الوسط - العدد : 2637 - الأربعاء 25 نوفمبر 2009م
آغا: تحديات كبيرة أمام البحرين لمناهضة العنف ضد المرأة
الوسط - أماني المسقطي
أشاد المنسق المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في البحرين سيد آغا بالخطوات التي
تقوم بها الحكومة ومؤسسات المجتمع المدني باتجاه مناهضة العنف ضد المرأة، إلا أنه اعتبر
أن التحديات في هذا المجال لاتزال كبيرة، وتتطلب المزيد من العمل من جميع فئات المجتمع
البحريني، ليس فقط على صعيد مناهضة العنف ضد المرأة، وإنما حتى على صعيد تمكين المرأة
سياسيّا واقتصاديّا.
وأوضح آغا أن شبكة رجال من أجل مناهضة العنف ضد المرأة التي شكلها برنامج الأمم المتحدة
الإنمائي تأتي في إطار الحملة التي أطلقتها الأمم المتحدة، وتم تدشينها قبل يومين في
مقر الأمم المتحدة بنيويورك، لافتا إلى أن إنشاء هذه الشبكة يأتي بعد أن تبين أن الجهود
التي تُبذل في مناهضة العنف ضد المرأة غالبا مّا تتم من قبل المنظمات النسائية، وأن
فاعلية هذه الحملات تتوقف على مدى تفاعل الرجل معها، ومن هنا كانت الدعوة إلى إنشاء
شبكة رجال ضد عنف المرأة.
وقال: «أثناء تشكيل الشبكة في البحرين حرصنا على أن يكون أعضاؤها هم الأشخاص الذين
يحترم المجتمع وجهات نظرهم ولهم كلمة مسموعة، ويمثلون الحكومة والسلطة التشريعية والإعلام
ورجال الدين».
وتابع أن «دعوة هذه الشخصيات للعمل في إطار الشبكة يأتي لإيماننا بأن كل واحد منهم
يمكن أن يمارس دوره في خلق وعي لدى الأشخاص بمسئوليتهم الاجتماعية والدينية تجاه المرأة،
وذلك من أجل وقف العنف ضد المرأة على مختلف الأصعدة، بما في ذلك العنف الممارس ضد المرأة
في العمل، وذلك من أجل ضمان حقوق المرأة الاقتصادية والاجتماعية».
وأكد آغا أن الشبكة تعمل في إطار خطة عمل تستمر حتى يوليو/ تموز 2010، وستركز على خلق
الوعي بحقوق المرأة وبضرورة وقف العنف الممارس ضدها، وخصوصا في أوساط الشباب، وذلك
من خلال عقد الدورات التدريبية والمحاضرات لطلبة الجامعات كإحدى الفئات المستهدفة لعمل
الشبكة.
واعتبر آغا توقيع أعضاء البرلمان البحريني وثيقة مناهضة العنف ضد المرأة، التي سترفع
إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد
المرأة، هو من أهم الخطوات التي قامت بها الشبكة حتى الآن.
كما أشار إلى أن الجزء الآخر من خطة عمل الشبكة يركز على تزويد أعضاء الشبكة بالمعلومات
والقوانين والنظم المعنية بمناهضة العنف ضد المرأة، وذلك من أجل تزويدهم بالخلفية القانونية
في هذا الإطار، والتي تمكنهم من الترويج لفكرة مناهضة العنف ضد المرأة كلٌ في القطاع
الذي يمثله.
وكشف آغا عن توجه الشبكة إلى تفعيل دور رجال الدين لطرح مسألة مناهضة العنف ضد المرأة
في خطب الجمعة وذلك كإحدى خطوات رفع الوعي الاجتماعي بشأن هذه المسألة.
أما بشأن الخطوات التي قامت بها الحكومة ومنظمات المجتمع المدني على صعيد مناهضة العنف
ضد المرأة، فقد قال: إن «من الواضح أن الحكومة البحرينية قامت بعدة خطوات على هذا الصعيد،
وخصوصا من قبل المجلس الأعلى للمرأة من خلال ما يقدمه من برامج الدعم على صعيد التمكين
الاجتماعي والسياسي والاقتصادي للمرأة، كما أن هناك حراكا ملحوظا على صعيد منظمات المجتمع
المدني، إلا أنه لاتزال هناك حاجة إلى القيام بالمزيد».
واعتبر آغا صدور قانون أحكام الأسرة بشقه الأول، من شأنه أن يخفف من حالات العنف الممارس
ضد المرأة، آملا في أن يتبع ذلك صدور الشق الثاني من القانون، باعتبار أنه يوفر الأدوات
القانونية التي ترشد القضاء ومختلف المؤسسات المعنية في قضايا الأسرة، وهو ما يساعد
على تحسين الأوضاع بالنسبة إلى المرأة.