البحرين - جريدة الايام
-الأثنين 6 سبتمبر 2010 الموافق 27 رمضان 1431هـ العدد 7819
جلالته يؤكد أن القانون فوق الجميع وأحكام الشريعة الإسلامية تحرم العنف والإرهاب
.. الملك:
الذين اعتبروا أن العفو دليل على أنهم فوق القانون فهم مخطئون
أكد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة أن الأحداث الأليمة التي شهدتها
مملكة البحرين الآمنة المطمئنة في الفترة الأخيرة هي نوع من الخروج عن الجماعة
والفتنة والعدوان والإرهاب وهي أمور محرمة شرعاً وغريبة عن شعب البحرين ودخيلة عليه
ومنافية لأخلاقه النبيلة وطباعه الأصيلة.
وقال جلالته في كلمة سامية وجهها مساء امس الى المواطنين بمناسبة العشر الأواخر من
شهر رمضان وقرب حلول عيد الفطر المبارك انه إذا كان بين ظهرانينا أفرادا يتنكرون
لهذه المبادئ القرآنية ويضعون أنفسهم في موضع من يحمل لواء الاختلاف والفتنة ويسعى
في الأرض فساداً بارتكاب أعمال العنف والشغب والإرهاب فإن أحكام الشريعة الإسلامية
جاءت واضحة في تحريم ذلك.
وأضاف حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة: كنا نراقب هذه الأعمال ونتخذ
الإجراءات القانونية اللازمة ضد مرتكبيها ولم تخلُ مراقبتنا من عفو على أمل أن
يعودوا إلى رشدهم ويتجهوا لصالح الأعمال كغالبية هذا الشعب الكريم، لكنهم اعتبروا
أن العفو عما عملوا من مخالفات وتجاوزات دليل على أنهم فوق القانون فواصلوا حتى
التدريب على كل أنواع التخريب، وما يحزننا أنهم مخطئون واجتنبوا طريق الصواب.
وفيما يلي نص الكلمة السامية التي وجهها صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة
إلى المواطنين بمناسبة العشر الأواخر من شهر رمضان وقرب حلول عيد الفطر المبارك:
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه
ومن والاه،
أيها المواطنون الكرام الأعزاء، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد، نهنئكم
تهنئة قلبية صادقة بهذه الأيام المباركة ولياليها العشر الأواخر، في هذا الشهر
المبارك، كما نهنئكم بمناسبة قرب حلول عيد الفطر المبارك، أعاده الله على الجميع
بالأمن والأمان والعز والرخاء، والتوفيق لما يحبه ويرضاه.
ولا شك أنكم بإيمانكم القوي، وضميركم النقي، تدركون أن الإسلام الذي هو دين البر
والإحسان، هو في نفس الوقت دين الأمن والسلام، وتحريم العدوان، ودين الطاعة
والولاء، والإخلاص والوفاء لله ولرسوله، وأولي الأمر الذين قلدهم الله أمانة السهر
على أمن المواطنين وراحتهم وسعادتهم.
وإننا لنحمد الله تعالى لنا ولكم شعبنا العزيز، إذ وفقنا سبحانه للالتزام بأخلاق
الإسلام السمحة، فكنا وما زلنا متشبثين بمبادئ الأخوة والوحدة، والتضامن والتآزر،
والتعاون والتراحم، والسلم الاجتماعي، والأمن الجماعي، والابتعاد عن الفتن ما ظهر
منها وما بطن، وترك ما يؤدي إلى الفتنة من الشقاق والتنازع والاختلاف عملاً بقول
الله تعالى: (واعتَصِمُوا بحَبْل اللهِ جَمِيعاً ولا تَفَرقَّوا واَذْكُرُوا
نِِعْمَة اللهِ عَليْكُمْ إذْ كُنَتُمْ أعْدَاءَ فأَلَّف بَيْنَ قلُوبكُم
فأصْبحَتُّمْ بِنعْمَتِهِ إخْوَانَا وَكْنتُمْ عَلى شفَا حُفرَةٍ مِنَ النَّار
فأنقذكُمْ مِنهَا كَذِلِكَ يُبَيَّنُ اللهُ لكُمْ آياتِهِ لعَلّكُمْ
تَّهْتَّدُونَ)، وقوله تعالى (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم).
وإذا كان بين ظهرانينا أفراد يتنكرون لهذه المبادئ القرآنية، ويضعون أنفسهم في موضع
من يحمل لواء الاختلاف والفتنة، ويسعى في الأرض فساداً بارتكاب أعمال العنف والشغب
والإرهاب، فإن أحكام الشريعة الإسلامية جاءت واضحة في تحريم ذلك.
وكذلك جاء القانون الذي هو فوق الجميع لحماية كيان المجتمع والدولة، وحفظ الأمن،
ونشر الطمأنينة والسلام.
إن الأحداث الأليمة التي شهدتها مملكتنا الآمنة المطمئنة في الفترة الأخيرة هي نوع
من الخروج عن الجماعة والفتنة والعدوان والإرهاب وهي أمور محرمة شرعاً، وغريبة عن
شعب البحرين، دخيلة عليه، منافية لأخلاقه النبيلة، وطباعه الأصيلة، كما أن الذين
حرضوا عليها لم يقرأوا عواقب ما يؤدي إليه التحريض من تلك الأحداث، ولم يضعوا في
حسبانهم أنهم من حيث لا يشعرون أساؤوا لأنفسهم بدلاً من أن يُحسنوا إلى وطنهم
وآبائهم وأمهاتهم بالعمل والرزق الحلال.
