جريدة أخبار الخليج - الأحد 8 نوفمبر 2009م العدد 11552
وزير التربية لـ"أخبار الخليج": بيان أوجه القصور في المؤسسات التعليمية يهمّنا أكثر
من الإيجابيات
كتب: عبدالله الأيوبي
قامت وزارة التربية والتعليم بتشكيل فريق عمل في الوزارة لإعداد خطة استراتيجية لرفع
الكفاءة الإنتاجية للمؤسسة المدرسية، وتم تكوين فرق المساندة الفنية لدعم وتطوير المدارس
والذي سمي لاحقا بفريق مشروع التدخل والمساندة لدعم المدارس ذات الأداء المتدني، مشيرا
إلى أن الفريق قام في البداية بقياس التطور الذي حصل في المدارس التي جاء تقييمها بمستوى
غير ملائم في مراجعة أدائها من قبل هيئة ضمان الجودة، وعددها 5 مدارس تم تقييمها في
العام الدراسي 2007/2008م، وكذلك المدارس التي جاء تقييمها بوجه عام بمستوى مرضٍ لكن
توجد بها بعض المجالات بمستوى غير ملائم.
وأضاف في تصريح خاص لـ''أخبار الخليج'' أن المقيّمين الخارجيين اتبعوا معيارا ذا خمس
درجات لتقييم المدارس بناءً على التقدم والتطور، حيث بين التقييم إحراز تقدم "متميز"
بما يعني أن الإجراءات التي اتخذتها المدرسة قد أدت إلى تحسينات ملموسة وهي ذات آثار
واضحة يمكن رؤيتها في جميع أنحاء المدرسة. تقدم "جيد" أي أن الإجراءات التي اتخذتها
المدرسة واضحة وأدت إلى تحسن في معظم الجوانب المرتبطة بقضية أساسية. وتقدم "مرضٍ"
إذا كانت المدرسة قد اتخذت إجراءات إيجابية فيما يتعلق بهذه المسألة.
وأشار إلى أن عشرين مدرسة تشارك اليوم في برنامج تحسين أداء المدارس والنتائج مبشرة
استنادا إلى الخبرة التي تعلمناها من تجربة العام الماضي في تحسين أداء عشر مدارس،
حيث نتولى اليوم نقل اثر هذه التجربة الناجحة إلى مدارس أخرى، وأن ما نتحدث عنه في
هذه المرحلة هو مستوى آخر من الأداء العالي الذي يجب أن تصله المدارس، وأستطيع أن أقول
مطمئنا، إنه بفضل هذه الثقافة التقويمية التي نسعى إلى تعزيزها وترسيخها في المدارس
الحكومية، وبفضل ثقافة النقد الذاتي التي نعمل على أن تتحول إلى ممارسة يومية، وبفضل
جهود التدخل والدعم التي تقدم للمدارس المحتاجة إلى ذلك، فهناك دلائل واضحة على بداية
التحسين، ولو "البسيط"، إلا أن الرحلة مازالت طويلة والطريق الذي يجب قطعه طويل ويجب
أن نتحلى بالصبر والقدرة على الاستمرار في التطوير والإصرار عليه.
وقال وزير التربية والتعليم انه بناء على زيارات التقييم والمتابعة، أعد المقيّمون
تقارير عن التقييم للمداس، وفي ضوء ذلك قامت الوزارة بعمل خطة تشغيلية للتدخل والدعم
من قبل فريق المشروع للمدارس لتقييم التطور في المدارس التي جاء تقييمها في فاعلية
المدرسة بوجه عام بمستوى غير ملائم بعد مراجعة أدائها من قبل هيئة ضمان الجودة في العام
الدراسي الماضي 2008/2009م، كما تم إعداد دليل استرشادي يفيد سائر المدارس في التقييم
الذاتي وتطوير الأداء، كما تم تحديد عدة جوانب مهمة لقياس أداء المدارس، منها القيادة
المدرسية، وطريقة تنفيذ المناهج، والتحصيل الدراسي للطلبة، ومدى إمكانية التحسن في
المستقبل، بالإضافة إلى مستوى الرضا بين الطلبة وأولياء الأمور.
