جريدة
الوطن 14 ربيع الأول 1447 هـ ، 6 سبتمبر 2025 م
المسنون وقوانين المرور
مما لا شك فيه أن الحفاظ على سلامة الأرواح وسلامة
الأبدان أحد المعايير والأهداف التي تسن القوانين والتشريعات للحفاظ عليها، وتتضمن
قوانين المرور في البحرين مواد قانونية تحافظ عليها، ويستوقفنا في هذه الفترة
المرسوم بقانون الذي أصدره حضرة صاحب الجلالة الملك حمدبن عيسى آل خليفة ملك البلاد
المعظم حفظه الله ورعاه، رقم (30) لسنة 2025 بتعديل بعض أحكام قانون المرور الصادر
بالقانون رقم (23) لسنة 2014، وذلك بناءً على عرض رئيس مجلس الوزراء، الذي ينظم كل
ما يتعلق بالمركبات ورخص القيادة وقواعد المرور والعقوبات، وقد دخلت تعديلات جديدة
حيز التطبيق في أغسطس 2025 لفرض عقوبات أشد على المخالفات الخطرة مثل القيادة تحت
تأثير المسكرات أو المخدرات، وتجاوز السرعة، والقيادة في عكس السير، كل هذه
التشريعات صدرت للحفاظ على سلامة أرواح المواطنين والمقيمين، وقد جاءت هذه
التعديلات إثر وقوع العديد من المخالفات التي أدت إلى حوادث قاتلة تسبب في أضرار
كبيرة على أسر المصابين، ويعتبر هذا الإجراء إجراءً رادعاً للتصرفات اللامسؤولة
لبعض السواق الطائشين الذين يتسببون في الإضرار بالناس والممتلكات العامة والخاصة،
وتأتي هذه الإجراءات ضمن الجهود التي تبذلها وزارة الداخلية لتنظيم حركة المرور
والحفاظ على الأمن والسلامة في الطرقات. وقد اتخذت الوزارة هذه الإجراءات بسرعة
وحزم مما يدل على حرصها على سلامة الناس والأمن في الطرقات.
ومن المعروف أن القوانين تسري على الجميع، ولكن تعطي بعض التشريعات صلاحيات
للقائمين على تنفيذ القوانين الحق لاستبدال العقوبات بإجراءات أخرى، وهنا لنا وقفة
مع فئة عمرية يكن لها المجتمع الاحترام والتقدير وهي فئة المسنين، وهم آباؤنا الذين
لهم حق علينا بالبر والرعاية، والذين تبدأ أعمارهم من سن الستين سنة فما فوق، وهذه
الفئة العمرية تتمتع بصحة وعافية بفضل الله تعالى ثم الجهود التي تبذلها وزارة
الصحة لتحسين جودة حياة المسن بحيث يصبحون قادرين على الاعتماد على أنفسهم في قضاء
حاجاتهم، ومنها سياقة السيارة للتنقل وقضاء حاجتهم، وتتميز هذه المرحلة بعدة خصائص
تطرأ على جسد الإنسان وقواه الحركية والذهنية، ومن هذه الخصائص النسيان، وبطء ردود
الفعل في بعض الظروف، وتشتت الانتباه أحياناً، وهذه الأعراض تتفاوت في قوتها من عمر
إلى آخر، لذا نجد أن بعض كبار السن قد ينسون ربط الحزام، خاصة في الشوارع الداخلية
للأحياء السكنية عندما يخرجون لقضاء مصالح داخل حيهم كالذهاب للمسجد أو البقالة
القريبة من بيتهم، أو قد ينسون إضاءة المصابيح أو يضطرون للوقوف في مواقف ضيقة، ومن
المعروف أن السواق من كبار السن تجدهم يتجنبون السرعة في السياقة، فهم بطيئون في
سياقتهم، مما يخفف الأضرار الناتجة عن بعض المخالفات المرورية مثل نسيان حزام
السلامة، ومن هنا نتمنى إعطاء خصوصية للعقوبات في حق المخالفين من هذه الفئة
العمرية والتي لا تكون نتيجة تهور أو طيش أو استهتار أو تعمد، وهذه الخصوصية تكون
من خلال استبدال العقوبات بإجراءات أخرى مثل النصح والإرشاد في موقع المخالفة أو من
خلال إلزامهم بحضور محاضرات توعوية حول المرور، أو تخفيض قيمة المخالفات إلى نصف
القيمة حتى لو تجاوزوا السبعة أيام الواردة في القانون لدفع المخالفة كنوع من
الامتياز الذي يحصل عليه كبار السن، كما أتمنى أن لا يعتبر استخدامهم لمواقف
السيارات الخاصة بالمعاقين مخالفة للقانون، خاصة وأن في كثير من الأحيان نجد هذه
المواقف غير مشغولة، في حين تجد أن بعض المسنين يعانون من صعوبات في المشي. فهم
بحاجة لاستخدام هذه المواقف.
إن كبار السن هم آباؤنا ولهم علينا حق البر والرعاية، وقد أعطت القوانين والتشريعات
في مملكة البحرين الكثير من الامتيازات لهذه الفئة العمرية حتى أن البعض يطلق عليهم
كبار المواطنين، فهم يستحقون التقدير فقد قدموا لوطنهم وأسرهم الكثير من العطاء،
حفظ الله وطننا الغالي وكل من يعيش على أرضه الطيبة.. ودمتم سالمين.

الدستور وفقا لأخر تعديل - دستور مملكة البحرين
الصادر بتاريخ 14/ 2/ 2002
القانون وفقاً لآخر تعديل - قانون رقم (23) لسنة 2014 بإصدار قانون المرور