البحرين- جريدة
الوسط - الثلاثاء 03 ذو الحجة 1431 الموافق 9
نوفمبر العدد 2986
توقعوا «تراجع» مكانة
البحرين في التقارير الدولية... في ذكرى «يوم الحرية»
حقوقيون: الإجراءات «المقيدة للحريات» مُقلِقة
الوسط – وسام السبع
أشار حقوقيون إلى أن «الإجراءات المقيدة للحريات سيكون لها تأثير كبير على تصنيف
البحرين كبلد ساهم في تحسين أوضاعه الحقوقية». وقالوا إن «التوقعات تشير إلى تراجع
البحرين في الجانب الحقوقي عقب الحملة الأمنية الأخيرة في أغسطس/ آب الماضي».
وتزامنت هذه التصريحات مع احتفال دول العالم باليوم العالمي للحرية الذي يصادف 9
نوفمبر/ تشرين الثاني من كل عام.
وفي هذا السياق أوضح الأمين العام السابق للجمعية البحرينية لحقوق الإنسان عبدالله
الدرازي أن «هناك مساعي تقودها بعض الأطراف الرسمية (لم يسمّها) لحلحلة ملف الجمعية
البحرينية لحقوق الإنسان بعيداً عن المحاكم»، وقال: «نأمل أن تتكلل هذه المساعي
بالنجاح وأن تعود الأمور إلى نصابها الصحيح، ونحن متفائلون بهذه المساعي».
وأكمل الدرازي «أن مسألة الحريات سواءً كانت حريات شخصية أو عامة من المهم أن تكون
مكفولة، وهي حقوق مكفولة في دستور مملكة البحرين وتتضمنها الاتفاقيات الدولية
المتعلقة بحقوق الإنسان، ومسألة الحقوق منصوص عليها في كل دساتير الدول في العالم،
ولكن التباين يكمن في التطبيق، فهناك دول تتفوق على أخرى في مسألة صيانة الحريات
العامة والخاصة فيما نجد دولاً أخرى تمارس أشكالاً متفاوتة من التضييق على حرية
التعبير والمعتقد وتشكيل النقابات والجمعيات السياسية».
وتابع الدرازي «بحرينياً، هناك تراجع واضح في هذا الإطار، فمنذ الحملة الأمنية
الأخيرة في أغسطس/ آب الماضي التي كان من نتائجها اعتقال العشرات من المواطنين مع
ما شاب ذلك من انتهاك لحقوقهم وعدم الالتزام بالمادة 20 من الدستور من أن المتهم
بريء حتى تثبت إدانته والذي وجدنا له خروقات فاضحة فضلاً عن التضييق على المتهمين
في مسألة زيارات أهاليهم ووجود محام في جميع مراحل التحقيق».
وزاد «كما أن مظاهر التضييق على الحريات العامة شملت الجمعيات السياسية من خلال
إيقاف إصدار وسحب تراخيص نشرات بعض الجمعيات السياسية وخصوصا في فترة الانتخابات،
وهي فترة مهمة كان من الممكن أن توصل صوت هذه الجمعيات إلى الناس في هذا المنعطف».
وأضاف «كما أن المنع الرسمي للصحف المحلية من عدم الكتابة عن بعض القضايا أيضاً فيه
تضييق سافر على حرية التعبير، ومن هنا فإن البحرين شهدت تراجعاً كبيراً في الحريات
العامة سينعكس على التقارير الدولية التابعة لمنظمات الأمم المتحدة والمنظمات
الحقوقية التي ستصدر نهاية هذا العام، وهذا أمر ليس بالجيد وخصوصاً أن البحرين قطعت
شوطاً كبيراً في مسيرة الإصلاح وترتيب الأوضاع الحقوقية وهذا التراجع سيكون مضراً
بما تم إنجازه».
على صعيد متصل ذكرت الناشطة السياسية منيرة فخرو «جميل أن يكون هناك يوم عالمي
للحرية وخصوصاً أن البحرين تعيش عهداًَ إصلاحياً منذ عشر سنوات، وأعتقد أن المسيرة
الإصلاحية شابتها شوائب كثيرة في السنوات الأخيرة، وأتمنى أن تزول هذه الشوائب كي
لا تتعكّر المسيرة الإصلاحية، إذ لا يجوز اليوم في ظل ثورة الاتصالات التي يشهدها
العالم تقييد حرية انتقال المعلومة من خلال حجب المواقع الإلكترونية للجمعيات
السياسية وإيقاف نشرات بعضها الآخر، وموجة الاعتقالات الأخيرة، كل هذه الإجراءات
المفاجئة ستكون لها دون شك تداعيات سلبية على الصورة الإقليمية والدولية لبحرين
العهد الإصلاحي، ونأمل أن تزول كل هذه الإجراءات لنواصل مسيرة الإصلاح كما بدأناها».