وأضاف أن الوزارة أصبحت لديها فكرة واضحة حول خارطة الأداء في المدارس التي تم تقييمها،
كما أصبح واضحا لدى المدرسة ما هو مطلوب منها للارتقاء بأدائها، وما هو مطلوب من أجهزة
الوزارة لتكون قادرة على تقديم الدعم المطلوب للمدارس للوصول بها إلى مستوى الأداء
المطلوب، ومن أوجه الاستفادة من تقارير هيئة ضمان الجودة أيضا أننا تعرفنا على مواطن
النقص في خمس مدارس فشكّلنا فريقا للدعم والتدخل والمساندة لمساعدتها على الارتقاء
بالأداء، وبالفعل فإن المدارس عندما قدم لها الدعم الذي تحتاجه أبدت تحسنا في جوانب
محددة، بل وبدأت تقوم بتجربة داخلية لتقييم أدائها.. إنها تجربة متميزة وتحتاج إلى
وقت لتبرز نتائجها الإيجابية.
وأوضح الدكتور ماجد النعيمي أن تقارير هيئة ضمان الجودة أصبحت بالنسبة الى الوزارة
أداة مهمة للمراجعة والتقييم والتطوير، بل إن بيان أوجه القصور أصبح يهمّنا أكثر من
بيان الإيجابيات، حتى يتم التدخل لدعم المدارس ومساندتها لتصل إلى المستويات المطلوبة،
موضحا أن مشروع تطوير التعليم والتدريب الذي يستمد دعمه من قيادة بلدنا العزيز، ينفذ
حاليا بالتعاون الكامل مع مجلس التنمية الاقتصادية وبالاستفادة من بيوت خبرة عريقة
وذات كفاءة عالية، وانطلاقا من تجارب ومعايير عالمية، حيث إننا بدأنا من حيث انتهى
الآخرون في مجال تطوير التعليم وتحسين الأداء، لذلك فكلّي ثقة وقناعة بأن هذا الجهد
سوف يؤدي حتما إلى تحقيق نقلة نوعية في التعليم من حيث جودة المخرجات، واعتقد أن هيئة
ضمان الجودة التي يشمل عملها التعليم العام والتعليم العالي معا والمعاهد التدريبية،
سوف تسهم بشكل أكيد في حفز التعليم والتدريب على الارتقاء بمستويات أدائه، وقد تم تطبيق
مثل هذه الآلية في الدول المتقدمة وحققت نتائج ملموسة يشار إليها اليوم بالبنان.
وقال إن الحديث عن تطوير التعليم ليس مجرد حديث عن تقدم منشود من المجتمع والدولة فحسب،
إنه حديث عن عصب التنمية، بما يدعونا جميعا إلى تجنيد أنفسنا لبذل المزيد من الجهد
لتحقيق أهدافنا الوطنية في هذا المجال، وبما يتفق مع أهداف رؤية البحرين الاقتصادية
2030م.
وحول ابرز النتائج التي تحققت خلال العام الدراسي الماضي الذي شهد أو ل تجربة منهجية
لتحسن أداء المدارس المطبق في عشر مدارس حكومية قال الوزير إن أبرز النتائج المتحققة
في مدارس التجربة العشر المطبقة للمشروع تتمثل في نشر ثقافة قياس الأداء العام في المدارس
وإنشاء قاعدة بيانات محوسبة موحدة بين المدارس، واستخدام بطاقة القياس، التي تعتمد
ثمانية مؤشرات رئيسية في أربع مجالات، وتدريب كل العاملين بمدارس التجربة على تطبيق
المشروع وفق الأهداف الرئيسية المحددة، وتدريب المدارس على التحليل العلمي والتربوي
لبطاقة القياس، هذا بالإضافة إلى إدراج نتائج التحليل في الخطة التشغيلية، ومراجعة
الأداء لبيان أثر التحسين.