جريدة الأيام - الأحد 18 أكتوبر2009
مؤتمر التعليم يوصي بربط
مخرجات التعليم باحتياجات سوق العمل .. محمد بن عيسى: إشراك صناع القرار في المؤتمر
القادم ولا لخصخة التعليم في البحرين
كتب - خليل الزنجي
كشف الشيخ محمد بن عيسى الرئيس التنفيذي لمجلس التنمية الاقتصادية عن استمرارية اقامة
مؤتمر مشروع التعليم في السنوات القادمة واعتباره حدثا سنويا عالميا مشيرا الى ان المؤتمر
الثاني القادم سنطلب فيه اشراك صناع القرار فيه لضمان تنفيذ ما يطرح من افكار وايصالها
اليهم لاتخاذ مايرونه مناسبا في سبيل الرقي بالعملية التعليمية ، كما اكد ان اجندة
المؤتمر القادم ستكون اوضح ، وتابع ان الآراء التي طرحها الخبراء هي موضع اهتمام القادة
وصناع القرار في المنطقة لتسريع وتيرة التنمية البشرية والاقتصادية في العالم، مؤكداً
على ضرورة إنشاء تجمع دولي يضم خبراء ومشتغلين في مختلف تخصصات القطاع التعليمي. وكان
الرئيس التنفيذي لمجلس التنمية الاقتصادية قد عقد مؤتمرا صحافيا صباح امس تطرق فيه
الى الانفاق الحكومي على التعليم في البحرين حيث اشار الى ان الانفاق بلغ 14% مؤكدا
ّان المهم ليس بالكم وانما بكيفية صرف هذه الميزانية بما يخدم العملية التعليمية” مؤكدا
رفضه الى خصخصة التعليم باعتباره مصطلحا خطيرا،مشددا في الوقت نفسه على ان الفجوة بين
التعليم الخاص والعام بدأت بالتقلص بعد التطور في جودة التعليم الحكومي. قد انهى مؤتمر
مشروع التعليم الاول اعماله يوم امس بمركز الشيخ عيسى الثقافي بالجفير على مدار يومين
من المناقشات المستفيضة وورش الاعمال التي اقيمت خلاله وشارك فيه نحو 300 مشارك من
65 دولة من مختلف قارات العالم لعرض تجاربهم وافكارهم. وقد اوصى المشاركون في المؤتمر
بأهمية التنبه إلى جودة المخرج التعليمي وقياسه مع ما تنفقه الأنظمة السياسية من أموال
وتخصص له من موازنات آملا في تهيئة أجيال قادرة على التعاطي مع تحديات المستقبل والدخول
في سوق العمل. وقد بدأت الجلسة في اليوم الثاني للمؤتمر بعرض تجربة سنغافورة في مجال
التعليم المهني حيث قدمها د.لو سونغ سنغ من مؤسسة ITEES في سنغافورة حيث اكد اهمية
التدريب المهني ورواجه في الدول التي تنشد التقدم العلمي وتوفير فرص عمل افضل لمواطنيها
،وفي هذا السياق اشار سنغ الى ان عدد طلاب التدريب المهني قد زاد بنسبة 90% من الخريجين
وقد ساهم التدريب في حصولهم على وظائف تناسبهم، مطالبا بنقل هذه الصور الى الدول الاخرى
للاستفادة منها،واثر ذلك تحسنت صورة النمطية للتدريب في الذهنية العامة الى 60% خلال
9 سنوات بفضل البرامج الدعائية الموجهة والتي بدات منذ عام 98 ولفت سين غالي ضرورة
بناء الاقتصاد على اساس المعرفة كما تم استعراض تجربة فنلندا في موضوع التعليم حيث
اكدت احصائيات ان 26% من خريجي التعليم العالي في فنلندا يرغبون في التدريس، بينما
اشار مشارك من بنجلاديش في مداخلة له ان بلاده تعاني من مشكلة ترك المدرسين لوظائفهم
بعد فترة من عملهم. ثم بدأت بعد ذلك ورش عمل على شكل مجموعات ناقشوا خلالها مشروع التعليم.
