أخبار الخليج -15 يونيو 2008
-العدد 11041
أخبار
الخليج تحاور المستشار القانوني لـ الأعلى للمرأة
المرأة قائدة بامتياز
حوار أجرته: هناء المحروس
منذ إنشائه سعى المجلس الأعلى للمرأة جاهدا إلى إنشاء ودعم مختلف البرامج التي تعمل
على تعزيز دور المرأة في المجتمع باعتبارها عنصرا مؤثرا وأساسيا من عناصر تكوينه بحيث
تستطيع المرأة أن تتبوأ المراكز القيادية المختلفة بعد سنوات طوال من العزل والانعزال
أحيانا بسبب الكثير من العوامل منها ما هو مرتبط بالمرأة ذاتها ومنها ما هو ناتج عن
وضع اجتماعي لا يرى في المرأة كفاءة يمكن الاعتماد عليها أو مضاهاتها بالمكانة والكفاءة
اللتين يتمتع بهما الرجل. والحقيقة التي يجب الإقرار بوجودها هي أن المرأة استطاعت
بجهودها الذاتية تارة وتارة أخرى بجهود مختلف القوى المجتمعية التي تؤمن بحق المرأة
وقدرتها على الحضور في الصفوف الأمامية للمجتمع ومنها بطبيعة الحال المجلس الأعلى للمرأة
والجمعيات النسائية التي ناضلت طويلا من أجل ذلك، استطاعت المرأة أن تحقق لنفسها مكانة
متقدمة أهلتها لأن تحتل مواقع قيادية على المستويين الأهلي والرسمي حتى وصلت إلى منصب
الوزير في السلك الحكومي ومركز المدير العام في بعض المؤسسات الأهلية وخاصة البنكية
منها.
وما كان للمرأة أن تصل إلى هذه المراكز والمناصب المتقدمة لو لم تثبت من خلال التجربة
العملية قدرتها وأهليتها لأن تكون في قمة سلم العديد من المؤسسات، فهذه المناصب والمراكز
التي تحتلها المرأة الآن لم تقدم لها هدية لكونها امرأة، وإنما هي اعتراف، وإن كان
متأخرا بحقوق يجب أن تنالها أسوة بأخيها الرجل الذي مكنته المؤسسات الحكومية والأهلية
بدعم فاق الكثير بأضعاف من الدعم الذي تقدمه للمرأة. فالوصول إلى المراكز القيادية
في أي حقل من الحقول يتطلب مواصفات كثيرة وجهودا غير عادية كي يتمكن القائد من القيام
بواجبه القيادي الملقى على عاتقه، والمرأة وإن كانت حديثة على المناصب القيادية بالقياس
إلى زميلها الرجل الذي ساعدته الظروف الاجتماعية بالدرجة الأولى على أن تؤول إليه القيادة
في مختلف المؤسسات الأهلية والرسمية، فإنها، أي المرأة استطاعت أن تثبت وجودها وتؤكد
أهليتها، بل تفوقها في الكثير من المجالات على الرجل، ولكن كيف يمكن للمرأة أن تحقق
نجاحات في حال تقلدها منصبا قياديا؟ ضوابط تصنع القائد كي تكون المرأة ناجحة قياديا
ومشاركة في صناعة القرار لا بد أن تكون هناك عدة ضوابط يعددها المستشار القانوني للمجلس
الأعلى للمرأة وأستاذ القانون الإداري الدكتور إبراهيم شيحا الذي حاورته «أخبار الخليج«
حول قضية المرأة القائدة، فيقول ان من بين هذه الضوابط أهمية قدرة المرأة على الإقناع
واستمالة المرؤوسين وحب العمل والابتعاد عن السلطة الرسمية في التوجيه والعمل على تنمية
الشعور بالولاء لدى المرؤوسين بالمنظمة التي يعملون بها. وأضاف أن هذه التنمية بحد
ذاتها تتطلب من المرأة القائدة أن تشعر المرؤوسين بأنها جزء من فريق العمل وأن تطبق
المعايير الموضوعية من دون المعايير الشخصية وعدم التمييز ونشر الحساسيات بين الزملاء
وكذلك العدالة في حالة ترقيتهم ومساءلتهم.
