البحرين -جريدة أخبار
الخليج -الأربعاء 8 سبتمبر 2010 الموافق 29 رمضان 1431هـ العدد 11856
رئيس
لجنة الأمن النيابية: فقدنا الثقة في الجمعية البحرينية لحقوق الإنسان
قال النائب الشيخ عادل المعاودة رئيس لجنة الشئون
الخارجية والدفاع والأمن الوطني بمجلس النواب إن المتابع لموقف الجمعية البحرينية
لحقوق الانسان من الأحداث الأخيرة، يجد أنها أصدرت خمسة بيانات (منشورة على موقعها
الإلكتروني)، منفردة أو مجتمعة، فضلا عن مؤتمر صحفي، وفي كل هذه الفعاليات قامت
بمهاجمة الاجراءات الأمنية هجوما شديدا واتهمت الجهات الأمنية بـ"اعتقال نشطاء
وحقوقيين" وتعذيبهم وخطف مواطنين وإخفائهم قسريا والتضييق على الحريات وغيرها من
تهم، ولكن ليس بين هذه الفعاليات ولا فعالية واحدة ولا بيان مستقل بذاته يدين أعمال
الحرق والإرهاب واستخدام قنابل المولوتوف رغم أنها انتشرت بشكل مخيف، وتصاعدت كثيرا
ووصلت لبعض الشوارع الرئيسية ببلادنا، وكانت تستدعي من الجمعية أن تبادر بنفسها،
وقبل حتى أن تصدر التوجيهات الملكية والإجراءات الأمنية، بإدانة هذه الأحداث
والمطالبة بإيقافها، ولكن للأسف لم تكن كل هذه الأحداث المهولة كافية في نظرها لكي
تدين هذه الأفعال بشكل مستقل وفي كلمات واضحة لا لبس فيها، حتى أصبحنا لا نعلم هل
تنتظر أن تحترق البلد بأسرها حتى نسمعها تقول شهادة حق!
إن الأدلة والشواهد على انتشار الحرق والتخريب وفيرة لا تخطئها العين، لدرجة أن
الجهات الأمنية، أو غيرها، ليست في حاجة إلى ابتداع مسرحيات أو تمثيليات لفبركتها
حتى تصمت الجمعية عن إدانتها، فصور المُلثمين وتسجيلاتهم وهم يُغلقون الشوارع
ويحرقون إشارات المرور ومحطات الكهرباء ويلقون المولوتوف على الشرطة وسيارات
المارّة أذيعت بالتلفزيون ووسائل الإعلام وشاهدها مواطنون بأم أعينهم بل كاد بعضهم
يتضرر جسديا ويفقد حياته بسببها، ورغم ذلك لم تصدر الجمعية التي تدّعي الدفاع عن
حقوق الإنسان أي بيان مستقل يدين هذه الأحداث أو المحرضين عليها، كما لم تفعل بشأن
الاعتداء السافر على مدير تحرير صحيفة الوطن، بل صمتت صمتا معيبا وفاضحا وكاشفا،
واكتفى رئيسها بعد أن تصاعدت الضغوط والانتقادات وحفظا لماء الوجه، بكلمتين خلال
المؤتمر الصحفي أدان فيهما "العنف بكل صوره سواء كان من السلطة أو الشارع"،
و"الاعتداء على مدير تحرير الوطن"، ويا له من موقف قاصر معيب، أما باقي المؤتمر
فكالت فيه الجمعية الاتهامات بالاعتقال والخطف والتضييق و... و...، وقالت كلاما لا
يقوله إلا من هو مُسيس ومؤدلج لا يُغير قناعاته ولا تحيزاته مهما حصل، بل
الأيديولوجيا والدوجما تحكم عمله وتحدد تحركاته، وفي هذا فإن الحمولة المذهبية
تختلط بالموقف السياسي ويطغيان معاً على الجانب الحقوقي.
أكثر من هذا قامت الجمعية، في اجراء بات معروفا ومحروقا، بالاتصال بالجمعيات
الحقوقية الخارجية ليعيدوا إصدار نفس البيان تقريبا الذي أصدرته ودافعت فيه عن
المحرضين، ظنا منهم في موضوعيتها وعدالتها في الدفاع عن حقوق البشر، ولكنهم ولا شك
مخطئون، فالبشر عند الجمعية ليسوا سواء، بل هناك نوع محدد تنتفض الجمعية وتستنفر من
أجله وتتصل بالداخل والخارج بغض النظر عن صحة موقفه من خطأه، أما غيره من بني
الإنسان فلا تحرك الجمعية ساكنا حتى ولو تعرضت حياته للخطر، وهكذا بعد التحريض
والعنف والإرهاب، تقوم الجمعية بعملية إسناد منظمة، وتغطية وتبرير ودفاع شديد عن
الحرق والتخريب ببلادنا