كما اوضح اهمية المؤتمر الذي يأتي في اطار الرؤية الاستراتيجية للمملكة 2030 حيث نأمل
الاستفادة من وجود خبراء التعليم من65 دولة تشارك في المؤتمر لاثراء العمل والخطط المستقبلية
بما ينسجم والرؤية الاقتصادية للبلد ،معربا في الوقت عن شكره لوزارة التربية والتعليم
على وجودها المميز بمشاركة 30 من الكادر التعليمي والاداري والذي لاشك سينعكس هذا المؤتمر
على ادائهم وتطورهم المهني ،وبالتالي ضمان وجود خريجين مؤهلين للدخول الى سوق العمل
. وفي هذا السياق ذكر الشيخ محمد بن عيسى ان مشكلات التعليم في العالم شبيهة بالمشاكل
التعليمية في البحرين مما اعطى الثقة في نفوس القائمين على الهيئة التدريسية بالمدارس
ان الاشكالية ليست محصورة ببلد معين ،مما يشكل الدافع للمزيد من العطاء التعليمي بكل
ثقة واطمئنان. واشار رئيس الى ان اصلاح التعليم هو عملية مستمرة وانه يجب النظر في
المشاريع التعليمية كل اربع سنوات بسبب التطور الكبير الذي احدثته تقنية التكنولوجيا
وسرعة انتشار المعلومة والان اصبح الطلبة يعرفون اشياء قد لايعرفها المعلم مما يعني
ان التعليم يواجه تحدياً كبيراً ليس في الكمية وانما في الجودة. واعتبر الشيخ محمد
بن عيسى ان المبدأ الاساس في عمل مجلس التنمية الاقتصادية هو تحقيق رؤية البحرين 2030
مؤكدا على قول جلالة الملك ان اهمية التنمية تكمن في تحقيق ما يفيد المواطن،و في هذا
الاطار نعمل على تمكين المواطنين البحرينيين ليصبحوا اداة فعالة وبناءة في المجتمع،
لافتا الى ان ما سيصدر من المؤتمر من توصيات سيتم مناقشتها والنظر في تطبيقها بما يتلاءم
مع المناخ الاجتماعي في المملكة. وحول عملية اصلاح التعليم في البحرين بما يتناسب مع
متطلبات سوق العمل لمواجهة بطالة الخريجين قال الرئيس التنفيذي لمجلس التنمية الاقتصادية
ان هذا الموضوع له تراكمات تاريخية بسبب عدم الربط بين مخرجات التعليم وسوق العمل،اما
الان فلنكن واقعيين ونقول بان عدد العاطلين الجامعيين لايشكل الرقم الكبير بعد ان تقلص
مستوى البطالة في البحرين الى ادنى مستوياتها ،وهذا ما تؤكده الاحصائيات الرسمية لوزارة
العمل عن معدل البطالة الشهري في المملكة. وعن ما يتردد عن تخصيص التعليم قال الشيخ
محمد بن عيسى « من وجهة نظري الشخصية فانا لست من مؤيدي خصخصة التعليم ،خصوصا ان الدستور
يقر بان توفر الدولة التعليم مجانياً للمواطنين»، معتبرا مصطلح خصخصة التعليم بانه
مصطلح خطير، مستدركا «انه لكي نرقى بالتعليم العام او الخاص يجب تحسين جودة التعليم
وهذا ما عملت لاجله الحكومة ووزارة التربية والتعليم »،مشيرا الى ان الفجوة بين التعليم
الخاص والعام بدأ ت تتقلص بفعل اهتمام القيادة بتطوير التعليم في البحرين . واوضح ان
البحرين لاتواجه اليوم مشكلة في كمية الاعداد التي تدخل المدارس لان هذا الامر تم تجاوزه
،بل اليوم الحديث هو عن جودة التعليم ،مؤكدا ان البحرين تعتبر من البلدان المتطورة
في مجال التعليم. وعن زيادة الانفاق الحكومي على التعليم قال الشيخ محمد بن عيسى «لا
احد يعترض على زيادة الانفاق في التعليم ـ وفي البحرين 14% من الموازنة تذهب الى التعليم
،ولكن المسألة كيفية الاستفادة من الانفاق، اي موضوع ميزانية التعليم يجب ان يكون بالكيف
لا بالكم».