ويشير إلى أهمية إشراك المرؤوسين في صناعة القرار وأن تبتعد المرأة القائدة عن الأسلوب
الانفرادي، فعندما يكون المرؤوس مشتركا في صناعة القرار فإنه سيكون حريصا على تنفيذه،
كما يتطلب من المرأة في حالة تبوؤها المنصب القيادي الابتعاد عن ظاهرة النفاق. وأوضح
أن من مظاهر الفساد الإداري في العديد من المؤسسات العاملة في مختلف الدول العربية
هو اتباع الكثير من المسئولين للنفاق الإداري كوسيلة للتسلق إلى المناصب العليا والقفز
عليها، مشيرا إلى أهمية أن تحرص المرأة القائدة على معرفة المرؤوسين المنافقين الذين
لا يهمهم مصلحة العمل سوى تحقيق مآرب شخصية بالاقتراب من الرئيس وللحصول على المزايا
الوظيفية والترقي. ويقول الدكتور إبراهيم شيحا انه من المهم أن تكون للمرأة القائدة
القدرة على محاربة الموروثات الاجتماعية التي تهمش دور المرأة، ومن هذه الموروثات السائدة
تلك القائلة بتفوق الرجل على المرأة في صناعة القرار، ولكي تتمكن المرأة من التغلب
على هذه العقلية لا بد أن تمتلك الشخصية الإدارية القوية والقدرة على اتخاذ القرارات
الصائبة في الأوقات العادية والصعبة. ولكي تتمكن المرأة من التغلب على هذه الموروثات،
يطرح الدكتور شيحا عدة سبل ووسائل منها الأفعال التي تمارسها المرأة القائدة عن طريق
تصرفاتها في مجال الإدارة ومشاركتها في صناعة القرارات حتى تقترب لمواقع صنع القرار.
{ ولكن ربما هناك مصاعب تواجه المرأة في حال تقلدها منصبا رفيعا فكيف يمكن لها أن تحقق
نجاحات في هذه الحالة وتواجه المشاكل والمصاعب في حقل العمل الذي تديره وترأس العاملين
فيه؟ مواجهة الصعاب يقول الدكتور إبراهيم شيحا ان المرأة كي تتمكن من مواجهة الصعوبات
وتحقيق النجاحات فإنها مطالبة بأن تكون قراراتها رشيدة وفاعلة وحين تشارك في صنع القرار
فإنها مطالبة بمراعاة بعض الضوابط مثل اختيار الوقت المناسب خاصة في المسائل العاجلة
وتكون قراراتها صادرة عن دراسة وبحث وتأن من دون أن تكون قرارات طائشة أو صادرة عن
غير دراسة كما أنها مطالبة بالابتعاد عن ظاهرة التردد في اتخاذ القرارات. ويضيف أن
عملية صناعة القرار تمر بأربع مراحل مثل تشخيص المشكلة التي تريد المرأة القائدة أن
تتخذ قرارا بشأنها وأن تتعرف الأسباب الحقيقية التي تسببت في حدوث المشكلة شأنها في
ذلك شأن الطبيب الذي يتوقف نجاحه على تشخيص الداء لمعرفة الدواء، فإذا أخطأ الطبيب
في تشخيص المشكلة فإنه سوف لن يعالج مرضاه بالشكل المرضي، لهذا لا بد أن يصل القائد
الإداري إلى معرفة الأسباب الحقيقية والدفينة لهذه المشكلة.
ومن بين هذه المراحل أيضا، يقول الدكتور شيحا هي معرفة الحلول والبدائل حتى تستطيع
المرأة القائدة من خلال خبراتها وخبرات زملائها في العمل معرفة الطبيعة الإدارية التي
تعمل بها وإيجاد حلول ابتكارية لتنظيم العمل ومرحلة تقييم البدائل فيكون عليها أن تقييم
البدائل المطروحة وإمكانية تنفيذها ومدى قبولها عند المرؤوسين والمجتمع بصفة عامة وكلفة
البديل والاختيار بين البدائل المطروحة واتخاذ البديل الأمثل للقرار الصائب. { هناك
مسئولون رجال ونساء حققوا تقدما جيدا في مجال الإدارة القيادية تكللت بنجاحات في مجال
عملهم على مختلف الأصعدة، ولكن في مقابل ذلك هناك من المسئولين من الجنسين يتصفون بعدم
القدرة الإدارية لعدة أسباب منها التسلط الإداري، فهل هناك أشكال لهذا التسلط وهل هو
يشكل جزءا من ممارسة بعض الإداريين وما هو دوره السلبي في مجال العمل؟ يؤكد الدكتور
إبراهيم شيحا الجانب السلبي للتسلط الإداري على تحقيق النجاحات إذ يقول ان من المهم
