البحرين - جريدة
الايام- السبت 16 رجب 1432 الموافق 18يونيو2011
العدد 8104
مكافحة المخدرات (1)
بمناسبة اليوم العالمي للمخدرات الذي يوافق 26 يونيو
من كل عام، وضمن خطة وزارة الداخلية لمكافحة المخدرات، فإن عمود الثقافة الأمنية
سيولي موضوع المخدرات الاهتمام من خلال عدة مقالات متتالية تمتاز بالبساطة؛ لتنمية
الوعي لدى المواطنين والمقيمين بخطورة مشكلة تعاطي المخدرات.
تعاطي المخدرات مشكلة عالمية تعاني منها كافة الدول بصور مختلفة، وهي من الموضوعات
القليلة التي تجتمع الآراء حول شدة خطورتها، وهي من الأمور المتفق على تأثيرها
السلبي على الجميع، فعلى الرغم من اختلاف الأديان والأوطان والملل والعقائد
والطوائف والأحزاب إلا أن الجميع يتحد ضد هذه الآفة، بل إن مكافحتها واجب ديني
وأخلاقي ووطني، ولا يتوقف الأمر على المكافحة فقط وإنما ينبغي أيضًا الإرشاد عن
المعلومات التي تفيد في وقف انتشار المخدرات، وموضوع اليوم سيخاطب أولياء الأمور
والأسر المختلفة ليتمكنوا من اكتشاف المشكلة -لا قدر الله- قبل تفاقمها لدى أبنائهم
أو إخوانهم أو أخواتهم، فتعاطي المخدر ينتهي غالبًا إلى إدمانه وإدمانه يهدد ضحاياه
المباشرين وغير المباشرين بأخطار فادحة، فالمخدر يُتلف تدريجيًا مداركهم وينتهي
بعدد كبير منهم إلى الجنون أو الانتحار أو السجن.
وهناك دلائل تشير إلى التعاطي، والواقع يقر أن تعاطي المخدرات يحدث أسوأ الأثر في
المدمن فتراه عصبي المزاج لا يتحمل الضغط العصبي الناتج من المشاكل الحياتية، ويميل
للانزواء والتقوقع وقد ينهار عاطفيًا، ويفقد الإحساس بالمسؤولية الاجتماعية أو
العائلية أو الزوجية، كما أكدت جميع الدراسات العلمية أن المتعاطي يتميز بضعف
الإرادة والميل إلى اللامبالاة ويبتعد عن الدراسة ويكره العلم والعمل، فضلاً عن أن
ولي الأمر يمكن أن يلاحظ تدهور صحة ابنه وقد يتأخر بعض أولياء الأمور في اكتشاف هذه
الأمور الخطيرة وبالتالي يتحول الشخص من متعاطي إلى مدمن يصعب علاجه، فالإدمان هو
الخراب والدمار ولذا ننبه أولياء الأمور إلى ضرورة ملاحظة وجود آثار تدل على
الإدمان وهي اضمحلال جسم المدمن وشحوب وجهه وتغير في طريقة مشيته وضعف أعصابه،
والمدمن يستنفد مصروفه اليومي أو الأسبوعي بشكل سريع أما في مرحلة متأخرة من
الإدمان فإن المدمن يلجأ إلى ارتكاب جرائم جنائية يعاقب عليها القانون بعقوبات
شديدة دون أدنى إرادة لأن المدمن هدفه هو شراء المخدر سواء حصل على المال بالسرقة
أو الاحتيال أو النشل أو بأية طريقة أخرى.