جريدة الأيام - الاثنين 4 يناير 2010م
التمهين ضروري ليكون المعلم قادراً على مواكبة التطوير.. وزير «التربية» لـ « الايام
»: زيادة الرواتب لوحدها ليست كافية للارتقاء بجودة التعليم
كتب - عادل مرتضى:
أكد د. ماجد بن علي النعيمي وزير التربية والتعليم بأن زيادة الرواتب لوحدها للمدرسين
والمدرسات ليست كافية للارتقاء بعملية التعليم في المدارس، لأن هذه العملية مركبة من
عدة عناصر، تدخل فيها كفاءة الذي يتصدى لمهنة التعليم، وتشمل الكفاءة المعرفية والتطبيق
العملي والمهارات التواصلية والقيم والخصائص الشخصية، وكذلك مدى استعداد الشخص الذي
يترشح لهذه الوظيفة للعمل ضمن سلك التدريس من حيث الإيمان بقداسة وأهمية الرسالة التربوية،
ومن حيث حبه لهذه المهنة. وفي حديث لـ “الأيام” أوضح الوزير بأن العنصر المكمل لهذه
العملية تكمن في المكانة التي يحظى بها المعلم داخل المنظومة الاجتماعية من حيث التقدير
والتوقير والاحترام، هذا فضلاً عن المردود المالي المنصف الذي له دور في تحقيق الرضا
الوظيفي المنشود. وبين د. النعيمي بأنه قد تم فتح باب الترقي لزيادة درجات شاغلي الوظائف
التعليمية، بالإضافة إلى الزيادة العامة في الرواتب والتي شملت المعلمين أيضا، مبينا
بأن الوزارة تبذل كل جهد ممكن لتعزيز وتحسين أوضاع المعلمين على الصعيدين المهني والوظيفي،
باعتبارهم عماد تطوير التعليم. ولفت وزير التربية إلى أن عدد منتسبي الوزارة من شاغلي
الوظائف التعليمية والإدارية والفنية والخدمية يتجاوز 17 ألف موظف وموظفة، من بينهم
أكثر من 12 ألف معلم ومعلمة، وهو ما يطرح على الوزارة باستمرار تحدي التدريب والتمهين
المستمرين لكافة فئات الموظفين، وفي مقدمتهم المعلمين، لأنه بدون تدريب وتمهين لا يكون
المعلم قادرا على مواكبة التطوير المنشود والمستمر في العملية التعليمية خاصة في ظل
تنفيذ الوزارة حاليا لبرنامج تحسين أداء المدارس. وأشار وزير التربية إلى أن خطة تطوير
التعليم قامت على أساس الارتقاء بالمعلم أولاً، لان تطوير المناهج والبيئة المدرسية
لوحده لا يكفي للارتقاء بمخرجات التعليم، مبينا بأن مفتاح تطوير التعليم هو المعلم،
وعليه تضمنت مبادرات المشروع الوطني لتطوير التعليم والتدريب ومبادرة إنشاء كلية البحرين
للمعلمين كأولوية لتكون أداء من أدوات النهوض بإعداد المعلمين وتأهيلهم وتمهينهم، واستقطاب
أفضل العناصر. وذكر د. النعيمي بأنه منذ البداية كان هناك إدراك تام لأهمية تعزيز وضع
المعلم الوظيفي والمادي بمنحه الدرجة التي تحقق الرضا الوظيفي، معربا الوزير عن اعتقاده
بأن رواتب العملين حالياً بعد ما أجري عليها من تعديل وتطوير وتحسين بفضل الدعم الذي
تتفضل به القيادة الحكيمة قد أصبحت معقولة، خاصة بعد تطبيق المرحلتين الأولى والثانية
من كادر المعلمين الجديد الذي يربط بين التمهن والترقي الوظيفي. واكد بأن المعلم سيظل
على الرغم من كل المتغيرات في المعرفة وآليات انتقالها العمود الفقري الذي يقوم عليه
التعليم، لا بوصفه مصدر المعرفة أو ناقلا لها وإنما باعتباره أولاً وقبل كلّ شيء مربياً
للأجيال ونموذجاً للاستقامة والقدوة الحسنة. وأوضح الوزير بأنه إذا كان بإمكان الطالب
اليوم أن يصل إلى مصادر المعرفة بسرعة هائلة ومن دون الحاجة إلى المعلم في كثير من
الأحيان، فإنّ الطالب سيظلّ في حاجة إلى المعلم المرشد لخرائط المعرفة ودليلاً في دروبها
الوعرة، يأخذ بيد الطالب ويُعينه على كيفية الاستفادة من هذه الأكوام الهائلة من المعرفة
التي تتزايد في كمّها ووتيرتها كل يوم. وعن تجربة الوزارة في مجالي التدريب التمهين
أوضح الوزير، بأن لدينا تجربة طويلة في هذا المجال، فقد قمنا بالكثير من لدراسات ونظّمنا
العديد من المؤتمرات والدورات حول تطوير التعليم، وتبيّن لنا بما لا يدعُ مجالاً للشك
أنّ أكبر الميزانيات وأضخم الإمكانيات وأفضل المناهج لا يمكنها وحدها أن تحقّق التطوير
المنشود في التعليم ما لم يتوافر إلى جانبها المعلم الكفء المؤهل تأهيل تربوياً كافياً
والمتمهّن والمحب لعمله والمؤمن برسالته بوصفه مربّيا. وذكر بأنه من هذا المنطلق قامت
الوزارة باستحداث كادر جديد للمعلمين يقوم أساساً على ربط الترقّي الوظيفي والمادّي
بالتدريب والتمهين، فبقدر ما يحقّق المعلم التنمية المهنية، يحصل على الترقية إلى الوظائف
الأعلى، فضلاً عن التحسّن المستمرّ في دخله المادّي، كما قمنا على هذا الصعيد أيضاً
بإنشاء كلية البحرين للمعلمين بالاستفادة من الخبرة الدولية في هذا المجال والتعاون
مع المعهد السنغافوري للتعليم، وذلك لتكون كلية للنخبة التي تجذب أفضل الخرّيجين وتُعدّهم
وفق أحدث المناهج والبرامج الأكاديمية وتعتمد في طريقتها على المزج بين التدريب الميداني
والتكوين الأكاديمي. وأكد وزير التربية الاهتمام بالمعلمين العاملين في الميدان ومتابعة
نموّهم المهني بالتدريب وإعادة التدريب في إطار خارطة مهنية معلومة بشكل مسبق حتى تصبح
مهنة التعليم مهنة تخصّصية احترافية شأنها في ذلك شأن المهن الطبية والهندسية، فالمعلّم
الذي لا يطوّر أدواته، ولا يجدد معارفه، ولا ينمّي مهاراته، لن يكون بوسعه أن يعلّم
كما ينبغي، بل إن الطالب قد يتفوّق عليه في بعض الأحيان.