ترسيخ المبادئ الديمقراطية في القيادة الإدارية وهي تعني إشراك المرؤوسين في صناعة
القرار لا أن يحاول القائد الإداري الانفراد في صناعة القرار وتجاهل إرادة المرؤوسين
بل يجب الظهور معهم كفريق واحد. التسلط الإداري ويضيف أنه إذا كانت القيادة تسلطية
أو استبدادية فإن القائد سوف ينفرد باتخاذ القرارات من دون الاهتمام بآراء المرؤوسين
فيظهر بمظهر المستبد فمدير بهذه الصفات هو ليس بقائد، ان من المهم الفصل بين المدير
والرئيس الإداري والقائد الإداري. ويرى الدكتور إبراهيم شيحا أن المدير الإداري يعتمد
اعتمادا كليا على السلطة الرئاسية في إدارة مرؤوسيه وهؤلاء يخضعون لأوامره خوفا من
إيقاع العقاب بحقهم، أما القيادة الحقة فهي أن يكون القائد الإداري قادرا على كسب رضا
موظفيه عن طريق الإقناع والاستماع إليهم ومشاورتهم في صناعة القرار سواء عن طريق الاقتراح
أو المشاركة في الندوات والمؤتمرات. { هناك مبادئ ومواصفات عامة يستوجب توافرها في
القيادي كي يستطيع قيادة سفينة عمله بنجاح ولكن في الوقت نفسه هناك ربما مواصفات ذاتية
أكثر منها موضوعية ومنها ما هو متعلق بالمرأة القائدة. فهل هناك مواصفات معينة وخصائص
معينة تتمتع بها المرأة القائدة؟
يرى الكثير من المهتمين بالإدارة العامة بوجوب توافر سمات معينة لدى الشخص القائد منها
القدرة على التركيز والإبداع والإقناع والصحة الجيدة والقدرة على التحمل وعدم التردد
في الجزاء وفي اتخاذ القرارات، هذا ما يشير إليه المستشار القانوني للمجلس الأعلى للمرأة
أستاذ علم الإدارة العامة الدكتور إبراهيم شيحا. ويقول انه فيما يتعلق بالمرأة فإن
ذلك يتوقف على المستوى الإشرافي للقيادة، فإذا كانت المرأة قائدة على مستوى عال فيجب
عليها أن تتمتع بالنظرة الشاملة والقدرة الفائقة على صناعة القرار، أما إذا كانت المرأة
في منصب قيادي متوسط فيكفي أن تكون قادرة على القيام بعملية تنفيذ ما تصدره القيادة
العليا من قرارات ولكن في النهاية نستطيع أن نقول ان الأمر يتوقف على طبيعة القيادة،
فالقيادة العسكرية تختلف عن القيادة السياسية الإدارية إذ لكل منهما خصائصها. ويضيف
أن القرارات التي تصدر عن المرأة القائدة يجب أن تكون مشروعة ومتفقة مع روح القانون
ومنتظمة لا تشوبها شوائب مثل عدم الاختصاص أو عدم الصحة في الشكل أو المحل، إذ لا يكفي
أن تكون القرارات منتجة وجيدة من دون أن تكون متطابقة مع أحكام القانون، إذ يؤدي إصدار
القرارات المخالفة لأحكام القانون إلى البطلان ثم الإلغاء. { ليس هناك من شك في أن
العوامل الذاتية للقائد تلعب دوار كبيرا في نجاحه وفي تمكنه من القيام بمهامه الملقاة
على عاتقه، ولكن لهذا النجاح عوامل موضوعية مثل عوامل الاتصالات الناجحة بينه وبين
المرؤوسين فما هي هذه العوامل؟ عوامل النجاح عن وسائل الاتصالات الناجحة بين الرئيس
والمرؤوسين يتحدث الدكتور إبراهيم شيحا فيقول ان من المهم وجود قنوات اتصال بين الطرفين
واتباع سياسة الباب المفتوح، ولكن ليس بشكل مطلق، أي لا يجب على المسئول أن يشرع أبوابه
أمام المرؤوسين في جميع الأوقات والظروف. ويوضح أن من سلبيات بعض المسئولين فيما يتعلق
بقنوات الاتصال أنهم يتركون هذه القنوات مفتوحة أمام البعض من المرؤوسين فيما يغلقونها
أمام آخرين، فيما يتبع بعض المسئولين أسلوب المظهرية مثل الرغبة في مشاهدة الآخرين
ينتظرون خارج مكتبه رغبة في مقابلته فيما آخرون يشرعون أبوابهم على مصاريعها مما يؤدي
إلى إضاعة الوقت وفقدان المقدرة على تحقيق الأهداف الإدارية المهمة.
