جريدة الخليج الاحد 22 من
فبراير 2009م العدد 11293
في مؤتمر المواطنة
وتكافؤ الفرص
د. حسن مدن: حق كل المواطنين متساو في الصحة والسكن والتعليم والعمل
كتب: مكي حسن
بمشاركة واسعة من ست جمعيات سياسية، عقد مؤتمر المواطنة وتكافؤ الفرص تحت شعار «بالمواطنة
الكاملة نقضي على التمييز ونحقق مبدأ تكافؤ الفرص« وذلك بفندق الدبلومات مساء امس.
وقد شمل برنامج المؤتمر تقديم ست أوراق عمل، كانت الأولى بعنوان «مقومات المواطنة ومعوقاتها«
للأستاذ عبدالله جناحي من جمعية وعد، وعقب عليها الدكتور علي محمد فخرو، تلتها الورقة
الثانية بعنوان «المواطنة في ضوء الشريعة السماوية السمحاء« للشيخ عبدالله الصالح من
جمعية العمل الإسلامي، وعقب عليها المحامي عبدالله الشملاوي، فيما كانت الورقة الثالثة
للأستاذ محمود القصاب من التجمع القومي بعنوان «المواطنة الكاملة
وعلاقاتها بالحريات في ضوء المواثيق الدولية«، وعقب عليها الأستاذ محمود حافظ.
أما
الجلسة الثانية فقد شملت تقديم الورقة الرابعة، بعنوان «التحديات والمخاطر التي تعترض
طريق المواطنة« قدم الورقة النائب البرلماني خليل المرزوق من جمعية الوفاق، وعقب عليها
الأستاذ عبدالنبي العكري، أما الورقة الخامسة، فعنوانها «دور مؤسسات المجتمع المدني
في تعزيز مبدأ تكافؤ الفرص«، قدمها النائب السابق عبد النبي سلمان، وعقبت عليها الصحفية
لميس ضيف، فيما كانت الورقة الأخيرة (السادسة) بعنوان «تجارب ناجحة للمواطنة وتكافؤ
الفرص«، قدمت هذه الورقة الأستاذة زهراء مرادي وعقبت عليها الأستاذة فاطمة فيروز.
وألقى
الدكتور حسن مدن الامين العام للمنبر التقدمي كلمة بالنيابة عن الجمعيات الست التالية:
الوفاق، وعد، العمل الإسلامي، المنبر التقدمي، التجمع القومي، الإخاء، أوضح فيها أن
الهدف من إقامة هذا اللقاء هو تسليط الضوء على مشكلة يعاني منها المجتمع البحريني،
ووضع حلول وتصورات عملية في وقت يمر فيه الوطن بتطورات سياسية واقتصادية تواجه عملية
الإصلاح السياسي الرامي لتحقيق المشاركة الشعبية في الحياة الديمقراطية.
وأضاف أننا
في مؤتمر اليوم لا نريد ان نتناول مفهوم المواطنة القانوني بقدر تسليط الضوء على التجسيد
الحقيقي لمعاني ومفاهيم المواطنة والديمقراطية وبما يحقق تكافؤ الفرص والمساواة بين
المواطنين البحرينيين بعيدا عن انحداراتهم الدينية والقومية، وهدينا في ذلك الحس الوطني
المبني على النظرة الإنسانية الشاملة.
واختتم كلمته، مؤكدا حق المواطن في الخدمات الطبية
والسكن والعمل على قدم المساواة، منوها بان الحوارات التي تجري، والتوصيات التي يخرج بها المؤتمر ستكون عونا للجهات الرسمية في وضع لبنات قوية، نأمل من الدولة الاستماع
لهذه التوصيات بما يحقق سبل معالجتها.
ومن ناحية أخرى، ألقى الدكتور علي محمد فخرو
كونه (ضيف المؤتمر) كلمة، جاء فيها أن مفهوم المواطنة قد اختلف عليه المفكرون والمحللون
السياسيون، وأن المواطنة مثل الديمقراطية لها حدود دنيا وليس لها حدود عليا، فالمواطنة
كلمة أو مفهوم ينمو مع نمو المجتمعات، ويتقدم بسمو الإنسان، والرقي بالأمم الى مراتب
متقدمة، وقال إن ولاء المواطن الكامل للوطن مقابل حصوله على الأمن والحماية من ذلك
الوطن، وقال: هذا التعريف يرفض الولاء للقبيلة أوالمذهب أوالحزب أوالجيش.
