البحرين - جريدة الوسط - العدد
3011 السبت 04 ديسمبر 2010م الموافق 28 ذي الحجة 1431هـ
نقاط
التفتيش عند مداخل القرى أسلوب غير حضاري... في خطب الجمعة أمس:
رفض لقرار رفع الدعم عن المحروقات... ودعوات لأخذ العبرة من عام هجري مضى
الوسط - محرر الشئون
المحلية
تنوّعت الموضوعات التي تطرق لها أئمة وخطباء الجمعة أمس، فبعضها سياسي يتحدث عن توجهات
الحكومة برفع الدعم عن المحروقات، وأخرى عن الموقوفين ونقاط التفتيش عند مداخل القرى.
كما تطرق الخطباء إلى موضوع حقيقة الموت، وأهمية إدراكها والتوبة إلى الله، والامتناع
عن فعل المعاصي والمحرمات، وذلك أن هادم اللذات قد يأتي في أي لحظة، وتبقى الروح، فيصبح
العاصون نادمين على ما فعلوا.
وفي موضوع ديني آخر، تحدثوا عن العلاقة بين الإنسان ككائن بشري، والنخلة كواحدة من
أنواع النباتات والأشجار.
وفي موضوع عن علاقة العرب بإسرائيل، وموقف بعض الدول العربية والإسلامية مع الأخيرة،
لمد يد العون لها ومساعدتها على إخماد الحريق الذي نشب في جبل الكرمل.
ففي موضوع الموقوفين ونقاط التفتيش عند مداخل القرى، وصف إمام وخطيب جامع الإمام الصادق
(ع)، في الدراز، الشيخ عيسى أحمد قاسم، استمرار ما يجري عند مداخل القرى وفي طرقها
وبيوت أهلها بـ «مضايقات وإزعاج وإرهاب وإرعاب وإذلال، وضرب مبرح لبعض الصبية والشباب،
فهو أمر شاذ كل الشذوذ عما قد يدعى من فرض للأمن والضبط والانضباط، وعن التمدن والتحضر
والدّين والقيم والدستور والقانون، ومواصلة الاستمرار عليه استمرارٌ على إيذاء الشعب
وإهانته وإذلاله، وتحدث قاسم عن السجناء والموقوفين، وقال إن «سَجن الأعزاء ومحاكمتهم
إما أن يكون لأن لهم رأيا سياسياً يصرحون به كما يصرح به الكثيرون، وإن شهد التعبير
اختلافاً بدرجة وأخرى، مما لا يخرج إلى حد الثورة والانقلاب والفتنة العامة، ولا يطبعه
بطابع التمرد على أساس الحكم وثابت الميثاق والدستور، وقد تشذُ كلمةٌ هنا أو هناك عن
المألوف وما ينبغي أن يقال مما لا يمثل رأيا ثابتاً يعول عليه صاحب الكلمة، وهو ما
قد يحصل عند كل الأطراف».
وتابع «وإما أن يكون سجنهم ومحاكمتهم على أكثر من ذلك، وموضوع هذا السجن والمحاكمة
يحتاج إلى إثبات، والمُثبتُ لأي شيءٍ من ذلك لا يصح أن يكون في غرف التعذيب شرعاً وقانوناً
وعقلانياً وعلى مستوى كل العالم»، مضيفاً أن «في أول فرصةٍ أمكن للأعزاء أن يعطوا رأياً
حراً فيما نُسب إليهم، وذلك في قاعة المحكمة، نفوا هذه النسبة جزماً وإجماعاً وبوضوح،
وصرحوا بأن أي اعترافٍ من أحدهم بأي أمرٍ يُعاقب عليه القانون إنما كان تحت الإكراه،
وكشف من كشف منهم عن آثار تعذيبه».
وطالب إمام وخطيب جامع الإمام الصادق (ع)، في الدراز بـ «الإفراج عن السجناء والموقوفين،
وأن تتوقف المحاكمات، وأن تعاد لهم الحرية، وأن تأخذ العلاقة بين الحكومة والمعارضة
منحاً آخر يسهم فيه الطرفان ويكفل للبلد أمنها واستقرارها»، مضيفا أن «لابد من تبادل
الاحترام بين جميع المكونات، الشيء الذي لا يؤسس له التصلب في المواقف ولا يفتح بابه
وينتجه مثل الإفراج ورفع حالة التشنج والتفاهم على أوضاع علاقة سليمة قانونية تراعى
فيها كل الحقوق ويتم التوافق عليها».
