جريدة أخبارالخليج العدد :
١٥٣٩٥ - الأحد ١٧ مايو ٢٠٢٠ م، الموافق ٢٤ رمضان ١٤٤١هـ
«كورونا»
يرفع الإقبال على التجارة الإلكترونية والمحلات التجارية
مع تمدد فيروس كورونا، وما ترتب عليه من إجراءات
احترازية ووقائية، ودعوات إلى التباعد الاجتماعي، اتجهت أغلب القطاعات والمحلات إلى
البيع إلكترونيًا عبر التطبيقات المختلفة، وعلى الرغم من توفر هذه الخدمة سابقًا،
إلا أنها لم يكن استخدامها شائعًا عند جميع المحلات التجارية والقطاعات، التي اضطرت
اليوم إلى تفعيل البيع إلكترونيًّا ما أدى إلى تغيير النمط الاستهلاكي للفرد.
وأكد عدد من المختصين والاقتصاديين لـ«بنا» أن فيروس كورونا «كوفيد19» أحدث تأثيرًا
كبيرًا على المجتمع البحريني في شكل ونمط التسوق بالتوجه نحو منصات ونوافذ البيع
الإلكترونية وهو ما شجعت عليه وزارة الصناعة والتجارة والسياحة، من أجل تنشيط
الحركة التجارية على كل المستويات وأصبحت التجارة الإلكترونية واحدة من الحلول
المجدية في زمن كورونا.
وفي هذا السياق، قال الدكتور جاسم حاجي الخبير التكنولوجي ورئيس جمعية الذكاء
الاصطناعي: «تعدُّ مملكة البحرين من الدول المهتمة في مجال التكنولوجيا فهي ذات
تاريخ في البنية التحتية والحوسبة السحابية والتكنولوجيا المالية والفنتك
والتحويلات غير النقدية بالإضافة إلى الإبداعات الذكية. كما أنها مزودة بأحدث
التقنيات التي تخولها للعمل في هذا المجال. لذلك هذه النقلة التقنية لا تشكل صعوبة
على مملكة البحرين بالأخص من ناحية التجارة الإلكترونية».
ولفت الدكتور حاجي إلى أنه في ظل الظروف التي نعيشها حاليًا في مملكة البحرين
والعالم، أصبح من الصعب على الأفراد ممارسة حياتهم اليومية بطريقة طبيعية كما كانت
في السابق، ولكن لعل وجود الوعي التقني لدى المجتمعات سهَّل هذه العملية بشكل كبير،
فنحن نرى الإقبال الكبير على المواقع التجارية الإلكترونية والمحلات التجارية التي
أصبحت توفر خدمات إلكترونية تسهل على الأفراد سهولة التسوق عبر المواقع الإلكترونية
بالإضافة إلى خدمة التوصيل، ولعل من أهم هذه المواقع «أمازون» و«آي هيرب» وغيرها من
المواقع الأخرى.
وأوضح أن الخدمات الإلكترونية لا يقتصر على المحلات التجارية فقط وإنما على الخدمات
الحكومية والمستشفيات وغيرها من الخدمات التي تقدم تسهيلات للأفراد مع الحفاظ على
التعليمات الوقائية، وقد أثبتت بعض الإحصائيات العالمية أن مستلزمات الأطفال ارتفعت
بمعدل 273% والمأكولات 26% وألعاب الأطفال والألعاب الإلكترونية 93%.
من جهته أكد الخبير الاقتصادي الدكتور أكبر جعفري، أن التجارة الإلكترونية مع
انتشار فيروس كورونا «كوفيد 19» سرَّع عجلة المستقبل بالتوجه نحو التعامل عن بعد
عبر الأدوات الإلكترونية، فهي ظاهرة جيدة جدًا وحميدة بالنسبة إلى الاقتصاد حيث
يوجد شراء أكثر، وإنتاج أكثر، واستهلاك أكثر.
وقال جعفري: إن «مستقبل التجارة الإلكترونية واضح ونراها في الأزمات، ونحن في مملكة
البحرين لدينا شبكات إلكترونية متطورة وفعالة منذ زمن، كما أن الشعب البحريني يتقبل
التطور في المجال التكنولوجي ويتعايش معه».
وأضاف «أننا خلال الفترة نترقب أحداثا جديدة في مجال التطور الافتراضي، أي زيادة
الطلب على الشركات ما يقارب 35% إلى 85%، كما نجحت الشركات على تلبية الاحتياجات
التعليمية حيث ارتفع الطلب إلى حوالي 85%، أما المطاعم وشركات التوصيل فقد ارتفعت
35%».
من جانبه أكد الرئيس التنفيذي لشركة اتصالكوم راشد عبدالله آل سنان «أن الكثير من
المستهلكين أصبحوا يستخدمون المنصات الإلكترونية لأنها الخيار الأمثل في هذه الظروف
التزاما بمبدأ السلامة، في ظل ما تقوم به الدولة من جهود جبارة للحد من تداعيات هذه
الجائحة»، وقال إن دور الشركات التقنية يتمثل في تسخير التقنيات للاستخدام الأمثل
من قبل المستهلك، وأضاف أن التجارة الإلكترونية أصبحت واقعا سوف يستمر حتى بعد
انتهاء هذه الجائحة كونها مجدية للتاجر والمستهلك.
من جهة أخرى، نشر مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة «دراسات»،
تقريرا حول استخدام التكنولوجيا في ظروف فيروس كورونا «كوفيد 19»، بين أن سوق
التجارة الإلكترونية العالمية شهدت انتعاشا، حيث أفضت الإجراءات الصحية التي
اتخذتها العديد من الدول لمواجهة تفشي كورونا إلى تحول المستهلكين إلى الشراء عبر
الإنترنت، وبالتالي زيادة المبيعات في المنصات التجارية العالمية، وزيادة الطلب على
الخدمات الإلكترونية، كالإنترنت المنزلي والبث الترفيهي للأفلام والمسلسلات على
مستوى العالم.