وكنا نراقب هذه الأعمال ونتخذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد مرتكبيها، ولم تخلُ
مراقبتنا من عفو على أمل أن يعودوا إلى رشدهم ويتجهوا لصالح الأعمال كغالبية هذا
الشعب الكريم، لكنهم اعتبروا أن العفو عما عملوا من مخالفات وتجاوزات دليل على أنهم
فوق القانون، فواصلوا حتى التدريب على كل أنواع التخريب، وما يحزننا أنهم مخطئون
واجتنبوا طريق الصواب.
وإننا إذ نحسن الظن بكل من لم يغتر بدعوة هؤلاء، ولم يتبعهم في طريق الضلال، لنرجو
ونتوقع أن يقف الجميع في وجه كل من يريد سوءاً بوطننا العزيز، ووحدة شعبه، وسلامته
وأمنه واستقراره، وأن يتجند الجميع لحماية هذا الوطن من الفتنة وشرورها، ويقف وقفة
رجل واحد في وجه العنف والإرهاب بجميع أشكاله والتشبث بما في ديننا الحنيف من مبادئ
السماحة، والمودة، والإخاء، والسلم، والرحمة، والتعاون، ووحدة الصف، واجتماع
الكلمة، وطاعة الله ورسوله وأولي الأمر مصداقاً لقول الله عز وجل (يَا أيْهَا
الَّذِينَ آمَنْوا أطِيعُوا الله وَأطِيعُوا الرَّسُولَ وَأولِي الأمر مَنكُمْ).
ونحن بحمد الله وحسن عونه وتوفيقه، كنا وما زلنا متيقظين منتبهين إلى كل ما يهدد
أمن واطمئنان شعبنا ومملكتنا، وساهرين على ضمان الاستقرار والازدهار لبلدنا، قائمين
بحق رعاية الأمانة التي تحملناها بعزم لا يلين، وإرادة لا تستكين.
وإننا في نفس الوقت سوف نواصل مسيرة البناء والنماء، ومخططات الإصلاح، ودعم أسس
دولة الحق والقانون والديمقراطية، وحقوق الإنسان والازدهار الاقتصادي والاجتماعي
والثقافي.
لذلك صح عزمنا على توجيه السلطة الحكومية المسؤولة عن الشؤون الدينية إلى إيلاء
مزيد من العناية لمنابرنا الدينية، والحرص على أن لا يعتليها إلا من تتوفر فيه
الكفاءة العلمية اللازمة، والمواطنة الصالحة، والخلق الحسن، ولزوم الجماعة، والتشبع
بالوسطية والاعتدال، ونبذ العنف وذلك ضمن برنامج شامل لإصلاح الحقل الديني، ويجعلها
منارات تشع بالإيمان والتقوى وتقود الإصلاح وتدفع عجلة التنمية وترص الصفوف وتنشر
المحبة والمودة بين الناس، وتبني صروح المستقبل.
ومن الواجب على رجال الفكر والعلم والثقافة، ورجال الفنون، والآداب، ومنظمات
المجتمع المدني في بلادنا أن يتناولوا قضايا المجتمع ذات الأبعاد الدينية، بما يفتح
لشبابنا آفاق الفهم السليم، ويقرب الشقة بين المذاهب الإسلامية، ويمد الجسور بين
الحضارة الإسلامية، والحضارات الأخرى في بوتقة الحضارة الإنسانية الجامعة.
وإن على رجال الفكر والثقافة أن يعملوا على التنظيم لمنظومة تربوية جديدة قائمة على
تفاعل المذاهب، وتعاونها وتقاربها، وعلى مبادئ في السلم، والمحبة، والاعتراف
بالآخر.
وهذه المعالجة الشمولية للموضوع من شأنها أن تحقق نتائج محمودة إذا شارك فيها
الجميع بإخلاص، وحسن نية، وسوف تكون تجربتنا إن شاء الله تجربة رائدة، ونكون قد
استفدنا من الأحداث وتفادينا أضرارها.
لقد استطاعت مملكة البحرين بحمد الله تعالى وحسن عونه وتوفيقه أن تبني صروحا شامخة
من الإنجازات في جميع الميادين الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وفي مجال حقوق
الإنسان وبناء دولة الحق والقانون.
وإن هذه المكاسب التي تحققت بفضل تعاون وتضامن الجميع ستستفيد منها الأجيال القادمة
من أبناء البحرين جميعاً دون تمييز من حيث الانتماءات الأسرية أو القبلية أو
الدينية.
وسنواصل العمل إن شاء الله بعزم وحزم لتحقيق كل ما يتطلع إليه شعبنا واضعين نصب
أعيننا المصلحة العليا للوطن، وسعادة ورفاهية أبنائه (إن أريدُ إلا الإِصْلاحَ مَا
استْطعْتُ وَمَا تَوْفِيِقي إلاَّ باللهِ عَليْهِ توكَّلْتُ وَإِليْهِ أنِيبُ).
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قانون
عقوبات البحرين
مرسوم
بقانون بإصدار قانون العقوبات
مرسوم
بقانون بتعديل بعض أحكام قانون العقوبات لسنة
سمو
رئيس الوزراء: التصدي للمحرضين ومواجهتهم بقوة القانون