية رأس المال.
وأفادت اللجنة بأن هناك صعوبة في التطبيق وفي التفريق بين
أنواع التحويلات المالية الأجنبية، حيث إن هناك تحويلات تتم عن
طريق تطبيقات الهواتف النقالة التي تعتمدها بعض الدول، مما
يصعب تطبيق مشروع القانون عليها، وكذلك التحويلات التي تتم عبر
البطاقات الائتمانية والمحافظ الرقمية، وبعضها يتم من أجل تسديد
قيمة مواد أو مشتريات أو تعاملات مثل تسديد مبالغ البطاقات
الائتمانية بالنسبة للأشخاص الذين يحملون بطاقات ائتمانية صادرة
عن بلدانهم، بالإضافة إلى أن مشروع القانون جاء بالنص على
نحو عام فيما يتعلق بالضريبة على التحويلات المالية الخارجية،
حيث اكتفى بتنظيم نسبة الضريبة والمكلفين بها والجهات التي سوف
تتولى تحصيلها، من دون أن يتناول تنظيم أي قواعد أو إجراءات
فنية أخرى لازمة لتطبيق أحكام القانون على نحو تفصيلي، مثل
شروط سريان الضريبة، وقواعد تحصيلها، وأحوال الإعفاء منها
والجزاءات المترتبة على مخالفة أحكام القانون، وغير ذلك مما
يتعين تنظيمه بالقانون، وبذلك يكون مشروع القانون قد خالف
النهج المقرر دستوريًا.
وأشارت اللجنة إلى أن مشروع القانون خلا من تحديد العقوبات
الرادعة المترتبة على مخالفة أحكامه، الأمر الذي يوجب تحديد
هذه العقوبات حتى لا ترتد الأحكام الواردة فيه لتكون مجرد
التزامات أدبية تفتقر إلى القوة الإلزامية، مما يجعل مخالفتها
غير منطوية على جزاء يحقق الردع بوجهيه الخاص والعام.
كما أخذت لجنة الشؤون المالية والاقتصادية بالرأي الدستوري
والقانوني الذي أبدته لجنة الشؤون التشريعية والقانونية بمجلس
الشورى بخصوص مشروع القانون، الذي تضمّن أنه تعتريه شبهة عدم
الدستورية نظرًا لتعارضه مع نص المادة (107 / أ، ب) من الباب
الخامس من دستور مملكة البحرين، كما أنه خلط في أحكامه بين
الضرائب والرسوم، في حين أنه يضع قانونـًا ضريبيـًا يقضي بفرض
ضريبة على تحويلات الأجانب المالية إلى الخارج، دون بيان بعض
الأسس الموضوعية التي يتعين على القانون تنظيمها على نحو
تفصيلي طبقـًا لنص المادة (107) من الدستور، وأنه يجب أن
يتضمن الأحكام المتعلقة بشروط سريان الضريبة، وقواعد تحصيلها،
وأحوال الإعفاء منها، والجزاءات على مخالفة أحكام القانون،
وغيرها من الأحكام التي ينظمها القانون، وذلك وفق ما يتطلبه
النص الدستوري سالف الذكر.
الدستور
وفقا لأخر تعديل - دستور مملكة البحرين الصادر بتاريخ 14/ 2/ 2002
«مالية الشورى» تناقش ضريبة التحويلات النقدية الخارجية
مقترح ضريبة تحويلات الأجانب يلقى رفضا من جميع الجهات المعنية