وجاء خبر إعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما تاريخ سقوط جدار برلين بـ «يوم الحرية
العالمي» في أجواء الاحتفالية الكبيرة بالذكرى العشرين لانهيار جدار برلين الذي
انتهت بسقوطه الحرب الباردة وتوحدت ألمانيا ثم أوروبا في أواخر التسعينات.
وجدار برلين الذي يطلق عليه «جدار العار» بني العام 1961 لمنع مواطني ألمانيا
الشرقية الشيوعية من الفرار إلى الغرب.
وبموجب قرار رئاسي بتوقيع أوباما، أصبح يوم 9 نوفمبر من كل عام يوماً لإحياء ذكرى
الحرية الاحتفال باليوم العالمي للحرية.
من جهته لفت رئيس الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان (المستقيل) عضو الجمعية البحرينية
لحقوق الإنسان والناشط الحقوقي سلمان كمال الدين إلى أن «البحرين تشهد فعلاً تراجعاً
في مستوى الحريات، وهذا ينعكس ليس فقط على الإجراءات الرسمية في حق منظمات المجتمع
المدني أو الحريات الخاصة وإنما يشمل منظمات المجتمع المدني بذاتها، حيث بدأ
التراجع عن الشعارات التي ترفعها هذه المنظمات وهذا ما ظهر بشكل واضح في فترة
الانتخابات التي شابتها الكثير من مظاهر التنافس غير المهذب من قبل البعض».
وقال: تراثنا الديني والعربي مليء بالشواهد التي تمجّد الحرية، فالخليفة عمر الخطاب
(رض) يقول: «متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً؟»، ويقول الإمام علي
(ع): «إذا دعتك قدرتك على ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك». وأضاف كمال الدين «هذا
ما ينسجم مع رؤيتنا الأخلاقية والإنسانية، باعتبار أن الحرية كقيمة إنسانية هي
المساحة التي تشترك فيها البشرية جمعاء، وبهذه المناسبة العالمية أهنئ كل إنسان على
وجه البسيطة، وفي وطني أتمنى أن نشعر بالأمان والحرية، وأعزي كل إنسان في وطني إن
شعر بالاضطهاد والانتقاص من حريته».
وكان الرئيس الأميركي أوباما قال في بيان الإعلان عن قرار إعلان اليوم العالمي
للحرية إن «الستار الحديد الذي قسم أوروبا لعقود سقط ليدخل عصر جديد من الحرية
والتعاون. وفي هذه الذكرى، نتذكر أنه لا يوجد تحد أكبر من (قدرة) عالم متحد بهدف
مشترك». وأضاف «بعد عشرين عاماً، عالمنا صار أكثر تواصلاً من أي وقت آخر في تاريخ
الإنسانية». واعتبر أن «الحواجز التي تتحدى عالمنا اليوم ليست جدرانا من الأسمنت
والحديد بل تلك المتكونة من الخوف وعدم المسئولية وعدم الاهتمام». موضحاً أن «التاريخ
يذكرنا أنه يمكن هدم مثل هذه الحواجز لكن في المناطق التي مازالت توجب علينا أن
نعمل فيها مع كل الدول لتقوية المجتمعات المدنية ودعم المؤسسات الديمقراطية وسيادة
القانون ودعم عمليات الانتخابات الحرة والعادلة».
وأكد أوباما أن «الالتزام بهذه المبادئ في القرن الواحد والعشرين يتطلب التزاما
أميركيا متواصلا وقيادة قوية». وتعهد أوباما بالالتزام بهذه الأهداف، موضحا أنه «في
يوم الحرية العالمي، نحتفل بالديمقراطيات الناشطة في أوروبا الوسطى والشرقية ونحيي
حق مواطنيها لاختيار مصيرهم والمشاركة في نجاح دولهم المستقبلي