رفع الدعم سيخلق كارثة للمواطن
وفي موضوع سياسي آخر، عن توجهات الحكومة لرفع الدعم عن المحروقات، أشار إمام وخطيب
جامع كرزكان الكبير الشيخ عيسى عيد، إلى أنه «إذا تم رفع الدعم عن النفط، فإن الأمر
سيمتد ليشمل بقية المواد المدعومة من الدقيق والدواجن واللحوم وبقية السلع, وعندئذ
تحل بالمواطن كارثة اقتصادية لا يستطيع تحملها».
واعتبر عيد أن «رفع الدعم عن المنتجات النفطية يعني بداية فرض نوع من الضريبة على المواطنين
تثقل كواهلهم, ولاسيما مع ارتفاع عدد السكان, بحسب الإحصائية الأخيرة وتفشي البطالة
وتدني الرواتب».
وبيَّن أن «الدولة لا تنفق على المنتجات النفطية الكثير, لأنها لا تشتري النفط من الأسواق
العالمية حتى يكلفها الكثير من الدعم, بل هو منتج محلي لا يحتاج إلى ذلك الدعم الكبير
الذي يضر بالموازنة العامة, بل إن ما تنفقه الدولة لاستخراجه وتصفيته يغطى من العوائد
الكبيرة عند بيعه».
وفي حين اعتبر عيد أن هذا القرار ليس صائباً، ذكر أن «العوائد والفوائد التي تحصل عليها
البحرين من المنتجات النفطية كثيرة جداً, نظرا لارتفاع سعر النفط عالميا, ولصغر البحرين
نسبة بالمنتجات النفطية، فمادامت هناك عوائد كبيرة لأي سلعة لا يؤثر ما تدفعه الدولة
كمصاريف لتلك السلعة على الموازنة العامة لأنه يغطى بالعوائد التي هي أكبر بكثير».
وقال إن «أول ما يهم الدولة عند رصد وتحديد الموازنة العامة هو البحث عن موارد لزيادة
إيراداتها، ورفع الموازنة العامة للتسهيل والتخفيف على المواطنين وزيادة الرفاه لهم,
والعمل على زيادة الدعم لكثير من السلع المهمة التي يحتاجها المواطنون».
الدول العربية وتعاطفها مع إسرائيل
وتحت عنوان موقف الدول العربية مع إسرائيل، في حادثة الحريق الأخيرة، انتقد إمام وخطيب
جامع عجلان الشيخ ناجي العربي «موقف بعض الدول العربية والإسلامية مع إسرائيل وتقديم
يد العون لها للسيطرة على الحريق الكبير الذي شب في جبل الكرمل».
وأوضح العربي في خطبته أمس أنه «لا يجوز شرعاً مساعدة المحتل الصهيوني وإغاثته فيما
نزل بهم لأنهم مغتصبون للأرض سفكوا دماء إخواننا في فلسطين»، مطالباً «بوقف أي إمداد
من دولنا للسيطرة على الحريق».
وأوضح العربي أن «تسامح الإسلام لا يكون مع من يظلم ويقتل الأبرياء ويكون مع من يستحق».
واستغرب من «موقف تركيا التي أرسلت طائرتين للمساهمة في إطفاء الحريق بعد أن عجز المحتل
الإسرائيلي في السيطرة على الوضع»، مذكراً «بالموقف التركي المشرف في أسطول الحرية
وكيف وقفت اسطنبول الموقف الصحيح أمام العدوان الإسرائيلي الذي ينبغي أن تحافظ عليه
وألا تتراجع عنه بمد يد العون لإسرائيل».
ودعا حكام العرب والمسلمين إلى «تجاهل أي دعوات أميركية لمساعدة إسرائيل في إطفاء الحريق»،
مؤكداً أهمية «الأمانة التي يحملها حكام المسلمين في أعناقهم تجاه القضية الفلسطينية
والدماء التي أسالتها إسرائيل».
وشدد العربي في حديثه على «ضرورة أن يتمسك المسلم بموقفه»، مبينا المنهج الإسلامي في
التعامل مع المغتصبين ورأي الشرع في معونتهم.
حقيقة الموت
وفي موضوع ديني، عن الموت وزوال الدنيا، اعتبر إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي
الشيخ عدنان القطان، أن الموت حقيقة قاسية، القلوب عنها غافلة، والعقول منصرفة، والهمم
منشغلة.
ودعا القطان، وهو يشير إلى قرب انتهاء العام الهجري، وبداية عام جديد، إلى أخذ العبرة
والعظة بما مر بأمة الإسلام من أحداث جسام، وما تعرض له الفلسطينيون في القدس، من التخريب
والتعذيب والإبعاد وسفك الدماء، وكذلك الظلم والقسوة في بعض الدول الإسلامية، مشيراً
إلى أنه «لابد من إدراك حقيقة الموت، والإسراع إلى التوبة والعودة إلى الله، والتقرب
إليه بالعبادة».
