الوسط - العدد 2431 الاحد
3 مايو 2009 الموافق 7 جمادى الاولى 1430 هــ
في ذكرى اليوم العالمي
لحرية الصحافة
صحافيون بحرينيون يدعون لترسيخ «المسئولية الوطنية» في الأداء المهني
الوسط - محرر الشئون
المحلية
يتفق الكثير من الصحافيين والكتاب البحرينيين، على أن من الضرورة بمكان أن تلعب الصحافة
المحلية دورها الوطني في القيام برسالتها وفقاً للمسئولية الوطنية لخدمة المجتمع، وفي
هذا الإطار، يتقدم مفهوم الصالح العام والعمل لتقديم مصلحة الوطن والمواطن في الخطاب
الإعلامي والصحافي تحديداً، والتأكيد على ضرورة أن يكون هذا التوجه نابعاً من قناعات
تهدف إلى تحقيق المصلحة العليا للوطن وتعزيز النسيج الاجتماعي وخدمة التنمية والبناء
وتعزيز الممارسة الديمقراطية وحرية التعبير والرأي بعيداً عن الأهداف الفئوية السلبية
أحمد جمعة: هناك تفاوت في مستوى الصدقيّة في هذا الاتجاه،
يرى الكاتب بصحيفة «الأيام»
أحمد جمعة، أنه بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، لابد بدايةً من القول أن هناك
الكثير من المكتسبات التي حققتها الصحافة البحرينية والإعلام الوطني، وأن هناك مؤشراً
تصاعدياً من ناحية الحريات وتطور استخدام التقنيات بل وعلى مجمل أصعدة العمل الإعلامي
والصحافي، ولكن هناك تفاوتاً في مستوى صدقية الصحافة، ولا نستطيع أن نقول إن كل قلم
هو بالضرورة يتحمل المسئولية، ولا نستطيع القول إن كل الصحف على ذات القدر من المسئولية،
فهناك تفاوت وهذا أمر طبيعي ويخضع للجانب النسبي في تقدير العملية، لكننا نأمل أن تكون
حرية القلم وشرف الكلمة وصدقية الشعارات هو ما يميز الصحافة البحرينية.
وزاد قوله :»صحيح عندنا حرية صحافة، لكن ما فائدتها إذا لم تمارس دورها بنزاهة؟ ولعلني
أقول، ونحن نتحدث عن الحريات، إن أغلب من يتحدثون عن الحريات هم آخر من يقدرها حق قدرها!
وهناك تقييد في كثير من الأمور، ولذلك المسائل كلها نسبية، لكن نأمل أن تكون المرحلة
المقبلة هي مرحلة اختبار حقيقي للمهنة الخطرة والحساسة والمسئولة وهي مهنة الصحافة.
سوسن الشاعر: أنا ضد الخطاب المؤدلج - تنظر الكاتبة بصحيفة «الوطن» سوسن الشاعر إلى
المسئولية الوطنية من باب المسئولية الوطنية، وتسوق مثلاً بالقول إننا دائماً ما نوصي
الطالب بأنه إذا كان يحب وطنه فعلاً فعليه أن يجتهد في تحصيله الدراسي، ومن هذا المفهوم
البسيط، يمكننا القول إنه من باب أولى، أن نقول للإعلاميين والصحافيين إنهم إذا كانوا
يحبون وطنهم ويسعون للصالح العام، وإذا كانوا يريدون بناء صناعة صحافية، فلابد من الحرص
على المهنية، والالتزام بأخلاقيات المهنة.
وتشير الشاعر إلى أن المهنية لها معايير لا يجب أن يتم التنازل عنها، بل يتطلب ذلك
التشديد عليها والارتقاء بها، وتقول: «أنا ضد الخطاب المؤدلج، فالتعدد في الآراء مطلوب
وهذا إثراء لكل طرح يتناول قضايا الوطن والمواطن بالمصداقية والمهنية العالية، حتى
وإن اختلفنا في آرائنا، لكن لو التزم كل منا بهذه المعايير، ستجد المتلقي ينال الفائدة
من التزام الصحافة بالمبادئ الأخلاقية والمهنية، ولا يرى معركة أمامه بين صح وخطأ وملائكة
وشياطين وإنما تنوع مقبول لدى الكل».
قاسم حسين: مسئولية الدفاع عن الحرية والعدالة والمساواة الكاتب في صحيفة «الوسط»
قاسم
حسين يقول: المسئولية الاجتماعية مفهوم واسع وفضفاض، والصحافة البحرينية لا تعيش اليوم
في برج عاجي، فهي تعكس تيارات فكرية وسياسية وقوى اجتماعية مختلفة، ومن الطبيعي أن
تعكس ما يمور به المجتمع من تناقضات وتضارب مصالح وخلافات.