وأكد الدكتور إبراهيم شيحا أهمية أن يتبع الرئيس سياسة معتدلة ومنصفة ومتساوية العلاقة
مع جميع الموظفين من دون تمييز بين واحد وآخر وأن ينظم وقته لحل المشاكل الإدارية المهمة
في العمل. { القرارات الإدارية في مجملها تستهدف تنظيم سير العمل في المؤسسات فيتحمل
القائد الإداري مسئولية صنع القرارات التي تمكنه من تحقيق الأهداف المرسومة للمؤسسة،
ولكن في الكثير من الأحيان تصطدم هذه القرارات بتجاوزات ومخالفات مثل الفسادين الإداري
والمالي، فكيف يستطيع القائد معالجة ذلك والتصدي له؟ أولا يجب على القائد أن يعرف مكمن
الخلل وأوجهه في الجهاز الإداري الذي يقوده، يقول الدكتور إبراهيم شيحا ويضيف ان تحقيق
ذلك يتأتى من خلال مساعدة المسئولين الأدنين؟ بحيث يقومون بالتبليغ عن المشاكل الإدارية
وأوجه الخلل كي يستطيع القائد في المنصب الأعلى القضاء على الخلل والفساد وبالتالي
يتمكن من وضع الحلول لمعالجتهما. التصدي للخلل وأضاف أنه من المهم أن تكون الرقابة
مستندة إلى معايير موضوعية وشخصية وأن يتمتع المدير بحاسة إدارية تزيد على الحواس الخمس
بحيث يستطيع تعرّف المشكلات قبل وقوعها وتعرّف أوجه الفساد المنتشرة مثل الرشوة وإهدار
المال العام والبعد عن المنافقين من المرؤوسين، إذ يعتبر النفاق بمثابة المرض المنتشر
على المستويات العليا في الإدارة. ومن أوجه النفاق هذه، يقول الدكتور إبراهيم شيحا
نجد أن بعض الموظفين ينافقون المسئول فيما يتعلق بالقرارات التي يتخذها فيعمدون إلى
مدحها خلافا للواقع والحقيقة والغرض من ذلك هو التسلق والتقرب إلى المسئول على حساب
مصلحة المؤسسة التي يعملون فيها. { إذا كانت قنوات الاتصال بين الرئيس الإداري والمرؤوسين
ضرورة لإدارة المؤسسة التي يعملون فيها وتكوين علاقة عمل صحيحة فإن هناك ربما عوامل
مؤثرة أخرى للوصول إلى صناعة القرارات الناجحة في الإدارة، فما هي هذه العوامل أو السبل
وهل توجد نواح سيكولوجية لذلك؟ ان من المهم أن يصدر المدير قراراته وهو في حالة نفسية
جيدة وألا يكون متأثرا بعوامل شخصية وأن يكون هدفه هو الصالح العام من وراء اتخاذ أي
قرار، يؤكد المستشار القانوني للمجلس الأعلى للمرأة ويضيف أنه إذا كان المدير يغلب
مصالحه الخاصة على المصلحة العامة فالأفضل أن يتخلى عن مقعده فورا.
أما ما يتعلق بالنواحي السيكولوجية لصناعة القرار، فيؤكد الدكتور إبراهيم شيحا أهمية
أن يشارك القائد المرؤوسين في صناعة القرارات وإعلامهم فور اتخاذ القرار. ويقول ان
هناك نماذج إدارية حققت نجاحات كبيرة في مجال قيادتها الإدارية تأتي على رأسهم صاحبة
السمو الشيخة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة رئيسة المجلس الأعلى للمرأة التي كان له دور
بارز في صناعة القرارات المجتمعية والأسرية.
مرسوم
بتعيين أمين عام للمجلس الأعلى للمرأة
مرسوم
بتعيين نائب لأمين عام المجلس الأعلى للمرأة
أمر
أميري بإنشاء المجلس الأعلى للمرأة
أمر
ملكي بتعيين أعضاء المجلس الأعلى للمرأة
أمر
أميري بتعيين أعضاء المجلس الأعلى للمرأة
أمر
ملكي بإعادة تعيين أمين عام المجلس الأعلى للمرأة
أمر
ملكي بتعيين مساعد أمين عام المجلس الأعلى للمرأة
أمر
ملكي بتعيين معاونين لأمين عام المجلس الأعلى للمرأة