وأوضح أن الموت «حقيقة تتكرر كل لحظة، ونعايشها مرة بعد مرة، والناس سواءٌ أمام هذه
الحقيقة المسلّمة، إذ يواجهها الأبناء والآباء، والأقوياء والضعفاء، والأغنياء والفقراء،
والعامة والعلماء، وأهل الشجاعة والجبناء، يقفون منها موقفاً موحداً، ولا يستطيعون
لها حيلة، ولا يقدرون تجاهها دفعا ولا تأجيلا».
وأضاف «انها حقيقة النهاية والفناء والموت، الذي لا محيد ولا مفر من الاستسلام له،
ولابد لكل حي أن يسلّم بهذه الحقيقة»، مبيناً أن غفلة القلوب عن هذه الحقيقة أطال أمل
الناس فيها، فقد أشار إليها النبي محمد (ص)، في حديثه لصاحبه عبدالله بن عمر، فيقول
له «كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل».
وأكد أنه «لابد أن تستقر هذه الحقيقة في نفوس الناس استقرارا واستشعارا، حتى يكون لها
أثر عملي في حياة المسلم على الإقبال على الطاعة، والمبادرة إلى التوبة، وترك التسويف،
ويجب أن نتذكر هذه الحقيقة أبدا، وأن هذه الدنيا دار متاع وفانية، وأن الآخرة هي دار
القرار والبقاء». وأضاف «كأس الموت تتذوقه كل النفوس، وجرعته يحتسيها كل إنسان في هذه
الحياة».
وأثار عدة تساؤلات قائلاً: «أين الاتعاظ والاعتبار؟ جنائز نصلي عليها، وعشرات الموت
نشيعهم إلى القبور، وتزايد الوفيات من حوادث السيارات وموت الفُجأة والسكتات؟ فكم من
إنسان أمسى ولم يصبح، وكم من إنسان خرج من بيته ولم يعد له؟».
وقال القطان: «إننا في هذه الأيام نودع عاماً هجرياً، ونستقبل جديداً آخر، ولا ندري
هل نستكمله، أم يحول بيننا وبينه هادم اللذات»، موضحاً أنه «إذا أيقنا بأن مرور الأعوام
هو من أعمارنا، وأن الأيام مراحل تقربنا إلى الآخرة، فالأحرى بنا، ونحن بين عامين،
أن نستعد للموت وما بعده، بالتوبة إلى الله، والاعتبار والاتعاظ، وزيارة القبول».
وتابع «علينا السعي دائما والعمل على بر الوالدين وصلة الأرحام وبذل المعروف، وتطهير
القلب من الحسد، وأن تحافظ النساء على حجابهم».
واختتم إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي بالقول «يا من تلهون في دنياكم،
تذكروا هادم اللذات، ولنتصور نزول ملك الموت، ففي هذه اللحظات يندم المفرطون، ومن قضوا
عمرهم في معصية الله».
وفي سياق الموضوع نفسه، دعا إمام وخطيب جامع جدحفص الكبير الشيخ منصور حمادة، إلى «ترك
الغفلة والسِّنات، وترفَّعوا عن اللهو والهنات، وتدرّعوا بتقوى اللهِ فإنَّه أحسنُ
الزاد، وأحصنُ ما يتدرَّعُ به المؤمنُ ليومِ المعاد، ليؤمن من سخطِ وعذاب ربِّ العباد».
كما دعا حمادة إلى «التهيؤ إلى ما تحبّون في يوم القيام، يوم ينقسمُ الناسُ إلى ثلاثةِ
أقسام، فبناءً على صحة وفسادِ الاعتقادِ والعمل، ينبني حكمُ وعدالةُ اللهِ عزَّ وجل،
وقد أخبرَكم سبحانه عن ذلك اليومِ العظيم، وبشَّرَكم بما فيه مِن العطاءِ والتكريم،
وأنذرَكم مُحذِّرًا من عذابه الجسيم».
وأضاف «فليختر كلّ منّا لنفسه، مصيره بعد موته ورمسه، فقد منح اللهُ كلاً منّا الإرادة،
وعلَّمنا بواسطة وحيِه طُرقَ الشقاء والسعادة، وأقامَ حجتَه علينا ببيانِ ما أرادَه،
وبيَّنَ لنا عاقبةَ مَن اتقاه وأطاعه، وعاقبةَ مَن طغى وآثرَ هواه واتباعه».
