جريدة أخبار الخليج - الأحد 22 نوفمبر 2009 - العدد 11566
8 مرشحات بحرينيات لانتخابات 2010 5 مرشحات للمجلس النيابي و3 للبلدي الدراسات تؤكد
تقاعس المرأة.. وعدم ترشحها إلا في آخر لحظة
أعلنت 8 شخصيات نسائية بحرينية عزمها دخول الانتخابات النيابية والبلدية المقبلة ليشكلن
ما نسبته 6% فقط من إجمالي عدد المرشحين الذين أعلنوا ترشيحهم لانتخابات .2010 بالمقابل
أظهرت إحصائيات الموقع الإلكتروني (البحرين 2010) المتخصص في شؤون الانتخابات البحرينية
أن نسبة المرشحين الرجال وصلت إلى 94% وهو ما يمكن أن يعكس طبيعة تشكيلة المجالس البلدية
والمجلس النيابي في تشكيلته المقبلة ليسيطر الرجال على معظم مقاعده.
وكان العديد من الدراسات والأبحاث قد أشارت إلى أن تأخر المرشحات في إعلان ترشيحهن
بفترة مبكرة كان عائقاً سلبياً في الفوز خلال انتخابات العامين 2002 و.2006
فقد أشارت دراسة حديثة للمجلس الأعلى للمرأة بعنوان "المرأة البحرينية في انتخابات
2006 الفرص والتحديات" إلى أن أحد أسباب إخفاق المرأة البحرينية هو ضعف تواجدها على
الساحة الانتخابية قبل موعد الترشيح بفترة معقولة، واقتصار تركيزها على أنشطة الدعاية
في وقت الانتخابات فقط.
فيما نوهت دراسة للدكتورة مي العتيبي كانت بعنوان ''المرأة والتواصل والانتخابات النيابية
في البحرين'' إلى جملة من الأخطاء التي ارتكبتها المرشحات المستقلات أبرزها التأخر
في عملية حشد الأصوات مبكراً، أي ترغيب الناخبين والناخبات في التصويت لصالح مرشحة
معينة، داعية في ذات الوقت المرشحات إلى العمل المبكر والانخراط في الأنشطة الاجتماعية
في دوائرهن.
وأضافت العتيبي: "مسألة إعلان تأخير الترشح يعد مثار شكوى من جانب المرشحات والناخبين
على حد سواء، فقد كان الناخبون من جهة لا يعرفون شيئاً عن شخصية المرشحات ويجهلون طبيعة
القضايا المطروحة، ومن جهة ثانية، انتشرت الدعاية (المجحفة) ضد المرشحات".
وأشارت الإحصائيات إلى أن 4 مرشحات حسمن ترشيحهن مبكراً للانتخابات المقبلة (مرشحات
مؤكدات)، فيما لا يزال ترشيح النصف الآخر من المرشحات غير مؤكد (مرشحات محتملات).
واحتلت محافظة المحرق المرتبة الأولى في أعلى عدد من المرشحات، إذ سجل موقع (البحرين
2010) 3مرشحات في المحافظة، وهن: الدكتورة أنيسة فخرو (الدائرة السابعة) للانتخابات
النيابية، وصباح الدوسري (الدائرة السابعة) للمقعد البلدي، وبدرية علي (الدائرة الثامنة)
للمقعد البلدي في نفس المحافظة.
وجاءت محافظتا الوسطى والجنوبية في المركز الثاني بالتساوي، إذ سجلت كل محافظتين مرشحتين
لكل منهما، إذ أعلنت كل من النائب الحالي لطيفة القعود (الدائرة السادسة) إعادة ترشحها
للمقعد النيابي مجدداً، وأمل شريدة (الدائرة الأولى) للمقعد النيابي للمنافسة على مقعد
الدائرة ضد النائب السلفي المستقل الشيخ جاسم السعيدي الذي يمثل الدائرة في مجلس النواب
على مدى فصلين تشريعيين (8 سنوات).
وفي المحافظة الوسطى فقد أعلنت كل من فوزية زينل (الدائرة الثامنة) ترشحها للمقعد النيابي،
وكشفت لطيفة البونوظة (الدائرة التاسعة) ترشحها للمقعد النيابي لتواجه رئيس مجلس النواب
خليفة بن أحمد الظهراني.