هذه هي النقطة التي يجب أن نقر بها لكي لا نذهب إلى تعريفات خيالية للمسئولية الاجتماعية
في مجال الصحافة.
وفي مجتمعٍ يتمتع بدرجةٍ عاليةٍ من الحيوية والحراك السياسي، وله تجارب وتاريخ طويل
في الكفاح منذ ثمانين عاماً، من أجل الحرية والعدالة الاجتماعية والمساواة والتمثيل
الشعبي... في مثل هذا المجتمع يجب أن لا نضيق ذرعاً بتنوع الآراء، وهي واحدة من أكبر
التحديات التي ستواجه البحرين.
من هنا فإن من أكبر مصاديق المسئولية الاجتماعية الدفاع عن حرية الرأي والتعبير والدفاع
عن قيم الحرية والعدالة، ومحاربة التمييز والعنصرية المبطّنة ومحاولات تفتتيت المجتمع
إلى كيانات معزولة ومتنافرة.
هذا إذا كنا نحلم ببناء دولة القانون والمؤسسات، التي يُحترم فيها الانسان ويعامل على
أساس المواطنة والكفاءة وليس على أساس الولاء السياسي أو التصنيف الطائفي والعرقي والقبائلي.
حافظ عبدالغفار:بعيداً عن «ثقافة الكراهية» يركز رئيس الشئون العربية والدولية بصحيفة
«الوطن» حافظ إبراهيم عبدالغفار على أنه ليس بخاف على أحد الدور الكبير الذي تلعبه
وسائل الإعلام عموماً، والصحافة تحديداً في سبيل إذكاء الوازع الوطني لدى الأفراد وأطياف
المجتمع في مختلف الأوطان.
وفي هذا الصدد، حري بنا أن نستحضر المضامين والقيم السامية المتعددة التي تضمنتها الكلمة
التي وجهها العام الماضي عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة (بمناسبة اليوم
العالمي لحرية الصحافة)، حيث جسدت الكلمة السامية في مجملها رؤية جلالته الثاقبة والعصرية
للدور الوطني للصحافة والصحافيين، انطلاقاً من أهمية دور الصحافة باعتبارها أحد أهم
مقومات حماية أمن الوطن والحفاظ على وحدة نسيجه الاجتماعي، فضلا ًعن أنها أحد معالم
وركائز المشروع الإصلاحي الرائد والشامل الذي تعيش مملكة البحرين في كنفه منذ تولي
جلالته مقاليد الحكم.
ويواصل حديثه: هناك نقطة مهمة لا ينبغي إغفالها، ألا وهي ضرورة أن تلعب الصحافة دورها
الوطني في تمتين أواصر التلاحم الوطني، بعيداً عن نشر ثقافة الكراهية والتعصب، والحرص
على الارتقاء برسالتها الإعلامية بما يحقق المصلحة العليا للوطن، ويحافظ على النسيج
الاجتماعي أمام أية تحديات.
ويضيف عبدالغفار... من الواجب هنا أن يتم التأكيد في هذا المجال على ضرورة أن ترتقي
وسائل الإعلام والصحافة بالخطاب الإعلامي العام إلى مستوى المسئولية الوطنية التي تخدم
التنمية والبناء، وتعزز الديمقراطية بعيداً عن المهاترات والنظرات الضيقة.
في الوقت ذاته يتعين على الجسد الصحافي ضرورة العمل في سياق الصحافة الحرة والمستقلة
لتكون مهنة الصحافة سنداً ودعماً للمشروع الإصلاحي من خلال العمل من أجل الوصول دائماً
إلى الحقيقة وعرضها بموضوعية بعيداً عن التعصب، هذا من جانب... ومن الجانب الآخر يتعين
أن تكون الصحافة الوطنية بحق بمثابة المرآة الصادقة التي تعكس حقيقة التحولات المتواصلة
التي تشهدها المملكة على كل الأصعدة، ولتكون أيضاً أداة فاعلة لتنمية المجتمع والدفاع
عن قيم الحرية والعدالة والمساواة والتصدي لكل التحديات وحماية منجزات ومكتسبات الوطن.
مريم الشروقي: عندما نقف بجانب المجرمين والمدمنين نعي تماماً ما قادتنا إليه أقلامنا
الكاتبة الصحافية في صحيفة «الوسط»
مريم الشروقي تقول: «إنه ومن واقع تجربتي في ميدان
الصحافة، أرى أن البحرين مازالت تخطو خطوات بطيئة نحو حرية الصحافة، إذ أصبحت الصحف
تراقب أخبارها، وأصبح الكتّاب مطوقين من تحت الطاولة في كتابة ما يجدونه مهماً في حياة
المجتمع البحريني، حتى لا يجرجروا إلى النيابة العامة ومن ثم إلى المحاكم الجنائية
الكبرى، وما حدثَ لي شخصياً مع ديوان الخدمة المدنية، لهو دليل قوي على تراجع حرية
الصحافة حيناً بعد حين، فعندما نقف بجانب المجرمين والمدمنين، نعي تماماً ما قادتنا
أقلامنا إليه من مصير، ولكن في مرارته حلاوة وشعور بطعم الحرية، التي تسعى بعض مؤسسات
الدولة إلى خفتها وتكبيلها.