الفرق بين الإنسان والنخلة
وتحت عنوان «العلاقة بين الإنسان والنخلة»، تحدث إمام وخطيب مسجد أبي بكر الصديق، الشيخ
علي مطر، قائلاً «ما هو وجه الشبه بين الإنسان المسلم وهو كائن بشري عاقل من بني آدم،
وبين النخلة التي هي من عالم النباتات والأشجار».
وأوضح مطر أن «هذه العلاقة تظهر في المثل النبوي الرائع، الذي ضربه النبي (ص)، ولا
يخفى أن ضرب الأمثال، فيه بيان وتوضيح وتقريب للمعاني إلى الأذهان وفوائد ودروس».
وأضاف «شبه الرسول (ص) النخلة بالمسلم في كثرة خيرها وبركتها ودوام ظلها وطيب ثمرها
ووجوده على الدوام، فإنه من حين يطلع ثمرها لايزال يؤكل منه حتى ييبس، وبعد أن ييبس
البسر ثم الرطب ثم التمر ودبس التمر، ويمكن تخزين التمر والانتفاع به مدة طويلة من
الزمن، فالتمر تقريبا غذاء كامل».
وذكر أنه «يُنتفع بالنخلة أيضا من خشبها وورقها وأغصانها، فيستعمل جذوعا وحطبا وعصيا
وحصرا وحبالا وأواني وغير ذلك، ثم ينتفع بالنوى علفا للدواب».
وأفاد بأنه «بصفة عامة فإن الإسلام وجه إلى العناية بالزراعة وغرس الأشجار بأنواعها
وخاصة المثمرة منها، وذلك لمنفعتها للبلاد والعباد والدواب، وهي عمار للأرض وحماية
للبيئة وزينة وجمال».
ودعا «من استطاع أن يغرس نخلة أو شجرة مثمرة في بيته فليفعل، فإنها له صدقة وأجر في
حياته وبعد موته».
وأشاد مطر بجهود وزارة شئون البلديات والتخطيط العمراني في غرس النخيل والتشجير، آملاً
في أن تستمر تلك الجهود وتكثف، وتدعم وتشجيع المواطنين وأصحاب المزارع، ورصد الجوائز
والحوافز للمزارع المنتجة، لتساهم بذلك في دعم الأمن الغذائي، لتوفير الغذاء الضروري
وقت الأزمات».
--------------------------------------------------
الغريفي لـ «النواب»:
تحمَّلوا الأمانة وناقشوا التمييز والتجنيس والفساد المالي والإداري
دعا عالم الدين السيدعبدالله الغريفي النواب الجدد، إلى وضع أوضاع المواطنين المعيشيّة
والسكنيّة في قائمة أولوياتهم، وأوضاع العاطلين والباحثين عن العمل وأوضاع البؤساء
والمحرومين، وتحمّل الأمانة بصدق، ومناقشة الملفات المهمة كـ «التمييز، والتجنيس، والفساد
المالي والإداري».
وقال الغريفي، في كلمة له مساء يوم أمس الأول (الخميس)، إن الشعب ينتظر من النواب أن
يفتحوا ملف التمييز، «فهو ملّف لم يفتح في الفصلين التشريعيّين السابقين، على رغم محاولة
كتلة الوفاق تحريكه، إلا أنّ إصرار السلطة، وإصرار النّواب الآخرين، أبقى هذا الملف
مغلوقًا، وإذا استمر هذا الإغلاق فسوف يقود ذلك إلى نتائج وخيمة».
وأضاف «كما يتطلع الشعب إلى أن يناقش النواب ملف التجنيس، لما يحمله هذا الملّف من
تداعياتٍ خطيرةٍ على أمن هذا البلد واستقراره، ووحدة نسيجه السكاني والاجتماعي، وهذا
الملف هو الآخر لم يتحرك بالحجم المطلوب».
واعتبر أن «من بين الملفات أيضاً، ملف الفساد المالي والإداري، وهو حساس، لا يجوز التهاون
فيه»، مبيناً أن «الفساد الإداري والمالي ينخر في مؤسسات الدولة بشكلٍ مرعب، فهل يملك
النواب الجرأة والشجاعة في أن يقاربوا هذا الملف حمايةً لهذا البلد من كل أشكال العبث
والفساد».
وتابع «أيضاً ملف التعذيب، ونحن لا نريد أن نتدخل في شأن التحقيق، وفي شأن القضاء،
إلا أن ما سمعناه من كلمات المتهمين أمام المحكمة، وما أكده عددٌ من المحامين، وما
اشتهر على الألسن من وجود تعذيبٍ شرسٍ جدًا، وإن صح هذا فالمسألة في غاية الخطورة،
فهذا يشكِّل انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان، ولكلّ ما أثبته الدستور والميثاق».