بينما جاءت محافظة العاصمة أخيراً بمرشحة واحدة فقط، حيث أعلنت جميلة السماك ترشحها
في الدائرة الثانية، فيما خلت المحافظة الشمالية من أي مرشحات حتى الآن.
وتشكل الناخبات في البحرين في آخر انتخابات في 2006 اكثر من نصف عدد الناخبين، اذ ارتفع
عدد الناخبات في الانتخابات الماضية 51% مقارنة بـ 7،47% عام 2002، الا انه لم يصل
إلى المجالس التمثيلية سوى النائبة لطيفة القعود في .2006
وذكرت دراسة حديثة أن المجتمع البحريني لديه استعداد كبير لقبول ترشح المرأة نفسها
في الانتخابات وهو ما ظهر في نتيجة مسح ميداني كشف عن تأييد 1،74% من المواطنين لدخول
المرأة في الانتخابات بالترشيح، في حين رفض 1،24% مسألة ترشح المرأة، الأمر الذي يكشف
قدرة المرأة على الفوز في الانتخابات البلدية والنيابية خلال الاستحقاق الانتخابي في
2010 إذا تجاوزن المعوقات التي مرّت بها المرأة البحرينية في التجربتين السابقتين.
وتحظى المرأة في البحرين بمكانة متميزة في المجتمع المحلي، فرغم أن نسبتها محدودة بحسب
آخر تعداد سكاني شهدته البلاد في عام 2001، حيث تشكل 9،30% من إجمالي عدد السكان، فإن
لها حضورها الواسع في مختلف المجالات، وكذلك في الحياة العامة، كالتعليم والصحة والقطاع
الخاص، أو العمل التطوعى من خلال تأسيس وتفعيل أنشطة الجمعيات النسائية وصولاً إلى
المشاركة السياسية، حيث يجيز الدستور مشاركتها السياسية عبر التصويت والترشيح. كما
استطاعت أن تتبوأ حقائب وزارية عدة في مجالات الثقافة والإعلام والصحة والتنمية الاجتماعية،
بالإضافة إلى المناصب الدبلوماسية في الخارج. وتنص المادة الأولى من دستور المملكة
على أن "للمواطنين رجالاً ونساءً حق المشاركة في الشؤون والتمتع بالحقوق السياسية بما
فيها حق الانتخاب والترشيح".
وفي 2006 أعلنت 18 سيدة ترشحهن للانتخابات النيابية مقابل 8 مرشحات في انتخابات عام
.2002 وفي الانتخابات البلدية ترشحت خلال 2006 خمس سيدات مقابل 31 سيدة ترشحن للانتخابات
البلدية في عام .2002
ورغم بدء الحراك الانتخابي، وموسم التحالفات السياسية والمفاوضات على القوائم لانتخابات
2010 البلدية والنيابية، وإعلان عدد كبير من المرشحين عزمهم دخول الانتخابات المقبلة،
فإنه يبدو أن الجمعيات النسائية مازالت بعيدة عن هذه الأجواء، حيث أعربت أكثر من جمعية
نسائية عن عدم نية عضواتها في الترشح، بينما ذكرت جمعيات أخرى مساهمتها غير المباشرة
في دعم النساء المرشحات.
وفي حين لم تستعد الجمعيات النسائية حتى الآن للانتخابات المقبلة، فإن المجلس الأعلى
للمرأة الذي تترأسه قرينة العاهل بدأ مبكراً في أنشطة وبرامج خاصة لتأهيل المرأة للاستحقاق
الانتخابي نهاية عام 2010، وبدأ أولى خطواته الرسمية بدراسة بحثية حول الفرص والتحديات
التي تواجه المرأة البحرينية سياسياً، عقب ذلك تم تدشين ورش وبرامج تدريبية لتمكين
المرأة سياسياً، وذلك في خطوة عكست إدراك إدارة المجلس بضرورة التحرك المبكر لدعم المرأة
وزيادة حظوظها الانتخابية في الاستحقاقات المقبلة.