وتابع عندما يصبح الوطن واحة آمنة للمواطن، وتطوره وتفاعله، يشعر المواطن بأهمية
الوطن، ومن هنا تأتي أهمية إتاحة الفرصة للمواطن في المشاركة في التشريعات ووضع القوانين
ومناقشة القرارات، خلافا لما تنتشر الأمية، وتحتكر السلطة، وتنتشر الوجاهة والتمييز
على اسس العرق والانتماء السياسي، في هذه الحالة تفرغ المواطنة من معانيها الحقيقية
ومضامينها.
وأشاد بما جاء في دستور البحرين من مواد، وما جاء في ميثاق العمل الوطني
من نصوص ومواد لصالح الوطن والمواطن، توجت هذه النصوص بتوجهات جلالة الملك الإصلاحية
التي أكدت ممارسة المواطن وحقه في الانتخاب، وممارسة الحريات التي أتيحت له، وأشار الى أن المشكلة ليست في مفهوم المواطنة بقدر عدالة ممارسة المواطنة، وأخلاقية تطبيقها.
ودعا الى أهمية استخدام العقل والحكمة والتعلم من دروس التاريخ في معالجتنا لأي قضية
في مجتمعنا البحريني، متمنيا للمؤتمر ان يخرج بتصورات تخدم هذا الوطن العزيز على الجميع.
كما ألقى إبراهيم بشمي (عضو مجلس الشورى) ورئيس تحرير صحيفة الوقت، كلمة في المؤتمر
تساءل فيها كيف نستبعد الآخرين إذا فاضت أكوابنا أكثر مما في داخلنا؟ وواصل، كيف نتحدث
عن الحوارات، ونحن نلغي الآخرين، وكيف نتحدث عن رفضنا للتمييز، ونحن نمارس التمييز
والمذهبية والقبلية؟ وكيف نطالب بأجندة وطنية، وكل واحد منا له أجندته الخاصة؟ وتابع
كل يوم يرضع طفل حليب الحقد،(لكنه لم يوضح اين يرضع هذا الطفل) وكيف نأمن الآخرين،
ونحن نخافهم ولا نثق فيهم؟ وكيف يستقيم الظل والعود أعوج؟ وتطرق الى دور الاعلام في
تعزيز وتعميق روح المواطنة وما يجب ان يكون عليه، من خلال نقل الحقيقة والصدق في الرواية،
والولاء للوطن، والكتابة باستقلالية، ودعا الى ان تكون الصحافة منبرا للنقد العام،
وليس معولا للهدم، وتمنى ان تعالج إشكالية مفهوم المواطنة وترسيخ مبادئ المواطنة، ومعالجة
هذه الإشكاليات التي تطفو بين الحين والآخر؟ بعد إلقاء الكلمات، بدأت جلسات عرض أوراق
العمل الست، قراءتها، ثم التعقيب عليها، وبعدها تليت مسودة التوصيات التي خرج بها المؤتمرون
حول موضوع المواطنة والفرص المتكافئة في المجتمع البحريني.
واختتم مؤتمر «المواطنة
وتكافؤ الفرص« أعماله التاسعة مساء امس، واصدر عددا من التوصيات تطالب الجهات الرسمية
بضمان سيادة القانون، وحرية الفكر والمعتقد، والمشاركة السياسية الواسعة لكل أفراد
المجتمع البحريني ومكوناته وذلك ضمن مبدأ تكافؤ الفرص.
كما طالب المشاركون بنشر ثقافة
الحوار والتسامح والتعايش السلمي والشفافية، وضمان تمتع البحريني بالجنسية وعدم إسقاطها،
وتعزيز دور المرأة في المجتمع، بالإضافة الى المطالبة بإعادة النظر في المناهج الدراسية،
وتوجيهها ضمن ما يعزز الوحدة الوطنية والتلاحم المجتمعي، وما يتطلب ذلك من انشاء هيئة
وطنية لمكافحة التمييز.
كما شملت التوصيات مطالبات بحرية الصحافة والمواقع الإلكترونية،
وضرورة العمل على تحقيق حقوق المواطن الواردة في الدستور البحريني وميثاق العمل الوطني،
بالإضافة الى المطالبة باعتماد مبدأ الكفاءات العلمية والمهنية في مؤسسات الدولة، وتوسيع
العلاقات مع مؤسسات المجتمع المدني من جمعيات مهنية وحقوقية ونقابات عمالية، والمطالبة
بتطبيق المواثيق الدولية التي وقعت عليها مملكة البحرين.

دستور
مملكة البحرين