البحرين - جريدة أخبار
الخليج- السبت 1 يناير 2011 الموافق 26 محرم 1431هـ
حوارات حول سن
التقاعد (2) متقاعد: رفع سن التقاعد كارثة للمتقاعدين وآخرون يطالبون بخفضه
أجرى الحوار: مكي
حسن
في متابعة لملف سن التقاعد الساخن هذه الأيام، وكما وعدناكم في الحلقة الأولى ان
نتابع مع شريحة اجتماعية أخرى، حوار هذه المرة مع عدد من المواطنين البسطاء منهم من
تقاعد ومنهم من ينتظر على سجية ومنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر.
مع التأكيد هنا ان سن التقاعد في مملكة البحرين يبدأ في عمر 60 سنة، وامكانية
التقاعد المبكر في حالات معينة لكنها مشروطة باستكمال خدمة عدد من السنوات، وعلى
أية طرح في الآونة الأخيرة أمران : الأول يرجح رفع هذا السن الى 62 ومنهم من طرح
الى 65 سنة، والثاني: رأي مغاير يطلب بتخفيض هذه المدة وخاصة بالنسبة للعنصر
النسائي لاعتبار إنسانية خاصة بهذه الفئة من المجتمع.
فماذا قال من تم اللقاء بهم ؟.. وهل رفع العمر يسد أبواب العجز الاكتواري الذي
تتعرض له الهيئة العامة للتأمينات الاجتماعية؟ هذه خلاصة أراء، ربما تتفق وربما لا
تتفق مع رأي المسئولين مع العلم ان بعض المهن ليس فيها ممانعة للعمل بعد عمر
الستين، فنرجو العذر لأن الهدف من هذا الحوار هو تسليط الضوء على هذا التوجه
الجديد، وليس حبا في الإثارة والتصيد.
وقال المواطن راشد سند: رفع سن التقاعد يعتبر كارثة، فسألناه لماذا ؟ فأجاب متسائلا
: كم من المواطنين اليوم هم بصحة وعافية عند عمر 60 سنة، ألا تلاحظ أن معظم
المتقاعدين دايخين، وأكد ان عمر 60 سنة هو الأنسب.
وأضاف محدثنا، انه كلما تقاعد عدد اكبر من المواطنين ، فتحنا الأبواب لأناس جدد في
ساحة العمل والتوظيف سواء في وزارات الدولة او المؤسسات الخاصة ولاسيما في ظل وجود
دماء جديدة تتخرج كل عام وبحاجة الى وظائف، وفي أجواء استخدامنا للتكنولوجيا، لأنها
تقلل من عدد المستخدمين والموظفين والعمال.
ومن جهة أخرى ذكر المواطن (محمد باقر) ويبلغ من العمر 63 سنة أنه مع تخفيض سن
التقاعد وليس رفعه الى عمر 62 أو 65 سنة وذلك بناء على الوضع الصحي الذي يكون فيه
المتقاعد بعد وصوله عمر 60 سنة.
ولفت نظرنا الى ان المنطقة مشحونة بالسموم نتيجة للحروب التي شهدتها والقنابل التي
ألقيت، صحيح أنها ألقيت في العراق والكويت وإيران لكننا لسنا بعيدين عن هذه الأجواء
مع العلم انه لو عمل إحصائية حول مدى صحة المتقاعدين بعد عمر 60 سنة، لكانت النتيجة
ان أمراض القلب والسكري والضغط والسيكلر وغيرها هي المحصلة النهائية، فبالتالي، أنا
ارى ان رفع عمر المتقاعدين الى اكثر من 60 سنة هو إجحاف في حق المواطن.
وشارك في الحوار مواطن آخر يعمل مديرا في احدى المؤسسات، طالبا عدم ذكر اسمه، وقال:
في الولايات المتحدة، نجد ان راتب التقاعد مضمون، ويستخدمون أموال التقاعد في
استثمارات لا تمثل تذبذبا في قيمتها، وإلا فالخاسر الوحيد هو المواطن، لذا نجد
خلافا هذه الأيام بين (الحزب الجمهوري والحزب الديمقراطي) في أمريكا حول هذه
القضية.
وأكد اهمية ان تستثمر مبالغ التأمين والتقاعد في برامج مستقرة شرط ألا يكون اصحاب
هذه المؤسسات أناس طماعين محبين للفلوس بشراهة من دون اعتبار لمن أودع هذه المبالغ
لديهم.
وتابع، ان السؤال الذي يبرز في هذا الصدد : هل نستطيع ان نثق في المؤسسات المالية
الاستثمارية سواء كانت مصارف او أسهم في السوق المالية في البحرين مما يغرينا ان
نستثمر أموالنا (مبالغ التقاعد) في هذه السوق أم لا؟
واضاف أننا يمكن ان نستثمر أو نثق إذا توافر ضمان من الحكومة لهذه المؤسسات، وإلا
فالمواطن في هذه الحالة يخوض غمار أمر لا تحمد عقباه.
ولم ينس ان يشير هنا الى ان المتقاعد الذي يتسلم على سبيل المثال راتبا شهريا
عاليا، لا يتسلمه بعد عمر الستين، وهذا يحتم عليه ان يغير من نمط حياته ويقنن من
مصاريفه، وإلا دخل في معمعمة الإفلاس.
وسالناه، اذن هل تقترح ان على المواطن ان يستعد للمستقبل منذ بداية عمله على طريقة
المثل (القرش الابيض لليوم الأسود)، فقال : بالتأكيد إذا توجه المواطن إلى الادخار
ولو (بمبلغ بسيط) مع راتب التقاعد، فالامر لايختلف عليه كثيرا، وعليه أن يحتاط لهذه
المرحلة، فالفرق كبير بين ما قبل وبعد التقاعد.
كما شارك في الحوار،المواطن (جاسم محمد) وهو مازال في مطلع الخمسين من العمر، وأحيل
إلى التقاعد لإصابات عمل حيث كان يعمل في شركة ألبا، وهو الآن يعمل في مؤسسته
الخاصة، فحينما سألناه عن سن التقاعد، وهل أنت مع أم ضد، أشاح نظارته عن وجهه،
واعتدل في وقفته، وعقب بالقول: ان التقاعد بعد اكثر من 60 سنة، لايصلح للمواطن
البحريني، لأن مابعد ذلك سواء صحيا او ماليا، فحال المتقاعد متضعضع.
ثم استرخى قليلا، وواصل القول كاشفا اللثام عن أنه يعرف عددا من المتقاعدين من شركة
ألبا ممن احيلوا إلى التقاعد، لايزيد على سنتين، ثم انتقلوا الى الرفيق الأعلى..
لماذا ؟ لأن الوضع الصحي "تعبان"، فما بالكم لو بقوا يعملون اكثر؟.. وأخيرا، هناك
أراء أخرى لا تخرج عما قيل من تصورات في هذه اللقاءات.. لذا نعتذر عن ذكرها