وتواصل الشروقي: «إننا لسنا ضد إقامة الدعاوى على من يخون بلده أو يدّعي كذباً على
بعض الشخصيات، ولكننا ضد من يقف حجر عثرة على من ينتقد إيجابياً، ليوصل هموم الناس
إلى الحكومة، فالصحافي والصحافة ما هما إلا مجهر يُخرج المشكلات إلى الرأي العام، فتُعالج
المشكلات وفقاً لحجمها ومدى تأثّر المجتمع بها».
وتختم كلامها بتمنٍ أن تخطو البحرين خطوات أكبر في حريات الصحافة، وأن تفتح المجال
للصحافيين بأن يبدوا رأيهم بلا خوف أو توتّر من أن يكونوا مراقبين في كل كلمة يريدون
منها صلاح الشأن العام.
كما تتمنى أن يتم تغيير قانون (47) للعام 2002، الذي يحد من حرية الصحافة والصحافيين،
ويجعلهم في مصيدة مسئولي الدولة، الذين لا يلتزمون بالقانون.
محمد الساعي: لملمة شمل المجتمع المتشرذم يعتقد محمد الساعي، الصحافي بصحيفة «أخبار
الخليج» أنه في شأن التساؤل عن المسئولية الوطنية للصحافة، فإن أفضل من أجاب على هذا
التساؤل هو عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عندما لخص الدور الوطني
المطلوب من الصحافة في خطاباته بأنها «تقود الحوار وتحافظ على مقومات الوطن ووحدته
من خلال السعي للوصول إلى الحقيقة وعرضها بموضوعية بعيداً عن التعصب والاختلافات، كما
أنها المعيار الحقيقي لقياس التحولات التي يشهدها الوطن والمرآة التي تعكس مقدار التفاعل
مع قضاياه، فضلاً عن إسهامها في تنمية المجتمع والدفاع عن قيم الحرية والعدالة والمساواة
والتصدي لكل التحديات وإيجاد الحلول الناجعة للصعوبات والعقبات وحماية منجزات ومكتسبات
الوطن.
وبالتالي، والكلام للساعي، يمكن تلخيص مسئولية الصحافة إزاء الوطن بـ «حماية الوطن
من كل ما من شأنه أن يمس سيادته ووحدته أو يؤثر على منجزاته».
لذلك، في تصوري، فإن أكبر مسئولية وطنية ملقاة على عاتق الصحافة في هذه المرحلة بالذات
هي لملمة شمل المجتمع المتشرذم، ولعلها هي الأقدر من غيرها على ذلك، فهذه المسئولية
الوطنية تدعوها لأن تكون وقبل القيام بدورها التثقيفي والإخباري، أن تكون أداة للتقريب
ونبذ الخلافات وخصوصاً السياسية والمذهبية، ولكن مما يؤسف له أن صحافتنا في كثير من
الأحيان تنتهج مساراً مجانباً لهذا الدور تماماً! حتى بات البعض منها منبراً طائفياً
أو بوقاً سياسياً، والأسوأ من هذا وذاك، أن بعض الصحف صارت أشبه بالهراوة التي تضرب
زميلتها، وتتصيد لها انطلاقاً من منطلقات طائفية بحتة أو سياسية خالصة! وهذا ما يفقدها
بالطبع تأثيرها الإيجابي على المجتمع، لأن قوة دورها الوطني منوط بجانبين أساسيين هما
احترام الصحافة لنفسها بالمقام الأول، وما يعنيه ذلك من التزام بالمسئوليات الوطنية،
واحترامها لمواثيق الشرف الصحفية وماتحويه من مبادئ أساسية للعمل الصحافي.
دستور
مملكة البحرين
قانون
الصحافة
مرسوم
بقانون بشأن تنظيم الصحافة والطباعة والنشر
مرسوم
بقانون رقم (47) لسنة 2002 بشأن تنظيم الصحافة والطباعة والنشر
مشروع
قانون تعديل بعض أحكام قانون تنظيم الصحافة
الدستور
يؤكد أن الصحافة الحرّة إحدى دعائم الديمقراطية
مراسلون
بلا حدود قلقة بشأن قصور تعديلات قانون الصحافة