وقال «من هنا يأتي دوركم أيها النواب في أن تمارسوا مسئوليّاتكم في متابعة هذا الموضوع
بكل صدقٍ، ونزاهة، وجرأة، إذا كنتم أمناء على كرامة المواطنين، وحراسة القوانين»، مشيراً
إلى أن «وظيفة النواب أن يراقبوا أداء الحكومة، وممارسات السلطة، وأن يحاسبوا كل ما
يصدر عن المؤسسات والأجهزة الرسمية، هذه هي مهمة ومسئوليات البرلمانات في العالم إلى
جانب مهمته التشريعات وإصدار القوانين، أنه من الخيانة للوطن والشعب والقانون أن يداهن
النواب السلطة فيما يصدر عنها من أخطاء ومخالفات، وتجاوزات، إذا توفرت الأدلة على ذلك».
وبيَّن الغريفي أن «الشعب ينتظر منكم أيها النواب، خطوات صادقة وجريئة في إصلاح العملية
السياسية، التي مازالت مصابة بالعجز والإعاقة، فعملية سياسية لا تملك دستورًا تعاقديًّا،
ولا تملك برلمانًا كامل الصلاحيات، ولا تعبِّر عن شراكةٍ حقيقيّة، هي عملية غير سليمة».
وأضاف «لابد من إعادة النظر في مجمل العملية السياسية من أجل إنتاج الثّقة لدى الناس،
فالجميع من المشاركين والمقاطعين يطمحون إلى مشروعٍ سياسيٍّ جادٍ وحقيقي».
وخاطب الغريفي النواب قائلاً «يجب أن تمارسوا مسئولياتكم بصدقٍ وإخلاص، وجرأةٍ في إصلاح
الواقع السياسي الخاطئ، وإنّه لخيانة لهذه المسئوليات أن يتخلى النواب عن واجبهم في
تصحيح العملية السياسية»، مشيراً إلى أنه «لم يعطكم الشعب كلمته من أجل أن تكرسوا واقعًا
سياسيًا خاطئًا، يجب أن تكونوا الأمناء، وأن تكونوا الأقوياء في قول الكلمة الجريئة
التي لا تداهن، ولا تساوم، ولا تخون».
وأكد «ضرورة أن تكون السلطة مع خيار الشعب ونوابه في الدفع بالعملية السياسية نحو الاتجاه
الصحيح، وإلا فسوف يبقى الواقع السياسي يتحرك في مساراته الخاطئة، وهذا يفرض أن تعترف
السلطة بوجود خللٍ في العملية السياسية، أما إذا أصرّت السلطة على تبرئة هذه العملية
من النواقص والأخطاء فهذا لا يخدم الممارسة السياسية، ولا يصحح مساراتها».
كما ذكر عالم الدين الغريفي أن «الشعب ينتظر من النواب معالجة جادة لأوضاعه المعيشية
والسكنية، فالكثير من أبناء هذا الشعب يعيشون أوضاعًا معيشية وسكنية صعبة جدًا»، لافتاً
إلى أن «هناك محاولات لمعالجة الوضع المعيشي والسكني إلا أنها محاولات لا ترقى إلى
مستوى التصدي الحقيقي للتعاطي مع هذه الأزمة التي تحاصر الكثير من أبناء هذا الوطن».
وأردف «في حين يملك أشخاص متنفّذون، وأثرياء المساحات الشاسعة، لا يجد المواطن البائس
المحروم بضعة أمتارٍ تؤويه، وتؤوي عائلته، وأطفاله، وفي حين تتكدّس الأموال في حسابات
الأثرياء الكبار والصغار، لا يجد المواطن البائس المحروم لقمة عيش يسد بها رمقه، ورمق
عائلته، وأطفاله، ولا يجد لقمة قماشٍ يواري بها جسده، وجسد زوجته، وأطفاله».
واعتبر الغريفي أن «مسئولية الدولة أن توفر فرص العمل لكل القادرين العاطلين، ومما
يؤسف له أن نجد في هذا البلد أعدادًا كبيرة من العاطلين، وفيهم حملة شهادات عليا، وأصحاب
كفاءات متقدمة، في حين تستورد الدولة من الخارج من يملأ شواغر المؤسسات، وفي البلد
من يملك تلك الكفاءات وأكثر».
فيروز: ارتفاع أسعار المحروقات
يناقض مادتين في الدستور
خلاف
دستوري حول حق مجلس النواب في طلب وزيري المالية والنفط لمناقشة أسعار البنزين!!
نواب:
استجواب «كل الحكومة» إن رفعت الأسعار